كتب قبطية

كتاب اللاهوت المقارن (1) - البابا شنودة الثالث📖

41- هل نصلي للعذراء؟

 

سؤال:

هل نصلي للعذراء؟

 

الجواب:

نحن لا نصلي للعذراء. ولكننا نكلمها أثناء صلاتنا، نتوسل إليها أن تتشفع فينا ونحن لا نخاطب العذراء فقط إنما نخاطب الملائكة ونخاطب الطبيعة، ونخاطب ص 93 الناس ونخاطب أنفسنا، ونخاطب حتى الشياطين...

وكل هذا يعتمد على نصوص كتابية من الوحي الإلهي نفسه. وهذه المخاطبة لا تعتبر صلاة... فلماذا أمنا العذراء بالذات لا نخاطبها..؟‍‍‍‍!

St-Takla.org Image: Intercession of Virgin Mary, line drawing Coptic art depicting a girl praying in front of St. Mary the Theotokos icon, while candles are lit صورة في موقع الأنبا تكلا: طلب شفاعة مريم العذراء: صورة تخطيطية قبطية تصور فتاة تصلي أمام صورة القديمة مريم الثيئوطوكوس، وأسفلها شموع مشتعلة

1- إننا نخاطب الملائكة في صلواتنا فنقول "باركوا يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز103: 20، 21) "سبحوا الرب من السموات، سبحوه في الأعالي. سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده" (مز148: 1‌، 2).

2- ونحن نخاطب الطبيعة في صلواتنا فنقول "سبحيه أيتها الشمس والقمر سبحيه يا جميع كواكب النور، سبحيه يا سماء السموات، ويا أيتها المياه التي  فوق السموات. سبحي الرب من الأرض يا أيتها التنانين وكل اللجج النار والبرد، الثلج  والضباب. الريح العاصفة الصانعة كلمته. الجبال وكل الآكام.." (مز148: 3-9).

3- ونحن ننادي مدينة الله المقدسة أن تسبح الله. فنقول "سبحي الرب يا أورشليم. سبحي إلهك يا صهيون. لأنه قوَّى مغاليق أبوابك، وبارك بنيك فيك" (مز147: 12، 13).

ونقول في مزمور آخر "أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله" (مز3:87). والبعض يفسر هذا الكلام أنه موجه للعذراء...

4- ونحن في صلواتنا نخاطب الناس فنقول "يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم. هللوا للرب يا كل الأرض" (مز1:46) "هلموا وانظروا أعمال الرب التي جعلها آيات على الأرض" (مز45) "لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم، حيث لا خلاص عنده" (مز 3:146). "باركوا الرب يا جميع أعماله في كل مواضع سلطانه" (مز22:103) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ونقول في مزمور آخر "سبحوا الرب أيها الفتيان. سبحوا اسم ص 94 الرب" (مز1:112). ونقول أيضًا: "قدموا للرب يا أبناء الله، قدموا للرب أبناء الكباش. قدموا للرب مجدًا وكرامة. قدموا للرب مجدًا لاسمه. اسجدوا للرب في دار قدسه" (مز28: 1-3).

5- والإنسان في صلواته أيضًا يخاطب نفسه فيقول "باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس، باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل أمراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك.." (مز103: 1-5). ونقول في مزمور آخر [لماذا أنتِ حزينةٌ يا نفسي؟ ولماذا تزعجينني توكلي على الله] (مز 5:42).

وفي قطع صلاة الليل، يخاطب المُصَلِّي نفسه ويقول "توبي يا نفسي ما دمتِ في الأرض ساكنة".

6- بل نحن في صلواتنا نلتفت إلى الشياطين وكل قواتهم ونخاطبهم. فيقول المصلي "ابعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم. فإن الرب قد سمع صوت بكائي... فليخز وليضطرب جدًا جميع أعدائي. وليرتدوا إلى ورائهم بالخزي سريعًا – هلليويا" (مز6).

فهل نحن نصلي لكل هؤلاء؟ هل نحن نصلي للملائكة وللطبيعة وللناس ولأنفسنا وللشياطين؟! حاشا... إنما نحن نخاطبهم أثناء صلاتنا. وهذا أمر مقبول، وتعليم كتابي. ومن روح المزامير التي قال عنها بولس الرسول "متى اجتمعتم، فكل واحد له مزمور" (1كو26:14) "مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ" (أف19:5). "معلمون ومنذرون بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية" (كو16:3).

ما دمنا نخاطب كل هؤلاء في صلواتنا – حسب تعليم الوحي الإلهي، فليس خطأ إذن أن نخاطب أمنا العذراء أثناء الصلاة ولا تعتبر هذه المخاطبة صلاة...

دوام بتولية العذراء

في الحوار اللاهوتي اللاهوت المقارن -1 كتب البابا شنوده

العذراء باب الحياة

---