اسم سامي قديم من أصل ربما كان معناه "ثابت" أو "قوي" أو "راسخ" [قارنه مع الفعل "أرز" (أرسى) في العربية (بمعنى "ثبَّت")], وهو شجر لبنان دائم الخضرة وينتمي إلى الفصيلة الصنوبرية وثمره يشبه ثمر الصنوبر (1 ملو 5: 6) واسمه باللاتينية cedrus libani. وقد يصل ارتفاع الشجرة منه إلى ثمانين قدمًا وقد يبلغ محيط جذعها أربعين قدمًا. وربما امتدت أغصانها إلى محيط قدره ثلاثمائة قدم (اش 2: 13؛ حز 17: 22؛ 31: 3) وخشبه جيد قابل للدهان وله رائحة عطرية (نش 4: 11) ويعمر أمدًا طويلًا. وقد استخدم في بناء القصور والهياكل وصواري السفن (حز 27: 5) وكان يستخدم أيضًا في صنع التماثيل والصناديق (حز 27: 4، 5) والآلات الموسيقية والتوابيت.
وقد جلب داود وسليمان خشب الأرز من حيرام ملك صور (2 صم 5: 11؛ 1 ملو5: 8) وكان يؤتى به طافيًا إلى يافا. وقد استخدم خشب الأرز في بناء قصر داود (2 صم5: 11؛ 7: 2) وقصر سليمان وبخاصة في بناء "بيت غاب لبنان" (1ملو 7: 2، 3) وكان الجزء الداخلي في هيكل سليمان من خشب الأرز (1ملو6: 20) ولما أصلح بناء الهيكل في أيام عزرا استخدم خشب الأرز في إصلاحه (عز 3: 7) وقد صدّر خشب الأرز في العصور القديمة من لبنان إلى مصر وبابل وآشور واليونان. ويظن البعض الأرز الذي استخدم في طقوس التطهير (لاويين14: 4؛ عدد 19: 6) إنما كان نوعًا من الرتم الذي ينمو في البرية. وأكبر غابات الأرز في لبنان اليوم تحتوي على ما يقرب من أربعمائة شجرة وهي في الجبال قرب بشرّي فوق نبع قاديشة إلى الشرق من طرابلس في لبنان. ويظهر رسم شجرة الأرز على العلم اللبناني وكذلك يظهر على بعض أنواع طوابع بريد الجمهورية اللبنانية.
وتشير كلمة "أرز" في العهد القديم غالبًا إلى "شجر الأرز" الأصيل المعروف في اللاتينية باسم "سيدراس ليباني" Cedrus libani أو أرز لبنان. ولكن قد يستخدم الاسم للدلالة على أنواع مشابهة من الأشجار مثل الرتم أو الصنوبر، فمثلًا في (سفر العدد 24: 6) " كأرزات على نهر " وهي عبارة شعرية، لا بد أن المقصود بها هو نوع آخر من الأشجار التي تنمو بجوار المياه.
1- الأرز في التطهير الطقسي: يذكر الأرز مرتين كمادة للتطهير، ففي (اللاويين 14: 4) كان يجب على الكاهن أن ينضح على الأبرص المتطهر من دم العصفور الطاهر الذي غمس فيه "خشب الأرز والقرمز والزوفا". وفي (سفر العدد 19: 6) كان على الكاهن أن يأخذ " خشب أرز وزوفا وقرمزا ويطرحها في وسط حريق البقرة الحمراء . ويرى الكثيرون أن "الأرز" هنا لا يمكن أن يكون هو شجر " أرز لبنان " حيث أنه -على قدر ما نعلم- لم يكن ينمو في البرية، ولعل المقصود هنا هو نوع من الرتم الذي ينمو في البرية.
2- الأرز في العهد القديم: يذكر الأرز في العهد القديم بإعجاب دائمًا، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. وقد اعتبر سليمان شجرة الأرز أول الأشجار (1 مل 4: 33) وهي " مجد لبنان" (إش 35: 2؛ 60: 13) وكان أكثر ما تشدق به سنحاريب هو تهديده بقطع أرز لبنان الطويل (إش 37: 24). وهي أشجار قوية كما يبدو من القول " صوت الرب بالقوة ... صوت الرب مكسر الأرز، ويكسر الرب أرز لبنان " (مز 29: 4، 5).
وأشجار الأرز عالية: "قامته مثل قامة الأرز" (عا 2: 9؛ 2 مل 19: 23) رائعة الجمال (نش 5: 15). وتشبه قوة أشور "بالأرز في لبنان جميل الأغصان وأغبى الظل وقامته طويلة وكان فرعه بين الغيوم.. فارتفعت قامته على جميع أشجار الحقل وكثرت أغصانه وطالت فروعه" (حز 31: 3 - 5) . ويطلق عليها اسم "أشجار الله": "تشبع أشجار الرب أرز لبنان الذي نصبه (أو غرسه)" (مز 104: 16) وما زَال السوريون إلى اليوم يسمونه "أرز الرب" والصديق ينمو " كالأرز في لبنان" (مز 92: 12).
وواضح من (سفر الملوك الأول 6: 9 - 18؛ 10: 27) أن الأرز كان كثيرًا جدًا في لبنان، ويمكننا أن نتصور ما كانت تضفيه أشجارة من روعة وجمال على تلك المنطقة مما جاء في (نبوة زكريا 11: 1 - 2): "افتح أبوابك يا لبنان فتأكل النار أرزك. ولول ياسرو لأن الأرز قد سقط لأن الأعزاء قد خربوا. ولول يابلوط باشان لأن الوعر المنيع قد هبط ".
3- خشب الأرز:
وخشب الأرز عظيم القدر دائمًا، فهو أثمن من الجميز (1 مل 10: 27؛ إش 9: 10). وكان لداود بيت من أرز بناه له رجال حيرام ملك صور (2 صم 5: 11). وقد أعد "خشب أرز لم يكن له عدد" (1 أخ 22: 4). وقد استخدم خشب الأرز بكثرة في بناء هيكل سليمان وقصره. وكانت الأشجار تقطع في جبل لبنان بواسطة الصيدونيين بأمر من حيرام ملك صور، "فكان حيرام يعطي سليمان خشب أرز وخشب سرو حسب كل مسرته" (1 مل 5: 6 - 10). وكان من أهم عمائر سليمان: "بيت وعر لبنان" (1 مل 7: 2؛ 10: 17؛ 2 أخ 9: 16) لأنه بني من أرز لبنان. وبينما كانت تصنع من خشب الأرز " الجوائز" (1 مل 6: 9؛ نش 1: 17)، والألواح (نش 8: 9)، والأعمدة (1 مل 7: 2)، والسقوف (إرميا 22: 14)، فإنه كان أيضًا يستخدم في النحت وصنع الأصنام (إش 44: 14، 15) كما كانت تصنع منه سواري السفن (حز 27: 5).
4- الأرز في سوريا حاليًا:
ما زال أرز لبنان شامخًا في جبال سوريا ، وينمو بأعداد كبيرة في جبال طورس وبخاصة في عين زحلة "وبشرى"، ولأرز "بشرى" شهرة عالمية واسعة حيث توجد حوالي 400 شجرة بينها بعض الأشجار الضخمة المعمرة نامية على سفوح لبنان الجرداء، على ارتفاع حوالي 6,000 قدم فوق سطح البحر، ولا شك في أنها بقايا غابة كانت تغطي سفوح الجبال على امتداد أميال كثيرة. ويوجد بينها حوالي ست أشجار ترتفع إلى سبعين أو ثمانين قدمًا، ويبلغ محيط الجذع أربعين قدمًا أو أكثر وليس من السهل تقدير عمرها وقد يكون أكثر من 800 سنة أو 1000 سنة، ورغم روعتها إلا أنها ليست أضخم أشجار الأرز، فبعض أشجار الأرز في الهيمالايا Himalayas ترتفع إلى 150 قدمًا، ولكن أروع ما في أشجار الأرز ليس هو ارتفاعها ولا ضخامة جذعها، بل امتداد أغصانها امتدادًا جانبيًا قد يزيد عن ارتفاعها. وتنمو الأغصان أفقيًا في طبقات يعلو بعضها بعضًا ، تبدو كل طبقة منها إذا نظر إليها من أعلى، وكأنها مرج أخضر ويبلغ طول الورقة بوصة واحدة، وهي تنتظم في عقود، وتبدو فاتحة الاخضرار في البداية، ولكنها تتحول إلى اللون الأخضر القاتم المتدرج كلما تقدمت بها الأيام. وشجرة الأرز دائمة الاخضرار، وتعيش الورقة لمدة سنتين، أما الكيزان المخروطية التي يتراوح طولها ما بين 4 - 6 بوصات، فبيضاوية أو بيضاوية مستطيلة مع انخساف أحيانًا عند القمة، وتستغرق عامين حتى تنضج، ولكنها لا تسقط كباقي الصنوبريات، بل تظل معلقة بالشجرة طارحة قشورها التي تحمل معها البذور.
وخشب الأرز الذي ينمو في بيئته الطبيعة، خشب صلب محبب وقابل للصقل الشديد، ويمتلئ بعصارة صمغية (مز 92: 14) تحفظه من الفساد ومن الديدان. وزيت الأرز نوع من التربنتينا يستخرج من خشب الأرز وكان يستخدم قديمًا لحفظ الرقوق والأنسجة.
* انظر أيضًا: النخيل، الزيتون.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vb6jfr6