بعد أن تناولنا بعض الزوايا من وصف الكثير من الحقائق العلمية في الكتاب المقدس... نورد هنا بعض نقاط الاتفاق الأخرى بين الكتاب المقدس والعلم الحديث...
من المعروف الآن أن القوانين التي سلمها الله لموسى، والتي وردت أكثر من مرة في أسفار موسى الخمسة، ومنها سفر العدد و(سفر اللاويين 24)، تمثل أساس القانون المدني لكل الدول الديمقراطية الموجودة حاليًا. فيعلمنا الوحي في سفر اللاويين: "وإذا أمات أحد إنسانًا، فانه يُقتَل. ومن أمات بهيمة يعوض عنها نفسًا بنفس. وإذا أحدث إنسان في قريبه عيبًا فكما فعل كذلك يفعل به. كسر بكسر وعين بعين وسن بسن، كما أحدث عيبا في الإنسان كذلك يحدث فيه. من قتل بهيمة يعوض عنها، ومن قتل إنسانًا يُقتل. حكم واحد يكون لكم الغريب يكون كالوطني" (تث17:24-22). فأسس بذلك مبدأ المساواة أمام القانون؛ حتى أن الغريب يطبق عليه نفس القانون كالوطني.
يقول قانون بقاء الطاقة: "عند تحول الطاقة من صورة إلى أخرى، في أي نظام معزول، فإن الطاقة الكلية لا تتغير". (وهناك عدة صور للطاقة مثل الطاقة الكهربائية والطاقة الكيميائية والطاقة المغناطيسية والطاقة الحرارية والطاقة النووية... الخ). ويعتبر هذا القانون هو القاعدة الأساسية التي تقوم عليها كل العلوم الطبيعية... كذلك يوجد قانون آخر مشابه هو قانون بقاء المادة، ونصه: "رغم أن شكل أو حجم أو حالة المادة يمكن أن تتحول من حالة إلى أخرى، فإن الكتلة الكلية لا تتغير. (ويمكن أن تكون المادة على ثلاث حالات مختلفة: الحالة الغازية والحالة السائلة، والحالة الصلبة. ويمكن أن تتحول المادة من صورة إلى أخرى دون أي تغيير في الكتلة، فمثلًا يتحول الماء إلى ثلج أو إلى بخار ماء بنفس الكتلة). ومن هذين القانونين يمكن أن نستنتج أن المادة لا تفنى ولا تُستَحدَث ولا تخلق من العدم. وكذلك الطاقة أيضًا. ولئن كان قد تم إثبات ذلك عمليًا منذ حوالي مائة عام، إلا أن الكتاب المقدس كان أسبق في كشف تلك الحقيقة منذ آلاف السنين إذ علمنا أن عملية الخلق ليست مستمرة، ولكن الكون الحالي هو نتيجة لعملية خلق إلهي بالفعل، في الستة أيام الأولى للخليقة.
ويعلمنا القديس بولس الرسول "مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم" (عب3:4) أي أن عملية الخلق قد أكملت في الماضي وما نراه الآن هو مجرد تحول من صورة إلى أخرى. وفي سفر التكوين: "فأكملت السموات والأرض وكل جندها. وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل" (تك2،1:2). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فنستشف من كل ذلك أن عملية الخلق قد تمت وانتهت. وهنا تثور نقطة خلاف بين الكتاب المقدس وبعض العلماء الذين ينادون بفلسفة الخلق التطوري المستمر، والتي لا تستند إلى أي سند معملي. فما يحدث كل يوم أمامنا في صورة التقدم والتطور إلا عملية بقاء المادة والطاقة عند علماء الفيزياء بالقانون الأول في علم الديناميكا الحرارية (وهو العلم الذي يدرس العلاقة بين صور الطاقة وكيفية تحولها من صورة لأخرى). ويعتبر هذا القانون أهم القوانين الأساسية في كل العلوم الفيزيائية. وكما رأينا فقد تم التنبؤ بهذا القانون في مواضع كثيرة من الكتاب المقدس؛ إذ يؤكد أن السموات والأرض قد أكملت، أي أنها لم تُخلَق فقط، بل أُكمِلَت: "ورأى الله أن كل ما عمله فإذا هو حسن جدًا" (تك31:1).
لقد اكتشف العلماء حديثًا أن السبب في نزول المطر هو الشحنة الكهربية الناتجة في البَرق... وهي حقيقة قالها الكتاب المقدس منذ آلاف السنين: "المُصعِد السحاب من أقاصي الأرض... الصانع بروقًا للمطر... المُخرِج الريح من خزائنه" (مز7:135).
* بحث عن كلمات سحب، أو سحاب في الكتاب المقدس.
منذ حوالي 30 سنة أثبت أينشتاين Einstein أن من الممكن أن تتحول الكتلة إلى طاقة. وبالتالي فإن الأجرام السماوية تفقد باستمرار جزء من كتلتها بمرور الزمن؛ نتيجة انبعاث الضوء والحرارة منها... فماذا قال الكتاب عن هذه الظاهرة قبل اينشتاين بنحو 3000 سنة؟
قول داود بالروح القدس: "أنت يا رب في البدء أسست الأرض، والسموات هي عمل يديك... هي تَبيد وأنت تبقى... وكلها كثوب تبلى" (مز26،25:102). وتشبيه الثوب الذي يبلى هو أدق تشبيه يشرح نظرية آينشتاين؛ لأن الثوب لا يبلى فجأة، بل تدريجيًا.
كان الإنسان يعتقد أن العناصر هي أبسط صورة للمواد، لكنه اكتشف أخيرًا أن العناصر تتحلل إلى ذرات... والذرة تفجر إلى نواه والكترونيات... وهذه الحقيقة ذكرها بطرس الرسول في رسالته الثانية: "يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج... وتنحل العناصر محترقة... وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" (2بط11،10:3).
قال داود بالروح: "الرب يحفظك... الرب يظلل على يدك اليُمنى؛ فلا تحرقك الشمس بالنهار، ولا القمر بالليل" (مز6:121).
والترجمة الأدق بالإنجليزية تقول بدلًا من كلمة "تحرقك": The sun will not harm you by day, nor the moon by night.
نشرت مجلة ريدرز دايجيست Reader's Digest في نسختها العربية "مجله المختار" في عدد أغسطس سنة 1980 مقال علمي بعنوان: "هل يتحكم القمر في مزاجك؟". ويقول كاتبه أن الإنسان شأنه شأن سطح الأرض: 80% من تكوينه ماء... لذا فإن القمر كما يؤثر بالمد والجزر في مياه البحار والمحيطات... هكذا يؤثر على رطوبة الجسم البشري، بما ينشأ اضطرابات في حياة الإنسان...
وهذا الأمر ما زال في طور البحث... ولكنه هناك العديد من الشواهد التي تؤيد هذا الأمر... ولقد نشرت مجلة ناشيونال جيوجرافيك الأمريكية National Geographic بحثًا عن هذا الأمر... وهذا البحث موجود على الإنترنت حاليًا. وتستطيع أيضًا تَصَفُّح العديد من الأبحاث المنشورة على الإنترنت والتي تؤيِّد أو تُعارِض هذا الأمر من خلال البحث عن كلمات مثل: full moon effect - lunar effects - human behavior وغيرها...
فقد رأينا أحد البسطاء يسأل سؤالًا: "ما رأيكم بِمَنْ يقول أن تعرضك لسناء ظوء (ضوء) القمر يعرض جسمك للخطر ولعقلك بالظرر (بالضرر)؟" ووضع سؤاله في أحد المنتديات، فيجب على الشخص قبل التهكم، البحث عِلميًا في الأمر، حتى لا يحمل سؤاله إدانته، كما قال الكتاب "مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ" (لو 19: 22).
فَمِن الأبحاث التي نُشِرَت حول هذا الأمر، كتاب:
Dynamic Astrology: Using Planetary Cycles to Make Personal and Career Choices, 1997, by John Townley.
كما أوضحنا فما زال الأمر في طور الدراسة والبحث، فتوجد بعض الأبحاث تؤيد هذا الأمر، وأبحاث أخرى ضده... ولكن، لم يثبت تمامًا أنه خطأ... ومع صدق الكتاب المقدس الذي ثبت عبر العصور وصمد أمام تيارات التطور والعلوم الحديثة، وأثبت صحة كل ما فيه... فنحن نعرف الإجابة التي سيثبتها العلم في يوم من الأيام مُسبَّقًا...!
ستجد أيضًا المزيد حول الأمر من أبحاث وكتب في موسوعة ويكيبيديا على سبيل المِثال تحت عنوان: Lunar Effect.
"هوذا نفس القمر لا يضيء..." (أي5:25) القمر لا يضيء ولكنه يعكس ضوء الشمس، هكذا كباقي الكواكب...
يقول الحكيم يشوع بن سيراخ عن الشمس:
"هي آلة عجيبة صُنع العلي... تبعث أبخرة نارية... وتلمع بأشعة تبهر العيون" (سي4،2:43).
ويا للإعجاز الموجود في الأسفار التي نادى البروتستانت بعدم قانونيتها!! فما قاله الحكيم هنا بوحي من الروح القدس، هو وصف كامل لهذه الصورة... وبالطبع لقد أثبت العلم أنه يوجد في الشمس انفجارات عدة، وألسنة لهب نارية (الأبخرة النارية) التي تنطلق من الشمس لمسافات طويلة... وتُعْرَف هذه الظاهرة باللغة الإنجليزية باسم:
- the massive fiery plumes
- أو coronal ejections
- أو Solar Flare.
فهرس القسم الفرعي: التوافق بين العلم والكتاب المقدس في أقسام أخرى أ- كروية الأرض - ترتيب الكائنات - اتصال المحيطات - الذرة - الجاذبية | ب- المياه - الطيران - الجراثيم - الخلايا - الدم | جـ- عبور البحر الأحمر - الغلاف الجوي - النجوم - التلوث - الصحة | د- القانون المدني - بقاء الطاقة - المطر والبرق - استهلاك الأجرام - تحلل العناصر - الإصابة بالقمر - إضاءة القمر - لهب الشمس |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/h22g328