محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
آية 1، 2:- "أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذًا أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ: اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ."
يقدم الرسول وصايا وداعية لتلميذه، ويستحلفه ويناشده أمام الله والمسيح أن لا يتقاعس، وهو كأنه يقيم الآب والابن شاهدين على تيموثاوس حتى يهتم بالكرازة. أمام الله = الرقيب على كل الناس وعلى ضمائرهم المسيح العتيد أن يدين = فهو يذكره بالدينونة الرهيبة، فهو كأسقف مسئول أمام الله عن خدمته وسيحاسبه الله على أمانته فيها يوم الدينونة. الأحياء = هم الذين سيكونون أحياء وقت مجيء المسيح . الأموات = هم الذين سبقوا فرقدوا. وهناك تفسير آخر فالأحياء هم الأبرار الذين خلصوا والأموات هم الأشرار الذين هلكوا. إذًا يا خادم الله جاهد حتى تكون رعيتك أحياء في ذلك اليوم. اكرز = المناداة بالإنجيل. اعكف = الإقامة في الأمر وملازمته والإقبال عليه وعدم الانصراف عنه. وبخ = النهي عن أمر مكروه. عظ = التذكير بما يحمل على التوبة إلى الله وإصلاح السيرة. تعليم = نقل معرفة. فالتوبيخ دون تعليم وإقناع يجعل الناس تنفر. فالتوبيخ لا يكون بغضب أو احتقار أو كراهية بل بتعليم وتشجيع كمن يتعاطف مع المخطئ.
في وقت مناسب وغير مناسب = حتى في الوقت الذي يظن أو يظن الناس أنه غير مناسب، اخلق الفرصة في كل وقت. في الوقت الذي تظن أن الوعظ لن يأتـي بثمار، لا تكف فلربما كان هذا الوقت هو الذي سيعمل فيه الله ويأتي بثمار، وربما تكون هذه آخر فرصة لهذه النفس.
آية 3، 4:- "لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ."
انتهز الفرصة الآن، وعلِّم فإنه سيأتي أيام يرفضون التعليم ولا يحتمل الناس سماع التعليم الصحيح وتتصلف القلوب، إذًا الزمن ليس في صالحنا إن أهملنا الخدمة، فالقلب المستعد الآن لقبول الكلمة قد لا تجده مستعدًا غدًا.
مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ = أي يطلبون لهم معلمين يسمعونهم بحسب أهوائهم، يعظونهم بما يسر قلوبهم ويدغدغ مشاعرهم فيزدادون ضلالًا. مستحكة = أذان أصابتها الحَكَّة (أكلان = itching ears) لا تطيق التعليم الصحيح، بل ترغب في سماع كل ما هو غريب وجديد وما يرضي غرورهم وكبريائهم. ويوجد أيضًا معلمين لا يهتمون بما هو حق بل بما يرضي الناس ليكسبوا جماهير كثيرة.
آية 5:- "وَأَمَّا أَنْتَ فَاصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. احْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ. اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ."
هنا يشجعه حتى لا ييأس مما قاله له، فما عليه إلا أن يكون صاحيًا متيقظًا حتى لا تدخل الذئاب بين الحملان فتفترسهم.
فاصح هذه أول صفة للأسقف كحارس للإيمان والثانية احتمال المشقات.
آية 6:- "فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ."
وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ
= كلمة انحلال في اليونانية تعني حل ربط السفينة من مرساها لتغادر الميناء، وهي إشارة أيضًا لحل أوتاد الخيمة استعدادًا للرحيل. والمعنى التحرر من قيود الجسد بالموت.أُسْكَبُ سَكِيبًا
= هو تعبير يعني الموت والاستشهاد فما يسكب لا يمكن جمعه ثانية، وله معنى آخر في الطقوس اليهودية فكان الكهنة يسكبون خمرًا مع تقديم الذبائح (خر29: 40، 41) . والخمر رمز للفرح في الكتاب المقدس وكأن الرسول ينظر لنفسه على أنه ذبيحة ودمه الذي سيسفك في سبيل إيمانه بالمسيح هو السكيب الذي يراق على الذبيحة، ومن يبذل نفسه في ثباته على الإيمان بالمسيح يفرح الله فمن يقدم نفسه للموت فهو قد وصل لأعلى درجات الحب، فهو سيكون في أعلى درجة في السماء. فرح المسيح هنا كفرح مدرس بتلميذه الذي حصل على أعلى الدرجات. بل من يقبل ويسكب نفسه حبا في المسيح سيختبر حالة عجيبة من الفرح يسكبها الله في قلبه، وهذا ما كان يحدث في أيام الاستشهاد إذ كان الشهداء يذهبون للموت في فرح يسبحون ويرنمون. فيكون معنى قول بولس الرسول هنا عن سكيب الخمر أنه تذوق هذا الفرح المنسكب من الله في قلبه حينما قرر أن يسكب نفسه أي يقدم نفسه للموت. هذا منح بولس فرحًا عجيبًا وتعزية داخلية. ولاحظ أن الرسول يحث تلميذه على احتمال الآلام فيقدم آلامه هو في أروع صوره، والسكب هو أكثر من تقديم النفس ذبيحة، فالذبيحة جزء منها يكون للذبح وجزء للآخرين، أما السكيب فكله لله، هو بذل النفس بالكلية لله.
آيات 7، 8:- "قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا."
يليق بك أن تفرح يا تيموثاوس. لأنني جَاهَدْتُ وأكملت السعي. هذه الآية ليست للفخر بل لتعزية تيموثاوس. ومن يجاهد لأجل المسيح يعطيه المسيح إكليل. أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، = يليق بنا أن نجاهد محتملين الآلام بثبات. فأكملت السعي تشير لمن يجري ويسعى لإدراك شيء وهو كان يسعى لنشر الإنجيل. حَفِظْتُ الإِيمَانَ، = ضد كل محاولات الهراطقة.
وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِر = الإكليل الذي يُعْطَى لِمَنْ تبرر أي عاش في الفضيلة، كانت له حياته هي حياة المسيح البار (في1: 21). بل وكل من هو ثابت في المسيح يُحسب كاملا وبلا لوم وبلا دينونة (كو1: 28 + أف1: 4 + رو8: 1). أضف لهذا أنه وبينما هو على الأرض كانت له بعض الأخطاء ولكنه في السماء لن يخطئ إطلاقا، بل سيحيا في بر ولا يخطر على باله فكر الخطية بل ينساها تمامًا فهناك في أورشليم السمائية لا يدخل شيئا نجس ( رؤ21: 27) . لذلك في السماء يكون الإكليل نهائيا إذ لا فرصة أخرى للارتداد للخطية.
وهذا وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ = إذًا هو لك يا تيموثاوس ونفهم من باقي رسائل بولس الرسول أن جهاده وسعيه كانا بقوة المسيح (2كو3: 5) + (1 كو 7: 25؛ 15: 57) + (رو9: 16) + (أف2: 9).
آية 9:- "بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعًا،"
الرسول يعلن حاجته لتلميذه إذ تخلى عنه الكثيرون، وربما لأنه أدرك أن وقت رحيله قد اقترب ويريد أن يوصيه الوصايا الأخيرة.
آية 10:- "لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسَ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ."
ديماس واحد من الذين تركوا بولس إذ أحب الطريق السهل البعيد عن المخاطر، وتعلق بمحبة الدنيا وأباطيلها
، وفي هذا يقول القديس يعقوب أن "محبة العالم عداوة لله" (يع4: 4) . أما كريسكيس وتيطس فقد تركاه بخصوص أمور خاصة بالخدمة.
آية 11، 12:- "لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ."
حدث خلافا من قبل بين بولس من ناحية وبرنابا ومرقس من ناحية ولم يقبل بولس أن يستمر في خدمته مع مرقس فانفصل برنابا ومرقس عنه وكان هذا لصالح كنيسة الإسكندرية، فبعد هذا الانفصال أتى مارمرقس لمصر ليصبح كاروز ديارنا المصرية، وبعد هذا كما نرى في هذه الآية يكتشف بولس الرسول أن مرقس نافع للخدمة.
آية 13:- "اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ، أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ."
ربما ترك ترواس في الصيف والآن شتاء فطلب الرداء حتى لا يثقل على أحد ويطلب منه رداء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وربما أراد منح الكتب لمؤمني روما لتعزيتهم
آيات 14، 15:- "إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُورًا كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. فَاحْتَفِظْ مِنْهُ أَنْتَ أَيْضًا، لأَنَّهُ قَاوَمَ أَقْوَالَنَا جِدًّا."
سبق وأسلم بولس هذا الإسكندر للشيطان ليؤدبه (1تي 1: 20) ولكنه لم يستفد من التأديب، والآن يتركه بولس لله ليعاقبه، وينبه تيموثاوس أن ينتظر منه أو من غيره مضايقات لكن عليه أن يسلم الأمر لله كما فعل هو.
آيات 16-18:- "فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. وَلكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَل رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ."
في احتجاجي الأول = حين وقف أمام نيرون لأول مرة ليدافع عن نفسه تخلى عنه الكثيرين وهو هنا يسامحهم = لا يحسب عليهم مع ما تركه هذا في نفسه من مرارة. ولكنه يشهد لله أنه وقف معه وقواه، وهذا وعد السيد لا تخافوا إذ تقفون أمام ولاة وملوك (مت 10: 16 -20) بل هو كرز حتى أمام نيرون = لكي تتم بي الكرازة ويسمع جميع الأمم. وهو هنا يسمي نيرون أسدًا = فأنقذت من فم الأسد = الله نجاه في احتجاجه الأول إذ كان ما زال له عمل وكرازة يؤديها. وبعد أن يتممها ينطلق للسماء = يخلصني لملكوته السماوي. وكان وقوفه أمام نيرون تتميمًا لما قاله الرب (أع 9: 15). سينقذني = هو لا يرى الخلاص فقط في نجاته من الموت، بل أن الله سيحفظه من كل أمر رديء أي من كل خطية حتى ينطلق للسماء مستعدًا.
آية 19:- "سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ."
فِرِسْكَا = من ارتباط اسمها مع أكيلا نفهم أنها اسم شهرة لبريسكلا زوجة أكيلا، ويذكر اسمها قبل زوجها فلا فرق بين رجل وامرأة في المسيح، وهذا وسط جيل لا يعطي حقوقًا للمرأة. ولأن بريسكلا أقوى إيمانيًا من زوجها أكيلا في نظر الرسول.وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ.
= لأنه هو نفسه كان قد مات.
آية 20:- "أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضًا."
بولس لم يستطع شفاء تلميذه تروفيمس:
1. حتى لا يسعى المؤمنون ليعرفوا المسيح بسبب مطالب مادية كالشفاء.
2. شفاؤه لن يفيد روحيًا ولن يكون له فائدة لحساب مجد الله.
3. حتى لا يدخل بولس في كبرياء إذا شفى كل إنسان، وعلى المؤمنين أن يحتملوا المرض شاكرين (في 2: 27) + (1تي 5: 23) إذًا هو أيضا لم يستطع شفاء تيموثاوس نفسه ولا أبفرودتس
ولا حتى نفسه.
آية 21:- "بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعًا."
قبل الشتاء = هو يريد أن يقول قبل أن أرحل ولكن لا يريد أن يحزنه.
لينس = أول أسقف يقام على روما بعد استشهاد بطرس وبولس.
آية 22:- "اَلرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ مَعَ رُوحِكَ. اَلنِّعْمَةُ مَعَكُمْ. آمِينَ."
الروح هي تسكن في الجسد وتحركه وسر قوة الروح أن يكون المسيح معها فالروح هي الجوهر العاقل المريد والمسئول، لذلك يطلب أن النعمة تشمل الروح أولًا وبالتالي الإنسان كله. إذًا هو يهتم بأن تكون له معونة روحية بالأولى.
← تفاسير أصحاحات تيموثاوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير تيموثاوس الثانية 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a6hfhqj