بعد أن تناولنا بعض الزوايا من وصف الكثير من الحقائق العلمية في الكتاب المقدس... نورد هنا بعض نقاط الاتفاق الأخرى بين الكتاب المقدس والعلم الحديث...
من ضمن الأخطاء المزعومة في العهد القديم ما قاله إشعياء النبي (إش 12:11) "ويرفع راية الأمم ويجمع منفيّ إسرائيل ويضم مشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض".
قال المعترضون بأن اشعياء النبي كان يظن أن الأرض منبسطة وأن لها أربعة أطراف في حين أن الأرض كروية.
والواقع أن اصطلاح "أربعة أطراف الأرض" أو "أربعة أركان الأرض" تعبير شعري يشير إلى أربعة نقاط البوصلة، وهي تشير إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب. وهو تعبير متداول بين رجال البحار، وإشعياء النبي نفسه كان شاعرًا فهو لم يكن يقصد أن الأرض منبسطة، والدليل على ذلك قوله في (إش 22:40) "الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب". هنا يصرح إشعياء النبي بأجلَى عبارة عن حقيقة فلكية وهي كروية الأرض التي لم يعرفها البشر إلا بعد آلاف السنين. هكذا أرشد روح الرب إشعياء النبي فسجل هذه الحقيقة. وهكذا يرتفع الكتاب المقدس في نظر عارفيه لأنه تنبأ بأحد اكتشافات البشر قبلهم بقرون طويلة. ولا غرو فهو ليس بكتاب من وضع الناس بل هو كلمة الله الموحَى بها من الروح القدس. وفي حين تُتَرْجَم الكلمة إلى "دائرة الأرض" circle كذلك... فهي تعطي نفس المعنى.
فقد ظلت البشرية تعتقد أن الأرض مسطحة حتى جاء كوبرنيكس Nicolaus Copernicus في أواخر القرن المسيحي الخامس عشر وأوائل السادس عشر 1473-1543 وبدأ يعلم بأنه يشكك في النظرية القديمة بأن الأرض مستوية، وجاء من بعده جاليليو 1564-1642 وصنع المنظار ورأى بمنظاره ما يبرهن أن الأرض كروية، وقد لاقى الكثير من الاستهزاء لدرجة أنه حكم عليه بسبب هذا! واليوم يصعد رواد الفضاء إلى السماء، وينظرون إلى الأرض ويجدون أنها كرة... بدون أن يشك أي أحد في هذا...
كتب موسى في (سفر التكوين 11:1): "وقال الله لتنبت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرًا كجنسه بزره فيه على الأرض. وكان كذلك".
وكذلك في (تك21:20:1) "وقال الله: لتفض المياه زحافات ذات نفس حية، وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء. فخلق الله التنانين العظام، وكل ذوات الأنفُس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه. ورأى الله ذلك أنه حسن".
نجد أن موسى النبي في سفر التكوين قسم أعمال الله على ستة فترات من الزمن منتهيًا بخلق الإنسان... وقال موسى أن النباتات ظهرت أولًا على شكل نباتات بسيطة وهي العشب، ثم تدرجت الحياة إلى ما هو أكثر تعقيدًا...
كتب موسى بأن الله جمع المياه التي تحت السماء إلى مكان واحد (تك31:1)، والمتأمل في خريطة العالم يلاحظ فعلًا أن جميع المحيطات السبعة لها قاع واحد إذ هي مشتركة مع بعضها في القاع ولكت موسى كان حريصًا حينما ذكر أن البحار منفصلة لأنه ذكرها بصيغة الجمع "بحارًا".
وفي وقت موسى لم تكن قد عرفت كل المحيطات إلا بعد قرون طويلة.
في سنة 1808 وضع جون دالتون Dalton نظرية الذرة وهي تقول أن جميع العناصر الكيميائية مكونة من وحدات متناهية الصغر، ولا يمكن أن تُرى بالعين المجردة إلا بواسطة أدوات التكبير المعروفة وهي الذرات. والذرة أصغر جزء في المادة يمكن أن يدخل أو يخرج من أي تفاعل كيميائي، وتركيب الذرة معقد جدًا لدرجة أنه في وقتنا هذا لم يتم كشف جميع أسرار الذرة. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن المتأمل في عب3:11 "بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يُرى مما هو ظاهر". إن الرسول يريد أن يقول أن الله كون ما يرى مما هو غير ظاهر وهو أبلغ وأبسط تعبير كتبه إنسان عن النظرية الذرية.
إنه تعبير بلغت به البساطة المتناهية أن الأطفال يفهمونه بسهولة كما بلغت به الدقة المتناهية أنه يرضي أعظم العلماء... فكيف عرف بولس الرسول كل هذا؟ لا يمكن أن يكون مصادفة.
في أيام أيوب النبي كان القدماء يعتقدون أن الأرض مرتكزة على شيء ما، فالإغريق كانوا يعتقدون أن الإله أطلس يحمل الأرض على عنقه وكتفيه وهو مطأطأ الرأس. والهندوس القدماء كانوا يعتقدون بأن الأرض محمولة على ظهر فيل كبير، وهو واقف على ظهر سلحفاة كبيرة وهي بدورها تعوم في بحر لا نهائي. وكانت هذه أتم نظرية في فهمهم لأنها تعطي لكل شيء ما يستند إليه.
وبعد اكتشاف كوبرنيكوس وتبكوبراها وجاليليو لقوانين المنظومة الشمسية ونتيجة دراسات جاليليو واسحق نيوتن (1642-1727) عن حركة الأجسام الساقطة، اكتشف نيوتن قانون الجاذبية، وأنه قانون كوني يحكم الأجرام في النظام الكوني، وفسرت الجاذبية بالقوة التي تربط الكواكب وأقمارها في مساراتها. وعلى هذا فهمنا أن الأرض في مكانها في الفضاء تدور حول محورها في انتظام كامل، متوازية مع بقية كواكب المجموعة الشمسية بقوة الجاذبية.
ولكن في أيام هذه الخرافات كتب أيوب (أي7:26) في وصف قدرة الله "يمد الشمال على الخلاء وعلق الأرض على لا شيء" فكيف عرف أيوب أن الأرض معلقة في الفراغ على لا شيء؟! أليس هذا تعبيرًا بسيطًا عن قوَى الجاذبية التي تحفظ الأرض في موضعها في فراغ الكون؟ من أين لأيوب هذه الحكمة العميقة؟ إنها بلا شك من عند الله خالق السموات والأرض.
فهرس القسم الفرعي: التوافق بين العلم والكتاب المقدس في أقسام أخرى أ- كروية الأرض - ترتيب الكائنات - اتصال المحيطات - الذرة - الجاذبية | ب- المياه - الطيران - الجراثيم - الخلايا - الدم | جـ- عبور البحر الأحمر - الغلاف الجوي - النجوم - التلوث - الصحة | د- القانون المدني - بقاء الطاقة - المطر والبرق - استهلاك الأجرام - تحلل العناصر - الإصابة بالقمر - إضاءة القمر - لهب الشمس |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/58k9w9r