صوت الحبيب
1 – كما أنني قدمت نفسي طوعًا لله الآب من أجل خطاياك، ويداي مبسوطتان على الصليب، وجسمي عريان، حتى لم يبق فيَّ شيءٌ إلا قدمته ذبيحة استعطافٍ لله،
كذلك أنت أيضًا، عليك أن تقرب لي نفسك تطوعًا كل يومٍ في القداس الإلهي، قربانًا طاهرًا مقدسًا بكل قواك وعواطفك، وبأعمق ما تستطيع من العبادة.
وهل أطلب منك شيئًا آخر، سوى أن تجتهد في تسليم ذاتك لي بجملتك؟
فكل ما تعطينيه، غير نفسك، لا أعبأُ به، لأني إياك أطلب، لا عطاياك.
2 – كما أن جميع الأشياء لا ترضيك، إن لم تحصل عليَّ، كذلك لا شيء مما تعطينيه يستطيع أن يرضيني، إن لم تقرب لي نفسك.
قرب لي نفسك، واستسلم بكاملك من أجل الله، فيكون قربانك مقبولًا.
ها أنا ذا قد قربت ذاتي كلها للآب من أجلك، بل أعطيتك جسدي ودمي كله قوتًا لك، لأكون كلي لك، وتكون أنت لي على الدوام.
ولكن إن بقيت في نفسك، ولم تقرب ذاتك لإرادتي طوعًا، فتقدمتك غير كاملة، ولن يكون بيننا اتحادٌ تام.
فإن شئت أن تنال الحرية والنعمة، فعليك، قبل جميع أعمالك، أن تقرب نفسك طوعًا بين يدي الله.
وإن كان الذين يبلغون إلى الاستنارة والحرية الداخلية، قليلين جدًا، فما ذلك إلا لكونهم لا يعرفون أن ينكروا ذواتهم إنكارًا كاملًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
حكمي ثابتٌ بأن "من لا يزهد في كل شيء، لا يستطيع أن يكون لي تلميذًا" (لوقا 14: 33).
فأنت، إذن، إن شئت أن تكون لي تلميذًا، فقرب لي نفسك مع جميع عواطفك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qqqt82h