بعد أن تناولنا بعض الزوايا من وصف الكثير من الحقائق العلمية في الكتاب المقدس... نورد هنا بعض نقاط الاتفاق الأخرى بين الكتاب المقدس والعلم الحديث...
وكم من مرة سخر الناس من قصة عبور البحر الأحمر، وقالوا ما هذا السخف؟ كيف لبني إسرائيل أن يعبروا البحر الأحمر؟ كيف انشق أمامهم؟ وكيف ساروا فيه بأرجلهم. إلى أن كشف الأثريون منذ سنوات لوحة إسرائيل، وتبين من هذه اللوحة المحفوظة في المتحف المصري بالقاهرة الآن، أن هناك قبيلة تُسَمَّى قبيلة إسرائيل أقامت في بلاد مصر وبعد ذلك طردهم فرعون فلما خرجوا وعبروا البحر طاردهم فرعون، وفرعون هذا هو "منفتاح" ابن رمسيس الثاني من ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وقد عثر على مومياء مشدوخة الرأس واتضح أيضًا أنه غرق في البحر الأحمر. فجاءت هذه اللوحة الأثرية مخيبة لظن الذين اعتقدوا أن حديث الكتاب المقدس كان خرافة...
"وقال الله ليكن جلد في وسط المياه... فعمل الله الجلد، ودعا الله الجلد سماء..." (تك6:1-8). والجلد بالعبرية "رقِّيع" وتعني فضاءً شاسعًا vast expanse. كتب موسي هذا الوصف في الوقت الذي كانت الحضارات المعاصرة له تتصور السماء كرة صلبة متبلورة تدور بنجومها المتلألئة حول الأرض، وكانت حضارة مصر تصور السماء بجسد الآلهة "نت" المقوس حول الأرض والمرصع بالنجوم.
- عام 130 ق. م. أعد هيبارخوس (أبرخش) Hipparchus of Nicaea أول قائمة مبوبة للنجوم وجدول بها نحو 850 نجمًا.
- عام 150 قدر بطليموس السكندري في كتابه المجسطي قائمة بمواقع 1082 نجمًا سميا بـ"جدول النجوم الثوابت"، واستمر العدد في الزيادة إلى 5000 نجم.
- اخترع جاليليو تلسكوبه الفلكي عام 1609 واكتشف به أن طريق التبانة ملئ بنجوم بأعداد لا حصر لها.
- عام 1925 استطاع أدوين هابل Edwin Hubble باستخدام تلسكوب ولسون الشهير (قطر مرآته العاكسة 100 بوصة) أن يوسع من حجم الكون الذي نعرفه 250 مرة، وأثبت أن المجرات أنظمة نجمية ضخمة بحسب ما أمكن أن يصل إليه البصر حوالي 100 مليون مجرة أو أكثر ممتدة في الفضاء الشاسع، وتصل متوسط المسافة بين كل مجرتين منها 2 مليون سنة ضوئية.
- عام 1948 أمكن صناعة أعظم تلسكوب فلكي telescope وضع في مرصد جبل بالومار بمدينة باسادينا بكاليفورنيا (قطر مرآته العاكسة 200 بوصة)، وقد مكَّننا هذا التلسكوب أن يمتد علمنا من الكون إلى بليون سنة ضوئية، واتسع نطاق الكون كما نعرفه ثمانية أضعاف، وظهرت لأول مرة مئات الآلاف من المجرات تتكون كل منها من ملايين النجوم، شبهها الفلكي جون هرشل John Hershel بغبار منثور متلألئ.
- إن الوشاح الذي يحيط بكوكبه الجبار Orion أو الجوزاء، يمثل أرضية رائعة من النجوم الرائعة الجمال، وطريق التبانة نفسه هو امتداد من النجوم بلا عدد.
كم يكون رائعًا وعجيبًا أن يكتب إرميا قبل الميلاد بحوالي 600 عام أن "جند السموات لا يُعَد، ورمل البحر لا يُحصى". (إر22:33).
يهتم العالم كله في وقتنا الحاضر بالحفاظ على البيئة من التلوث، ويعطي اهتمامًا بالغًا لمياه الشرب بالذات. فكل قوانين الدول المتحضرة تحرم التخلص من الفضلات بإلقائها في مجاري الأنهار لما لها من أثر سيئ على الصحة العامة. ولم تتضح أهمية نظافة مصدر المياه في الوقاية من الأمراض إلا مؤخرًا. لكن موسي بإرشاد الوحي الإلهي والروح القدس منع شرب الماء من البِرَك الراكدة أو الملوثة نتيجة إلقاء جثث الحيوانات الميتة فيها. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل والأكثر من ذلك، نجد الروح القدس على لسان موسى يأمر بني إسرائيل بالتخلص من الفضلات بدفنها: "ويكون لك موضع خارج المحلة لتخرج إليه خارجًا، ويكون لك وتد مع عدتك لتحفر به عندما تجلس خارجًا وترجع وتغطي برازك" (تث13،12:23).
لقد سبق الكتاب المقدس العلم في هذا المجال أيضًا، فنجد أن الله أمر بني إسرائيل على لسان موسى: "كل إناء مفتوح ليس عليه سداد بعصابة فإنه نجس" (عد15:19). بل أمر بني إسرائيل بالنظافة البدنية، فنجد هذه المبادئ متناغمة تمامًا مع ما ينادي به علماء الصحة العامة اليوم من أن النظافة خير وسيلة للوقاية من الأمراض (لأنها تمثل الطريق الأمثل للوقاية).
"وكل إنسان يأكل ميتة أو فريسة -وطنيًّا كان أو غريبًا- يغسل ثيابه ويستحم بماء ويبقى نجسًا إلى المساء ثم يكون طاهرًا. وإن لم يغسل ولم يرحض جسده يحمل ذنبه" (لا16،15:17). بل أيضًا نجده قد سبق بزمن طويل تلك الممارسات الصحية التي تطبقها البلاد المتحضرة الآن في المائة عام الأخيرة فقط! مثل عزل وعلاج بعض المرضى بأمراض معدية مثل البرص، ونجد في سفر اللاويين: "إن رآها الكاهن وإذا ليس فيها شعر ابيض وليست أعمق من الجلد، وهي كامدة اللون يحجزه الكاهن سبعة أيام" (لا21:13).
فهرس القسم الفرعي: التوافق بين العلم والكتاب المقدس في أقسام أخرى أ- كروية الأرض - ترتيب الكائنات - اتصال المحيطات - الذرة - الجاذبية | ب- المياه - الطيران - الجراثيم - الخلايا - الدم | جـ- عبور البحر الأحمر - الغلاف الجوي - النجوم - التلوث - الصحة | د- القانون المدني - بقاء الطاقة - المطر والبرق - استهلاك الأجرام - تحلل العناصر - الإصابة بالقمر - إضاءة القمر - لهب الشمس |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2y8b3qd