وتظهر هذه المناظرة بين السماويات والماديات في وقوفنا أثناء الصلاة متجهين نحو الشرق، حيث تشرق الشمس، ليس لأن الله ساكن هناك فقط نابذًا الأماكن الأخرى في العالم بل لأن اتجاه أجسادنا الأرضية نحو أعظم الأجسام سموًا (الشمس) يهيئ العقل للاتجاه نحو الله الأسمى من طبيعته.
إن هذه الطريقة مناسبة جدًا في جميع مراحل العبادة كما هي مفيدة في درجتها العالية، إذ تؤهل عقول الكبار والصغار لإدراك الله. فالذين لا زالوا يدركون الجمال المنظور دون أن يكون في مقدرتهم إدراك جمال الأمور السماوية، هؤلاء يلزمهم التمييز بين السماء والأرض، حتى يصبح تفكيرهم سليمًا. فلو اعتقدوا أن الله الذي يفكرون فيه بصورة مادية في السماء أكثر منه في الأرض، ففي المستقبل متى تعلموا أن الروح ينبغي عليها أن تتعدى حدود الأجسام السماوية، حينئذ سيبحثون عن الله في الروح وليس في جسم منظور (السماء). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بعد ذلك يستطيعون التمييز بين أرواح الخطاة وأرواح الأبرار. لأنه سبق لهم أن ميزوا بين السماء والأرض. وبذلك يستطيعون أن يطلبوا الله بإيمان قويم أو عقل راجح بكونه في أرواح الأبرار عنه في أرواح الأشرار.
على ذلك يفهم القول "الذي في السماوات" على أنه "قلوب الأبرار أي في هيكله". فيرغب المصلي أن يسكن الله فيه أيضًا. فيجاهد لأجل سكنى الله في قلبه بصنعه البر، الأمر الذي يجذب الله ليسكن في روحه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p8s3s9a