[يقارن القديس يوحنا الذهبي الفم بين الرسول بولس وأبينا إبراهيم حاسبًا الأول أعظم من جهة:
1- الترك... ترك حتى الاشتياق إلى السماء من أجل حبه للسيد المسيح.
2- إنقاذ للغير من أيدي الشياطين.
4- تقديم نفسه ذبيحة حب لله.]
تقول إن كل البشر يعظمون إبراهيم لأنه ترك بيته وبيت أبيه وأقرباءه حين سمع الوصية: "إبرام، اترك مدينتك (أرضك) وبيت أبيك" (تك 1:12). لقد أمره الله بهذا، وكان هذا يعنى كل شيء بالنسبة له. حقًا فإننا نحن أيضا نعجب منه. لكن هل هذا يجعله مثل بولس؟ لم يترك بولس بيته وبيت أبيه و ذويه فحسب، بل ترك العالم ذاته لأجل يسوع، بل بالأكثر أقول ترك السماء ذاتها. لم تشغل سماء السماوات قلبه، إذ كان هدفه الوحيد هو حب يسوع. لنسمع كلماته الواضحة في هذا الصدد: "لا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق تستطيع أن تفصلنا عن محبة المسيح " (رو 38:8-39).
تقول إن إبراهيم واجه أخطارًا لينقذ ابن أخيه من البرابرة (تك 5:12)، أما بولس فلم ينقذ ابن أخيه فحسب ولا ثلاث مدنٍ أو أربع، بل أنقذ العالم كله، لا من البرابرة فحسب، بل من أيدي الشيطان نفسه، محتملًا كل يوم أخطارًا لا تُحصى، وبميتات كثيرة تمم خلاص آخرين.
تقول إن تقديم ابنه ذبيحة كان تاج الصلاح وإكليل الفلسفة. هنا نجد بولس أيضًا في المقدمة، لأنه لم يقدم ابنه ذبيحة بل قدم ذاته مرارًا ومرارًا كما قلت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/kfaxx8k