محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
آية 1:- "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا."
الآيات 1-5 هما تفسير لقول السيد المسيح "لا تدينوا لكي لا تدانوا " فماذا يكون موقفنا من الذي يخطئ.
إنسبق = ولا يقول ارتكب. فقوله انسبق أي كأنه قد حُمِل إلى هذا الفعل (هذه محاولة من الرسول أن نجد عذرًا للمخطئ) أو غُلِب على أمره. والرسول يقول هذا حتى لا يقسو أحد على المخطئ. أُخِذ = أي فاجأته التجربة وكان إغراؤها قويًا. ولم يكن مبيتًا النية على فعل ما فعله.
زَلَّةٍ
= يُهوِّن الرسول من شأن الخطية فيسميها زلة حتى لا يقسوا على المخطئ.فأصلحوا = ولم يقل حاكموا ليحثهم على اللطف ليردوه ويعيدوه مؤمنًا صالحًا. فيسمي الخطية زلة (كما نقول زلة لسان أي غلطة غير مقصودة). وماذا يكون موقفنا؟ في محبة نحاول الإصلاح. أَنْتُمُ الرُّوحَيِّينَ = الذين يقودكم الروح القدس، حاولوا بمحبتكم أن تعيدوا هذا الخاطئ. واضح هنا الفارق بين الناموس الذي يدين المخطئ والمسيحية التي تفتح قلبها له حتى يرجع ويتوب. قطعًا إن أخطأ أحد لن نقول على الخطأ أنه صواب حتى لا ندينه، بل لا بُد أن ندين الخطأ ونسمي الأشياء بأسمائها. ولكن المفهوم هنا أننا لا ندين المخطئ ونقفل أمامه كل الأبواب، بل نحاول في محبة إيجاد عذر له. ندين الموقف ولا ندين الإنسان.
لئلا تجرب أنت أيضًا= هنا يحذر المعالج من الإحساس بالأفضلية والغرور، فهذا يدفعه للعنف مع المخطئ، ويدفعه للكبرياء إذ يشعر أنه الأفضل من المخطئ إذ أنه لم يخطئ مثله. والكبرياء بداية السقوط ومدخل للخطايا. وأول الخطايا التي يسقط فيها هذا المتكبر هي نفس السقطة التي أدان عليها المخطئ والذي حاول أن يقسو على المخطئ بسببها. فالتجربة سرعان ما تنتقل للمتكبر. والله يسمح بهذا حتى يتضع المتكبر، فالله يمنع ستره عن المتكبر ليفهم أن عدم سقوطه راجعا لحماية الله له وليس لقوته هو.
آية 2:- "اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ."
مستحيل أن نحيا بلا سقطات لذلك يحثنا الرسول أن نحمل أثقال إخوتنا. ومن يفعل هذا يتمم ناموس المسيح أي المحبة. وتطبيقًا لهذه الآية قال بولس "إن كان طعام يعثر أخي فلن آكل لحمًا إلى الأبد" (1 كو 8: 13). إذًا فلنحمل أخطاء الإخوة ونتحملها ولا نشهر بالمخطئ. ومن يقرر أن يفعل ذلك يجد المسيح هو الذي يحمل عنه ، ونير المسيح هين. وعلى الغضوب أن يتحمل الكسلان ولا يفضح أحد أخاه المخطئ.
آية 3:- "لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُشُّ نَفْسَهُ."
هذا تحذير لمن تدخله الكبرياء وفي الحقيقة هو لا شيء عند الله (2 كو 18:10 + رؤ 1:3). وهذه غلطة شهيرة نقع فيها، أن يظن الإنسان في نفسه أنه ليس مثله، هو كامل لا يخطئ بينما رأي الله فيه غير ذلك.
يغش نفسه = يخدع نفسه.
وهو ليس شيئًا= لأن الميزة التي فيه هي عطية من الله، والله ساتر عليه، فلم تكن هناك فرصة أمامه لكي يخطئ، ولو رفع الله ستره عنه لأخطأ أكثر من الباقين. فنحن مولودين بالخطية، والله هو الذي يستر علينا حتى لا نخطئ، ويعمل فينا ويحاول معنا أن نسلك في البر. إذًا عليَّ أن لا أنسب شيئًا صالحًا لنفسي. فالله وحده هو الذي يعلم الحقيقة، وأنه لا شيء صالح فيَّ من نفسي.
آية 4:- "وَلكِنْ لِيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهُ الْفَخْرُ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ فَقَطْ، لاَ مِنْ جِهَةِ غَيْرِهِ."
كل واحد مسئول عن عمله هو، وليس عن عمل غيره. لذلك فليفحص كل واحد نفسه في نور الإنجيل. ويدين نفسه وينتقد نفسه، ولا يدين الآخرين؛ فلا تشغل بالك بالآخرين، فالله لن يدينك على خطايا غيرك.
يكون له الفخر = في الإنجليزية الابتهاج بدلًا من الفخر. فإذا وجد الإنسان أنه فعل شيئًا صالحًا فليفرح أن الرب فعل به هذا أو أن الرب ستر عليه فلم يخطئ، ويعطي المجد للرب (2 كو 17:10 + رو 17:15، 18). فلا أفتخر بنفسي بل بالرب، ولا أعمل عملًا لمجد نفسي بل لمجد الرب. هذا الكلام موجه للغلاطيين الذين تعلموا من المتهودين الافتخار بالنفس ونقد الآخرين، فهم مثلًا يفتخرون بالمختون ويهزأون بغير المختون. ونلاحظ أن من يدين نفسه له أمل أن يصلح نفسه. لكن من يدين الآخرين لن يستفيد شيئًا.
آية 5:- لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَ نَفْسِهِ."
كل واحد سيحمل حمل نفسه في يوم الرب (رو 12:14، 13 + 2 كو 10:5).
آية 6:- "وَلكِنْ لِيُشَارِكِ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْكَلِمَةَ الْمُعَلِّمَ فِي جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ."
حينما يدفع الشعب عشوره للكنيسة، تجد الكنيسة احتياجاتها، وخدامها يجدون ما يأكلونه (1 كو 14:9). والله يعطي الشعب من خيراته، وعلى الشعب أن يهتم بالخدام.
آية 7:- "لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا."
لا تضلوا = لا تخطئوا الهدف. لا يشمخ عليه = الكلمة تعني لا يمكر عليه ولا يستطيع أحد أن يخدع الله بمكر أو يستهزئ به أو يغيظه. وهذه الآية تتبع السابقة. فلا يظن من يريد أن يكنز أمواله رافضاَ أن يدفع عشوره أن الله سيبارك له. ويتسع معنى الآية لمن يحيا في كبرياء مزهوًا بمعارفه. وتفهم أيضًا أنه لن يمكنك أن تخدع الله فتحصل على بركات الله وأنت تحيا في الخطية. الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد = فمن يزرع بالشح فبالشح أيضًا يحصد (2 كو 6:9، 7). ومن يزرع كبرياء لا يحصد سوى المرار.
آية 8:- "لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً."
من يزرع لجسده = يخدم لكرامة جسده، أو يجمع الأموال ويبخل على الله وعلى الكنيسة، ومن يستغل مركزه في إذلال الآخرين، أو من يسعى وراء إرضاء شهواته وملذاته فينمي الإنسان العتيق وبهذا يضمر الإنسان الداخلي الجديد. من يعمل هذا يحصد تخلي النعمة عنه ويخسر ملكوت الله سيحصد أعمال الجسد (غل 19:5-21) وبالتالي لن يجد سوى الحزن والألم.
من يزرع للروح = يصلي ويسبح ويدرس كلمة الله، ويمارس وسائط النعمة يحصد ثمار الروح (غل 23،22:5) بالإضافة لحصوله على الحياة الأبدية. فمن يزرع بالبركات فبالبركات يحصد (2 كو 6:9). ومن يزرع صدقات سيحصد بركة في الأرض وكنزًا سماويًا ومجدًا أبديًا.
آية 9:- "فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ."
فلا نفشل = مهما كانت الاضطهادات والآلام التي نواجهها فلا يجب أن نشعر بيأس لأن الروح يؤازر وهو الذي يعمل الأعمال. وفي هذه الآية يطلب عمل الخير لكل إنسان وليس للخدام فقط. سنحصد في وقته = هنا بولس يشددهم بأنهم هنا يحصلون على العربون، هنا على الأرض. وفي اليوم الأخير الأكاليل.
آية 10:- "فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ."
الله لا ييأس من خلاص الإنسان. وعلى خدام الله ألا ييأسوا. وقارن مع (يع 17:4) فالتقصير في عمل الخير خطية.
آية 11:- "اُنْظُرُوا، مَا أَكْبَرَ الأَحْرُفَ الَّتِي كَتَبْتُهَا إِلَيْكُمْ بِيَدِي!"
هنا رأيان:- الأول أن بولس كتب الرسالة كلها بيده. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والثاني أنه كتب الجزء الأخير فقط بيده. ولأن عينيه ضعيفتان مريضتان كانت الكلمات التي كتبها بأحرف كبيرة. بينما كان في باقي رسائله يملي الرسالة لمن يكتبها (رو 22:16). وربما كتب بيده جملة أو اثنتان ليتأكدوا أن الرسالة منه شخصيًا فهم يعرفون خطه (1 كو 21:16 + كو 18:4 + 2 تس 17:3، 18). وهو صمم أن يكتب هنا الرسالة كلها أو جزءًا كبيرًا لاهتمامه بما جاء بها.
آية 12:- "جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَنْظَرًا حَسَنًا فِي الْجَسَدِ، هؤُلاَءِ يُلْزِمُونَكُمْ أَنْ تَخْتَتِنُوا، لِئَلاَّ يُضْطَهَدُوا لأَجْلِ صَلِيبِ الْمَسِيحِ فَقَطْ."
كان المعلمين الكذبة من المتهودين مسيحيين بالاسم، فهم خائفين من اليهود المتعصبين. ويقول العلماء أن اليهود المتنصرين ظلوا خاضعين لليهود حتى نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات. وكان اليهود المتعصبين يقولون أن من يصادق أمميًا غير مختون فهو خائن لأمته. لذلك فإن المسيحيين من الختان (أصلهم يهود) أو المتهودين أو الإخوة الكذبة أرادوا أن يختتن الغلاطيين حتى لا يضطهدهم اليهود بسبب انتمائهم للمسيحية وللصليب، بل هم بهذا سيقنعون اليهود أنهم بتعاليمهم أدخلوا الغلاطيين الأمم للختان ولليهودية. فبينما كان بولس يبحث عن العمق الروحي كان هؤلاء يبحثون عن شكل الجسد، ويبحثون عن إرضاء اليهود، فهم يخافون من أذى اليهود لكن بولس لن يؤذى أحد.
آية 13:- "لأَنَّ الَّذِينَ يَخْتَتِنُونَ هُمْ لاَ يَحْفَظُونَ النَّامُوسَ، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ تَخْتَتِنُوا أَنْتُمْ لِكَيْ يَفْتَخِرُوا فِي جَسَدِكُمْ."
كان المتهودين أنفسهم مهملين لوصايا الناموس، فهم مثلًا لا يقدمون ذبائح. لكنهم مهتمين بختان الغلاطيين. فهم يريدون حل مشكلتهم مع اليهود.
آية 14:- "وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ."
بينما كان المتهودون يفتخرون بختان الغلاطيين كان بولس يفتخر بصليب المسيح. ولنذكر أن الصليب كان لعنة وهو للعبيد فقط، بل كانت كلمة الصليب كلمة تشاؤم عند اليونانيين والرومان بل واليهود وبهذا نفهم صعوبة قول بولس الرسول أنه يفتخر بالصليب.
صلب العالم لي وأنا للعالم = أي هو كمصلوب قد مات في نظر العالم مثل المسيح، وصار العالم ميتًا بالنسبة له، أي أدرك أنه باطل زائل بكل ما فيه من مجد. مثال لهذه الآية، فلك نوح. فنوح داخل الفلك يعلم أن كل ما في خارج الفلك سيهلك بالطوفان، فالعالم مات بالنسبة له. وهو نفسه داخل الفلك ميت عن كل ملذات العالم خارجه، بل كل الناس سخروا من دخوله هذا الفلك ولكن دخوله الفلك وموته عن العالم وموت العالم له نجاه من الهلاك.
مثال آخر، ففي ليلة رأس السنة تعود الناس على الاحتفالات الصاخبة وتعود أبناء الله على الذهاب للكنيسة، يبدأون عامهم الجديد مع الله ليبارك لهم في هذه السنة الجديدة، وأبناء الله داخل الكنيسة يرون هؤلاء السكارى كأنهم أموات، وهؤلاء المحتفلين بالأكل والسكر يرون من يذهب للكنيسة في هذه الليلة دون أن يحتفل مثلهم أنه قد حكم على نفسه بالموت إذ حرم نفسه من ملذات العالم.
مثال آخر راهب صلب نفسه بحياته في تقشف في البرية وخاطئ يحيا في ملذاته. وما الذي يجعلنا نصلب أنفسنا؟ المسيح المصلوب حينما نراه على صليبه نقول لأنفسنا.. وهل نحيا نحن في ملذات العالم.
نفتخر بالصليب = فبالصليب صار المسيح يحيا فيَّ، فصار لي شبع هنا على الأرض، وخلاص أبدي وحياة أبدية.
آية 15:- "لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ."
إذن المهم أن نكون في المسيح فنحيا، ومن هو في المسيح فهو خليقة جديدة (2 كو 17:5). وهذه الخليقة الجديدة موطنها السماء. خليقة قامت مع المسيح من الأموات وتعيش بالروح في إيمان عامل بالمحبة. فالختان لن يخلص اليهود والغرلة لن تخلص الأمم. بل سيَخْلُص من هو خليقة جديدة في المسيح. وهذه يعملها الروح القدس فينا بناء على ما عمله المسيح بفدائه على الصليب.
آية 16:- "فَكُلُّ الَّذِينَ يَسْلُكُونَ بِحَسَبِ هذَا الْقَانُونِ عَلَيْهِمْ سَلاَمٌ وَرَحْمَةٌ، وَعَلَى إِسْرَائِيلِ اللهِ."
الْقَانُونِ = هو المبدأ الثابت. ومن يسلك بحسب هذا القانون. أي المؤمنون المسيحيون الذين يحصلون على الخلاص بكونهم صاروا خليقة جديدة ولم ينخدعوا بالختان فاختتنوا ليرضوا المتهودين، هؤلاء الذين حسبوا أنفسهم مصلوبين أمام خطايا العالم، والعالم بشهواته الدنسة بالنسبة لهم كميت = هؤلاء عَلَيْهِمْ سَلاَمٌ. وأيضا سلام ورحمة لكنيسة المسيح في كل مكان = إسرائيل الله.
إِسْرَائِيلِ اللهِ = هي كنيسة المسيح في كل العالم شاملة اليهود والأمم، هي امتداد لإسرائيل القديم في كل العالم. وإضافة اسم الله لشيء تعني الشيء العظيم. فقولنا جبل الله أي الجبل العظيم الضخم. وقولنا جيش الله أي الجيش العظيم الضخم. إذًا إسرائيل الله هم المؤمنون المسيحيون في كل العالم. أما إسرائيل بحسب الجسد فقد سقطوا من النعمة.
آية 17:- "فِي مَا بَعْدُ لاَ يَجْلِبُ أَحَدٌ عَلَيَّ أَتْعَابًا، لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ."
لقد إستكفى بولس من الغلاطيين أتعابًا لإقناعهم، وهو الآن لا يقبل مزيدًا من غبائهم فهم بسلوكهم أهاجوا عليه أتعابه.
سمات = 1) هي لغويًا تعني آثار الكيّ للوشم. فالعبد كان سيده يصنع في جسده علامات بالكيّ بالنار لتؤكد ملكيته له فلا يهرب وإذا هرب يجده. وبهذا القول فبولس يعلن عبوديته بفرح للمسيح محتملًا كل ألم في جسده من أجل المسيح. معتبرًا الآلام التي عانى منها في جسده سمات (أمراضه مثلًا).
2)بينما هم يفتخرون بعلامة الختان في أجسامهم نجد بولس يفتخر بسمات الرب يسوع في جسده من آثار السياط والرجم والضرب بالعصي.
3) هي نياشين ملوكية يحملها لبسالته في الحرب كجندي للرب يسوع المسيح. الرسول في هذه الآية يريد أن يقول "كفاني ما فيَّ من آلام، كفاني لا أريد أن أحتمل آلامًا أخرى بسببكم.
آية 18:- "نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ رُوحِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. آمِينَ."
مع روحكم = ليفرق بين الجسد والروح، أي من يسلك حسب الجسد لن تؤازره النعمة. وهذه فيها تقريع لأهل غلاطية الذين انحازوا للجسد.
والنعمة هي قوة يهبها الله مجانًا دون استحقاق منا، هي طاقة إلهية ديناميكية، ولكنها لا تعطي للمتكاسل بل لمن يجاهد ويريد أن يسلك بالروح.
← تفاسير أصحاحات غلاطية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير الرسالة إلى أهل غلاطية 5 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ggmy36j