على ظهر السفينة جلس ثمانية شبان يترقبون مجيء زميلهم التاسع بقلقٍ شديد، فإنهم يكونون فرقة تمثيل تقوم بعرض تمثيلية على ظهر السفينة.
إذ بدأت السفينة تتحرك قال أحدهم: "ما العمل؟ لقد سهرنا الليالي في عمل البروفات، واشترينا ملابس وأقنعة ثمينة مع كل أدوات العرض. هوذا كل تعبنا يضيع هباء!"
قال آخر: "يستحيل القيام بالمسرحية دون هذا الأخ، فإن دوره رئيسي، يُمثل شابًا يحمل حيوية...
صمت الكل قليلًا، ثم قطع ثالث هذا الصمت صارخًا: "وجدتها! وجدتها!"
ضحك الكل في سُخرية، وقال أحدهم: "ألعلّك أرشميدس؟! Archimedes"
عاد الشاب يقول: "لقد التقيت بشخصٍ على ظهر السفينة أظن أنه قادر على القيام بدور الشاب التاسع. إنه سيُقدمه في روعة. ستنجح المسرحية حتمًا!
التقى هذا الشاب بالشخص الذي تحدث عنه وقدَّم له دور الشاب الغائب. وبالفعل في مساء اليوم التالي قُدم العرض، وانسجم كل أعضاء الفرقة معًا، كما دُهش المسافرون من أجل العرض الرائع المتقن.
انتهت المسرحية وأُغلق الستار وسط تصفيق المشاهدين الحار وتعبيراتهم عن إعجابهم الشديد.
رُفع الستار مرة أخرى لكي يتعرف الجمهور على الشخصيات التسعة. وكم كانت دهشة الممثلين والمشاهدين حينما رَفع التاسع عن وجهه القناع ليجدوه شيخًا تعدّى السبعين من عمره. لم يُصدق الكل عينيه. أما هو فقال لهم:
"يا أولادي...
إن الشباب هنا مقيم في مكانٍ أمين.
إنه في أعماق قلبي،
لن يستطيع أحد أن يغتصبه مني!
ولا يقدر الموت أن ينتزعه عنّي!"
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Strange Fellow.
تذكرني هذه القصة بالعبارة التي كثيرًا ما كان يُرددها أبونا المحبوب بيشوي كامل: "المسيحي لا يعرف الشيخوخة!" فالمسيحي ينعم دومًا بعمل الروح القدس الذي يجدد مثل النسر شبابنا.
* ليعمل روحك الناري في أعماقي،
فيزيدني الزمن خبرة السماء التي لا تخضع للزمن!
أحيا بك شابًا،
فلا يعرف اليأس له موضعًا فيّ!
بل أنعم برجاء مفرح لا ينقطع.
* أطفال كثيرون حطمتهم الشيخوخة الهزيلة.
وشيوخ كثيرون يعيشون بروح الشباب المفرح!
هب لي قلب شاب متهللًا بك.
هب لي ذاتك يا سرّ حياتي وبهجة قلبي!
_____
* بتصرف عن مجلة البستان: كنيسة مارمرقس بواشنطن، إبريل 1986.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/r3b3qcr