الأسرار أمر حيوي وضروري بالنسبة للكنيسة، كما قلب، هي ممارسة للفكر الإنجيلي المفرح، وتمتع بالنعمة الإلهية وعمل الروح القدس في كنيسة المسيح حتى يرتفع الكل إلى حضن الآب.
في اختصار أود تقديم الخطوط الرئيسية لمفهومنا لكل سر:
1- في طقس سر المعمودية القبطي يظهر بوضوح خَطَّان رئيسيان هما جحد الشيطان وقبول عمل الله... بمعنى آخر في سر المعمودية ينتقل المؤمن من البنوة للشيطان بالخضوع لأعماله إلى البنوة لله؛ يجحد ملكوت إبليس ليتقبل في داخله ملكوت المسيح، ينتقل من الغرب حيث الظلمة إلى الشرق حيث شمس البر.
في هذا الطقس تسلم الكنيسة المعمد حديثا للإشبين بوصايا حازمة، حتى يشعر بالمسئولية نحو تقديم الحياة الإنجيلية الكنسية له.
تصر الكنيسة القبطية على التغطيس -إلا في حالات الضرورة القُصْوَى كالمرض الشديد- لتؤكد دفن المعمد مع السيد المسيح وقيامته للتمتع بالحياة المقامة الجديدة (بو 6: 4-6).
2- طقس الميرون: يدهن الجسد 36 رشمًا علامة تقديس النفس والجسد معًا، فيصير الإنسان بكليته هيكلًا للروح القدس. كل الأعضاء -حتى التي تبدو بلا كرامة، تدهن بالمسحة المقدسة إذ ليس في الإنسان عضوًا نجسًا أو معيبًا.
لبس الثياب البيضاء الجديدة (وفي القديم لبس إكليل) يشير إلى التمتع بعربون الحياة السماوية النقية المكللة.
3- في طقس التوبة والاعتراف: يشعر الكاهن مع المعترف إنهما معًا تحت قيادة روح الله القدوس الذي يبكت على خطية ويمنح المغفرة من أجل الشركة مع الثالوث القدوس.
لا يخجل المؤمن من كَشْف ضعفاته في حضرة أبيه الذي يهتم بخلاصه، والذي يشعر أنه شريك مع أبنائه في الضعف.
4- في سر الأفخارستيا، تعيش الكنيسة كما في السماء، خلال الذبيحة الواحدة غير المتكررة، الحية والواهبة الحياة، الحاضرة. في هذا السر تجتاز الكنيسة طريق الجلجثة منطلقة نحو السماء تحمل ذبيحة مخلصها القادرة أن تفتح أبواب السماء، وترد البشر إلى أحضان أبيهم السماوي.
في سر الأفخارستيا تتقدم الكنيسة بكل طلباتها عن أبنائها، بل وعن العالم كله، لأجل خلاص البشرية، وتدبير حياتهم على الأرض... إذ نجد قلب الله متسعا بالحب وأذنيه مصغيتين لطلبتها.
5- في سر مسحة المرضى، ترتبط البركات الروحية بالزمنية معًا، فينال المريض غفران خطاياه مع شفائه من المرض النفسي والجسدي.
6- في سر الزواج يهتم الطقس بإعلان الإكليل السماوي، ليرفع قلوب كل الحاضرين إلى العرس الأبدي، ويدرك العروسان إن حياتهما الزوجية ظل لكنيسة السماء.
7- في سر الكهنوت ينال الشخص نعمة الكهنوت ليغسل أقدام شعب الله لا بنفسه لأنه غير مستحق خدمتهم، إنما بالسيد المسيح خادم البشرية لخلاصهم... فيه ينال الكاهن أبوة ليس له فيها فضل، إنما هي عمل أبوه الله فيه، فيقول مع القديس يوحنا: "يا أولادي" (1 يو2: 1)، ومع الرسول بولس: "لأني أنا ولدتكم في المسيح" (1 كو 4: 15).
إذن الأسرار في مجمل طقوسها تطلب خلاص الإنسان وبنوته، وترفعه إلى الحياة السماوية ليأكل خبز الملائكة وينعم بشركة الأمجاد الأبوية، هي متعة ببركات الإنجيل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/n93mg8g