توجد أدلة جيولوجية كثيرة تؤكد فكرة الطوفان الشامل الذي غمر الأرض كلها أكثر من تأييد النظريات الثلاثة الأخرى، ومن هذه الأمثلة:
1- انتشار الرواسب في العالم كله
2- انتشار الحيوانات والنباتات المتحجرة في كل أنحاء العالم
3- وجود أسماك محفوظة في الصخور
4- وجود نباتات وحيوانات فقارية في مناطق باردة
5- وجود مزيج من الحفريات المتحجرة في جميع أنحاء العالم
6- وجود الكائنات محفوظة بحالة جيدة
7- كشف أشياء من صنع الإنسان في الصخور الرسوبية
8- العثور على حفريات بحرية متحجرة على قمم الجبال
9- وجود حمم متوسدة على ارتفاع 140000 قدمًا من جبل أرارات
فمثل هذه الفيضانات كان لا بُد وأن ترسب كمية هائلة من الرسوبيات في جميع أنحاء العالم، ولقد قدر علميًا أن أكثر من 0,5% من سطح الأرض هو طبقة رسوبية... فالولايات المتحدة على سبيل المثال بها رواسب هائلة في كاليفورنيا وهضبة كولورادو والسهول في أواسط الغرب، وفي الهند أيضًا توجد أشهر الرواسب على عمق 60,000 قدمًا... مما يؤكد قدمها.
فلقد عثر علماء الجيولوجيا على رواسب في جميع أنحاء العالم تحتوي على حيوانات ونباتات وأشياء من صنع الإنسان متحجرة في مناطق جيولوجية متعددة... وتحتاج هذه الكائنات إلى سرعة نقل ودفن قبل التحلل، وهذا يحدث في الفيضانات الشديدة...
وقد عثر العلماء حديثًا في جبال روكي الحالية على حيوانات مفصلية من ذوات الثلاثة فصوص محفوظة متحجرة، ووجدوا حشرات دقيقة أخرى متحجرة ومحفوظة دون أي أثر لتحللها، وهذا يوحي بأنها لم تمت موتًا بطيئًا بل بسبب كارثة مفاجئة مثل فيضان عظيم.
إن وجود أسماك أو قواقع في الصخور يبدو غريبًا وغامضًا، حيث أن الأسماك لا تُدفَن بسهولة. وكما يقول العالم إيمانويل فليكوفسكي Imanuel Velikovsky أن الأسماك عندما تموت يطفو جسمها على السطح، أو يغوص إلى القاع، وسرعان ما تلتهمها الأسماك الأخرى في ساعات... غير أن الأسماك المتحجرة التي عثر عليها في الصخور الرسوبية غالبًا ما وجدت محفوظة في حالة جيدة، وعظامها سليمة لم يصيبها أذى. ولم توجد في حالة مزرية أو بأعداد قليلة، بل وجدت على هيئة أفواج كاملة على مساحات كبيرة يصل عددها بالبلايين. كما أنها وجدت في حالة صراع عنيف مع الموت، ولكن بلا أدنى علامة تدل على هجوم الحيوانات الأخرى عليها. وهذه الأسماك تغطي مساحة تصل إلى مئات الأميال!! والجيولوجي د. هيو ميللر Hugh Miller يصف ذلك بكل وضوح... (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويتحدث أيضًا هاري لاد من المساحة الجيولوجية بالولايات المتحدة الأمريكية عن مجمع سمكي في سانتا باربارا بولاية كاليفورنيا، حيث توجد أكثر من بليون سمكة طولها 8:6 بوصات ماتت على مساحة أربعة أميال مربعة في قاع الخليج... والسؤال هو كيف تم حسبها هناك ما لم يكن بسبب فيضان؟!
كما وجدت مقبرة أخرى تم اكتشافها بالقرب من دياموند فيل يونج في طبقة رسوبية تجذب إليها السياح، حيث تقدم لنا نماذج سليمة من الأسماك والنباتات المتحجرة من أحسن النماذج في العالم لأسماك ضخمة يتراوح طولها من 8:6 بوصات، وسعف نخيل يتراوح عرضه من 4:3 أقدام... ووجود ف النخيل يؤكد النظرية الجيولوجية أن المناخ كان قاريًا على عكس المناخ الحالي، حيث تتعرض الجبال في الوقت الحاضر للعواصف الثلجية... كما تحتوي الرواسب على مجموعة غريبة من الكائنات من تماسيح وأسماك أبو منقار وذئب البحر، وبعض الطيور والزواحف كالسلاحف، وبعض الحيوانات الرخوية والثدييات والحشرات المختلفة، ولكنها تؤكد وجود فيضان شديد وتؤكد تغير المناخ على سطح الأرض...
وجد مزيج من كائنات حية تنتمي إلى مواطن وبيئات مختلفة، ويعتقد الكثير من العلماء أن هذا يحدث بفعل عملية تُسَمَّى allochthonous، والتي يتم فيها نقل المواد بسرعة من موقعها النهائي حيث يتم ترسيبها في ظروف الفيضانات، ويؤكد هذا الاعتقاد رواسب الكهرمان البلطيقية الشهيرة في غرب أوروبا. والتي قام ببحثها بحثًا شاملًا دقيقًا دكتور هربرت نلسون المدير السابق لمعهد النبات السويدي.
ومن المدهش أنه في بعض الحالات ترسبت أوراق النباتات وبقت محفوظة في حالة نضرة وحالة الكلوروفيل فيها جيدة، لدرجة أنه يمكن تمييز أنواع الألفا من البيتا فيها!
وهناك حقيقة تضاهي حفظ الكلوروفيل chlorophyll وهي وجود الأجزاء الرخوة من الحشرات مثل العضلات والأدمة (باطن الجلد) والبشر والألوان مثل الميلاتنين واللينوكروم وأيضًا وجود الغدد ومحتويات الأمعاء! وكذلك الشعر والريش وقشور الأسماك...
والمفترض أن كل هذه الأشياء تتحلل وتتلف في أيام محدودة وربما ساعات، وهذا يؤكد دقة عزلها في فترة قصيرة جدًا وبسرعة مذهلة.
فعلى سبيل المثال عثر عام 1851 في كتلة مختلطة مكورة من الرواسب على وعاء معدني منقوش، وكانت هذه الكتلة في دورشستر Dorchester بولاية ماساتشوستس Massachusetts الأمريكية كما يذكر في مجلة Scientific American أن انفجارًا قويًا حدث في الصخور قرب دورشستر دفع إلى الخارج كتلة هائلة، ومنها بعض القطع التي تزن عدة أطنان، ونثر الانفجار بعض القطع في جميع الجهات... ومن بين هذه القطع إناء معدني على شكل جرس... وكذلك فقد أكتشف كورتز Kurtz من نامبا Nampa عن دمية من الطين لفتاة، وكان هذا التمثال على عمق 300 قدم من سطح الأرض في طبقة الرمل الخشن...
تم العثور على حفريات بحرية متحجرة على ارتفاعات عالية، وأيضًا على قمم الجبال، وهذا يعتبر دليلًا من الأدلة الجيولوجية القوية على حدوث الطوفان.
وقد تم العثور على عظام أسماك ومحارات القواقع البحرية والأسماك الصدفية على قمة جبل إفريست. وعندما تسلق الجيولوجيون جبل أراراط اكتشفوا أن على القمة أصدافًا بحيرية، كما تم اكتشاف بحيرتين مالحتين في المناطق المجاورة لجبل أراراط (بسبب انحسار مياه المحيطات التي غمرت الجبال، وَتَبَقِّي بعض المياه على هيئة بحيرة مغلقة).
وبحيرة فان Lake Van في شرق تركيا بها المثل، وأيضًا بحيرة أورميا Lake Urmia في إيران... كما تم العثور على قطع ملحية في حجم حبات العنب مما يدل على أن المحيط كان على إرتفاع أعلى من 7000 قدما مما هو عليه الآن...
والحمم المتوسدة Pillow Lava عبارة عن حمم بركانية تتعرض لتبريد ريع تحت الماء مما يجعلها تأخذ أشكالًا مستديرة تشبه الوسادة. ووجود هذه الحمم على ارتفاعات تصل إلى 14000 قدمًا على جبل أراراط يفيد بأن هذه الجبال كانت مغمورة بالمياه في ذلك الوقت، وأن هناك حركات أرضية من زلازل وبراكين قد حدثت في ذلك الوقت مما أدى إلى خروج حمم بركانية من باطن الأرض.
1- من حقيقة الطوفان كحدث ذكره الكتاب المقدس.
2- أن الطوفان كان شاملًا لكل الأرض كتأكيد للكتاب المقدس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/c54vrkr