ثم ينسب قتل الأسقف النصف آريوسي جورج الكبادوكي لكنيسة الإسكندرية دون أن يذكر الظروف والملابسات وما قام به هذا الأسقف من أفعال مع الوثنيين والأرثوذكس على السواء فيقول: "فقد قتل الاسكندرانيون قبل خمسين سنة أسقف مدينتهم جورجيوس، لأنه كان يوافق على بعض أراء آريوس السكندري. وقتل الناس باسم الدين، لا يجعله دينا. أن الدنيا التي ورثها ثيوفيلوس، وأورثها من بعده ابن أخته كيرلس. فلا تخلط الأمور ببعضها يا ولدي، فهؤلاء أهل سلطان لا أصحاب إيمان.... أهل قسوة دنيوية، لا محبة دينية"[149].
وهو هنا ينحرف عن البحث العلمي ويسير وراء رغبته في تشويه صورة المسيحية ويتجاهل الحقائق التاريخية والتي أجمع المؤرخون عليها وهي أن جورج الكبادوكي هذا فرض فرضا من قبل الإمبراطور الروماني كونستانتيوس بعد نفي القديس أثناسيوس الرسولي بطريرك الإسكندرية الأرثوذكسي، فحكم هذا الرجل النصف آريوسي لا كأسقف ورجل دين بل حكم بقوة الجيش الروماني وأثار اضطهادا عنيفا على الأرثوذكس والوثنيين معًا مما تسبب في ثورة عارمة ضده من كل السكندريين، الأرثوذكس والوثنيين، فأضطر أن يهرب لحياته ثم استعاد سلطته بالقوة العسكرية مرة ثانية ثم عاد واضطهد الأرثوذكس والوثنيين على السواء بطغيان وقسوة فأثار العامة والجماهير لدرجة أنه عند اعتلاء يوليان نادوا بسقوطه فقبض عليه ووضع في السجن فجروه وقتلوه، أهل الإسكندرية من الأرثوذكس والوثنيين، والقوا بجثته في البحر في 24 ديسمبر 361م، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهنا قتل بسبب طغيانه في ثورة شعبية قومية عارمة من كل أهل الإسكندرية كأسقف غير أرثوذكسي وكمفروض بالقوة العسكرية على شعب الإسكندرية وبسبب اضطهاده القاسي والعنيف لكل من الأرثوذكس والوثنيين على السواء[150]! فقد كانت ثورة قومية على أجنبي مفروض بقوة الجيوش على كل أهل الإسكندرية وليست ثورة دينية ولم يقتل على أساس عقيدته بل بسبب جبروته وسطوته! هذا ما أجمع عليه المؤرخون، سواء المعاصرين للحدث أو الذين كتبوا بعد ذلك، ولكن لعزازيل الدكتور يوسف زيدان وشيطانه الشرير الذي لم يعينه عليه إلهه المألوه عليه، وجهة نظر أخرى وهي تشويه صورة المسيحية الأرثوذكسية وكنيسة الإسكندرية على حساب الحق والتاريخ[151]!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7nnw3m8