St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   01-Sefr-El-Takween
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

التكوين 4 - تفسير سفر التكوين

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب تكوين:
تفسير سفر التكوين: مقدمة سفر التكوين | مقدمة أسفار موسى الخمسة | التكوين 1 | التكوين 2 | التكوين 3 | التكوين 4 | التكوين 5 | التكوين 6 | التكوين 7 | التكوين 8 | التكوين 9 | التكوين 10 | التكوين 11 | التكوين 12 | التكوين 13 | التكوين 14 | التكوين 15 | التكوين 16 | التكوين 17 | التكوين 18 | التكوين 19 | التكوين 20 | التكوين 21 | التكوين 22 | التكوين 23 | التكوين 24 | التكوين 25 | التكوين 26 | التكوين 27 | التكوين 28 | التكوين 29 | التكوين 30 | التكوين 31 | التكوين 32 | التكوين 33 | التكوين 34 | التكوين 35 | التكوين 36 | التكوين 37 | التكوين 38 | التكوين 39 | التكوين 40 | التكوين 41 | التكوين 42 | التكوين 43 | التكوين 44 | التكوين 45 | التكوين 46 | التكوين 47 | التكوين 48 | التكوين 49 | التكوين 50

نص سفر التكوين: التكوين 1 | التكوين 2 | التكوين 3 | التكوين 4 | التكوين 5 | التكوين 6 | التكوين 7 | التكوين 8 | التكوين 9 | التكوين 10 | التكوين 11 | التكوين 12 | التكوين 13 | التكوين 14 | التكوين 15 | التكوين 16 | التكوين 17 | التكوين 18 | التكوين 19 | التكوين 20 | التكوين 21 | التكوين 22 | التكوين 23 | التكوين 24 | التكوين 25 | التكوين 26 | التكوين 27 | التكوين 28 | التكوين 29 | التكوين 30 | التكوين 31 | التكوين 32 | التكوين 33 | التكوين 34 | التكوين 35 | التكوين 36 | التكوين 37 | التكوين 38 | التكوين 39 | التكوين 40 | التكوين 41 | التكوين 42 | التكوين 43 | التكوين 44 | التكوين 45 | التكوين 46 | التكوين 47 | التكوين 48 | التكوين 49 | التكوين 50 | التكوين كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26

St-Takla.org           Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

بعد أن سقط آدم وحواء حمل نسلهما ميكروب الخطية. وظهر هذا بقوة في الجريمة الأولى التي شهدت قتل قايين لأخيه هابيل. ورأينا نتائج الخطية حسد وبغضة وقتل.. إلخ.

 

آية 1: "وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ»."

 وعرف أدم امرأته:

هذا هو التعبير المهذب الإنجيلي للمعاشرة الزوجية. وكان آدم من المفروض أن يعاشر زوجته قبل السقوط لإنجاب بنين لكن دون شهوة.

اقتنيت رجلًا من عند الرب: يمكن ترجمتها (اقتنيت رجلًا هو الرب) أو (بمعونة الرب) وهذا معناه أن حواء تصورت أن ابنها هو المخلص أو هي تنسب لله الخلق فهو الموجد الخالق. وهكذا علينا أن ننسب كل نجاح لله.

 

آية 2: "ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ. وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ، وَكَانَ قَايِينُ عَامِلًا فِي الأَرْضِ."

 هابيل:

 معنى اسمه غير ثابت أو زائل كالبخار وهذا الاسم قد تكون حواء أطلقته على ابنها بعد أن قتله قايين أخوه فقالت أنه زال كما يزول البخار. أو تكون أسمته هذا الاسم لأنها تيقنت أن كل إنسان مصيره الزوال حسب قضاء الرب. ونلاحظ أن الأسماء غالبًا كانت تطلق على الإنسان ليس وهو صغيرًا فالعدد كان قليل لا يحتاج لأسماء للتمييز (وهذا سوف نلاحظه في أسماء أولاد قايين). أو لأن حواء تصورت أن قايين هو المخلص الذي أرسله الله وكل ما سواه هو هباء (في 8:3) وكان هابيل راعيًا للغنم وهكذا كان داود، وكان المسيح هو الراعي الصالح. ونلاحظ هنا ورود اسم هابيل قبل قايين.

وكان هابيل... وكان قايين...: هنا يظهر مفهوم البكورية الروحية والجسدية فقايين هو البكر جسديًا لكنه لشره فقد البكورية فتقدم عليه هابيل (مثل رأوبين وعيسو وغيرهما، فرأوبين فقد البكورية وصارت ليوسف الطاهر، الذي حصل على نصيب البكر المضاعف في الميراث. وهكذا كان مع عيسو ويعقوب).

وهكذا كان المسيح هو بكر بين إخوة كثيرين. بكر البشرية جسديًا. وكان قايين رمزًا لآدم الأول، بكر البشرية جسديًا، وقد فقد بكوريته ليظهر هابيل الحقيقي السيد المسيح، آدم الثاني والبكر الحقيقي للبشرية. تعبير آدم الثاني ليس دقيقًا فلن يكون هناك آدم ثالث أو رابع، بل نقول آدم الأخير كما قالها بولس الرسول (1كو15: 45). وقايين يرمز لجماعة اليهود الذين حملوا بكورية معرفة الله لكنهم جحدوا الإيمان بالمخلص وتلطخ مجمعهم بسفك دم البريء، ليأتي هابيل ممثلًا لكنيسة العهد الجديد تضم أعضاء من الأمم، فتحتل البكورية الروحية وتحسب كنيسة أبكار (عب 23:12) خلال إلتصاقها أو إتحادها بالرب البكر. ونلاحظ أن عمل هابيل الرعاية وهذه تشير لمن يدير ويقود طاقات جسده لاسترضاء الله (الغنم تقدم منها ذبائح يسترضون بها الله)، أما عمل قايين الزراعة في الأرض ربما تشير لمن وجه عنايته للزمنيات. لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت (إش 13:22 + 1كو 32:15). ونلاحظ أنه في البداية وقبل الطوفان لم يكونوا يأكلون اللحوم، بل يأكلون من ثمار الأرض. ومن هنا نفهم أن هابيل كان يرعى الغنم ليقدمون منها ذبائح محرقات كما علمهم الله، وأنه بالذبيحة الدموية يتقربون إلى الله "وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب9: 22). وكلمة قربان (آية 3) أتت من يتقرب لله عن طريق ذبيحة.

 

St-Takla.org Image: Cain and Abel give offerings (Gen. 4:4). Wandsbeker Art Insitute - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909 صورة في موقع الأنبا تكلا: ذبيحة كلٍ من هابيل وقايين (التكوين 4: 4)، من معهد واندزبيكير الفني - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

St-Takla.org Image: Cain and Abel give offerings (Gen. 4:4). Wandsbeker Art Insitute - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909

صورة في موقع الأنبا تكلا: ذبيحة كلٍ من هابيل وقايين (التكوين 4: 4)، من معهد واندزبيكير الفني - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

الآيات 3-5: "وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ، وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ."

 

لماذا قبل الله قربان هابيل دون قايين؟

1. ربما أشارت عبارة وحدث بعد أيام: إلى تراخي قايين في تقدمته أو ممارستها بلا حب. وربما أن قايين حين قدم لم يقدم أفخر ما عنده بل من أثمار الأرض، وليس مثل هابيل الذي قدم من أبكار غنمه ومن سمانها. فهو قدم أفضل ما لديه.

2. لكن الأهم:- أن الله سلَّم آدم وعلَّمه ما هو القربان المقبول، أي الذبيحة الدموية التي هي رمز لذبيحة المسيح التي بها صالحنا مع الآب. فلماذا يخالف قايين فيصبح غير مقبول أمام الله؟!

3. كانت تقدمة قايين من ثمار الأرض وهذه غير قادرة على المصالحة بين الله والإنسان. جزء محذوف. وهنا نسأل كيف عرف هابيل التقدمة التي ترضي الآب؟ بالتقليد والتسليم فآدم عرف فكرة الذبيحة التي سترته وعَلَّم أولاده.

4. قايين قدم من ثمار الأرض والأرض ملعونة. وعمومًا فالأرض تشير للجسد (راجع مثل الزارع) وثمار الجسد أو أعمال الجسد.. زنى، عهارة.. (غل 19:5-21). وهنا ثمار جسد قايين أي نتيجة عرقه وتعبه في أرض ملعونة. وتشير لأعمال البر الذاتي مثل ورق التين. بينما هابيل قدم ذبيحة ليعلن أنه خاطئ ولا سبيل للصلح مع الله سوى بوساطة ذبيحة (شخص ثالث). وهذا هو إيمان هابيل. بالإيمان قدم هابيل ذبيحة لله أفضل من قايين (عب 4:11). الإيمان بالمسيح الذبيحة الحقيقية. وكل أعمال الجسد بدون المسيح لا قيمة لها وتصبح غير مقبولة.

5. أعمال قايين كانت شريرة وأعمال هابيل بارة (عب 4:11، 1 يو 3: 12)، فالمسيح قال هَابِيلَ الصِّدِّيق.

6. وكيف عرف قايين أن تقدمة هابيل قد قُبِلَت؟

غالبًا بنزول نار من السماء كما حدث في (لا 10: 2؛ 1مل 38:18-40).

St-Takla.org Image: Adam, Eve, Cain, Abel (Genesis 4:1, 2) صورة في موقع الأنبا تكلا: آدم وحواء وقايين وهابيل (تكوين 4: 1، 2)

St-Takla.org Image: Adam, Eve, Cain, Abel (Genesis 4:1, 2)

صورة في موقع الأنبا تكلا: آدم وحواء وقايين وهابيل (تكوين 4: 1، 2)

وسقط وجهه: أي نكس وجهه وعبسه من الخجل والغيظ. فالخطية تفقد الإنسان سلامه وتحطمه ليعيش في غيظ. وضيق. ويسقط وجهه للتراب عوضا عن أن يرتفع للسماء.

 

آية 6: "فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «لِمَاذَا اغْتَظْتَ؟ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟"

الله لم يترك قايين مغتاظا منهارًا بل تقدم إليه بالحب يحدثه ويحاوره قائلًا.

لماذا إغتظت= أي لا سبب لغيظك سوى شر فعلك. ثم يبدأ يضع له أول قانون للتوبة "ارجعوا إليَّ أرجع إليكم" في الآية القادمة.

 

آية 7: "إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا»."

إن احسنت أفلا رفع: إن أحسنت أفلا أرفع وجهك من جديد فلماذا تستسلم للغيط.

إن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها= إذا لم ترجع عن طريقك الخاطئة (أي الحسد والغيظ. والحقد) فهناك خطية أعظم وهي القتل وهي رابضة عند الباب (و"رابضة" تُسْتَخْدَم مع الوحوش، فكانت الخطية هي وحش وهذه تشبه خصكم إبليس.. كأسد) ونتيجة ضعف الإنسان صار هناك شهوة واشتياق للخطية لكن هناك سيادة عليها، فالإنسان هو صاحب السيادة والإرادة فإن قبلها تسود هي عليه، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. إن تسللت الخطية للإنسان تستعبده وينحني أمامها بروح العبودية وينحدر من سيء إلى أسوأ. كأنه ينحدر على تل ودائما الخطية الأسوأ تنتظر عند الباب. وهنا كان الحسد عند الباب وحينما دخل لداخل قلب قايين ظهر الغضب والحقد عند الباب، وحينما دخل الغضب والحقد ظهر القتل عند الباب. ولذلك فالله يحذر حتى لا يستسلم فيظهر الأسوأ.

St-Takla.org Image: Cain and Abel present their sacrifices to the Lord (Genesis 4:3, 4) صورة في موقع الأنبا تكلا: قايين وهابيل يقدمان ذبائح للرب (تكوين 4: 3، 4)

St-Takla.org Image: Cain and Abel present their sacrifices to the Lord (Genesis 4:3, 4)

صورة في موقع الأنبا تكلا: قايين وهابيل يقدمان ذبائح للرب (تكوين 4: 3، 4)

ونلاحظ أن كلمة خطية وكلمة ذبيحة خطية هي كلمة واحدة. ونلاحظ أيضًا أن الضمير "ها" في هذه الآية يمكن ترجمته "ـه" وبذلك تصبح الآية:

"عند الباب ذبيحة خطية رابضة وإليك اشتياقه (هابيل يشتاق إليك) وأنت تسود عليه (قايين كابن بكر له أن يبارك الأصغر)" = هذه رحمة الله والمنقذ لكل خاطئ، فلا يتركه لليأس حتى لو سقط في الخطية فهناك ذبيحة خطية يمكن الاستفادة منها.

وإذا كان قايين قد قبل أن يقدم توبة كانت قد عادت له بكوريته الروحية ورجعت له السيادة على أخيه الأصغر ولإشتاق إليه هابيل كأخ أكبر قادر على أن يمنحه البركة. والله صاغ العبارات بهذا الأسلوب ليمنع حسد قايين ضد هابيل. والله يعلن هنا أن قبوله لذبيحة هابيل لا يعني أن يحرم قايين من بكوريته. (وهذا المبدأ طبقه الإنجيل حين دعا المسيحيين للخضوع لرؤسائهم).

وقوله عند الباب يذكرنا بقول السيد المسيح "أنا واقف على الباب أقرع..." ويذكرنا بأن الخاطئ كان يأتي بذبيحة لخطيته عند باب خيمة الاجتماع (لا 4:4). فالمسيح واقف عند باب قلبي يقرع ويدعو للتوبة وما عليَّ سوى أن أقبل هذه الدعوة وأذهب للكنيسة (خيمة الاجتماع) معترفًا بالخطية فتنقل خطيتي إلى المسيح الذبيحة الحقيقية.

 

آية 8: "وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ أَخَاهُ. وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ."

وكلم قايين هابيل أخاه:

بعض النسخ تزيد "لنخرج إلى الحقل" إذًا هو كلمه بمحبة زائفة ليخرج معه للحقل كما اعتادوا كل يوم، كما صنع يهوذا مع المسيح، ولكن هذه المرة كان قد أضمر شرًا ليقتله. وهذه الزيادة قد تكون إضافة للشرح من أحد النساخ ونلاحظ أن خطية آدم مهما كانت بسيطة فهي قد فتحت الباب لخطايا بشعة (كراهية وقتل) هنا نجد تطبيق عملي للصراع بين الحية والإنسان، بين الروح والجسد. ونفهم أيضًا ماذا تعني الخطية الجدية، فقد ورثنا تمردًا داخليا على وصايا الله، أو قل أننا صرنا نبحث وننفذ ما نريده غير عابئين بما يريده الله ففقدنا الهدف وبالتالي المكافأة وهي مجد الله = " الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله " (رو3: 23)، ونجد أن هابيل صار أول شهداء هذا الصراع وقايين أول مضطهد لشعب الله بقيادة الحية.

 

الآيات 9، 10: "فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟» فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ."

قايين يقتل هابيل: "صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض" (تكوين 4: 10)

St-Takla.org Image: Cain killed Abel: "The voice of thy brother's blood crieth unto me from the ground" (Genesis 4:10) صورة في موقع الأنبا تكلا: قايين يقتل هابيل: "صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض" (تكوين 4: 10)

ظن قايين أنه قتل أخوه واستراح، ولكن كان سؤال الله له يكشف الجراحات ويفضحها لأجل العلاج. وكما سأل الله آدم حين أخطأ "أين أنت"، كان سؤال الله لقايين: أين هابيل أخيك. ونجد الله هنا يدفعه للاعتراف والتوبة. وللأسف كان رد قايين لا أعلم، أحارس أنا لأخي رد كله تبجح على الله وكذب فالخطايا تتصاعد من حسد إلى غضب إلى قتل إلى كذب على الله إلى بجاحة واستهتار في الرد على الله. ونجد الله هنا يؤكد لقايين أنه إله هابيل الذي لا ينساه

صوت دم هابيل صارخ إليَّ من الأرض: لقد أخفَى قايين جسد أخيه، لكنه لم يقدر أن يكتم صوت النفس الصارخة إلى الله، إذ يشير الدم إلى النفس، بكونه علامة الحياة ومن المعزي أن أول من مات ذهب للسماء لأنه كان قديس وبار والله يحتفظ لنفسه بالأبكار وكان موت هابيل هو افتتاح للعالم الآخر لمن يموت. ونرى هنا أن كل شهيد للحق تبقَى صرخاته تدوي فوق حدود المكان والزمان (رؤ 10:6) وهذه الصرخات تطلب الانتقام. ولكن هابيل كان رمزًا للمسيح فدم المسيح الذي سفكه إخوته اليهود (رمزهم قايين) صار أيضًا يصرخ ولكن طالبًا الشفاعة والغفران والكفارة لذلك هو أفضل (عب 24:12).

St-Takla.org           Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات 11، 12: "فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ. مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهًا وَهَارِبًا تَكُونُ فِي الأَرْضِ»."

 

ملعون أنت من الأرض..

تفسيرها فيما بعدها متى عملت الأرض لا تعطيك قوتها فالإنسان في حالته المتدنية كخاطئ لا يفهم سوى الماديات. وهنا الله يشرح له غضبه بهذا الأسلوب أي أنه سيخسر ماديًا. ورمزيًا فالأرض تشير للجسد المأخوذ منها الذي صار بالخطية قفر لا يقدم ثمرًا روحيًا. بل تبعته النفس ففقدت سلامها الداخلي: تائهًا وهاربًا تكون فالنفس التي خضعت للجسد الترابي الأرضي الذي صار قفرًا تعيش فيه بلا راحة ولا سلام إنما في حالة تيه وفزع. وقوله تائهًا ربما تشير أنه في سعيه أن يجد أرضًا مثمرة لن يجد ويظل يبحث ولا يجد. وهاربًا قد تكون من ضميرك وخوفك.

وقايين أول إنسان يلعن ولعنته كانت من الأرض. فالإنسان كان له سلطانًا على الأرض والآن بعد لعنته لم يعد له هذا السلطان ولأنه لوث الأرض صارت تضن عليه بثمرها. واللعنة جاءت من الأرض التي سال عليها دم هابيل. وإذًا كان دم هابيل يرمز لدم المسيح. إذا من يستفيد من دم المسيح يكون له سبب بركة وخلاص وحياة "رائحة حياة لحياة" ومَنْ يصِر على خطيته يكون له دم المسيح سبب لعنة وموت "رائحة موت لموت" لذلك قال بولس الرسول "فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله... (عب 29:10) ولأن قايين صار ملعونًا صار أولاده يسمون أولاد الناس (تك 2:6) بينما أولاد شيث لهم اسم "أولاد الله".

 

الآيات 13، 15: "فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ. إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهًا وَهَارِبًا فِي الأَرْضِ، فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي». فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ."

 هناك عدة احتمالات لرد قايين على الله:

St-Takla.org Image: God talks to Cain (Genesis 4:5-7) صورة في موقع الأنبا تكلا: الله يتحدث إلى قايين (تكوين 4: 5- 7)

St-Takla.org Image: God talks to Cain (Genesis 4:5-7)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الله يتحدث إلى قايين (تكوين 4: 5- 7)

1. ربما نجد هنا بداية توبة وشعور بالخطأ وإقرار بالذنب ولذلك حماه الله من الموت ليعطيه فرصة توبة ثانية، وهذا من طول أناة الله.

2. هي حالة يأس بلا داع من رحمة الله. فالله يتحاور معه ليجذبه للتوبة.

3. هي حالة شعور بالندم ليس كراهية في الخطية وإنما خوفًا من العقاب الأرضي.

4. وسواء هذا أو ذاك فالله الرحوم نجده يبدأ مع قايين بالحب لعله يتوب.

ذنبي أعظم من أن يحتمل= أعظم من أن يغفر (حالة يأس بلا داع).

من وجهك اختفي: يختفي من خجله أو لجهله ظن أنه يمكنه الاختفاء من الله كما فعل آدم أبيه.

كل من وجدني يقتلني: ربما ولد آدم أولاد آخرين لم يذكرهم الكتاب وظن قايين أن أيا منهم يقتله انتقامًا لهابيل. أو هو خاف من أي حيوان أن يقتله فهو خسر سلطانه على الخليقة أو هو خائف من لا شيء مجرد وهم (هذه الحالة مرض نفسي قد يكون الشيزوفرينيا Schizophrenia) وهذا ما يطلق عليه كتابيًا "لا سلام قال الرب للأشرار" فهو لأنه خرج من حماية الله عاش في رعب، فمن ينشق على الله تقف الخليقة كلها ضده.

كل من قتل قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه= ربما أن قايين قتل دون أن يسمع من الله أن القتل ممنوع لكن الآن فالله يسن تشريعًا بمنع القتل ومن يقتل حتى للانتقام سينتقم منه الله انتقامًا كاملًا: سبعة أضعاف. فالنفس ملك لله وله الانتقام. ولاحظ أن القانون المدني لم يكن قد تم وضعه. فليس من حق أحد أن يقتل دون أن يسمح الله بذلك.

جعل الرب لقايين علامة= لكي لا يقتله كل من يجده. هذه علامة حب من الله ليقتاده للتوبة. وهذه العلامة قد تكون علامة في قايين حتى لا يقتله أحد، هي علامة يراها كل أحد فلا يقتله ليحيا تحت اللعنة وغضب الله، ويصير هو نفسه علامة على غضب الله على الخطية. وقد تكون علامة (مثل قوس قزح) حين يراها قايين يثق في حماية الله له من أي شر ونحن نحتمي في علامة الصليب كخطاة لنجد فيه سلامًا وأمانًا ومصالحة مع الله وحياة.

 

St-Takla.org Image: Cain kills Abel (Genesis 4:8) صورة في موقع الأنبا تكلا: قايين يقتل هابيل (تكوين 4: 8)

St-Takla.org Image: Cain kills Abel (Genesis 4:8)

صورة في موقع الأنبا تكلا: قايين يقتل هابيل (تكوين 4: 8)

آية 16: "فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ، وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ."

 خرج قايين من لدن الرب:

لم يستفيد من كل إعلانات حب الله بل انفصل عنه ولم يعد يتحادث معه وانفصل عن آدم ومذبحه ولم يعد يصلي معهم ولم تعد له مخافة الرب ولا حفظ وصاياه وشرائعه وطقوس عبادته. هنا قايين القاتل اتحد بنسل الحية رمز إبليس الذي كان قتالًا للناس منذ البدء (يو 44:8). وخروج قايين من لدن الرب هو خروج النفس من حضن ربها مصدر سلامها.

وسكن في أرض نود: نود تعني التيه أو الاضطراب. وهذا نتيجة الانفصال عن الله وهذا ما حدث مع اليهود (رمزهم قايين) إذ صلبوا المسيح ربهم تاهوا أو تشتتوا هنا وهناك.

 

آية 17: "وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً، فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ."

امرأة قايين هي أخته والله سمح بهذا أولًا ليقيم نسلًا. وحنوك هو الثالث من آدم من ناحية قايين وله نفس اسم أخنوخ تقريبًا السابع من آدم من جهة شيث. وزاد أولاده وأحفاده جدًا فبنى مدينة باسم ابنه وهذا طبيعي أن يبني مدينة لكن ليحيا ساكنوها في مخافة الله فيحرسها الله: إن لم يحفظ الرب المدينة فباطلا يسهر الحراس: "إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ" (مز127: 1).

1. سجل أن قايين بنى مدينة، أما هابيل فكعابر لم يبن شيئًا "فليس لنا هنا مدينة باقية" لكننا نطلب العتيدة (عب13: 14).

2. هو بنى هذه المدينة ليحتمي من التيه الذي جلبه لنفسه ويحتمي من قرارات الله وتأديباته فهو مازال خائفًا أن يقتله أحد.

St-Takla.org           Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: God curses Cain (Genesis 4:9-15) صورة في موقع الأنبا تكلا: الله يلعن قايين (تكوين 4: 9- 15)

St-Takla.org Image: God curses Cain (Genesis 4:9-15)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الله يلعن قايين (تكوين 4: 9- 15)

 الآيات 18-24: "وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ. وَاتَّخَذَ لاَمَكُ لِنَفْسِهِ امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ، وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ. فَوَلَدَتْ عَادَةُ يَابَالَ الَّذِي كَانَ أَبًا لِسَاكِنِي الْخِيَامِ وَرُعَاةِ الْمَوَاشِي. وَاسْمُ أَخِيهِ يُوبَالُ الَّذِي كَانَ أَبًا لِكُلِّ ضَارِبٍ بِالْعُودِ وَالْمِزْمَارِ. وَصِلَّةُ أَيْضًا وَلَدَتْ تُوبَالَ قَايِينَ الضَّارِبَ كُلَّ آلَةٍ مِنْ نُحَاسٍ وَحَدِيدٍ. وَأُخْتُ تُوبَالَ قَايِينَ نَعْمَةُ. وَقَالَ لاَمَكُ لامْرَأَتَيْهِ عَادَةَ وَصِلَّةَ: «اسْمَعَا قَوْلِي يَا امْرَأَتَيْ لاَمَكَ، وَأَصْغِيَا لِكَلاَمِي. فَإِنِّي قَتَلْتُ رَجُلًا لِجُرْحِي، وَفَتىً لِشَدْخِي. إِنَّهُ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ، وَأَمَّا لِلاَمَكَ فَسَبْعَةً وَسَبْعِينَ»."

عيراد:

   

قد تعني مدينة أو جحش.

حنوك:

   

تعني تعليم.

محويائيل:

   

مضروب من الله.

متوشائيل:

   

بطل الله.

لامك:

   

قوي.

عادة:

   

جمال أو زينة في العبرية تشير لشهوة العين. وتعني ظلام في الأشورية.

صلة:

   

ظل في العبرية وظلال الليل في الأشورية.

نعمة:

   

جمال.

يابال:

   

جوال يجول البادية.

يوبال:

   

موقع على آلات الطرب.

توبال:

   

نحاس.

توبال قايين:

   

صانع نحاس (قايين هنا بمعنى صانع وليس بمعنى قنية).

 

St-Takla.org Image: Cain and his wife (Genesis 4:16-18) صورة في موقع الأنبا تكلا: قايين وزوجته (تكوين 4: 16- 18)

St-Takla.org Image: Cain and his wife (Genesis 4:16-18)

صورة في موقع الأنبا تكلا: قايين وزوجته (تكوين 4: 16- 18)

توجد بعض ملاحظات على هذه الآيات:

1. نجد هنا في هذه الأسماء والحرف "الجمال والقوة وصناعة الحديد والنحاس وكل هذا لا يوجد فيه خطية لكن لم نسمع أن أحدًا من هذه العائلة كانت له علاقة بالله ولذلك فالجمال بدون أن تكون هناك علاقة مع الله يصبح شهوة ولذة وعبادة للعالم. والقوة بدون الله يصبح فيها افتخار واعتداد بالذات وكبرياء. العالم بدون الله يصبح فساد ونهايته العدم واللاشيء.

2. بعض الأسماء نلاحظ فيها اسم الله ولكنه التدين الظاهري (مثل اليهود) فلم نسمع مثلًا أن هذه العائلة كانت لها مذابح أو عبادة أو خرج منها قديسين.

3. الأسماء مرتبطة بصناعات الأشخاص لذلك يغلب الظن أن الأسماء أطلقت بعد أن يكبر الشخص ويحترف صناعة ما.

4. لامك يعني قوي (هو شاعر بقوته والناس يعرفون عنه أنه قوي) كان له زوجتين عادة بمعنى جمال أو زينة وهذه تشير لشهوة العين. فهو يظن أنه في قوته قادر أن يكون له كل ما تشتهيه عينيه. والثانية صلة بمعنى ظل فهو حين انشغل بالجمال في العالم وبقوته انشغل عن الحقيقة (السماويات) بظلها (أي الأرضيات). ولذلك نجد في معنى الأسماء بالأشورية تكميلًا للمعنى أنه عاش في الظلام وظلال الليل.

5. عيراد تعني (مدينة أو جحش) فمن يظن أنه يبني مدينة يحتمي بها من غضب الله يكون له فكر حيواني مظلم والنتيجة أنه يلد محويائيل أي مضروب من الله.

6. لامك باتخاذه امرأتين شابه الهراطقة الذين قسموا الكنيسة (لم تكن له حواء واحدة).

7. توبال قايين صانع النحاس صنع سيوفًا وأعطاها لوالده لامك فافتخر لامك بقوته وبأنه بهذه الأسلحة صار منيعًا لا يستطيع أحد أن يقتله. بل هو ينتقم لمن يلحق به أي إهانة، هو ينتقم للضرر البسيط الذي يلحقه بما هو عظيم.

 

أغنية أو نشيد لامك (تك 4: 24-23):

هذه أول قطعة شعرية في الأدب العبري تسمَّى "أغنية السيف للامك" ونشتم فيها رائحة الافتخار والإعتداد بالذات والثقة في قوة الإنسان وعنفه. ومعناها أنه أي لامك قتل رجلًا حين جرحه:

قَتَلْتُ رَجُلًا لِجُرْحِي، وَفَتىً لِشَدْخِي : أي قتل فتى لمجرد أنه لطمه أو جرح كرامته فكلمة شَدْخِي تعني كسر الشيء أي أذى لحق بكرامته هي غالبًا تشير لافتخار لامك بقوته وتعاظمه أمامهم. وأنه يفعل هذا في دفاعه عن نفسه لهذا يحسب بريئًا إن قتل إنسان. وإن كان الله ينتقم لقايين سبعة أضعاف ينتقم للامك سبعة وسبعين ورقم 77 هو رقم كامل يشير للانتقام الشديد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). أو أنه إذا كان هناك من أراد أن يؤذيه ينتقم منه لامك انتقاما شديدا. هذه الأغنية تمثل ما وصل إليه الإنسان من صلف وغرور وإعتداد بالذات. هذا الغرور هو إستغلال لطول أناة الله.

St-Takla.org Image: Plate 9: Lamech and his two wives. Landscape with Lamech at centre, talking to his two wives Adah and Zillah seated in front of a farm-house at left, two children playing music at far left, two other children in foreground, Lamech again beyond standing next to a dead man, a wide landscape with mountains in background. - The Story of the First Men Collection, Flemish engraving on paper, 1583, used under (CC BY-NC-SA 4.0) license, British Museum (Department of Prints & Drawings) صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة رقم 9: لامك مع زوجتيه عادة وصلة. لامك في الوسط يتحدث معهن أمام منزل ريفي على اليسار، وطفلان يلعبان الموسيقى على أقصى اليسار، وطفلين على الناحية الأخرى. وفي الخلفية نرى مشهد للامك وهو يقف أمام جثة إنسان ميت، مع جبال في الخلفية - مجموعة صور الرجال الأوائل، نقوش فلمنكية على الورق، 1583 م.، محفوظة في المتحف البريطاني، قسم المطبوعات والرسومات

St-Takla.org Image: Plate 9: Lamech and his two wives. Landscape with Lamech at centre, talking to his two wives Adah and Zillah seated in front of a farm-house at left, two children playing music at far left, two other children in foreground, Lamech again beyond standing next to a dead man, a wide landscape with mountains in background. - The Story of the First Men Collection, Flemish engraving on paper, 1583, used under (CC BY-NC-SA 4.0) license, British Museum (Department of Prints & Drawings)

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة رقم 9: لامك مع زوجتيه عادة وصلة. لامك في الوسط يتحدث معهن أمام منزل ريفي على اليسار، وطفلان يلعبان الموسيقى على أقصى اليسار، وطفلين على الناحية الأخرى. وفي الخلفية نرى مشهد للامك وهو يقف أمام جثة إنسان ميت، مع جبال في الخلفية - مجموعة صور الرجال الأوائل، نقوش فلمنكية على الورق، 1583 م.، محفوظة في المتحف البريطاني، قسم المطبوعات والرسومات

وهناك تفسير آخر لهذه الأغنية. أن لامك شاخ جدًا وضعف بصره وكان حفيده يقوده. وبينما هو يصطاد ضرب سهمه خطأ بعد أن أشار له حفيده على صيد فإذا بهذا الصيد لا يكون سوى قايين الذي قتله لامك دون قصد. وإذ صرخ الحفيد معلنًا قتل قايين ضرب لامك الفتى فقتله (قتل رجلًا (قايين) وفتى (الحفيد). وحين ذاك أدرك أنه لا بُد وسينتقم منه. لكن إعلانًا أنه بريء من دم قايين فقد قتله دون قصد يقول أن الله سينتقم لقاتله (أي من يقتل لامك) 77 مرة.

لكن الأكثر واقعية هو أنه نشيد الكبرياء والغطرسة.

هذه الآيات نرى فيها مجموعة خطايا عائلة قايين:

1. زواج متعدد.

2. تفاخر بالقوة.

3. أسلحة وقوة عالمية وجبروت.

4. انقياد للجمال والشهوة ولذات هذا العالم.

5. البعد الكامل عن الله والانفصال عنه.

 

الآيات 25، 26: "وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضًا، فَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثًا، قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلًا آخَرَ عِوَضًا عَنْ هَابِيلَ». لأَنَّ قَايِينَ كَانَ قَدْ قَتَلَهُ. وَلِشِيثَ أَيْضًا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ."

 الله لم يترك حواء منكسرة الخاطر لخسارتها قايين وهابيل. بل وهبها شيث = = معنى اسمه "عوض"، فهو عوض هابيل ويعني أيضًا مُعَيَّنْ وفي الإنجليزية جاءت appointed بمعنى محدد أو مُعَيَّنْ: فالله عَيَّنَه رأسًا لجيل مقدس. وإقامة شيث عوض هابيل تحمل معنى امتداد حياة هابيل أي قيامة المسيح الذي قيل عنه يرى نسلًا تطول أيامه (أش 10:53) وهذا رأيناه في زيادة أيام حزقيا الملك. وأنجب شيث ابنه أنوش ويعني إنسانًا ضعيفًا هشًا ولكن الله يستخدم الآنية الضعيفة لمدحه وتسبيحه: حينئذ ابتدأ أن يُدْعَى باسم الرب. لذلك دعي أولاد شيث أولاد الله. في مقابل أولاد الناس (أولاد قايين).

St-Takla.org           Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/01-Sefr-El-Takween/Tafseer-Sefr-El-Takwin__01-Chapter-04.html

تقصير الرابط:
tak.la/655q67d