بعدما دخل بولس الرسول إلى الهيكل في أورشليم مع أربعة رجال للتطهير، ظنَّ اليهود أنه أدخل معه تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ اليوناني، فهاجوا عليه وأمسكوه "وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ" وطلبوا أن يقتلوه. فلما "نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ" (أع 21: 21-31)، "أَخَذَ عَسْكَرًا وَقُوَّادَ مِئَاتٍ" إلى هناك، وأخذ بولس من وسطهم ليحميه "بِسَبَبِ عُنْفِ الْجَمْعِ". وفي حديثه مع بولس قال له: "أَفَلَسْتَ أَنْتَ الْمِصْرِيَّ الَّذِي صَنَعَ قَبْلَ هذِهِ الأَيَّامِ فِتْنَةً، وَأَخْرَجَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعَةَ الآلاَفِ الرَّجُلِ مِنَ الْقَتَلَةِ؟" (أع 21: 38).
تحدث الرسول بولس مع كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس أمير الكتيبة باليونانية، فدُهش لأنه كان يظنه يهودي مصري سبق أن صنع فتنة مدعيًا أنه نبي، خرج وراءه أربعة آلاف شخص إلى جبل الزيتون. وكما يقول يوسيفوس(1) أنه قال لهم سيظهر لهم كيف تتساقط حصون أورشليم، وأنه سيعبر بهم خلال هذه الحصون الساقطة. كما يقول أنه جَمع 30000 نسمة ضللهم وذهب معهم إلى جبل الزيتون، وقال لهم أنه مستعد أن يدخل أورشليم بالقوة. قام فيلكس الوالي بإثباط هذه الحركة بقوى عسكرية قتلت 400 شخصًا منهم وأسروا 200 شخصًا. هرب المصري ولم يظهر بعد. لهذا كان طبيعيًا أن يظن أمير الكتيبة أنه المصري الهارب، قد عاد فثارت الجماهير عليه (أع 21: 38).
إن كان يوسيفوس قد ذكر أنه خدع 30000 شخصًا، بينما يقول الأمير أنه خرج وراءه 4000 شخصًا، فإن ما ذكره القديس لوقا هو ما نطق به الأمير، وربما كان الأمير لا يود ذكر العدد كاملًا حتى لا يعطي لهذا المصري تقديرًا عظيمًا وقدرة على جذب هذا العدد. كما يرى البعض أن تقدير الأمير أقرب إلى الحقيقة من تقدير يوسيفوس، لأن الأخير ذكر أن القتلة 400 والمقبوض عليه أحياء 200 شخصًا، وهذا العدد يكون قليلًا جدًا لو أن اتباع المصري 30000 نسمة(2).
_____
(1) Josephus: Antiq. 20:86; Jewish Wars, 2:13:5.
(2) تفسير سفر أعمال الرسل، الأصحاح 21، آية 38، سلسلة من تفسير وتأملات الآباء الأولين، القمص تادرس يعقوب ملطي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/n4rd7y8