St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   02-Sefr-El-Khoroug
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

الخروج 23 - تفسير سفر الخروج

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب خروج:
تفسير سفر الخروج: مقدمة عن أسفار موسى الخمسة | مقدمة سفر الخروج | الخروج 1 | الخروج 2 | الخروج 3 | الخروج 4 | الخروج 5 | الخروج 6 | الخروج 7 | الخروج 8 | الخروج 9 | الخروج 10 | الخروج 11 | الخروج 12 | الخروج 13 | الخروج 14 | الخروج 15 | الخروج 16 | الخروج 17 | الخروج 18 | الخروج 19 | الخروج 20 | الخروج 21 | الخروج 22 | الخروج 23 | الخروج 24 | الخروج 25 | [الخط العام لإصحاح 25-40 | خيمة الاجتماع | مواد الخيمة | أطياب دهن المسحة | مواد البخور | الأرقام في الكتاب المقدس | أرقام خيمة الأجتماع] | الخروج 26 | الخروج 27 | الخروج 28 | الخروج 29 | الخروج 30 | الخروج 31 | الخروج 32 | الخروج 33 | الخروج 34 | الخروج 35 | الخروج 36 | الخروج 37 | الخروج 38 | الخروج 39 | الخروج 40

نص سفر الخروج: الخروج 1 | الخروج 2 | الخروج 3 | الخروج 4 | الخروج 5 | الخروج 6 | الخروج 7 | الخروج 8 | الخروج 9 | الخروج 10 | الخروج 11 | الخروج 12 | الخروج 13 | الخروج 14 | الخروج 15 | الخروج 16 | الخروج 17 | الخروج 18 | الخروج 19 | الخروج 20 | الخروج 21 | الخروج 22 | الخروج 23 | الخروج 24 | الخروج 25 | الخروج 26 | الخروج 27 | الخروج 28 | الخروج 29 | الخروج 30 | الخروج 31 | الخروج 32 | الخروج 33 | الخروج 34 | الخروج 35 | الخروج 36 | الخروج 37 | الخروج 38 | الخروج 39 | الخروج 40 | الخروج كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-9): قوانين تخص الوصية التاسعة:

 

آية (1): "«لاَ تَقْبَلْ خَبَرًا كَاذِبًا، وَلاَ تَضَعْ يَدَكَ مَعَ الْمُنَافِقِ لِتَكُونَ شَاهِدَ ظُلْمٍ."

لا تقبل خبرًا إن لم تتأكد من صحته ومن صدق صاحبه. وبالتالي لا تروج الخبر.

 

آية (2): "لاَ تَتْبَعِ الْكَثِيرِينَ إِلَى فِعْلِ الشَّرِّ، وَلاَ تُجِبْ فِي دَعْوَى مَائِلًا وَرَاءَ الْكَثِيرِينَ لِلتَّحْرِيفِ."

الحق ليس مع الكثرة ولا تخف في شهادة الحق أن تكون ضد الكثرة. ولا تجري وراء الجماعة إذا انحرفت.

 

آية (3): "وَلاَ تُحَابِ مَعَ الْمِسْكِينِ فِي دَعْوَاهُ."

الله يطلب منا الشفقة على الفقير ولكن على ألا تظلم الغني لأجل الفقير.

 

الآيات (4، 5): "إِذَا صَادَفْتَ ثَوْرَ عَدُوِّكَ أَوْ حِمَارَهُ شَارِدًا، تَرُدُّهُ إِلَيْهِ. إِذَا رَأَيْتَ حِمَارَ مُبْغِضِكَ وَاقِعًا تَحْتَ حِمْلِهِ وَعَدَلْتَ عَنْ حَلِّهِ، فَلاَ بُدَّ أَنْ تَحُلَّ مَعَهُ."

مساعدة الآخرين ليست أمرًا اختياريًا لكنها وصية إلهية إلزامية، لا تقف عند حد الإنسان، وإنما مساعدة حتى حمار العدو إن وقع تحت حمله. ومعنى آية (5) أن تقاوم الفكر في داخلك أن تترك عدوك ولا تساعده. وإن كانت الشريعة إهتمت بأن يساعد الشخص حمار عدوه فكم بالأولى شخص عدوه نفسه.

 

آية (6): "لاَ تُحَرِّفْ حَقَّ فَقِيرِكَ فِي دَعْوَاهُ."

الله يهتم بالفقير والمسكين فلا نظلمه لحساب الغني،

 

آية (7): "اِبْتَعِدْ عَنْ كَلاَمِ الْكَذِبِ، وَلاَ تَقْتُلِ الْبَرِيءَ وَالْبَارَّ، لأَنِّي لاَ أُبَرِّرُ الْمُذْنِبَ."

الشهادة الزور أو الكذب وإطلاق الشائعات الكاذبة قد تكون سببًا في قتل بريء.

 

آية (8): "وَلاَ تَأْخُذْ رَشْوَةً، لأَنَّ الرَّشْوَةَ تُعْمِي الْمُبْصِرِينَ، وَتُعَوِّجُ كَلاَمَ الأَبْرَارِ."

الرشوة تعمي بصيرة المبصرين لأن المرتشي يضطر أن يجامل فيشهد كاذبًا.

 

آية (9): "وَلاَ تُضَايِقِ الْغَرِيبَ فَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ نَفْسَ الْغَرِيبِ، لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ."

 

الآيات (10-13): "«وَسِتَّ سِنِينَ تَزْرَعُ أَرْضَكَ وَتَجْمَعُ غَلَّتَهَا، وَأَمَّا فِي السَّابِعَةِ فَتُرِيحُهَا وَتَتْرُكُهَا لِيَأْكُلَ فُقَرَاءُ شَعْبِكَ. وَفَضْلَتُهُمْ تَأْكُلُهَا وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ. كَذلِكَ تَفْعَلُ بِكَرْمِكَ وَزَيْتُونِكَ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ عَمَلَكَ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ تَسْتَرِيحُ، لِكَيْ يَسْتَرِيحَ ثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ، وَيَتَنَفَّسَ ابْنُ أَمَتِكَ وَالْغَرِيبُ. وَكُلُّ مَا قُلْتُ لَكُمُ احْتَفِظُوا بِهِ، وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلاَ يُسْمَعْ مِنْ فَمِكَ."

هنا يتكلم عن السبت ليس من وجهة العبادة لكن من جهة حق الآخرين على الإنسان. في السنة السابعة تستريح الأرض. والفقراء يجدون طعامًا بل ووحوش البرية. وفي اليوم السابع يعطي الإنسان لنفسه راحة ولعائلته وابن أمته والغريب بل وللحيوانات. وذكر السبت والسنة السبتية (السابعة) متعاقبان معناه أن الأساس واحد. وفي السنة السابعة (السبتية) كان الإنسان لا يزرع أرضه. وكان الفقراء يأكلون ما يجدونه فيها (راجع لا1:25-7) فالزريعة التي تخرج هي لصاحب الأرض ولكل فقير وحتى للحيوانات. وكانت هذه السنة يقضونها في التعبد. وكان مما يزيد إيمانهم أن الله يبارك في محصول السنة السادسة. ولقد راعَى اليهود السنة السبتية فترات قليلة. فعوقبوا بالسبي وامتنع زراعة الأرض 70 سنة (2أي21:36) وبعد العودة من السبي راعَى اليهود السنة السبتية حتى أن يوليوس قيصر سمح بإعفاء اليهود من الجزية في السنة السابعة. وفي آية (13) يمنع ذكر آلهة أخرى وكان لا ينطق أسماء الآلهة الأخرى سوى الأنبياء والمعلمين حتى يهاجمونها.

وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَةٍ أُخْرَى = ولكن لماذا أَلْحَق الوحي وصية عدم ذكر إسم آلهة أخرى مع وصية اليوم السابع والسنة السابعة؟

*تقديس اليوم السابع والسنة السابعة أي تخصيصهم لله في صلوات وتسابيح، هدفهم أن يَبْقَى الله في فكر الإنسان كل الوقت، فيظل يذكر الإنسان أنه غريب عن الأرض وأنه ينتمي لله الذي في السماوات. ويذكر أن الله هو مصدر كل خير حقيقي في حياته.

*ولاحظ أن إنشغالك بإسم الله يقدسك ويحفظك في سلام "إحفظهم في إسمك الذي أعطيتني" (يو17: 11). أما أي إنشغال للفكر بأي شيء آخر، لن يأتي سوى بالهم. وهكذا طلب الله منهم بخصوص وصاياه "وَٱرْبُطْهَا عَلَامَةً عَلَى يَدِكَ، وَلْتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ" (تث6: 8). يربطونها على أياديهم أي يعملوا بها، ويضعونها على جباههم أي يفكروا فيها كل اليوم، فلا ينسوا الله. وهكذا قال داود النبي "سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلنَّهَارِ سَبَّحْتُكَ عَلَى أَحْكَامِ عَدْلِكَ" (مز119: 164) وقوله سبع مرات أي اليوم كله بل العمر كله فرقم 7 هو رقم الكمال. بل مزمور (119) كله تأمل في جمال وكمال شريعة الله وأنها مصدر فرحه ولهجه (مز119: 99 ، 162 ، 174).

*والعكس نجد أن ضد المسيح سيطلب وضع ختمه على الجباه (رؤ13: 16). بمعنى أن يظل تابعيه يذكرون فضله عليهم وأنه سهَّلَ لهم طريق ملذاتهم الخاطئة. ويضعونه على أياديهم، فستكون أعمالهم كأعماله الشريرة.

 

الآيات (14-17): "«ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تُعَيِّدُ لِي فِي السَّنَةِ. تَحْفَظُ عِيدَ الْفَطِيرِ. تَأْكُلُ فَطِيرًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرْتُكَ فِي وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ، لأَنَّهُ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ. وَعِيدَ الْحَصَادِ أَبْكَارِ غَلاَّتِكَ الَّتِي تَزْرَعُ فِي الْحَقْلِ. وَعِيدَ الْجَمْعِ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ عِنْدَمَا تَجْمَعُ غَلاَّتِكَ مِنَ الْحَقْلِ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ."

عند اليهود 7 أعياد مذكورة في سفر اللاويين ولكن يذكر منها هنا ثلاث أعياد فقط وهي التي يعيدون فيها أمام بيت الرب (كل الذكور) ووجودهم معًا فيه معنى المحبة والشركة والوحدة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالكل في فرح فتزداد الروابط الاجتماعية.

1. عيد الفطير: مرتبط بعيد الفصح ولمدة 7 أيام، تذكار خروجهم من مصر.

2. عيد الحصاد: ويسمى عيد البنديكستي أو عيد الأسابيع ويأتي في اليوم الخمسين من عيد الفصح في أول حصاد القمح وتقدم فيه باكورات الغلات.

3. عيد الجمع: ويسمى عيد المظال أو عيد الشكر في نهاية السنة الزراعية عند حصاد الثمار. وكانوا يقيمون 7 أيام في مظال وفي اليوم الثامن يكون فرح كبير.

هو شكر لله على إحساناته والإقامة في مظال هو تذكار لغربتهم في البرية، هو أيضًا تذكار لغربتنا في هذه الحياة والفرح الكبير في اليوم الثامن هو رمز للحياة الأبدية. وكانوا يأكلون الفطير في الأعياد عمومًا فتكون فرصة لمراجعة النفس على أخطائها فالخمير رمز للشر.

لاحظ أن هذه الآيات مرتبطة بما سبق، فهم يعيدون لله أي يفرحون في ثلاث مناسبات:-

1* ليذكروا محبة الله الذي أخرجهم من مصر. 3،2* الفرح بالخيرات التي وهبها الله لهم. وبهذا يذكرون محبة الله لهم ولا ينسبوها لإله آخر ولا لأنفسهم، فيحبوا الله ولا ينحرفوا بعيدًا عنه. الله يريدهم أن يلتصقوا به ضمانا لحريتهم الحقيقية وفرحهم وبركتهم. فالثلاث مناسبات هي أعياد وفرح. الله يريدهم أن يتأكدوا من محبته لهم، ويتثبت إيمانهم في أنه يريد لهم كل الخير، بل هو مصدر كل خير في حياتهم، فلا ينحرفوا وراء آخر يذلهم "أعطيك كل هذه ولكن خر وأسجد لي". فالشيطان يعطي والثمن السجود والذل له، وهذا لا يرضاه الله لأولاده. أما الله فهو يُعطي بسخاء ولا يُعَيِّر" (يع1: 5). وحتى يضمن لهم الله هذه الحرية وهذا الفرح يبعدهم الله عن أي عادات للوثنيين وأي انسياق وراء آلهتهم ليضمن الله لأولاده الفرح الدائم والبركة الدائمة (آيات19 ، 24 ، 32 ، 33).

ولكن هناك شروط للفرح هي الابتعاد عن الخطية، والإهتمام بالفقراء الذين ليس لهم. فيوزع الذي معه من ذبائحه وعطاياه التي أتى بها عليهم. لذلك طلب منهم الله أن لاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ. فعليهم أن يأتوا بعطايا للتوزيع. ونرى هذا في الآية القادمة.

 

آية (18): "لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي، وَلاَ يَبِتْ شَحْمُ عِيدِي إِلَى الْغَدِ."

لا تذبح على خمير دم ذبيحتي= أي يأكلون فطيرًا في الأعياد، فالخمير رمز للشر فلا شركة للنور مع الظلمة. والعيد هو فرح ومع الخطية لا يوجد فرح. وأيضًا فهذا يشير لأن من يطلب البركة والفرح في العيد عليه أن يمتنع عن الشر. والمعنى أن لا تقدم لي ذبيحة وفي نفس الوقت تمارس الشر، فهذه الذبيحة لن أقبلها، وبالتالي لا بركة ولا فرح.

ولا يبت شحم عيدي إلى الغد= هنا يقول عيدي فهو ليس للإنسان ولكنه عيدٌ للرب فيه يفرح الله بالإنسان. وكان من المفروض أن الشحم يوقد في نفس اليوم حتى لا يفسد. ولعله قصد بهذه الوصية أن يوزع كل ما يملكه بخصوص العيد في ذلك اليوم ولا يترك شيئًا لنفسه بل يعطيه للمحتاجين.

عيدي = العيد فرح، والفرح هنا هو فرح الله بالذبيحة المقدمة فهي تشير لذبيحة المسيح التي بها عاد الإنسان إلى حضن الله. وكون أن الله ينسب العيد له ويقول عيدي، فهذه الفرحة هي نفسها التي قال بها الآب "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". وهي نفس الفرحة الإلهية التي قيل بسببها "فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا" بمحرقة نوح (تك8: 21). وبعد ذلك كان يقال عن المحرقات "محرقة وقود رائحة سرور للرب" (لا1: 9). قول الله عيدي عن الذبائح تشير لعمق المحبة الإلهية للبشر. ولكن كان الله حينما يغضب على شعبه ففي حزن كان يقول "أعيادكم ومحرقاتكم" (إر7: 21 + عا5: 21، 22)، إذ بسبب خطاياهم قد انفصلوا عنه "فلا شركة للنور مع الظلمة" (2كو6: 14). فقوله أعيادكم إنما كان صدى لحزن الله الذي خسر أولاده فضاعوا وهلكوا بسبب خطاياهم.

 

آية (19): "أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ."

 هناك خرافة وثنية أنهم يطبخون الجدي بلبن أمِّه ويرشوا الحقول بهذا المرق وكانوا يعتقدون أن هذا يعطي بركة لغلاتهم. وهنا يمنع الله هذه العادة الوثنية وهذه القساوة. ويربط البكور مع هذه الوصية، فما يبارك محصولنا هو تقديم البكور، أي أن نعطي الله حقوقه.

 

آية (20): "«هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكًا أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ، وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ."

الملاك بمعنى مرسل هو الأقنوم الثاني الذي يتنازل ليكون في وسطهم فيصير كملاك مرسل لحمايتهم وقيادتهم والدخول إلى الوعود الإلهية. وهذه نبوة عن المسيح ولذلك قيل أن الشعب جرَّب المسيح (1كو9:10). وقد يعني الملاك موسى كرمز للمسيح أو ملاكًا فعليًا ليحميهم ولكن الغالب أنه المسيح وراجع آيات (21-23).

وراجع (خر14 : 18 – 25) لترى كيف أن الرب الإله، كلمة الله كان في وسطهم. وهذا سوف نراه أيضًا بوضوح في خيمة الاجتماع. وقارن أيضًا مع (تث18 : 15 – 19).

 

آية (21): "اِحْتَرِزْ مِنْهُ وَاسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ لاَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ، لأَنَّ اسْمِي فِيهِ."

اسمي فيه = أي يهوه يسكن فيه = يسكن فيه كل ملء اللاهوت جسديًا (كو9:2) ومخالفة المسيح خطيرة (عب29:10) لذلك قيل لا يصفح عن ذنوبكم فهو ليس إنسانًا عاديًا يمكننا أن نخالفه. فمن هو هذا الذي له سلطان أن لا يغفر سوى من له سلطان أيضًا أن يغفر أي المسيح. إذًا فالملاك هو رمز للمسيح الذي نزل إلينا ليقودنا إلى أورشليم العليا. وموسى قد طلب ليسر السيد في وسطنا (خر16:33) ووافق الله (خر 17:33) ولقد نبه موسى الشعب لهذا المرسل وطلب منهم أن يسمعوا له (تث15:18).

 

آية (22): "وَلكِنْ إِنْ سَمِعْتَ لِصَوْتِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، أُعَادِي أَعْدَاءَكَ، وَأُضَايِقُ مُضَايِقِيكَ."

 

آية (23): "فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، فَأُبِيدُهُمْ."

فأبيدهم = يبيدهم من أن يكونوا أمة فهم بقوا واندمجوا مع الشعب اليهودي.

 

آية (24): "لاَ تَسْجُدْ لآلِهَتِهِمْ، وَلاَ تَعْبُدْهَا، وَلاَ تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتَكْسِرُ أَنْصَابَهُمْ."

أنصابهم = هي أعمدة تذكارية لها قيمة مقدسة وهي من الحجر مثل المسلات الفرعونية، أو هي شاهد على اتفاق أو منحوت عليها منظر شيء أو شخص.

 

آية (25): "وَتَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ، فَيُبَارِكُ خُبْزَكَ وَمَاءَكَ، وَأُزِيلُ الْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ."

 

آية (26): "لاَ تَكُونُ مُسْقِطَةٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِي أَرْضِكَ، وَأُكَمِّلُ عَدَدَ أَيَّامِكَ."

كان السقوط للمرأة الحبلى والعقم في هذه الأيام من علامات غضب الله.

 

آية (27): "أُرْسِلُ هَيْبَتِي أَمَامَكَ، وَأُزْعِجُ جَمِيعَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَأْتِي عَلَيْهِمْ، وَأُعْطِيكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مُدْبِرِينَ."

 

آية (28): "وَأُرْسِلُ أَمَامَكَ الزَّنَابِيرَ. فَتَطْرُدُ الْحِوِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ مِنْ أَمَامِكَ."

الله يعدهم إن أطاعوه أن يُمهِّد الطريق أمامهم بأن يُضْعِف قوة أعدائهم، وذلك بأن يرسِل أمامهم الزنابير Hornets (جمع زنبور: دبور ← دبابير) لتهاجم الكنعانيين أعداءهم فيهربوا من الأرض، أو يرسل جيش مصر ليضربهم قبل أن يصلوا هم، فلا يقوى أعداءهم عليهم.

الزنابير قد تكون زنابير حقيقية تجعلهم يهربون ويتركون الأرض. أو هم المصريين الذين ضربوا الحثيين وفلسطين وكان الزنبور أو النملة علامة للمصريين وقد أرسل الله زنابير فعلًا لتساعدهم.

 

الآيات (29، 30): "لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ، لِئَلاَّ تَصِيرَ الأَرْضُ خَرِبَةً، فَتَكْثُرَ عَلَيْكَ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ. قَلِيلًا قَلِيلًا أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ إِلَى أَنْ تُثْمِرَ وَتَمْلِكَ الأَرْضَ."

قارن مع (2مل17: 25، 26). وعدم طرد الشعوب أمامهم مرة واحدة يعطي فرصة لهذه الشعوب الوثنية أن تؤمن وتتهود وتتوب عن أعمالهم النجسة. وألم تكن أرملة صرفة صيدا واحدة من هؤلاء (1مل17: 8 – 24 + لو4: 26) الذين إجتذبهم الله "كشعلة منتشلة من النار" (زك3: 2).

 

آية (31): "وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ مِنْ بَحْرِ سُوفٍ إِلَى بَحْرِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ إِلَى النَّهْرِ. فَإِنِّي أَدْفَعُ إِلَى أَيْدِيكُمْ سُكَّانَ الأَرْضِ، فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ."

هذه تحققت أيام سليمان وبها تم الوعد لإبراهيم "وَكَانَ سُلَيْمَانُ مُتَسَلِّطًا عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ مِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَرْضِ فِلِسْطِينَ، وَإِلَى تُخُومِ مِصْرَ" (1مل4: 21). والنهر هو نهر الفرات ثم فقدوا هذه الأرض ثانية بسبب خطاياهم.

 

آية (32): "لاَ تَقْطَعْ مَعَهُمْ وَلاَ مَعَ آلِهَتِهِمْ عَهْدًا."

المعاهدات بين الشعوب كانت بأن يعترف كل منهما بإله الآخر.

 

آية (33): "لاَ يَسْكُنُوا فِي أَرْضِكَ لِئَلاَّ يَجْعَلُوكَ تُخْطِئُ إِلَيَّ. إِذَا عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ فَخًّا»."

رَفْضْ اليهود أن يسكنوا مع هذه الشعوب الوثنية كان حماية لهم من أن يقلدوهم، فهم لم يكن لهم الإدراك أن يميزوا بين الخاطئ والخطية. ورفض هذه الشعوب كان يعني رفض آلهتهم وسلوكهم وخطاياهم. وكان هذا شرطًا ليستمر الله في وسطهم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات الخروج: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/02-Sefr-El-Khoroug/Tafseer-Sefr-El-Khroug__01-Chapter-23.html

تقصير الرابط:
tak.la/sff2pzd