4. قطع الساعة الثالثة الخاصة بالعذراء مريم
العذراء مريم هي والدة الإله التي ولدت المسيح الإله المتجسد لأجل خلاصنا. وهي الكرمة الحقيقية الحاملة عنقود الحياة الذي هو المسيح معطى الحياة. ولقب الكرمة الحقيقية الذي نعطيه للعذراء لا يتعارض مع قول الرب يسوع المسيح "أنا الكرامة الحقيقية وأبي الكرام.." وقوله: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (يو1:15، 5).
فيمكن أن يأتي لقب الكرمة بثلاث معان:
1. على الرب يسوع المسيح نفسه، أنه هو الكرمة الحقيقية ونحن المؤمنين أغصان في هذه الكرمة يجب أن نثبت فيها بالممارسات الروحية وبالحياة مع الله حتى نحصل منها على العصارة اللازمة لحياتنا فنحيا ونثمر كما يحصل الغصن على العصارة من جذع الكرمة فيحيا ويخضر ويزهر ويثمر ويصبح يانعًا نافعًا.
2. على العذراء مريم التي حملت وولدت عنقود الحياة المعطى الحياة للعالم، فكما تطرح الكرمة عناقيد عنب فاكهة لذيذة مغذية للناس. هكذا طرحت العذراء مريم عنقود الحياة الذي هو المسيح مصدر حياتنا وخلاصنا، كما أن دمه الكريم الذي نتناوله في سر الأفخارستيا يعمل من العنب ثمار الكرمة.
3. على الكنيسة المقدسة حيث يقول المرنم "يا إله الجنود أرجعن اطلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة والغرس الذي غرسته يمينك" (مز14:80، 15)
ومثل الكرمة كمثل النور، فالله هو النور الحقيقي الذي يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه (يو5:1 -9) وهو الذي قال "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يو12:8) ومع ذلك دعا المؤمنين نورا أيضا بقوله "أنتم نور العالم" (مت13:5).
هنا نسأل أمنا العذراء الممتلئة نعمة حسب شهادة الملاك القائل "سلام لك أيتها الممتلئة حسب شهادة نعمة" (لو28:1) نسألها ونتشفَّع بها مع آبائنا الرسل الأطهار أعمدة الكنيسة والذي سفكوا دماءهم من أجلها، وبما لهم من دالة عظيمة عند الله، نسألهم من أجل خلاص نفوسنا، ليس بمعنى أننا نشك في الخلاص الذي صنعه المسيح على الصليب، حاشا، فنحن نؤمن أن دم المسيح ليس كفارة لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا (1يو2:2)
ونؤمن أن الخلاص قد تم بدم المسيح، ولكن قد لا يتمتع الإنسان بهذا الخلاص إذا أنحرف عن الطريق المؤدي إلى الحياة الأبدية، وأتبع طريق العالم أو الشيطان أو الخطية لذلك ينبه الرب ملاك كنيسة فيلادلفيا قائلًا "تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك" (رؤ11:3) وفي خوفنا من فقدان أكليل الحياة والتمتع بالخلاص الأبدي بسبب خطايانا وضعفنا نتشفع بالعذراء مريم وبآبائنا الرسل القديسين لكي يساعدونا بالصلاة من أجلنا لكي لا نفقد إكليلنا ولا نخسر خلاصنا ولا يضيع منا ميراثنا في الملكوت المعد لنا من قبل أنشاء العالم، يساعدونا بالصلاة حتى نسلك كما يحق للدعوة التي دعينا إليها حسب حق الإنجيل فنستفيد من الخلاص الذي قدمه الرب يسوع على الصليب للعالم كله بدون استثناء.
والدة الإله القديسة الطاهرة مريم ندعوها باب السماء من وجهتين:
1. لأن منها وبواسطتها دخل الرب يسوع إلى العالم بتجسده في بطنها ثم ولادته منها ولادة معجزية بتولية. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هي باب السماء الذي تنبأ عنه حزقيال النبي قائلًا: "هذا الباب يكون مغلقًا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا" (حز2:44). وحينما رأى يعقوب أب الآباء السلم المنصوب على الأرض ورأسه في السماء والرب واقف فوقه قال "ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك17:28). وهذا السلم يرمز للعذراء مريم.
2. نحن في حاجة شديدة لصلوات العذراء مريم ودالتها المقبولة أمام أبنها الحبيب، وهذه الصلوات والشفاعات تساندنا في حياتنا حتى نظل محفوظين في حياة النعمة ونعيش كما يحق لإنجيل المسيح وبذلك ندخل السماء. العذراء مريم هي الباب الذي دخل منه المسيح إلى عالمنا آتيا لنا بالرحمة والخلاص وصلواتها تسندنا حتى لا نفقد نصيبنا في الرحمة والخلاص، وبهذا المعنى يكون باب الرحمة قد أنفتح لنا بواسطة المسيح المتجسد منها فهي وسيلة هذا الخلاص وهذه الرحمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7nfvh6f