"خداه كخميلة الطيب(17) وأتلام(18) رياحين ذكية. شفتاه سوسن تقطران مرًا مائعًا" (نش 5: 13).
خَدَّا المسيح اللذان يشيران إلى طلعته البهية في آلامه قد تعرضا للهُزْء والعار كما يقول إشعياء "بذلت ظهري للضاربين وخديّ للناتِفين. وجهي لم أستر عن العار والحّري" (إش 50: 6)... هذا الوجه الذي بصق عليه الأشرار (مت 27: 3)، تراه الكنيسة والنفس البشرية يحمل علامات الحب الباذل فتراه كخميلة طيب وباقات رياحين ذكية، تشتمها النفس رائحة حياة.
أما عن شفتي العريس اللذين تشبههما العروس بالسوسن (الزنبق)، فإن السوسن يشير إلى المجد الملوكي "تأملوا زنابق الحقل (السوسن) كيف تنمو لا تتعب ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها" (مت 6: 28-29). فالشفتان السوسن تعلنان تعاليم الناموس الملوكي "فإن كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب تحب قريبك كنفسك، فحسنًا تفعلون" (يع 2: 8)... كم كانت تعاليم المسيح مجيدة، ما أحلى الكلمات التي كانت تقطر من شفتيه "لم يتكلم إنسان مثل هذا قط" (يو 7: 46) (أنظر لو 4: 22).
ويرى القديس غريغوريوس النيسي أن هذا الفم الذي يفيض سوسنًا ومرًا مائعًا (مُخْتَلِط بالميعة) إنما يمثل الرسل الذين هم فم الرب يشهدون بكلمة إنجيله التي هي السوسن، ويدخلون بالمؤمنين إلى المرّ المائع أي الإماتة في المعمودية والدفن مع المسيح لينالوا قوة قيامته.
_____
(17) الأشجار العطرية الكثيرة.
(18) باقات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m7ywqsk