* ولكن، هل من دليل في الكتاب المقدس يؤكد فكرة مظلة بخار الماء قبل الطوفان؟!
بالتأكيد يوجد العديد من الآيات لو دققنا فيها لتأكدنا من هذه الحقيقة، ومنها على سبيل المثال:
"وقال الله ليكن جلد في وسط المياه وليكن فاصلا بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وكان كذلك" (تك7،6:1).
وهنا الجَلَدْ تعني الغلاف الجوي والمياه التي تحت الجلد تعني البحار والمحيطات، ولكن ماذا عن المياه التي فوق الجلد؟ إنها بخار الماء الذي كان يظلل الأرض، لذا يمكن كتابة الأعداد السابقة من الكتاب كما يلي:
[وقال الله ليكن جلد (الغلاف الجوى) في وسط المياه، وليكن فاصلا بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد (المحيطات والبحيرات والبحار والمستنقعات) والمياه التي فوق الجلد (مظلة بخار الماء) وكان كذلك.]
ومما يؤكد وجود بخار الماء فوق سطح الأرض في بداية الخلق، قول الكتاب المقدس: "كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض، وكل عشب البرية لم ينبت بعد، لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض، ولا كان إنسان ليعمل الأرض، ثم كان ضباب يطلع من الأرض ويسقي وجه الأرض" (تك6،5:2).
ويمكننا أن نستنتج من هذه الفقرة أمرين:
1- أن المطر لم يكن موجودًا على الإطلاق قبل الطوفان.
2- أن الأرض كانت تُروى بالندى، والذي يعتمد على تشبع الجو ببخار الماء، وفروق بسيطة في درجات الحرارة بين الليل والنهار.
ولم يكن هناك رياح قبل الطوفان كذلك. وذلك بسبب وحدة درجة الحرارة تقريبًا... فكانت جميع مناطق العالم لهم نفس الدرجة تقريبًا... وكان هناك فروق بسيطة جدًا في الحرارة بين النهار والليل. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ونفس الأمر نجده في كوكب الزهرة كمان كتب كينيث ويفر Kenneth Weaver مساعد رئيس تحرير الجريدة الجغرافية الأهلية بأمريكا National Geographic. فبسبب وجود غلاف جوي من ثاني أكسيد الكربون أكثر من الأرض 100 مرة، فتكون درجة حرارة كوكب الزهرة 900 ف، وهذا الغلاف حافظ على تلك الدرجة وعلى ثباتها تقريبًا...
ومن المناسب أن نذكر في هذه الجزئية أيضًا شرح لموضوع "ريح النهار" المذكور في (تك8:3). فيشرح لنا الجغرافي باتن Patten أنه بحلول الغسق وهبوط درجة الحرارة درجتين أو ثلاثة، كان الغلاف الجوي الذي يكاد يكون مشبعًا يصل إلى درجة التشبع الكامل. ويصل إلى نقطة تكوين الندى فيحدث قطرات الماء، فتتكون طبقة باردة من الندى، وهذا يؤدي إلى نوع من البرودة الخفيفة، والتي سماها الكتاب المقدس ريح النهار.
إن ما قام به بخار الماء قديمًا قبل الطوفان، يقوم به حاليًا ولكن بصورة أقل كل من الأوزون وثاني أكسيد الكربون، في ضبط درجة حرارة الأرض. ويؤكد د. موريس أن غطاء بخار الماء الهائل الذي كان موجودًا في الطبقة السُفلى من الغلاف الجوي كان يكفي كمصدر لمياه الأمطار الغزيرة التي استغرقت 40 يومًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/68h8n6h