الإجابة:

← تاريخ نشر هذا المقال: 2005 م.

المسيحية لم تكن قائمة في يوم من الأيام على هدم أو الشتم في الأديان الأخرى مهما كانت!! بل حتى بولس الرسول نفسه عندما كان في أثينا (أعمال الرسل 17) ورأي المعبودات الوثنية، تحدث عن الله بصورة دبلوماسية جدًا لم تجعل الآخرين يرفضون كلامه.. بل قبله بعضهم... والسيد المسيح لم يقم بالتجريح في المرأة السامرية، بل تحدث معها بأسلوب حكيم...  نحن ندعو الآخرين للمسيحية عن طريق المسيح وليس غير ذلك..

أما التبشير لا يكون على أساس خاطئ!  ونحن حاليا في عصر انتشر فيه الكتاب المقدس في كل أنحاء المسكونة..  تستطيع أن تدخل أي مكتبة في الشارع لتشتري منها الكتاب المقدس، أو بالدخول على الإنترنت تجده أمامك في آلاف المواقع الدينية والمكتبات الإليكترونية..  ومن يبحث عن الله بحق سوف لا يتركه الله..

الأب زكريا بطرس قدم استقالته وتقاعد، ولا يصرح له بالخدمة في برايتون Brighton (جنوب لندن) في إنجلترا.. وهو ليس عضوًا حاليًا في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وغير مسموح له بممارسة أي نشاطات كنسية، وحتى ليس مسموحًا له بأخذ الاعترافات أو ممارسة أي من الأسرار المقدسة حسب قرارات قداسة البابا شنوده الثالث والمجمع المقدس.

إذا أردت التأكد اسأل الكاهن الموجود بكنيستك.. فنرجو عدم إرسال إي ميلات بها رسائله أو مواقع بها تعاليمه أو مؤلفاته..

للمزيد عن هذا الأمر ستجد إلى أسفل هذا الكلام صورة من قرار قبول استقالة هذا الأب السابق في يناير 2003 (وقد نشر ذلك القرار في مجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة القبطية)، وكذلك يوجد جزء من عظة لنيافة الأنبا بيشوي يتناول فيها هذا الأمر.  ونص القرار كالتالي:

وهنا نيافة الأنبا رافائيل يجيب على سؤال بخصوص الأب زكريا: ضغط هنا للاستماع  أو قم بتحميلها ، وهي موجودة على شكل ملف فيديو كذلك من موقع أسقفية الشباب: اضغط بالزر الأيسر للمشاهدة أو الأيمن للتحميل.

إن الأب زكريا بطرس حنين مشاكله ليس فقط بخصوص الهجوم على الإسلام!  إنها تسبق ذلك بكثير (اقرأ المزيد حول ذلك هنا في موقع الأنبا تكلا)..  فهناك العديد من الأخطاء العقيدية مثل موضوع "الخلاص في لحظة"، ومن هذه المشكلة وضع قداسة البابا شنوده الثالث كتابين: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي، وكتاب بدعة الخلاص في لحظة.

فكانت مشكلته في البداية -كما يقول قداسة البابا- أنه رُسِمَ كاهنًا في شبين الكوم، ثم نقل إلى طنطا، ثم عزل في أيام البابا كيرلس السادس سنة 1968، ثم أرجعوه بعد سنة من عزله إلى كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة..  وظهر موضوع الخلاص في لحظة بأسلوب عنيف في تلك الكنيسة، وعزل من الكنيسة ثمانية سنوات ونصف تقريبًا (1978-1987) [وكان ذلك بعد محاكمته كنسيًا عام 1978 - ثم أبدى رغبته في التصالح عام 1986 وأعلن تراجعه عن منهجه]، ثم رجع، ثم ذهب إلى أستراليا 1992، ثم عاد، ثم وصل إلى إنجلترا..  نفس المشكلة قائمة..  وأولاده بكنيسة مارجرجس في ملبورن Melbourne بأستراليا يثيرون جوًا ضد العقيدة الكنائسية، يشكو منها نيافة الأنبا سوريال مر الشكوى!

ها هو الجزء الذي يتحدث فيه قداسة البابا شنوده عن هذا الكلام: اضغط هنا للاستماع  أو قم بتحميلها

وموضوع الخلاص في لحظة هذا، كما يشرح نيافة الأنبا بيشوي، أن الإنسان -كما تدعي بعض الطوائف الأخرى- إذا قبل المسيح فاديًا ومخلصًا، وتقابل مع المسيح وسلم حياته له، وبدأ يقلع عن الطريق القديم ويبدأ حياة جديدة، فهذا يعتبر بالنسبة إليهم الولادة الجديدة، ويعتبر الإنسان نفسه قد خلص!!  وضمن الخلاص، وسيذهب إلى الحياة الأبدية مهما حدث، وأنه منتصر وأعظم من ذلك!  (كما كتب ادوارد اسحق الراهب السابق دانيال البرموسي، في ترنيمته "أعظم المنتصرين")، وتلك الترنيمة كان القمص السابق يرددها في إنجلترا مع الشباب هناك!

نحن نقول هذا الكلام حتى لا يكون هناك بلبلة بسببه، ويقال أن وضعه غير واضح أو غيره..  هو مرفوض خدمته في أي كنيسة قبطية أرثوذكسية..  وهو موقوف حاليًا..  وهو غير خاضع للكنيسة القبطية..  أي أنه إذا صدر أمر بأن يوقف مثل هذا البرنامج أو يصلح تعاليمه..  فلن يقوم بتنفيذ هذا لأنه قد ترك الكنيسة من مدة..

ونستغل هذه الفرصة لإثارة موضوع "تسجيل الزي الكهنوتي" في الحكومة والقانون المصري..  حتى لا يقوم أي أحد بلبس هذا الزي ولا يعرض للمسائلة القانونية إذا أخطأ فيه أو إذا لبسه عن غير وجه حق..  وبالفعل قد تكونت منذ فترة لجنة من وزارة العدل، ومندوب من البطريركية وهو المستشار مينا ملك ومندوب من الأزهر الشريف، وقدمت البطريركية تقريرًا بالزي المطلوب تسجيله الرهباني والكهنوتي..  ولكن للأسف لم يتم هذا الأمر بعد!!

وفي فترة إيقافه المذكورة، كانت بسبب أنه بدأ يدخل في المجال البروتستانتي الخمسيني في كنيسة مارمرقص!  وهو حاليًا ذهب إلى جويس ماير Joyce Meyer لتقوم بنشر برامجه!  ألا يدرك هذا الأب أن مستمعيه سيشاهدون هذه المرأة ذات التعاليم البروتستانتية؟ والبعض يعتبره هو المبشر والذي يرد على الهجوم الإسلامي الذي قد يحدث من البعض!!  إن ما يفعله هذا الرجل ليس في التبشير من شيء!  إنه يهجم على الإسلام ويقوم بتشريحه!  ويهجم على نبي الإسلام بصورة غير لائقة..!!  هذا ليس ردًا على هجوم وجه للمسيحية!!  هل المسيح قام باستخدام هذا الأسلوب أبدًا؟!  لقد كان في وقته أديان وطوائف كثيرة كذلك..  ونرى ما فعله مع اليهود..  كل ما فعله أن قام بالرد على أسئلتهم وأقنعهم من الكتب المقدسة..  ولنرى ما فعله عندما أرادوا أن يرجموا التي أمسكت في ذات الفعل، هل قام بفضح أحدهم قائلًا له أنك أنت قمت بالزنى بالأمس!!  المسيح لم يستخدم قط أسلوب الفضائح..  إطلاقاُ!  فهذا إهدار للتعليم المسيحي أيضًا..  هذا الأسلوب ليس دفاعًا على المسيحية ولكنه إهدار لقيم مسيحية مستقرة!  هل هذا صوت صارخ في البرية مثل يوحنا المعمدان؟!!  هل تطاول يوحنا المعمدان واستخدم ألفاظًا جارحة (بحجة أنها مذكورة في الكتب)؟!!!  إن ما يفعله الأب زكريا هو انتقام شخصي لقتل أخيه!

إن هذا الأسلوب والتجريح لم يكن أبدأ أسلوب السيد المسيح ولا تقبله الكنيسة القبطية..  إن الشعب الأرثوذكسي للأسف لم يدرك بعد خطورة ما يقوم هذا الرجل بعمله!  فسيظن البعض أن الكنيسة ضد الذي يدافع عن المسيحية والهجوم الإسلامي عليها..  فهم لا يدركون الفرق بين الدفاع عن المسيحية وبين الهجوم على الإسلام!  وهذا ما نحاول أن نقوم بعمله في هذا الموقع -موقع الأنبا تكلا- إننا في جميع ردودنا لم نتحدث عن الإسلام في الأصل، وذِكر الإسلام أو الآيات القرآنية أو غيره تكون حسبما يستدعي السؤال وصاحب السؤال والرد المطلوب..  لماذا لا نكون أول موقع ينادي بالوحدة الوطنية؟!!

لاحظ جيدًا معي هذا..  أن هذا الأب قد عزل سابقًا أيام قداسة البابا كيرلس السادس، ثم أوقف كذلك في أيام قداسة البابا شنوده الثالث..  وأخيرًا رفض قرار النقل الخاص به!!  وهذا الكلام واضح ولا يحتاج لتفسير!  ولا علاقة له بخوف الكنيسة من الإسلام أو غيره..  بل بسبب عدم الطاعة وبسبب أخطاء جوهرية في العقيدة القبطية الأرثوذكسية!

سندافع عن المسيحية..  ونثبت حقيقة صلب المسيح ولاهوته وقيامته..  وأننا لا نعبد سوى إله واحد..  كل هذا عن طريق المسيحية، وليس عن طريق إثبات خطأ القرآن أو صاحب تلك الرسالة (أيًا كان رأينا فيها)..  فكما قال قداسة البابا شنوده: "من حقك أن تدافع عن عقيدتك، ولكن ليس من حقك أن تهاجم العقائد الأخرى".

إننا كقيادة كنسية من خلال هذا المنبر العالمي، يجب أن نقوم بتنبيه الناس..  ماذا كان أسلوب السيد المسيح..؟  اقرأ الأربعة أناجيل..  متى قال المسيح أي شيء فيه تجريح..  عندما طرد باعة الحمام من الهيكل أو قام بالرد على العشارين، لم يقم بمهاجمة الديانة اليهودية..  بل كان يوضحها..  "ما جئت لأنقض بل لأكمل" (إنجيل متى 17:5)..  لقد هاجم تصرفات عامة وليست شخصية في انحراف اليهود عن ديانتهم...  مثلًا بأن يقوم أحد المسلمين بالتحدث مع أخوته في توضيح بعض الأمور في الدين التي تعصى عليهم..  نعم لقد قال المسيح "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم"، ولكنه لم يقل اذهبوا اشتموا جميع الأمم!  هل على مدى التاريخ الكنسي كله حدثت مهازل مثل هذه؟!

ماذا كان موقف المسيح من الديانة البوذية والهندوسية والكونفوشيوسية..؟!  هل قال أن بوذا هذا كان مجنون أو نصاب أو غيره؟!  كان من الممكن أن يقول كل ذلك وغيره...  كان هدفه أن المسيحية عندما تصل إلى بلاد آسيا والشرق الأقصى، لا تبشر بإنجيل يشتم في البوذيين..  ولكن بإنجيل يدعو إلى الحياة الأبدية وإلى القيامة..  هذا هو أسلوب السيد المسيح..  أنا لا أثبت أن مسيحيتي صحيحة عن طريق التشهير بمؤسسي الديانات الأخرى وأخلاقهم وسلوكهم الشخصي..  هذه هي فلسفة المسيحية...  يا ليتنا نتعلم من أسلوب السيد المسيح...

وأخيرًا، فنحن لسنا ضده، ولكننا ضد الأسلوب نفسه..  وقد يحمل كلامه الخطأ أو الصواب، ولكن ما نحن ضده تمامًا هو الأخطاء العقائدية..  فهناك البعض ممن لا يفرزون بين ما يتلقونه، وعندما يقبلون شيئًا أو شخصًا ما، يقبلون كل ما يُقال بدون تفرقة وبحث، وبدون حكمة..!