St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   02-Sefr-El-Khoroug
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

الخروج 34 - تفسير سفر الخروج

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب خروج:
تفسير سفر الخروج: مقدمة عن أسفار موسى الخمسة | مقدمة سفر الخروج | الخروج 1 | الخروج 2 | الخروج 3 | الخروج 4 | الخروج 5 | الخروج 6 | الخروج 7 | الخروج 8 | الخروج 9 | الخروج 10 | الخروج 11 | الخروج 12 | الخروج 13 | الخروج 14 | الخروج 15 | الخروج 16 | الخروج 17 | الخروج 18 | الخروج 19 | الخروج 20 | الخروج 21 | الخروج 22 | الخروج 23 | الخروج 24 | الخروج 25 | [الخط العام لإصحاح 25-40 | خيمة الاجتماع | مواد الخيمة | أطياب دهن المسحة | مواد البخور | الأرقام في الكتاب المقدس | أرقام خيمة الأجتماع] | الخروج 26 | الخروج 27 | الخروج 28 | الخروج 29 | الخروج 30 | الخروج 31 | الخروج 32 | الخروج 33 | الخروج 34 | الخروج 35 | الخروج 36 | الخروج 37 | الخروج 38 | الخروج 39 | الخروج 40

نص سفر الخروج: الخروج 1 | الخروج 2 | الخروج 3 | الخروج 4 | الخروج 5 | الخروج 6 | الخروج 7 | الخروج 8 | الخروج 9 | الخروج 10 | الخروج 11 | الخروج 12 | الخروج 13 | الخروج 14 | الخروج 15 | الخروج 16 | الخروج 17 | الخروج 18 | الخروج 19 | الخروج 20 | الخروج 21 | الخروج 22 | الخروج 23 | الخروج 24 | الخروج 25 | الخروج 26 | الخروج 27 | الخروج 28 | الخروج 29 | الخروج 30 | الخروج 31 | الخروج 32 | الخروج 33 | الخروج 34 | الخروج 35 | الخروج 36 | الخروج 37 | الخروج 38 | الخروج 39 | الخروج 40 | الخروج كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-4): "ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ الأَوَّلَيْنِ، فَأَكْتُبَ أَنَا عَلَى اللَّوْحَيْنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَسَرْتَهُمَا. وَكُنْ مُسْتَعِدًّا لِلصَّبَاحِ. وَاصْعَدْ فِي الصَّبَاحِ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَقِفْ عِنْدِي هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ. وَلاَ يَصْعَدْ أَحَدٌ مَعَكَ، وَأَيْضًا لاَ يُرَ أَحَدٌ فِي كُلِّ الْجَبَلِ. الْغَنَمُ أَيْضًا وَالْبَقَرُ لاَ تَرْعَ إِلَى جِهَةِ ذلِكَ الْجَبَلِ». فَنَحَتَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ كَالأَوَّلَيْنِ. وَبَكَّرَ مُوسَى فِي الصَّبَاحِ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَأَخَذَ فِي يَدِهِ لَوْحَيِ الْحَجَرِ."

الخطية دائمًا تسبب خسائر لبعض النعم والامتيازات ففي المرة الأولى وجدنا أن الله قدم اللوحين منحوتين والوصايا منقوشة عليهما. ولكن في هذه المرة طلب الله من موسى أن ينحت هو اللوحين ويكتب الله عليهما. الشعب كسر المعاهدة مع الله، والله قبل أن يتصالح مع الشعب ولكن هناك خسائر. وفي تصالح الله مع شعبه نفهم أن عدم أمانة البشر لا يبطل أمانة الله "وأن قصد الله ومحبته للبشر والمجد المعد لهم سيحققه الله، وأن الخطية ونتائجها من موت وخلافه هو شيء عارض فقط.

* وهذه القصة تشير أن الله كتب وصاياه على قلوب آدم وحواء وهما في حالة البراءة الأولى. وكانت قلوبهم هي الحجر الذي من صنعه والذي كتب هو عليه وصاياه وكانت قلوبهم وقتئذ قلوب لحم (حز19:11). قلوب اللحم هي القلوب المملوءة محبة لله، والذي يحب الله يحفظ وصاياه "إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلَامِي" (يو23:14). وآدم كان يحب الله وهو في الجنة فهو مخلوق على صورة الله.

* وكَسْر اللوحين الأولين حين كسَّرهما موسى كان يشير لفساد الإنسان الأول، وإنطفاء محبة الله في قلبه. وتقسى قلب الإنسان بل تحجر. وما عاد الإنسان يعرف إرادة الله.

ولذلك بدأ الله يكتب كلماته ووصاياه بإصبعه (الروح القدس) على ألواح حجرية وأعطاها لموسى. ثم بعد ذلك أعطى الله بقية الكتاب المقدس للأنبياء والرسل الذين أوحى لهم الروح القدس بما يكتبونه. فالكتاب كله موحى به من الروح القدس. وكان هذا لكي يساعد الله البشر كما يقول القديس إغريغوريوس "أعطانا الناموس عونًا" حتى لا نهلك. ولكنه أعطاه لنا على لوحي حجر ليناسب طبيعة قلوبنا التي تحجرت.

* تلقى الإنسان وعودا من الله بأن هناك عهدًا جديدًا آتٍ يكتب فيه الله الناموس على القلوب كما كان في البداية أيام أبوينا الأولين آدم وحواء (إر 31: 31-34). بل أوضح الله أنه سيحول قلوب الحجر التي فينا إلى قلوب لحم (حز19:11).

* ولقد تحقق هذا بمجيء المسيح والذي أخذ جسده من الانسان، ويمثل هذا دور البشر الذين أخذ منهم المسيح جسده، ويمثلهم اللوحين اللذين نحتهما موسى وكتبهما الله بإصبعه (المسيح الذي تجسد من الروح القدس والقديسة العذراء مريم). هذا كان طريق الصلح. وحيث أن الطريق الأمثل أن تكتب الوصية على القلب فهذا ما صنعه المسيح فقد أرسل روحه ليسكب محبة الله فينا ويكتب وصاياه على قلوبنا وأذهاننا (إر31:31-34 + عب10:8-13 + رو5:5) وهذا معنى قول المسيح "من يحبني يحفظ وصاياي".

* هنا نسأل كيف يتحول قلبنا الحجري لقلب لحمي؟ والإجابة التوبة فيحدث الإمتلاء من الروح القدس لأن الخطية تطفأه، وهنا يبدأ عمل الله في تحطيم وتشكيل حجارة هذا القلب والكتابة عليه. ويكون ذلك بأن الروح القدس يسكب محبة الله فينا فنطيع وصاياه. وهذا كان الوضع أولًا الذي أراده الله أولًا، وعاشا به آدم وحواء قبل السقوط لفترة من الزمان.

وحتى يأخذ موسى من يد الله الوصايا ويكلم الله موسى كان على موسى أن يظهر وحده دون أي شخص (فهم خطاة) ولا يصعد على الجبل بهيمة (هذا إشارة للشهوات الحيوانية المُعَطِّلة). ويصعد للجبل (أي يتسامى عن الأرضيات) ويعرف أنه ينتمي للسماويات. هذه هي شروط المصالحة.

ومن ناحية أخرى فكان يجب أن المسيح يتمم الفداء أولًا ويصعد للسماء ثم يرسل الروح القدس الذي يسكب محبة الله في قلوبنا فتمتلئ محبة لله، فتتحول قلوبنا إلى قلوب لحمية ونحفظ الوصية عن حب. لذلك قال السيد الرب "خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم الْمُعَزِّي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم" (يو16: 7). والروح القدس يضع المحبة في قلوبنا فنطيع وإن أخطأنا يبكتنا (يو16: 8) وهو يعين ضعفاتنا (رو8: 26). ولكن علينا أن نبعد الشهوات الجسدية = الغنم والبقر تبعد عن الجبل.

 

St-Takla.org Image: God told Moses to chisel two new tablets of stone and return to the mountain again. The Lord then wrote on these tablets what he had written before, the Ten Commandments. Moses came back down the mountain and put the tablets in the Ark of the Covenant. These are the laws God has given for us all to obey. (Exodus 34: 1-4) - "Moses and the golden calf" images set (Exodus 32): image (23) - Exodus, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم قال الرب لموسى: «انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين، فأكتب أنا على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما. وكن مستعدا للصباح. واصعد في الصباح إلى جبل سيناء، وقف عندي هناك على رأس الجبل. ولا يصعد أحد معك، وأيضًا لا ير أحد في كل الجبل. الغنم أيضًا والبقر لا ترع إلى جهة ذلك الجبل». فنحت لوحين من حجر كالأولين. وبكر موسى في الصباح وصعد إلى جبل سيناء كما أمره الرب، وأخذ في يده لوحي الحجر"، ثم وضع موسى لوحي الشريعة في تابوت العهد ليتبع الشعب كلام الله (الخروج 34: 1-4) - مجموعة "موسى والعجل الذهبي" (الخروج 32) - صورة (23) - صور سفر الخروج، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: God told Moses to chisel two new tablets of stone and return to the mountain again. The Lord then wrote on these tablets what he had written before, the Ten Commandments. Moses came back down the mountain and put the tablets in the Ark of the Covenant. These are the laws God has given for us all to obey. (Exodus 34: 1-4) - "Moses and the golden calf" images set (Exodus 32): image (23) - Exodus, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم قال الرب لموسى: «انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين، فأكتب أنا على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما. وكن مستعدا للصباح. واصعد في الصباح إلى جبل سيناء، وقف عندي هناك على رأس الجبل. ولا يصعد أحد معك، وأيضًا لا ير أحد في كل الجبل. الغنم أيضًا والبقر لا ترع إلى جهة ذلك الجبل». فنحت لوحين من حجر كالأولين. وبكر موسى في الصباح وصعد إلى جبل سيناء كما أمره الرب، وأخذ في يده لوحي الحجر"، ثم وضع موسى لوحي الشريعة في تابوت العهد ليتبع الشعب كلام الله (الخروج 34: 1-4) - مجموعة "موسى والعجل الذهبي" (الخروج 32) - صورة (23) - صور سفر الخروج، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

الآيات (5-9): "فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي السَّحَابِ، فَوَقَفَ عِنْدَهُ هُنَاكَ وَنَادَى بِاسْمِ الرَّبِّ. فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ، وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ، وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ، فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ». فَأَسْرَعَ مُوسَى وَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. وَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ فَلْيَسِرِ السَّيِّدُ فِي وَسَطِنَا، فَإِنَّهُ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. وَاغْفِرْ إِثْمَنَا وَخَطِيَّتَنَا وَاتَّخِذْنَا مُلْكًا»."

هنا نجد في (6) أن الرب حقق وعده فاجتاز الرب قدامه. وحيث أن الإنسان لا يحتمل مجد الله، والله حين يعلن مجده فهو يعلن لكل إنسان حسب احتماله نزل الله في السحاب (5). ونرى الله هنا يعلن عن طبيعته أنه إله رحيم ورؤوف.. والله يعلن حضوره بذكر اسمه المبارك= ونادى باسم الرب ثم إعلان صفاته. الإسم عند العبرانيين يشير للشخصية والصفات والقدرات. وإسم الرب هو يهوه (خر3: 14-15 ، يو8: 24 ، 28) = أنا هو وهذا هو المسيح ابن الله المخلص. ونرى هنا من صفات إسم الرب أنه رحيم وأنه لا يبرئ فهو قدوس وعادل. هو الفادي الذي في صليبه إجتمعت الرحمة مع العدل ليخلص البشر. ولكنه هو أيضا الديان، فكل من لا يثبت فيه يُدان. وهذا يتم بينما موسى في النقرة والله يستره بيده والله في السحاب ليحجز عن موسى بهاء مجده فلا يموت. وقطعًا في قول الله هنا أنه رحيم وبطئ الغضب لكن لا يبرئ إبراء إعلان عن رحمته وعدله. وهو حين يعلن أنه يرحم من يرحم فهذا يشير إلى أنه يريد أن يرحم لكنه لا يرحم إلا من كان مستحقًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقوله يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء=هذا يعني أن الأبناء يتحملون ذنوب آبائهم اجتماعيًا وصحيًا وماديًا ومعنويًا ونفسيًا وأدبيًا ولكن هذه الآية تشير لبطء غضب الله وطول أناته فهو يصبر على الجيل الأول، فلو استمرت الخطية في الجيل الثاني بلا توبة يصبر للجيل الثالث والرابع. وليس معناها أن الله سيجازي الجيل الثالث والرابع لو كانوا أبرياء لم يعملوا خطايا آبائهم في الجيل الأول، لذلك يقول "من مبغضيَّ" (خر 20: 5). والمقصود أن كل إنسان يُحاسب على خطيته هو ويعاقب عليها، أما لو استمرت الخطايا لعدة أجيال فهي تنتشر في المجتمع فتكون العقوبة جماعية وراجع في هذا أيضًا (حز1:18-25 + أر29:31، 30). والمقصود أن الله يؤدِّب الأبناء لو استمروا في خطايا آبائهم بلا توبة. ولنأخذ مثالًا من اليهود فهم قالوا "دمه علينا وعلى أولادنا" وستستمر خطيتهم وعقوبتهم عليهم حتى يؤمنوا بالمسيح! فلو آمنوا لا تصير عليهم خطية. وسجود موسى أمام الله كممثل للشعب هو إعلان عن خضوع المسيح للآب كرأس للجسد (1كو28:15).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ملحوظات:

1. الله يعلن عن اسمه وعن نفسه لموسى بينما هو مجتاز فهو لا يحتمل بقاؤه أمامه.

2. الله يعلن اسمه القدوس قبل أن يعلن عن رحمته حتى نتعلم أن نقترب إلى الله في خوف ورهبة وليس في استهتار. والعكس صحيح فرهبة الله وعظمته تجعلنا لا نخشى الاقتراب منه فهو هنا يعلن عن رحمته.

3. الله يعلن هنا عن رحمته فهو يغفر لا لاستحقاقنا بل لأنه رحيم.

4. هناك مقارنة تُظهر مراحم الله فهو حافظ الإحسان إلى ألوف ومفتقد إثم الآباء في الأبناء حتى الجيل الثالث والرابع فقط.

5. أمام إعلان الله عن اسمه وصفاته لم يستطع موسى إلا أن يخر ويسجد (رؤ10:4).

6. حينما كان موسى في حضرة الله صلَّى طالبًا من الله أن يسير وسطهم. وطلب الغفران ولاحظ أنه يقول واغفر إثمنا ففي حضرة الله يشعر أعظم القديسين بأنه خاطئ.

7. في (خر 3:33) قال الله عن الشعب أنه صلب الرقبة وهنا يكررها موسى ثانية!! وهو يقصد أن يقول "يا رب فعلًا هو شعب صلب الرقبة" ولكن هو شعبك فتعال وأملكْ علينا وغير طبيعة هذا الشعب.

 

آية (10): "فَقَالَ: «هَا أَنَا قَاطِعٌ عَهْدًا. قُدَّامَ جَمِيعِ شَعْبِكَ أَفْعَلُ عَجَائِبَ لَمْ تُخْلَقْ فِي كُلِّ الأَرْضِ وَفِي جَمِيعِ الأُمَمِ، فَيَرَى جَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي أَنْتَ فِي وَسَطِهِ فِعْلَ الرَّبِّ. إِنَّ الَّذِي أَنَا فَاعِلُهُ مَعَكَ رَهِيبٌ."

الله يقبل الصلح ويقطع عهدًا مع الشعب ولكن بشروط:

1. شروط سلبية (الامتناع عن الخطية) الآيات 11-17.

2. شروط إيجابية (وصايا حفظ الأعياد..) الآيات 18-26.

أفعل عجائب= هزيمة كل أعدائهم وشق الأردن ووقوف الشمس وكونهم يكونون رعبًا للأمم ولكن هذه الآية لو فهمنا أن العهد يشير للعهد الجديد فهي تشير لأعمال الفداء العجيب. وفعل العجائب هو دور الله. أما دور الإنسان فهو الشروط السابق ذكرها.

 

الآيات (11-17): "«اِحْفَظْ مَا أَنَا مُوصِيكَ الْيَوْمَ. هَا أَنَا طَارِدٌ مِنْ قُدَّامِكَ الأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ آتٍ إِلَيْهَا لِئَلاَّ يَصِيرُوا فَخًّا فِي وَسَطِكَ، بَلْ تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتَقْطَعُونَ سَوَارِيَهُمْ. فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلهٍ آخَرَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلهٌ غَيُورٌ هُوَ. اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ، فَيَزْنُونَ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ وَيَذْبَحُونَ لآلِهَتِهِمْ، فَتُدْعَى وَتَأْكُلُ مِنْ ذَبِيحَتِهِمْ، وَتَأْخُذُ مِنْ بَنَاتِهِمْ لِبَنِيكَ، فَتَزْنِي بَنَاتُهُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ، وَيَجْعَلْنَ بَنِيكَ يَزْنُونَ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ. «لاَ تَصْنَعْ لِنَفْسِكَ آلِهَةً مَسْبُوكَةً."

St-Takla.org Image: Moses and the Ten Commandments Tablets (of the low, the stone tablets): "Now it was so, when Moses came down from Mount Sinai (and the two tablets of the Testimony were in Moses’ hand when he came down from the mountain), that Moses did not know that the skin of his face shone while he talked with Him" (Exodus 34: 29) - from "The Forecourt of the Soul" book, by Frans van Hoogstraten, Romeyn de Hooghe, Engelbertus Solmans, Hendrik van Puer, 1698. صورة في موقع الأنبا تكلا: لمعان وجه موسى، موسى النبي يمسك لوحي الشريعة: "وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى، عند نزوله من الجبل، أن موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه" (الخروج 34: 29) - من صور من كتاب "حصن الروح"، تأليف: فرانس فان هوجستراتن، رومين دي هوغ، إنجيلبيرتوس سولمانز، هندريك فان بيور، إصدار 1698 م.

St-Takla.org Image: Moses and the Ten Commandments Tablets (of the low, the stone tablets): "Now it was so, when Moses came down from Mount Sinai (and the two tablets of the Testimony were in Moses’ hand when he came down from the mountain), that Moses did not know that the skin of his face shone while he talked with Him" (Exodus 34: 29) - from "The Forecourt of the Soul" book, by Frans van Hoogstraten, Romeyn de Hooghe, Engelbertus Solmans, Hendrik van Puer, 1698.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لمعان وجه موسى، موسى النبي يمسك لوحي الشريعة: "وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى، عند نزوله من الجبل، أن موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه" (الخروج 34: 29) - من صور من كتاب "حصن الروح"، تأليف: فرانس فان هوجستراتن، رومين دي هوغ، إنجيلبيرتوس سولمانز، هندريك فان بيور، إصدار 1698 م.

المطلوب هنا رفض الخطية وعدم إقامة عهد مع الشعوب الوثنية. ولاحظ أن الشعب في هذه الرحلة كان يصعب عليه التمييز بين الخطية والخطاة، لذلك حرم الله عليهم الخطاة وأمرهم بإبادتهم رمزًا لإبادة الخطية في حياتنا. والأنصاب جمع نصب وهي أعمدة تصنع من الحجر وتسمى بأسماء الآلهة تذكارًا وتكريمًا لها. وغالبًا تقام الأنصاب للبعل والسواري (جمع سارية) وهي أعمدة خشبية كانت تقام على الأماكن المرتفعة ليجتمع عندها وحولها عباد الأوثان لعبادة هذه الآلهة. والسواري كانت تقام للإلهة عشتروث. ولاحظ قوله "تكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم"، ولم يقل "تهدمون هياكلهم"، وقد أثبت التاريخ أن الكنعانيين لم يكن لهم هياكل. والتحريم هنا يشير في حياة التائب أن لا يتساهل مع أي خطية حتى ولو صغيرة حتى لا تكن شركًا له "إحترز من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم". والسبب المذكور هنا حتى يتركوا الخطية، هذه تفسر أمر الله السابق بإبعاد الحيوانات عن الجبل، فالحيوانات ترمز للشهوات الجسدية والجبل يشير للسماويات والإيمان الراسخ الثابت بالله لمن يكون في اتصال بالله. إن الله إله غيور لن يحتمل أن يكون قلب شعبه منقسمًا بين عبادة الله وعبادة البعل. وكون أن الله غيور فهي تعني انه غيور على خلاص أولاده وهو يعلم أن خلاص أولاده لن يتم إلا في حالة تبعيتهم الكاملة له وتحررهم من كل تبعية غريبة. ومنع الزواج من بنات الكنعانيين هو لمنع زواجهم بآلهتهم وهذا ما حدث مع الملك سليمان نفسه فعبد الأوثان في أواخر أيامه.

 

الآيات (18-27): "تَحْفَظُ عِيدَ الْفَطِيرِ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيرًا كَمَا أَمَرْتُكَ فِي وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ، لأَنَّكَ فِي شَهْرِ أَبِيبَ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. لِي كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ، وَكُلُّ مَا يُولَدُ ذَكَرًا مِنْ مَوَاشِيكَ بِكْرًا مِنْ ثَوْرٍ وَشَاةٍ. وَأَمَّا بِكْرُ الْحِمَارِ فَتَفْدِيهِ بِشَاةٍ، وَإِنْ لَمْ تَفْدِهِ تَكْسِرُ عُنُقَهُ. كُلُّ بِكْرٍ مِنْ بَنِيكَ تَفْدِيهِ، وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَتَسْتَرِيحُ فِيهِ. فِي الْفَلاَحَةِ وَفِي الْحَصَادِ تَسْتَرِيحُ. وَتَصْنَعُ لِنَفْسِكَ عِيدَ الأَسَابِيعِ أَبْكَارِ حِصَادِ الْحِنْطَةِ. وَعِيدَ الْجَمْعِ فِي آخِرِ السَّنَةِ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. فَإِنِّي أَطْرُدُ الأُمَمَ مِنْ قُدَّامِكَ وَأُوَسِّعُ تُخُومَكَ، وَلاَ يَشْتَهِي أَحَدٌ أَرْضَكَ حِينَ تَصْعَدُ لِتَظْهَرَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ. لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي، وَلاَ تَبِتْ إِلَى الْغَدِ ذَبِيحَةُ عِيدِ الْفِصْحِ. أَوَّلُ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ». وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ لِنَفْسِكَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ، لأَنَّنِي بِحَسَبِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ»."

هنا نجد الشروط الإيجابية فلا يكفي الهروب من الشر ولكن حفظ الأعياد وتقديم الأبكار وتقديس يوم الرب شروط هامة. فهذه الأمور تلهب قلب الإنسان بنار محبة الله وتعطيه فرحًا وراحة. وإهتمام الله بالأعياد هو إشارة لأن عبادة الله ليست كئيبة بل كلها فرح كما قال المرنم: إمنحنى بهجة خلاصك "رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ" (المزمور الحادي والخمسون). فمن ضمن بركات الخلاص الفرح وهو من ثمار الروح القدس، فيقول بولس الرسول " ِفْرَحُوا فِي ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: ٱفْرَحُوا" (فى4: 4).

هم احتفلوا وأكلوا وشربوا للعجل الذهبي والله يعرف حاجة الإنسان للأعياد. لأن تكون له أيام فرح فحدد الرب أيامًا مقدسة للفرح ولكن لمناسبات مقدسة وفيها نذكر إحسانات الله علينا فنقدم له الشكر وتقديم الشكر لله يلهب القلب بمحبته. فالأعياد المقدسة تقربنا من الله بينما أفراح العالم تبعدنا عنه.

سبعة أيام تأكل فطير= الفطير أي لا خمير والخمير يشير للشر. وسبعة أيام أي هي إشارة للامتناع عن الشر العمر كله. وحفظ السبت= إشارة للاهتمام بالحياة الأبدية وسط مشاغل العالم والعمل. الظهور أمام الرب 3 مرات في السنة= إشارة لأهمية الشعور بأننا أمام الله دائمًا فنحيا في وقار وخشية. وهل في الظهور أمام الرب حين يذهب كل الرجال أي خطر من هجوم الأعداء؟ الإجابة لا تخافوا فالله هو الذي يحفظ مدنكم وأسواركم لا يشتهي أحد أرضك. ليس فقط لن يغزوا أحد أرضك بل لن يشتهي أحد أرضك فقلوب البشر في يد الله. والأعياد المذكورة هنا هي عيد الفصح والفطير تذكارًا لخروجهم من مصر ويلحق بهذا قانون تقديم الأبكار تذكارًا لأن الله أهلك أبكار المصريين وأنقذهم هم، وبهذا فهم كلهم له إذ أنه هو الذي فداهم. ثم نجد عيد الأسابيع (البنديكوستي) في يوم الخمسين بعد الفصح ومعه شريعة الباكورات، لباكورات الأثمار وثالث عيد هو عيد الجمع أو الحصاد الذي هو عيد المظال.

لا تطبخ جديًا بلبن أمِّه= هي دعوة لمنع القسوة وهي أيضًا لمنعهم من العادات الوثنية، فكانوا يطبخون الجدي بلبن أمه ويأخذون هذا اللبن ويرشونه في الحقول اعتقادًا منهم بأن هذا يزيد خصوبتها.

وكان اليهود يملكون كثيرًا من الحمير للركوب والنقل، وحيث أن الحمار حيوان غير طاهر فكان يجب أن يستبدلوه بشاة.

 

St-Takla.org Image: "Now it was so, when Moses came down from Mount Sinai (and the two tablets of the Testimony were in Moses’ hand when he came down from the mountain), that Moses did not know that the skin of his face shone while he talked with Him. So when Aaron and all the children of Israel saw Moses, behold, the skin of his face shone, and they were afraid to come near him. Then Moses called to them, and Aaron and all the rulers of the congregation returned to him; and Moses talked with them. Afterward all the children of Israel came near, and he gave them as commandments all that the Lord had spoken with him on Mount Sinai. And when Moses had finished speaking with them, he put a veil on his face. But whenever Moses went in before the Lord to speak with Him, he would take the veil off until he came out; and he would come out and speak to the children of Israel whatever he had been commanded. And whenever the children of Israel saw the face of Moses, that the skin of Moses’ face shone, then Moses would put the veil on his face again, until he went in to speak with Him" (Exodus 34: 29-34) (edited by st-takla.org) - Exodus, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى، عند نزوله من الجبل، أن موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هارون وجميع بني إسرائيل موسى وإذا جلد وجهه يلمع، فخافوا أن يقتربوا إليه. فدعاهم موسى. فرجع إليه هارون وجميع الرؤساء في الجماعة، فكلمهم موسى. وبعد ذلك اقترب جميع بني إسرائيل، فأوصاهم بكل ما تكلم به الرب معه في جبل سيناء. ولما فرغ موسى من الكلام معهم، جعل على وجهه برقعا. وكان موسى عند دخوله أمام الرب ليتكلم معه ينزع البرقع حتى يخرج، ثم يخرج ويكلم بني إسرائيل بما يوصى. فإذا رأى بنو إسرائيل وجه موسى أن جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجهه حتى يدخل ليتكلم معه" (الخروج 34: 29-34) (الصورة من تعديل موقع أنبا تكلا) - صور سفر الخروج، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "Now it was so, when Moses came down from Mount Sinai (and the two tablets of the Testimony were in Moses’ hand when he came down from the mountain), that Moses did not know that the skin of his face shone while he talked with Him. So when Aaron and all the children of Israel saw Moses, behold, the skin of his face shone, and they were afraid to come near him. Then Moses called to them, and Aaron and all the rulers of the congregation returned to him; and Moses talked with them. Afterward all the children of Israel came near, and he gave them as commandments all that the Lord had spoken with him on Mount Sinai. And when Moses had finished speaking with them, he put a veil on his face. But whenever Moses went in before the Lord to speak with Him, he would take the veil off until he came out; and he would come out and speak to the children of Israel whatever he had been commanded. And whenever the children of Israel saw the face of Moses, that the skin of Moses’ face shone, then Moses would put the veil on his face again, until he went in to speak with Him" (Exodus 34: 29-34) (edited by st-takla.org) - Exodus, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى، عند نزوله من الجبل، أن موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هارون وجميع بني إسرائيل موسى وإذا جلد وجهه يلمع، فخافوا أن يقتربوا إليه. فدعاهم موسى. فرجع إليه هارون وجميع الرؤساء في الجماعة، فكلمهم موسى. وبعد ذلك اقترب جميع بني إسرائيل، فأوصاهم بكل ما تكلم به الرب معه في جبل سيناء. ولما فرغ موسى من الكلام معهم، جعل على وجهه برقعا. وكان موسى عند دخوله أمام الرب ليتكلم معه ينزع البرقع حتى يخرج، ثم يخرج ويكلم بني إسرائيل بما يوصى. فإذا رأى بنو إسرائيل وجه موسى أن جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجهه حتى يدخل ليتكلم معه" (الخروج 34: 29-34) (الصورة من تعديل موقع أنبا تكلا) - صور سفر الخروج، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

الآيات (28-35): "وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ. وَكَانَ لَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِ مُوسَى، عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ، أَنَّ مُوسَى لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ فِي كَلاَمِهِ مَعَهُ. فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ، فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ. فَدَعَاهُمْ مُوسَى. فَرَجَعَ إِلَيْهِ هَارُونُ وَجَمِيعُ الرُّؤَسَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ، فَكَلَّمَهُمْ مُوسَى. وَبَعْدَ ذلِكَ اقْتَرَبَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَوْصَاهُمْ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ. وَلَمَّا فَرَغَ مُوسَى مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُمْ، جَعَلَ عَلَى وَجْهِهِ بُرْقُعًا. وَكَانَ مُوسَى عِنْدَ دُخُولِهِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ يَنْزِعُ الْبُرْقُعَ حَتَّى يَخْرُجَ، ثُمَّ يَخْرُجُ وَيُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا يُوصَى. فَإِذَا رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَجْهَ مُوسَى أَنَّ جِلْدَهُ يَلْمَعُ كَانَ مُوسَى يَرُدُّ الْبُرْقُعَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى يَدْخُلَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ."

امتزج العهد بالصوم فموسى صام والسيد المسيح في بدئه للعهد الجديد صام 40 يومًا وهكذا إيليا صام 40 يومًا. والمسيح حين تجلى كان معه موسى وإيليا. وسر احتمال موسى أنه كان عند الرب فهو يتلذذ بالرب وبوصاياه. والجموع التي شبعت من معجزة إشباع الجموع لم يشعروا بجوع فهم متلذذين بما يسمعون. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). إذًا نحن نصوم لنأخذ من الله وإذ نأخذ من الله لا نشعر بالجوع أو ننسى الجوع لفترة. فنحن لا نحيا بالخبز وحده بل بكل كلمة تخرج من فم الله. موسى كان يشبع من معرفة الله فهذه هي الحياة وهذا هو خبز الملائكة. وكيف عاد موسى للأرض.

1. حاملًا كلمة الله. وأي مجد لموسى أن يحمل كلمة الله للبشر.

2. كان وجهه يلمع فهو رأى أكثر من المرات السابقة. هو رأى مجد الله. وموسى وجهه لمع وهو مختبئ في الجبل فكم وكم كان لمعان وجه آدم وحواء اللذان كانا يكلمان الله مباشرة.

وهذا درس في التواضع فموسى يخفي نورًا يلمع في وجهه وهناك من يريد أن يظهر نورًا ليس له= موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع. وتعني أن من يعطيه الله موهبة ما، تجده لا يشعر بهذه الموهبة، بل يرى نفسه أصغر وأقل من الجميع ولو مدحه أحد يشعر أنه لا يستحق وأن الله هو مصدر هذه النعمة.

والبرقع علَّق عليه بولس الرسول بأن اليهود ما زالوا يضعون هذا البرقع على عيونهم حتى لا يدركوا أن الكتاب الذي بين أيديهم يشهد للمسيح (2كو15:3) وكثيرين يوجد برقع على عيونهم يقرأون الكتاب ولا يفهمونه، ولا تكفي الدراسة لنفهم بل يجب أن يفك المسيح ختوم الكتاب (رؤ5:5 + لو32:24) هنا نرى تلميذيّ عمواس قلبهم ملتهب إذ يشرح لهم المسيح. والمسيح لن يفك الختوم ويشرح إن لم نترك عبودية العالم والمال وشهوة الجسد.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات الخروج: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/02-Sefr-El-Khoroug/Tafseer-Sefr-El-Khroug__01-Chapter-34.html

تقصير الرابط:
tak.la/xbk4cc6