[يرى القديس يوحنا الذهبي الفم في الرسول بولس كقائد لفلك يطوف العالم كله لكي يحمل البشرية لا إلى جبل أراراط بل إلى السماء. لقد فتح نوح أبواب الفلك للحيوانات، أما فُلك بولس فيُحول الداخلين من الطبيعة الحيوانية إلى الطبيعة الملائكية.]
تقول كان نوح إنسانًا بارًا وكاملًا في جيله (تك 8:6-9)، وفريدًا بين جنس البشر، لكن بولس كان بالحق فريدًا.
أنقذ نوح نفسه وبنيه فقط، أما بولس فلم ينقذ أثنين أو ثلاثة أو خمسة من ذويه حين اجتاح الأرض طوفانًا، بل أنقذ العالم كله من تحطيم السفينة المحدق، وذلك ليس بوضع ألواحٍ خشبية جنبًا إلى جنب لصنع فلكٍ، وإنما بالعمل على ألواحٍ (قلبية) عوض ألواح الخشب. لم يكن فلكه محمولًا إلى موضعٍ واحدٍ، بل ممتدًا إلى أقاصي الأرض، فيه حمل كل الشعوب إلى يومنا هذا. فقد صنعه كي يضم فيه الجماعة لتخلص، يلحق به من هم أكثر غباوة من الحيوانات العجماوات، ويجعلهم يتمثلون بالقوات العلوية. هذا يثبت سمو فلكه.
استقبل نوح غرابًا (تك 6:8) وذئبًا لكنه لم يغير طبيعتهما المتوحشة. أما بولس فمن الجانب الآخر حول الذئاب إلى حملان، والصقور إلى حمامٍ! حوَّل طبيعة الإنسان غير العاقلة المتوحشة إلى رقة الروح، ولا يزال فلكه باقيًا لم يتحطم. لم تزعزع عاصفة الشر ألواحه الخشبية، بل تغلبت ألواحه على العاصفة وأعادت الهدوء، لِمَ لا؟ فإن ألواحه لم تُدهن بالقار والحمر (تك 14:6؛ خر 3:2) بل بالروح القدس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j2aq7bd