صوت الحبيب
1 – ينبغي لكاهن الله، فوق كل شيء، أن يتقدم لتقديس هذا السر ولمسه وتناوله، بتواضع قلبٍ عميق، واحترامٍ وتذلل، وإيمانٍ كامل، ونيةٍ خالصةٍ في إكرام الله.
افحص ضميرك فحصًا مدققًا، وطهره ونقيه ما استطعت بالندامة الحقيقية والاعتراف الذليل، حتى لا تعود تشعر بشيءٍ يثقلك أو يبكتك، أو يعوقك عن التقرب بحرية.
تأسف على جميع خطاياك عمومًا، وابك وتنهد، على الخصوص، لسقطاتك اليومية.
وإن سمح لك الوقت، فاعترف لله، في خلوة قلبك، بكل ما أوصلتك إليه أهواؤك من الشقاء.
2 – تنهد وابك، لكونك لا تزال، حتى الآن، جسديًا بهذا المقدار، مولعًا بالعالم؛
غير مائتٍ عن أهوائك، بل مفعمًا من حركات الشهوات؛
غير ضابطٍ حواسك الخارجية، بل مرتبكًا غالبًا يبكثرة التخيلات الباطلة؛
مائلًا بإفراطٍ إلى الأُمور الخارجية، متوانيًا جدًا عن الداخلية؛
تخف إلى الضحك والعبث، وتقسو عن البكاء وانسحاق القلب؛
تسرع إلى الرفاهية وتنعمات الجسد، وتتباطأ عن التقشف والعبادة.
تواقًا إلى استماع الأخبار والنظر إلى الجمالات، نافرًا من تعاطي الأُمور الوضيعة الحقيرة.
جشعًا في امتلاك الكثير، شحيحًا في العطاء، مبالغاَ في الحرص.
غير متبصرٍ في الكلام، ولا طاقة لك على الصمت؛
غير منضبطٍ في آدابك، ولجوجًا في أعمالك؛
منصبًا بنهمٍ على الطعام، متصامًا جدًا عن كلام الله؛
مسرعًا إلى الراحة، ومتوانيًا عن العمل؛
متيقظًا للخرافات، متناعسًا في الأسهار المقدسة، تتعجل نهايتها، وتسهو عن الانتباه إليها؛
متهاونًا جدًا في تلاوة ساعات الفرض، شديد الفتور في إقامة الذبيحة، كثير اليبوسة في التناول؛
سريع التشتت، نادرًا ما تجمع حواسك وخواطرك بالتمام؛
فوار الغضب فجأة، تسوء الآخرين بكل سهولة؛
ميالًا إلى دينونة القريب، وعنيفًا في توبيخه؛
بطرًا في الرخاء، جزوعًا عند الشدة؛
كثيرًا ما تقصد المقاصد الصالحة، وقلما تسوقها إلى الإنجاز.
3 – فإذا اعترفت بما فيك من هذه النقائص وغيرها، وبكيتها متوجعًا، وتأسفت على ضعفك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فاقصد القصد الثابت، بأن تواظب دومًا على إصلاح سيرتك، وتزداد تقدمًا في الصلاح.
ثم قرب ذاتك بملء الاستسلام وكمال الإرادة، محرقة دائمة، على مذبح قلبك، لإكرام اسمي، مفوضًا إليَّ بإيمانٍ جسدك ونفسك، فتستحق بذلك أن تدنو وتقرب لله ذبيحة القداس، وتتناول سر جسدي تناولًا يأول إلى خلاصك.
4 – فإنه لا قربان أكرم، ولا كفارة أعظم، لمحو الخطايا، من أن يقرب الإنسان نفسه لله، في القداس والتناول، قربانًا خالصًا كاملًا، مع قربان جسد المسيح.
فإن عمل الإنسان ما في وسعه، وتاب توبةً حقيقية، فكل مرةٍ يقبل إليَّ لأجل الغفران والنعمة، "فحيٌّ أنا -يقول الرب- إن مرضاتي ليست بموت الخاطئ، بل أن يرجع فيحيا" (حزقيال 33: 11)، "لأن خطاياه لن أذكرها من بعد" (عبرانيين 10: 17)، بل تمحى له كلها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jsck4t3