St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   01-Sefr-El-Takween
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

التكوين 22 - تفسير سفر التكوين

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب تكوين:
تفسير سفر التكوين: مقدمة سفر التكوين | مقدمة أسفار موسى الخمسة | التكوين 1 | التكوين 2 | التكوين 3 | التكوين 4 | التكوين 5 | التكوين 6 | التكوين 7 | التكوين 8 | التكوين 9 | التكوين 10 | التكوين 11 | التكوين 12 | التكوين 13 | التكوين 14 | التكوين 15 | التكوين 16 | التكوين 17 | التكوين 18 | التكوين 19 | التكوين 20 | التكوين 21 | التكوين 22 | التكوين 23 | التكوين 24 | التكوين 25 | التكوين 26 | التكوين 27 | التكوين 28 | التكوين 29 | التكوين 30 | التكوين 31 | التكوين 32 | التكوين 33 | التكوين 34 | التكوين 35 | التكوين 36 | التكوين 37 | التكوين 38 | التكوين 39 | التكوين 40 | التكوين 41 | التكوين 42 | التكوين 43 | التكوين 44 | التكوين 45 | التكوين 46 | التكوين 47 | التكوين 48 | التكوين 49 | التكوين 50

نص سفر التكوين: التكوين 1 | التكوين 2 | التكوين 3 | التكوين 4 | التكوين 5 | التكوين 6 | التكوين 7 | التكوين 8 | التكوين 9 | التكوين 10 | التكوين 11 | التكوين 12 | التكوين 13 | التكوين 14 | التكوين 15 | التكوين 16 | التكوين 17 | التكوين 18 | التكوين 19 | التكوين 20 | التكوين 21 | التكوين 22 | التكوين 23 | التكوين 24 | التكوين 25 | التكوين 26 | التكوين 27 | التكوين 28 | التكوين 29 | التكوين 30 | التكوين 31 | التكوين 32 | التكوين 33 | التكوين 34 | التكوين 35 | التكوين 36 | التكوين 37 | التكوين 38 | التكوين 39 | التكوين 40 | التكوين 41 | التكوين 42 | التكوين 43 | التكوين 44 | التكوين 45 | التكوين 46 | التكوين 47 | التكوين 48 | التكوين 49 | التكوين 50 | التكوين كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لو لم توجد في حياة إبراهيم وإسحق سوى هذه الحادثة التي فيها يقدم إبراهيم ابنه ذبيحة، وابنه إسحق لا يعترض ولا يقاوم بينما هو قادر كشاب، لكان كلاهما أعظم قديسين عبر العصور. وهذه القصة تشير لعظمة إيمان إبراهيم الذي يرى أن الله هو كل كفايته حتى لو حرم من كل مصادر التعزية فابنه إسماعيل مطرود وابنه اسحق سيقدمه ذبيحة بيديه. وبقدر ما قست التجربة جدًا تمجد إبراهيم وإسحق ابنه، فصار يمثلان صورة حيَّة لعمل الله الخلاصي خلال ذبيحة الصليب وإعلان قيامة المسيح.

والكنيسة تصلي في يوم خميس العهد قسمة ذبح إسحق وهي تذكر تقديم المسيح نفسه كذبيحة.

 

آية 1: "وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا»."

وحدث بعد هذه الأمور: كأن الله لم يسمح بالتجربة الرهيبة إلا بعد أن أعطى له الوعد من جهة اسحق، وقد تحقق الوعد وبعد أن أعطى له مهابة ورهبة أمام الملوك. فالله قوَّى إيمانه قبل أن يمتحنه (رو4: 20)، فالله لا يجرب إنسان فوق ما يستطيع (1كو 13:10). ومن المؤكد أن الله رافقه وشدده خلالها "يجعل مع التجربة المنفذ" ويكون هذا بطريقة خفية.

الله امتحن إبراهيم: والكلمة العبرية لامتحن تعني يختبر أو يثبت. والمعنى أن الله وضع له هذه التجربة ليظهر عظمته أمام الأجيال، عظمة إيمانه الذي لا يهتز. وأراد الله في نفس الوقت أن يظهر لإبراهيم طريقة الخلاص، فرجل مثل إبراهيم حصل على كل ما يتمناه، الأبناء والأرض والمهابة. من المؤكد أنه كان يفكر في طريقة الخلاص بعد الموت وهنا طلب منه الله هذا الطلب وكان إبراهيم في هذه القصة الرمزية رمزًا للآب الذي سيقدم ابنه، ولقد اختبر إبراهيم بنفسه مرارة الألم إعلانًا عن مشاعر الآب الذي قدم ابنه فداء عن بني آدم الذين أحبهم. وخلال التجربة تمتع إبراهيم برؤية واضحة لطريقة الخلاص وفهم مسبقًا كيف أن المسيح سيقوم من الأموات مانحًا الحياة لإبراهيم ولأولاده ففرح إبراهيم "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح" (يو 56:8) فهو بالإيمان والمرارة انطلق بابنه نحو المذبح، ورجع من التجربة فرحًا بإسحق القائم من الأموات رمزًا للمسيح وتقوى إيمانه بالأكثر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لقد شرح الله طريقة الخلاص ولكن استخدم الله إبراهيم وإسحق الجبابرة الذين يصلحون لهذه المهمة. ولنلاحظ أنه كلما زادت التجربة زاد حجم العطية ولكن الله يعرف من يتحمل فيمتحنه. إذًا معنى أن الله يمتحن إبراهيم لا تعني أن الله ينتظر ماذا سيكون موقف إبراهيم من التجربة فهو بالقطع يعرف، ليس هذا فقط، بل الله أظهر نتيجة الامتحان مسبقًا في (تك 6:15) "فآمن إبراهيم بالرب فحسبه له برًا". إنما الامتحان هنا هو لمزيد من الإعلانات ولإظهار بر إبراهيم للعالم. ولقد شرح بولس الرسول ماذا كان إيمان إبراهيم في هذه الحالة (عب 17:11-19). إذ قد صدَّق وآمن بوعد الله أنه بإسحق سَيُدْعَى له نسل فآمن أنه ولو قدمه ذبيحة فسيقيمه الله ثانية فلا نحزن إذا امتحننا الله بتجربة صعبة فالله لا يمتحن سوى الأقوياء ليعطيهم مزيدًا من الإعلانات. ولذلك كان هذا الإعلان أو هذا الامتحان لإبراهيم القوي وليس للوط الأضعف.

وهذا ما قد حدث فلقد مر إبراهيم بتجربة صعبة والنتيجة أنه رأى الله، لقد تحول الإيمان إلى عيان (آية 14).

 

آية 2: "فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ»."

St-Takla.org Image: Abraham climbs mountain Moriah (Mt.) with Isaac His son, by Schirmer (Gen. 22:2) صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم أبو الآباء يصعد على جبل المريا مع إسحق ابنه، صورة للفنان شيرمر (التكوين 22: 2)

St-Takla.org Image: Abraham climbs mountain Moriah (Mt.) with Isaac His son, by Schirmer (Gen. 22:2)

صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم أبو الآباء يصعد على جبل المريا مع إسحق ابنه، صورة للفنان شيرمر (التكوين 22: 2)

الله لا يطيق الذبائح البشرية وقد حرم الناموس والشريعة ذلك تمامًا. وكان الوثنيون يقدمون أبكارهم ذبائح لآلهتهم فهم كانوا كيائسين يودون استرضاء آلهتهم المتعطشة للدماء. أما الله هنا المحب للبشر فهو أراد أن يعلن أنه لا يريد موت إنسان بل هو الذي سيبذل نفسه عن البشر ليعطيهم حياة.

إينك وحيدك الذي تحبه: هذه الكلمات مصممة لتنطبق على المسيح الابن الوحيد الجنس المحبوب (أف 6:1). أرض المريا: يرى البعض أنه المكان الذي بُنِيَ فيه الهيكل حيث كانت تقدم الذبائح ويرى البعض أنه الموقع الذي صلب فيه المسيح (2 أي 1:3) المهم أن المكانين متجاورين. وكلمة مريا تعني (الرب راء أو معد) حيث أعد الرب كبش المحرقة. وقد قال إبراهيم الرب يرى له الخروف للمحرقة (آية 8). فغالبًا المكان سُمِّيَ بحسب الحادثة. وغالبًا فجبل المريا يعني كل جبال أورشليم وهي تبعد عن بئر سبع حيث كان إبراهيم يسكن 42 ميلًا (3 أيام سفر). والآن فهمنا لماذا كلَّم الله إبراهيم في هذا المكان لكي يقدم ابنه ذبيحة. فمن هذا الوقت وحتى عودة إسحق حيًا، وإسحق في حكم الميت. كما أن المسيح قضى في القبر 3 أيام ثم قام حيًّا.

عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ = الجبال تشير للسماويات وللثبات، فالمسيح السماوي سيتجسد ويقدم نفسه بثبات ليكون ذبيحة عن البشر "وَحِينَ تَمَّتِ ٱلْأَيَّامُ لِٱرْتِفَاعِهِ ثَبَّتَ وَجْهَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أُورُشَلِيمَ" (لو9: 51). ولن يفهم عمل المسيح إلا من لهم الفكر السماوي. وهذا معنى ترك الغلامين مع الحمار أسفل الجبل (آية 5).

 

آية 3: "فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ."

فبكر: دون تراخ وقبل أن تستيقظ سارة وتعرف فتمنعه. وبغير جِدال أو شك في مواعيد الله. كان إبراهيم عجيبًا في طاعته وإسحق عجيبًا في استسلامه. وهذا يعني الحب.

 وشقق حطبًا: ليذهب للمكان مستعدًا فلا يوجد ما يعوقه عن تحقيق أمر الرب وحتى لا يضعف حين يصل إلى المكان. والحطب هو الخشب الذي يشير لخشبة صليب المسيح. الله كان يكشف سر الصليب بطرق متنوعة غير أن الكثيرين عيونهم قد انطمست. ولنري مميزات إيمان إبراهيم.

1. الله سيقيم من الأموات.

St-Takla.org Image: Abraham makes his son Issac a burnt offering to the Lord. - The Lord wanted to test the faith of Abraham saying, “Take now your son, your only son Isaac, whom you love, and go to the land of Moriah, and offer him there as a burnt offering on one of the mountains of which I shall tell you.” (Geneses 22: 2) - Bible Clip Arts from NHP صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يقدم ابنه اسحق محرقة للرب - أراد الرب أن يختبر إيمان أبونا إبراهيم فقال له: "خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ" (سفر التكوين 22: 2) - صور الإنجيل من إن إتش بي

St-Takla.org Image: Abraham makes his son Issac a burnt offering to the Lord. - The Lord wanted to test the faith of Abraham saying, “Take now your son, your only son Isaac, whom you love, and go to the land of Moriah, and offer him there as a burnt offering on one of the mountains of which I shall tell you.” (Geneses 22: 2) - Bible Clip Arts from NHP

صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يقدم ابنه اسحق محرقة للرب - أراد الرب أن يختبر إيمان أبونا إبراهيم فقال له: "خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ" (سفر التكوين 22: 2) - صور الإنجيل من إن إتش بي

2. بلا تردد ولا أسئلة كيف ولماذا.

3. بسرعة وباكرًا ولا يستشير لحمًا ولا دمًا.

4. إيمان عملي ينفذ وليس كلامًا فقط.

لذلك هو اختبر الله ورآه ورأى يومه ورجع من هذه التجربة فرحًا. لا تجربة بلا فرح.

 

آية 4: "وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ،"

وفي اليوم الثالث: اليوم الثالث يشير للقيامة وكأن إسحق ظل مع المسيح في القبر هذه الثلاثة أيام وفي اليوم الثالث رجع حيًّا. ولقد تكررت قصة الأيام الثلاثة في الكتاب المقدس لتشرح نفس الفكرة وهناك بعض الأمثلة:

1. طلب من بني إسرائيل أن يقدموا ذبيحة على مسيرة 3 أيام فالذبيحة لا تقبل خارج دائرة القيامة.

2. بعد مسيرة 3 أيام وجدوا ماء.

3. مسيرة التابوت 3 أيام.

راجع (خر 3:5 + 22:15 + عد 33:10 + خر 11:19 + يش 11:1 + 2 مل 5:20) والكتاب لم يخبرنا لماذا سكن إبراهيم في جرار بجانب أبيمالك ولعلنا الآن علمنا السبب!! ليكون إبراهيم وإسحق على مسافة 3 أيام من جبل المريا في أورشليم ويكمل الرمز. كم كانت التجربة مؤلمة ومرة على نفس إبراهيم وإسحق ولكن وسط التجربة وبين ضغطات الألم وعند كثرة الهموم امتلأت نفس إبراهيم تعزية وانفتحت بصيرته الداخلية فعاين سر المصلوب القائم من بين الأموات فتهلل إذ رأى يوم الرب (يو 56:8). وبالنسبة لنا فمن المؤكد أنه لو صبرنا على أي تجربة ستكون النتيجة خيرًا، وبقدر ما زاد ألم التجربة زادت إعلانات الله وتعزيته وزاد المجد المُنْتَظَر (رو 18،17:8 + يع 2:1). ولاحظ أن الله لم يجرب لوط بمثل هذه التجربة فلوط الذي وضع نفسه في هذا المكان السيئ هو غير مستعد للإعلانات الإلهية.

 

آية 5: "فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا ههُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجعُ إِلَيْكُمَا»."

لقد منع إبراهيم غلاميه أن يصحباه لأنهما كانا من المؤكد أنهما سيعوقانه ويمنعانه من ذبح ابنه. فهل نترك تحت التل ما يعوقنا عن العبادة من أفكار واهتمامات. أما الخادمان اللذان تركهما إبراهيم تحت التل مع الحمار فيشيران للشعب اليهودي الذي لم يستطيع أن يصعد ويبلغ إلى موضع الذبيحة إذ لم يريدوا أن يؤمنوا. وهم رأوا المسيح والصليب ولم يدركوا سره ولا قوة القيامة ولم يفرحوا كما فرح إبراهيم. من ارتبط بالفكر الترابي لا يدرك السماويات. وراجع قصة دخول المسيح إلى أورشليم راكِبًا على حمار وجحش. ونقول أن الحمار الذي ركبه كثيرين، يشير للأمة اليهودية إذ سبق أن الله قادها مئات السنين. أما الجحش الذي لم يركبه أحد من قبل، فيشير للأمم الذين لم يقودهم الله من قبل بل عاشوا في وثنية شيطانية. أما بعد الإيمان يصير المؤمنين فرس يمتطيه المسيح "الذي خرج غالبًا ولكي يغلب" (رؤ6: 2) + (نش1: 9). وكون أن إبراهيم يترك الغلامين مع الحمار أسفل الجبل فهذا يرمز لأن اليهود لم يرتقي فكرهم للمستوى السماوي ولم يفهموا سر الفداء.

St-Takla.org Image: The Angel of the LORD stops Abraham before slaying His son Isaac (Genesis 22:11, 12) صورة في موقع الأنبا تكلا: الملاك يوقف إبراهيم قبل الذبح (تكوين 22: 11، 12)

St-Takla.org Image: The Angel of the LORD stops Abraham before slaying His son Isaac (Genesis 22:11, 12)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الملاك يوقف إبراهيم قبل الذبح (تكوين 22: 11، 12)

وأما أنا والغلام فنذهب.. ثم نرجع: هذا يوضح إيمان إبراهيم برجوع ابنه حيًا.

 

آية 6: "فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا."

إسحق كان شابًا ويقدر البعض عمره بـ25 سنة لذلك وضع إبراهيم عليه الحطب رمزًا لحمل المسيح لخشبة صليبه. "وتكون الرئاسة على كتفيه" (إش 6،5:9).

فذهبا كلاهما معًا: قدم إبراهيم ابنه الوحيد خلال الحب الفائق وقدم إسحق نفسه في طاعة كاملة فحسبت الذبيحة لحساب الاثنين معًا. وهكذا فذبيحة المسيح هي ذبيحة الآب الذي قدم ابنه فدية عنا وهي ذبيحة الابن الذي أطاع حتى الموت موت الصليب (يو 16:3 + رو 32:8 + في 8:2) فقوله ذهبا كلاهما معًا يشير إلى انطلاق الآب والابن إلى الصليب ليقدما ذبيحة الصليب. فالابن في الآب والآب في الابن.

 

آية 7: "وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟»"

لقد كان سؤال إسحق لإبراهيم أبيه ربما أقسى موقف في التجربة. ولكن هذا السؤال سؤال تعليمي لنا جميعًا. فهوذا النار = الروح القدس الذي يساعد والله الذي يقبل...

وهوذا الحطب : الوصايا التي نصلب عليها شهواتنا وأهوائنا.

St-Takla.org Image: Abraham offers the lamb as an offering (Genesis 22:13, 14) صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يقدم الخروف ذبيحة (تكوين 22: 13، 14)

St-Takla.org Image: Abraham offers the lamb as an offering (Genesis 22:13, 14)

صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يقدم الخروف ذبيحة (تكوين 22: 13، 14)

 ولكن أين الخروف للمحرقة: فهل نقبل أن نكون ذبائح حيَّة (رو 1:12) ونقدم ذواتنا محرقة.

 

أية 8: "فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا."

الله يرى له الخروف: جاءت في الإنجليزية في النسخ القديمة Old KJ(God will provide himself a lamb for a burnt offering.

وأضيفت كلمة For قبل Himself في النسخ الجديدة New KJ والمعنى أن الله سيدبر نفسه الخروف للمحرقة. قال إبراهيم هذا الرد بروح النبوة الذي به رأى خطة الله للخلاص، وأنها ليست من صنع إنسان لكنها بتدبير إلهي هو وحده يراه.

 

آية 9: "فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ."

هذه صورة المسيح المربوط والمثبت على الصليب ولكن بمسامير.

وَرَبَطَ إبراهيم إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ = فهمنا أن إبراهيم يرمز للآب في هذه القصة. وبهذا يصير معنى الآية أن الآب ضابط الكل هو من أراد صَلْب الابن ليقدم الفداء، وليس حسد اليهود أو شر الرومان. وسنرى في (الآية 13) أن محبة المسيح القوية للبشر هي التي ربطته بالصليب. ونرى محبة الآب القوية في قول بولس الرسول "اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ٱبْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لِأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ" (رو8: 32). فقوله بذل تشير لأن ألام الآب كانت مساوية لألام الإبن. وكل هذه الآلام كانت حبًا في الإنسان ولأجل خلاصه.

 

آية 10: "ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ."

 

St-Takla.org Image: Abraham receives his only son, Isaac, back from God (Genesis 22:11-12) صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يتلقى ابنه وحيده إسحق من الرب (التكوين 22: 11-12)

St-Takla.org Image: Abraham receives his only son, Isaac, back from God (Genesis 22:11-12)

صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يتلقى ابنه وحيده إسحق من الرب (التكوين 22: 11-12)

آية 11: "فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا»"

ملاك الرب: يهوه صانع الخلاص.

 

آية 12: "فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي»."

لا تمد يدك إلى الغلام: هذا تدبير الخلاص وهو نفس ما قاله المسيح لمن أتوا للقبض عليه "فدعوا هؤلاء يذهبون" (يو 8:18) فيسوع حين قال أنا هو يعني أنا يهوه. لأني الآن علمت: هل كان الله لا يعلم قبل ذلك؟ بالقطع كان يعلم فهو لا يخفي عليه شيء، وهو فاحص القلوب والكلى. لكن الآن صار إيمان إبراهيم العجيب مكشوفًا أمام العالم كله وأمام نفسه. ونلاحظ أن بولس حين ناقش الآية "فآمن إبراهيم بالله فحسب له برًا" ركز على إيمان إبراهيم وحين ناقشها يعقوب فقد ركز على أعمال إبراهيم (رو 1:4-5 + يع 20:2-23) وليس هناك أي خلاف فبولس كان يكشف الجانب الخفي في قلب إبراهيم ويعقوب كان يتكلم عن الأعمال التي تظهر أمام العالم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فتبرر إبراهيم بإيمانه أمام الله وتبرر بأعماله أمام الناس. فأعمال إبراهيم أظهرت أن إيمانه المخفي إيمان حي وليس إيمان ميت. وهذا الإيمان الذي لم يكن يراه سوى الله ظهر الآن أمام الناس بل حتى أمام إبراهيم نفسه.

 

آية 13: "فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ."

ممسكًا في الغابة بقرنيه: قرون الكبش هي علامة قوته. وهنا هو موثق من قرنيه إشارة للمسيح الذي أخلى ذاته بإرادته وسلطانه (يو 18،17:10). المسيح أوثق قوته أو تنازل عنها حتى يصلب. والأدق أن قرون الكبش التي تشير للقوة، هي رمز لقوة المحبة التي ربطت المسيح بنا حتى أسلم ذاته للصليب فداءً عنا (الغابة هي شجرة، وهي رمز للصليب). لا يوجد إنسان يمكنه أن يُوثِق المسيح(1). المسيح حين قال للجنود أنا هو سقطوا على الأرض (يو18: 5-6). محبة المسيح القوية لنا هي التي جعلته يسعى للصليب بقوة، كانت هي التي ربطته بالصليب قبل أن يعلقونه هم على الصليب، ولاحظ اشتياق المسيح للصليب "ليت عليَّ الشوك ...." (إش27: 2-5). وهذا ما تنبأ عنه داود النبي "هَذَا هُوَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي صَنَعُهُ ٱلرَّبُّ، نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ. آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ ... أَوْثِقُوا ٱلذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ. إِلَهِي أَنْتَ فَأَحْمَدُكَ، إِلَهِي فَأَرْفَعُكَ" (مز118: 24-28). وجاءت الآية في الترجمة السبعينية (الأجبية) "رتبوا عيدا في الواصلين إلى قرون المذبح" والقرون هنا إشارة لقوة دم ذبيحة المسيح على مذبح الصليب. والمعنى افرحوا بكل من آمن بالمسيح وتمسك به.

والغابة شجرة. والمعنى أن المسيح كان موثقًا على الصليب. وسر ذبيحة المسيح نراها في إسحق والكبش معًا. الكبش يمثل المسيح في موته فعلًا وإسحق يمثل المسيح في حمله للصليب ثم في قيامته. ولنلاحظ أيضًا أن الكبش فدى إسحق (ابن الحرة) والمسيح فدى كنيسته الحرة التي حررها.

 

آية 14: "فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى»."

يهوه يرأه: أي الله يُرَى. فمن ثمار التجربة المؤلمة أن إبراهيم اختبر الرب ورآه. هكذا تراءى الله لإبراهيم في موضع الذبيحة إذ فيه تمت المصالحة بين الله والإنسان. فصار لنا حق رؤيته كأبناء. وهو يرى حلًا لكل مشاكلنا ولذلك نتكل عليه وصار هذا مثلًا.

في جبل الرب يُرَى: أي أن الله في علوه وسموه في سماه المشار لها بالجبل، هو يرى تعب البشر وأمورهم الصعبة وسوف ينقذهم، وكان ذلك بأنه تجسد وصار يُرَى، وصارت ألامه ملموسة وعلى الجبل تم صلبه. يُرَى يعني أنه صار له جسداً كما يقول القديس يوحنا الرسول "ٱلَّذِي سَمِعْنَاهُ، ٱلَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، ٱلَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا" (1يو1:1). بل رأينا محبته ناطقة وهو معلقاً على الصليب لأجلنا. فنفهم أن العبارة في جبل الرب يُرى أنها نبوة عن التجسد والصليب الذي فيه رأينا محبته (إش5:53).

لاحظ أنه كلما جاهدنا أن نحيا في السماويات وهذا ما يشير إليه الجبل، كلما ازدادت رؤية الرب وضوحًا (مت5: 8).

 

مقارنة بين إسحق والمسيح

إسحق

المسيح

ولادة إعجازية من مستودع سارة الميت.

ولادة إعجازية من العذراء بدون زرع بشر.

ابن محبوب وحيد لوالديه. الابن الوحيد الجنس المحبوب من الآب المحب.
حمل الخشب وسار ثلاثة أيام. حمل الصليب ودفن ثلاثة أيام.
طاعة إسحق العجيبة = تفسيرها محبته لأبيه وثقته فيه. طاعة المسيح حتى الموت موت الصليب فهو يحب الآب (يو14: 31).
أخذ إبراهيم معه غلامين وحمار لأورشليم (المريا). دخل المسيح أورشليم على حمار أتى به التلاميذ.
عاد إسحق حيًا. قام المسيح من الأموات.

 

يهوه يرأه: غالبا هنا أظهر الله لإبراهيم كيفية الخلاص وتطابق ما فعله بفداء المسيح ففرح. وهذا ما أشار له المسيح بقوله أبوكم ابراهيم رأى يومي وفرح (يو56:8). ولاحظ هنا أن إبراهيم يذكر إسم يهوه، وإسم يهوه مرتبط بالخلاص. فالمخلص هو الإبن المتجسد. إبراهيم كان يعرف الله بإسم إيل شداي أي الله القدير (تك1:17) الذي لا يستحيل عليه شيء (تك14:18) بل كانت هاجر تعرف إسم إيل أيضا (تك13:16). إذاً إبراهيم عرَّف بيته كله بإسم الله إيل. ولكن هنا في موضوع الخلاص الذي رآه وفرح إستخدم إسم يهوه المخلص. وهذا ما قاله الله لموسى بعد ذلك (راجع تفسير خر15:3). فالرب أعلن لموسى أنه سيخلص شعبه من عبودية فرعون. وقال الرب لموسى يَهْوَهْ - هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ.... فنرى أن إبراهيم يستخدم إسم يهوه في مناسبة إعلان الله له بمجيء المخلص الفادي، كما قال الرب لموسى أن إسمه الذي سيعرف به للأبد هو يهوه وإرتبط هذا بقصة خلاص الشعب من العبودية لفرعون.

إسم يهوه إستعمل مرتين للتعبير عن الخلاص، *مع إبراهيم هنا *ومع موسى في قصة الخروج. والحدثين الفداء بالكبش والخلاص من فرعون رمز للخلاص بالصليب.

فصرنا نعرف الإبن بأنه هو يهوه المخلص.

 

St-Takla.org         Image: The Covenant with Abraham: "That in blessing I will bless thee, and in multiplying I will multiply thy seed as the stars of the heaven, and as the sand which is upon the sea shore; and thy seed shall possess the gate of his enemies" (Genesis 22: 17) صورة: مباركة إبراهيم، العهد مع الله "أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ" (سفر التكوين 22: 17)

St-Takla.org Image: The Covenant with Abraham: "That in blessing I will bless thee, and in multiplying I will multiply thy seed as the stars of the heaven, and as the sand which is upon the sea shore; and thy seed shall possess the gate of his enemies" (Genesis 22: 17)

صورة في موقع الأنبا تكلا: مباركة إبراهيم، العهد مع الله "أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ" (سفر التكوين 22: 17)

الآيات 15-18: "وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي»."

هنا يتمتع إبراهيم بتجديد الوعد بطريقة فاقت المرات السابقة فهو لم يمسك ابنه عن الله فاستحق أن يكشف له الله عن الآتي:-

1. كان الكلام مثبتًا بقسم: بذاتي أقسمت للتدليل على أهميته وتأكيدًا لحدوثه.

2. هو وعد بالبركة: أباركك مباركة.

3. كثرة النسل. وقد سمعنا من قبل أن نسل إبراهيم سيكون كنجوم السماء ومرة أخرى سمعنا أنهم كتراب الأرض، وكان هذا راجعًا لأن الرؤيا الأولى كانت مساءً فقال نجوم السماء والرؤيا الثانية كانت صباحًا فقال كتراب الأرض. وهنا جمع الاثنين وربما أشار هذا أن نسل إبراهيم سيكون من اليهود (نجوم السماء) الذين كانوا في ليل العالم قبل أن يشرق المسيح شمس البر. وسيكون أبًا للكنيسة المسيحية (رمل البحر) الذين هم الآن في نور المسيح.

4. النصرة والغلبة على الشياطين والأعداء: يرث نسلك باب أعدائه.

5. الوعد بتجسد المسيح ويكون من نسله: يتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، فالمسيح هو بركة العالم العظمي.

6. لأن هذه الرؤيا كانت تخص شعب العهد الجديد كان الصوت من السماء: نادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء. وقبل ذلك كان الصوت من الأرض فهو لم يقل من السماء من قبل.

7. لهذه الأسباب رجع إبراهيم فرحًا.

 

آية 19: "ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلاَمَيْهِ، فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعًا إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. وَسَكَنَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِئْرِ سَبْعٍ."

وسكن إبراهيم في بئر سبع: البئر يشير للمعمودية، والختان يشير للمعمودية. ولقد إختتن إبراهيم من قبل فما معنى هذا القول: أن يسكن عند بئر سبع؟

St-Takla.org Image: Abraham going up to offer Isaac as a sacrifice - from the "Holman Bible", 1890 صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يذهب ليقدم إسحق ذبيحة محرقة - من صور "إنجيل هولمان"، 1890

St-Takla.org Image: Abraham going up to offer Isaac as a sacrifice - from the "Holman Bible", 1890

صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يذهب ليقدم إسحق ذبيحة محرقة - من صور "إنجيل هولمان"، 1890

بئر سبع صارت إشارة لحلف وتعهد (تك21: 28-33)، والبئر تشير لماء المعمودية. الآن وقد فرح إبراهيم بأن رأى يوم المسيح أي طريقة الخلاص، وهي موت المسيح وقيامته. نجد أن الله بهذا الرمز: أن إبراهيم يسكن في بئر سبع = يشير لطريقة خلاص أولاد إبراهيم بالإيمان وذلك عن طريق المعمودية. ويصير المعنى أن الله يعطي وعدًا أنه بالمعمودية التي هي موت وقيامة مع المسيح يصير أبناء إبراهيم بالإيمان، أبناءً لله، وبها نخلص "مَنْ آمن واعتمد خلص" (مر16: 16). وبهذا نفهم معنى أن "إبراهيم غرس أثلًا في بئر سبع" (تك21: 33). فيكون الأثل أي الأشجار رمزًا لأولاد إبراهيم بالإيمان الخارجين من المعمودية الذين قال عنهم داود النبي "فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي ٱلْمِيَاهِ، ٱلَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لَا يَذْبُلُ" (مز1: 3). أولاد إبراهيم هؤلاء يشربون من بئر الماء الحي أي يمتلأوا بالروح القدس ويفرحون بثماره (غل5: 22-23). وقارن هذا مع الأشجار التي نمت في (حز47: 12). فالمؤمن السالك في وصايا الله مشبه بشجرة تنمو على مجاري المياه (مز1: 3).

هذا عن وعد الله، لكن على الإنسان أن يعيش ميتًا عن خطايا العالم فلا يطفئ الروح (وهذا ما يُسمَّى بالإماتة) ليتمتع بالحياة المقامة مع المسيح (جدة الحياة أو الحياة الجديدة).

ولعل انطلاق الغلامين إلى بئر سبع مع إبراهيم وإسحق في نهاية المطاف (البقية التي تؤمن) يشير إلى عودة اليهود إلى الإيمان بالمسيح الذي لم يستطيعوا قبلًا معاينة سر ذبيحته. فينطلقوا في آخر الأيام إلى مياه المعمودية ويقبلون من كانوا قد جحدوه.

 

الآيات 20-24: "وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ أُخْبِرَ وَقِيلَ لَهُ: «هُوَذَا مِلْكَةُ قَدْ وَلَدَتْ هِيَ أَيْضًا بَنِينَ لِنَاحُورَ أَخِيكَ: عُوصًا بِكْرَهُ، وَبُوزًا أَخَاهُ، وَقَمُوئِيلَ أَبَا أَرَامَ، وَكَاسَدَ وَحَزْوًا وَفِلْدَاشَ وَيِدْلاَفَ وَبَتُوئِيلَ». وَوَلَدَ بَتُوئِيلُ رِفْقَةَ. هؤُلاَءِ الثَّمَانِيَةُ وَلَدَتْهُمْ مِلْكَةُ لِنَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ. وَأَمَّا سُرِّيَّتُهُ، وَاسْمُهَا رَؤُومَةُ، فَوَلَدَتْ هِيَ أَيْضًا: طَابَحَ وَجَاحَمَ وَتَاحَشَ وَمَعْكَةَ."

جاءت أخبار عائلة إبراهيم لإبراهيم ربما عن طريق القوافل التجارية. وربما أن هذا النبأ هو ما شجع إبراهيم أن يطلب زوجة لابنه من عائلته. وهذا النبأ يكشف قرابة رفقة لزوجها إسحق. فرفقة قريبة إسحق بالجسد. وهكذا الكنيسة صارت عروس للمسيح وصار هناك قرابة جسدية بين المسيح والكنيسة فهو البكر بين إخوة كثيرين. وقيل عن أقرباء المسيح "أمه وإخوته فهو صارت له قرابات جسدية مع البشر".

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) توضيح من الموقع: يُوثِق أي يربط.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/01-Sefr-El-Takween/Tafseer-Sefr-El-Takwin__01-Chapter-22.html

تقصير الرابط:
tak.la/48wkd9t