رابعًا: لقد كان الطوفان حدثًا مأساويًا بدأ ببروق ورعود ثم أمطار، ما لبثت أن انهمرت بغزارة... فكانت هناك أمطارًا تسقط من السماء في غزارة ومياه تنفجر من أعماق الأرض في قوة... ومع الوقت تندفع المياه في كل موضع، وتقتلع من أمامها الأشجار، وتُسقِط بقوة كل بناء وتُغرِق بين أمواجها كل كائن حي، وبالتدريج ترتفع المياه فيرتفع معها الفلك، وترتفع حتى تغطي كل الجبال بما في ذلك أعلاها...
ولكن كيف حدث هذا؟ ومن أين جاءت كل هذه المياه؟!
لا بُد أن الأرض تزلزلت وتشققت لتخرج مياهها الجوفية إلى سطحها، ولابد من مصدر لتلك المياه المنهمرة في قوة وغزارة من السماء...
ولابد أنت يترك الطوفان أثرًا على الأرض وجبالها على مر التاريخ، ولابد لدارس القشرة الأرضية أن يكتشف لنا خبايا وخفايا أسرار الطوفان.
ولقد اهتم الباحثون والدارسون بدراسة سطح الأرض خلال المئتي سنة الماضية للوصول إلى أسرار الطوفان، ونشأت عدة نظريات نتيجة لهذه الدراسات، تبدأ برفض الطوفان وتتدرج إلى أن تنتهي بالطوفان الشامل الذي شمل كل الكرة الأرضية، وسوف نلقي الضوء على أربعة من هذه النظريات: 1، 2، 3، 4:-
وهي نظرية قديمة لا تقبل ما سجله الكتاب المقدس في سفر التكوين، وأصحاب هذه النظرية ينكرون حدوث الطوفان بالصورة التي ذكرها سفر التكوين.
وهي لا تنكر حدوث الطوفان ولكنها تحدد أنه كان مجرد موجة مَدّية... (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأصحاب هذه النظرية يقبلون كل ما جاء من تفاصيل عن الطوفان في سفر التكوين، ولكنهم يعللون حدثه بموجة مدية، وهي تعني ارتفاع مياه الشواطئ بصورة نادرة لظروف استثنائية بسبب الرياح العاصفة وليس لطوفان كوني شامل... مثلما حدث في مأساة تسونامي Tsunami يوم 26 ديسمبر 2004 م.
وبالنظر إلى هذه النظرية بنظرة علمية، نتفق مع أصحابها أنه بالتأكيد صاحَب الطوفان موجات مدية بسبب الزلازل التي صاحبت الطوفان، ولكن هذه الموجات المدية لا تصلح لأن تكون سببًا للطوفان، لأن الموجات المدية ترتفع وما تلبث أن تتراجع، ولكنها لا يمكن أن تستمر هذا الزمن الطويل الذي يجعل الأرض مغمورة لمدة عام تقريبًا!
وهي تلك النظرية التي تبناها جوزيف سميث Joseph Smith عام 1839، وهي تدور حول فكرة فيضان محلي غمر منطقة ما بين النهرين فقط (العراق حاليًا).
وأكد سميث أنه لا يمكن أن يكون الطوفان شاملًا، معللًا ذلك باستحالة وجود مياه بهذه الكمية التي تغمر الأرض كلها، وترتفع فوق الجبال، ويقول من أين أتت؟! وإلى أين ذهبت؟! ولقد اختلق قصة معجزة تبرر حدوث الطوفان وهي حدوث فوالق عظيمة Faults في منطقة الشرق الأوسط أدت إلى اندفاع المياه الجوفية إلى أعلى وانخفاض مناطق من الأرض... إلخ.
وقد أيده في ذلك سير ليونارد وولي Sir Leonard Woolley سنة 1929 ود. ستيفن لانجدون Dr. Stephen Langdon، وخاصة بعد حفريات أور التي تم اكتشافها في العراق نحو عام 1930.
ولكن بعد مدة بسيطة تغيرت نظرتهما حيث تم اكتشاف أن الرواسب الطبيعية في كل من أور وكبش غير متزامنة، وتحقق العلماء أن الفيضان الذي حدث في أور في وقت من الأوقات غمر جزءًا من المدينة فقط، وأن رواسب أور لا تغير من أحداث الطوفان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/64wv586