السر لا شك أن له نظام. نظام السر صلاة الشكر، المزمور 35 ومزمور 37. أوشية المرضى ثم الاعتراف ثم التحاليل الثلاثة. وهنا سؤالان ما سبب هذا النظام؟ والسؤال الثاني كيف يتم الآن؟ أو ما هي الصورة العملية المنفذة الآن؟
سبب النظام هو صلاة الشكر منهج المزمور الخمسين طلب الرحمة مزمور 35 و37 يسموها مزامير النصرة في الحرب الروحية. يقول "خاصم مُخاصميَّ، قاتل مُقاتليَّ، قم أمسك مجننًا وترسًا وهلم لخلاصي". بعد ذلك أوشية المرضى. من أجل شفاء الروح والنفس بعد ذلك الاعتراف بعد ذلك التحاليل الثلاث. هذا الكلام لا يحدث الآن كيف ينفذ الآن؟ عادة الناس تعترف بعد العشية ففي العشية تقال صلاة الشكر والمزمور الخمسين وأوشية المرضى. ممكن الكاهن يوصى الشخص أن يصلي المزمور الـ35 و37 قبل أن يجلس مع الكاهن ويصلوا مع بعض المزمور الخمسين قبل أن يقول الاعتراف.
التحاليل الثلاثة يقولهم الكاهن والبعض يكتفي بالتحليل الثالث الأخير لكن الحقيقة الثلاث تحاليل يعطوا فكرة متكاملة عن السلطان الكنسي. وعن سلطان الكهنوت في المغفرة مع الطلبات اللازمة لنوال المغفرة.
من الفوائد المهمة للاعتراف:
1- ارتباط الغفران بالذبيحة:
والذبيحة الآن لا يستطيع الخاطئ وضع يده عليها ذبيحة الجسد والدم لا يستطيع أحد أن يضع يده عليها إلا الكاهن فقط ولذلك نعترف للكاهن لكي يضع خطايانا على الذبيحة. والكاهن يعترف أيضًا لأنه هو يرفع الذبيحة لأجل الناس ولكن هو إذا اعترف يعترف كشخص وليس ككاهن. ولذلك يلزمه أب اعتراف لكي ينقل خطيته فالكهنوت لأجل الأخر ليس لأجل نفسه. لذلك كل له أب اعتراف من البطريرك حتى أصغر إنسان.
2- الإرشاد أو البناء الروحي للإنسان:
المعترف أمام الكاهن ابن أمام أبيه، أو مريض أمام طبيب، أو تلميذ أمام معلمه لذلك عمل الكاهن في سر التوبة والاعتراف هو الشفاء من مرض الخطية والتعليم بمعنى الإرشاد، أي معرفة الطريق الصحيح إلى الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). من فوائد الإرشاد إعطاء الخطية حجمها الطبيعي بعيدًا عن التهوين أو التهويل للخطية. لذلك هناك أناس تقع في اليأس نتيجة التهويل وهناك من يقع في التهاون نتيجة التهوين. فالإقرار بالخطية يمنع هذا. بالإضافة إلى فوائد الإرشاد في تنفيذ العلاجات المطلوبة للمرض أو للخطية.
3- الحكم على صدق التوبة:
الكاهن كوكيل لله وكممثل للكنيسة يشهد على التوبة القلبية. الكاهن يستطيع أن يعرف هل هذا الشخص تائب أم لا؟ ولذلك يقول "من غفرتم خطاياه غفرت ومن أمسكتم خطاياه أمسكت". أمسكتم أي شعرتم أن هذا الشخص لا يستحق المغفرة فتمسك عليه خطيته أي لا تأخذها لكي توضع على الذبيحة.
من ناحية وقت الاعتراف:
أي الزمن بين الاعترافين، الكنيسة لم تحدد زمن معين لكن تركت للكاهن مع المُعْتَرِف تحديد الوقت. تمنع الكنيسة الاعتراف بالمُراسلة أو الاتصال الهاتفي (التليفون)، لماذا؟ لئلا يُفْشَى السر فَيُتَّهَم الكاهن أنه هو الذي أفشى السر.
مكان الاعتراف:
هو في أخر الكنيسة أي في "خورس التائبين" أريد أن أقول شيء مهم (سر التوبة والاعتراف سر لازم للخلاص) أي بدونه لا ينال الإنسان الخلاص.
شروط أب الاعتراف:
1- كاهن شرعي: مشرطن أي سيامته قانونية.
2- لا يكون محرومًا من أخذ اعتراف:
لأنه حدث في التاريخ أنه كان هناك بعض السيامات غير المضبوطة فلا بُد أن يعطيه الأسقف خطاب بتكليفه بأخذ الاعترافات.
3- مختبر النفس حاذق في شفائها:
ماهر في طريقة أخذ الاعترافات. يعرف كيف يخرج من نفس المعترف أخطاؤه. مثل حديث الرب يسوع مع المرأة السامرية. وصلها لدرجة أنها قالت "أعطني هذا الماء" فقال لها "اذهبي وادعى زوجك" فقالت "ليس لي زوج". فقال لها "حسنًا قلتِ ليس لي زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج والذي معك ليس بزوجك". قادها للاعتراف لم يقل لها من البداية "اذهبي وادعى زوجك" لم تكن تقل له شيء لكن وصلها لمرحلة أنها محتاجة الماء الحي. كيف أن الكاهن يكون ماهر في أن يأخذ الاعتراف يخرج الاعتراف من الإنسان بطيب خاطر. هذه نقطة في غاية الأهمية وهذه خبرة لذلك نقول مختبرًا للنفس.
4- لا يحابي في الحق ولا يحابي على حساب الله:
بأسلوب لطيف لكن لا يجامل على حساب الحق.
5- لا يغفر خطية لا يغفرها الله:
يكون حريص لأنه ممكن يعطي حِل لشيء الله لا يوافق عليه.
6- يقدم المغفرة المجانية:
قديمًا كان قلة من الكهنة يأخذوا فلوس على الاعتراف!!
7- مشهود له بالتقوى والقداسة:
لئلا يكون مريضًا بدلًا أن يكون طبيب. وبستان الرهبان يقول أحذر أن تذهب إلى مريض بدلًا أن تذهب إلى طبيب.
8- يعرف الميول والنيات والرغبات والاتجاهات:
يعرف كيف يقيم الإنسان من داخله، يعرف كيف يعطي رأيًا صحيحًا عن الإنسان. يستطيع أن يقيم الإنسان.
9- يتحمل ضعف الضعفاء:
يعطي رجاءًا للخاطئ في شفاءه، لا يعطيه روح اليأس. وهذا ما قاله السيد المسيح للكتبة والفريسيين قال لهم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس من اليأس الذي يزرعوه.
10- لا يتعدى على غيره من الآباء إنما يحفظ حدود رعيته:
لا يتجاوز حدوده في الاعترافات. له أولاده المسئول عنهم. ولابد عندما يأتي له أحد يأخذ إذن إما من رئاسته أو من زميله الذي كان يعترف عنده.
11- يبحث عن أسباب الخطية وملابساتها لتقديم العلاج المناسب:
تشخيص المرض لوصف العلاج. فالعلاج يتوقف على التشخيص.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q2gqp7z