أصدره مجمع أفسس المسكوني المنعقد سنة 431 م من مائتيّ أسقف برئاسة البابا كيرلس الأول البابا السكندري الرابع والعشرين لدحض بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي عارض في تسمية العذراء مريم "والدة الإله" وبعد تفنيد بدعته حرموه وأمروا بنفيه إلى صعيد مصر حيث مات شر ميتة، ووضعوا مقدمة قانون الإيمان تعظيمًا لها وتأكيدًا على تسميتها "والدة الإله. ثيئوتوكوس" qeotokoc.
نعظمك: أي نرفعك ونطوبك حسب بنوتك..
"هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو 1).
+ ذكر سيرة العذراء العطرة هو تعظيم لها.
+ ذكر معجزاتها وظهوراتها المختلفة هو تعظيم لها.
+ ذكر فضائلها الكثيرة هو تعظيم لها.
+ الاحتفال بصومها وأعيادها المختلفة هو تعظيم لها.
والعذراء مريم هي أم المسيح النور الحقيقي الذي هو "نور الناس والنور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه" (يو 1).
نمجدك أي نتغنى بفضائلك ونقدم لك المديح اللائق بكرامتك والمناسبة لفضائلك أيتها العذراء الدائمة البتولية، كنت عذراء قبل تجسد الإله في بطنك وأثناء الحمل وبعد الميلاد البتول المعجزي.
+ أنت يا مريم قديسة وأم جميع القديسين لأنك تشرفت بما لم يتشرف به أحد إذ صرت سماء ثانية جسدانية وأحسنت الكنيسة إذ رفعت مقامك فوق كل الطغمات الملائكية وأرواح القديسين.
+ أنت يا مريم والدة الإله المتجسد منك لفداء البشرية أخذ من دمك جسده الطاهر وأرضعتيه لبنك وحملتيه على يديك طفلًا.
فليخرس نسطور المارق الذي استكثر عليك هذا اللقب وأراد أن يجردك منه، فاجتمع آباء الكنيسة وجردوه من كل رتبة كهنوتية ونفوه إلى صعيد مصر حيث أكل الدود لسانه الذي جدف عليك ومات شر ميتة وهلك.
ونحن نتلو كل يوم في التسبحة "الثيئوتوكيات" الخاصة بالثيئوتوكوس qeotokoc أي والدة الإله، ونمجد فيها الله الذي تجسد منها ونمدح والدة الإله وسيلة هذا التجسد الإلهي العجيب. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
العذراء مريم هي التي ولدت المسيح مخلص العالم، الذي تجسد منها وولد بطريقة إعجازية حفظت لها بتوليتها مختومة وعاش حياته مجربًا حتى أكمل مهمة الخلاص والفداء للجنس البشرى كله على الصليب حينما قال "قد أُكْمِل " ثم نكس رأسه وأسلم الروح.
أتى متجسدًا من العذراء وخلص نفوسنا من موت الخطية ومن قبضة الشيطان حينما مات بالجسد على الصليب عوضًا عنا، وسفك دمه الطاهر غفرانًا وتكفيرًا لخطايانا "لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة".
نقدم التمجيد اللائق لسيدنا الحقيقي وملكنا الحقيقي يسوع المسيح الذي عتقنا من عبودية الشيطان وحررنا من عبودية الخطية وجعلنا له شعبًا وأبناء وأحباء.
يقودنا في كل حين في موكب نصرته، ونحن نستأثر كل فكر إلى طاعة المسيح بصفته سيدنا وملكنا خالقنا وجابلنا له علينا حق السيادة والعبادة والطاعة والخضوع لشخصه ولكلامه، عبوديتنا لله هي الحرية بعينها لأنه لا يحب التسلط والقهر، إنما يحررنا من عبودية الخطية والشهوات والشيطان وكل أمر رديء.
وهو ملكنا الذي يملك على قلوبنا حسب طلبه "يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي" هو ملكنا المتواضع الذي يحبنا أكثر مما يذلنا، لأنه وهو الملك هو الأب الحنون الذي يعتني بنا ولا يهملنا أبدًا.
لذلك نحن نمجده أي نسبحه ونغنى بحمده ونتذكر دائمًا أفضاله علينا، تلك الأفضال التي لا تعد ولا تحصى، فنحن مطالبون دائمًا بتقديم الشكر اللائق والتمجيد الفائق والعبادة الحارة لمقامه الإلهي السامي لأنه هو سيدنا وملكنا المسيح الفادي والمخلص.
فالمسيح هو موضوع فخر الرسل لأنه معلمهم وهو الذي اختارهم وكان موضوع الفداء والقيامة هو موضوع بشارتهم في كل مكان وموضوع شهادتهم الذي احتملوا من أجله الاضطهاد حتى الاستشهاد بفرح. كان الرسل يفتخرون بالمسيح وبالصليب الذي صلب عليه فيقول معلمنا بولس الرسول "أما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لى وأنا للعالم" (غل 6 : 14)
المسيح هو إكليل الشهداء بمعنى أنه هو موضوع شهادتهم أمام الولاة والملوك وبسبب الإيمان به ذاقوا أنواع العذاب وأخيرًا نالوا إكليل الشهادة من الرب يسوع المسيح نفسه ومعلمنا بولس يقول "جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيرًا وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل، وليس لي فقط بل لكل الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2 تى 4: 7، 8).
الرب يسوع المسيح هو موضوع فرح الصديقين وتهليلهم، هو موضوع ترانيمهم وتسابيحهم، ومعلمنا بولس ينصحنا قائلًا "افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضًا افرحوا" (فى 3: 1، 4: 4 ).
أهل العالم لهم أفراحهم الجسدية والشيطانية أما الصديقون والأبرار فالرب هو موضوع تهليلهم وخلاص نفوسهم هو موضوع اهتمامهم، وحياتهم الأبدية مع المسيح يسوع هي موضوع فرحهم وابتهاجهم "وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد" (1 بط 1: 8).
الرب يسوع المسيح هو ثبات الكنائس لأنه هو الصخرة التي بنيت عليها كل الكنائس ولها منه هذا الوعد المبارك "على هذه الصخرة أبنى كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" مت 16: 18)، "نقشتك على كفى. أسوارك دائمًا أمامي" (أش 49: 16).
الرب يسوع المسيح هو حجر الزاوية الذي يشدد أزر كنيسته والمؤمنين به فيظلوا ثابتين "الله في وسطها فلن تتزعزع" (مز 46: 5)، بل تظل ثابتة وراسخة بفضل عنايته ورعايته التي لا تغفل ولا تنام.
الرب يسوع المسيح هو الله غافر الخطايا لكل من يتوب ويرجع وقد كررها معلمنا بطرس قائلًا "توبوا وليعتمد كل واحد على اسم يسوع لغفران الخطايا فتنالوا عطية الروح القدس" (أع 2 : 28). "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتى أوقات الفرج من وجه الرب" (أع 3: 16).
الرب يسوع هو الذي غفر خطايا المفلوج (لو 5: 17-26) والمرأة الخاطئة (لو 7: 36-50) واللص اليمين التائب (لو 23: 40-43).
هذه هي العقيدة المسيحية الكبرى. التثليث والتوحيد في ذات الله العلي. الله واحد في الجوهر مثلث الأقانيم أو الصفات الذاتية.
نقدم له سجود العبادة الواجب والتمجيد والتسبيح اللائق بإلوهيته. ثم يختم الآباء هذه القطعة اللاهوتية المتجمعية العظيمة بطلب الرحمة والبركة من الله بإلحاح وثقة قائلين:
يا رب أرحم. يا رب أرحم. يا رب بارك.. آمين...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/w2dtagm