[أكل مخلصنا مع تلاميذه الفصح في ليلة الرابع عشر المحفوظة. وضع لتلاميذه بالحق علامة الفصح. وبعد أن خرج يهوذا من عندهم، أخذ خبزًا وبارك وأعطى تلاميذه، وقال لهم: "هذا هو جسدي. خذوا كلوا منه كلكم"...
قبل أن يُقبض على ربنا قال هذه الكلمات، ثم قام ربنا من المكان الذي أقام فيه الفصح، فأعطي جسده ليؤكل ودمه ليُشرب، وذهب مع تلاميذه إلي المكان الذي سيُقبض فيه عليه، فمن أكل جسده وشرب دمه يُحسب من الأموات [92].]
[قال مخلصنا: "كما كان يونان بن أمتاي في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض" (راجع مت 12: 40). فمن الوقت الذي وهب فيه جسده ليؤكل ودمه ليُشرب، هذه هي الأيام الثلاثة والليالي الثلاث.
فقد كان ليل حين خرج يهوذا من عندهم وأكل التلاميذ الأحد عشر جسد مخلصنا وشربوا دمه. إذًا هناك الليلة التي بها تضيء الجمعة، وحتى الساعة السادسة التي فيها أدانوه. ها نهار واحد وليلة واحدة. وثلاث ساعات كان فيها ظلام، من الساعة السادسة إلي الساعة التاسعة، وثلاث ساعات بعد الظلمة. ها نحن أمام نهارين وليلتين. والليلة الكاملة التي يضيء السبت ونهار السبت كله. فتمت لمخلصنا الإقامة بين الأموات ثلاثة أيام وثلاث ليال، وفي فجر الأحد قام من بين الأموات [93].]
[فصح اليهود هو اليوم الرابع عشر بليله ونهاره. وفصحنا هو يوم الآلام العظيم، يوم الجمعة الخامس عشر بليله ونهاره.
بعد الفصح أكل إسرائيل الفطير سبعة أيام حتى اليوم الحادي والعشرين من الشهر، ونحن نحفظ الفطير كعيد مخلصنا.
هؤلاء أكلوا الفصح على أعشاب مرة، ومخلصنا رذل كأس المرارة هذه وانتزع كل مرارة الشعوب حين ذاقها، ولم يرد أن يشرب.
يذكر اليهود خطاياهم زمنًا بعد زمنٍ، ونحن نتذكر صلب مخلصنا وإهانته.
بالفصح خرج هؤلاء من عبودية فرعون، ونحن في يوم الصلب نخلص من عبودية الشيطان.
هم ذبحوا حملًا من القطيع، وبدمه نجوا من المفسد، ونحن خلصنا بدم ابن مختار من أعمال الفساد التي عملناها.
كان لهم موسى قائدًا، ونحن لنا يسوع هاديًا ومخلصًا.
شق لهم موسى البحر وأجازهم، وأما مخلصنا فشق الجحيم وحَّطم أبوابه، ودخل إلي الداخل وفتحها. ورسم الطريق أمام كل الذين يؤمنون به.
وهبهم موسى الماء من الصخرة، وأجرى لنا مخلصنا الماء الحيّ من صدره.
وعدهم موسى بأرض الكنعانيين ميراثًا، ووعدنا ربنا بأرض الحياة ملكًا.
رفع موسى حية نحاسية، كل من ينظر إليها يبقى حيًا بالرغم من لدغة الحية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وعلق يسوع نفسه وكل من يتطلع إليه ينجو من جرح الحية التي هي الشيطان.
صنع لهم موسى الخيمة الوقتية ليقدموا فيها الذبائح والقرابين، فيطهروا من خطاياهم. وأقام يسوع خيمة داود الساقطة (عا 9: 10؛ أع 15: 16) وقام. وقد قال لليهود: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 19). وقد فهم تلاميذ إنه تحدث عن جسده الذي يقيمه بعد ثلاثة أيام حين يقتلونه. ففي هذه الخيمة وعدنا بالحياة وبها تطهر خطايانا.
دعا خيمتهم خيمة وقتية، لأنها تخدم زمنًا قصيرًا، ودعا خيمتنا هيكل الروح القدوس الذي يدوم إلي الأبد (1 كو 3: 16؛ 6: 19) [94].]
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a24rhn4