طوبى لكم إذا عيَّروكم وطردوكم، وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات.
هكذا يقول الرب، ليعلم المسيحي بالاسم، أي الذي يبحث عن ملذات هذا العالم وغنى هذه الأمور، إن سعادتنا داخلية، كما قيل عن الكنيسة بلسان النبي: "جميع مجدها في الداخل" [(مز13:45) الطبعة الكاثوليكية - أما البيروتية فهي "مجد ابنة الملك في خدرها"]. فقد وعد الرب بالتعيير الخارجي والطرد والاحتقار، إلا أن لهذه الأشياء جزاءً عظيمًا في السماوات، يشعر بها الذين يحتملونها هاتفين مع الرسول "نفتخر أيضًا في الضيقات عالمين أن الضيق ينشئُ صبرًا والصبر تزكية والتزكية رجاءً والرجاءُ لا يُخزِى لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا" (رو3:5، 5). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). واحتمال هذه الأتعاب المفيدة ليس بالأمر الهين، ولكن احتمالها من أجل المسيح لا يكون بفكر هادئ فحسب بل وبفرح أيضًا.
كثير من الهراطقة الخادعين للنفوس تحملوا أتعابًا كثيرة كهذه إلا أنهم حرموا من الجزاء، لأنه لم يقل "طوبى للمطرودين" فقط بل أضاف "لأجل البر" فحيث لا يوجد إيمان قويم لا يوجد بر، لأن البار بالإيمان يحيا (رو17:1).
ولا ينبغي أن يظن المنقسمون أن لهم هذا الجزاء، لأنهم يشبهون الهراطقة، وحيث هم بلا محبة فهم بلا بر، لأن "المحبة لا تصنع شرًّا للقريب" (رو10:13) فلو كانت لديهم محبة لما مزقوا جسد المسيح الذي هو الكنيسة إلى أجزاء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/dyyzjm9