محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
نبوة باروخ: |
ويمكن تقسيمها إلى الآتي: ـــ
أ- النبي يحدث المسبيين (4: 5-9)
ب ــ أورشليم تحدث جيرانها (4: 9-16)
ج ــ أورشليم تحدث الذين في السبي (4: 17-29)
د ــ النبي يحدث أورشليم (4: 30-5: 9)
يعطي باروخ النبي في هذه القصيدة، تعليلًا واضحًا لماذا هم في السبي. ويفتح باب الرجاء على مصراعيه أمام بني إسرائيل فيبدأ كلامه بنبرة الفرح والثقة واليقين قائلًا: "ثقوا يا شعبي" (با4: 5) فهذه الثقة نابعة عن الله، ومن وعوده. ويؤكد أنهم في السبي لأجل تأديبهم، وليس لهلاكهم (با4: 6). وهذا التأديب كان بسبب أنهم تركوا ينبوع المياه الحي (أي الله) لينقروا لأنفسهم آبارًا آبارًا مشققة لا تضبط ماء (إر2: 13). فبدلًا من أن يعبدوا الله، ويقدموا له ذبائحهم، نجدهم يعبدون الأوثان (با4: 7). وليس هذا فقط، إنما يقدمون لها ذبائح بشرية من بنيهم وبناتهم، الأمر الذي أحزن قلب الله جدًا (إر7: 31). وأعطى باروخ لقب الشياطين للأوثان (با4: 7). ونجد بولس الرسول أخذ عنه هذا التشبيه في (1كو10: 19-22).
فترى أورشليم كل هذا، وتحزن وتئن. ولا سيما أن أهلها سُبوا، وأصبحت أرضًا خربة بلا ساكن.
فتوجه أورشليم حديثها إلى جيرانها من المدن والبلدان، لتعلمهم أن الله هو الذي سمح بالسبي، وبالتالي جلب عليها هذا النوح (با4: 9،10). وتحذرهم بأن لا يشمتوا بها، وتذكرهم بأن ما حدث لها كان بسبب خطايا شعبها (با4: 12،13). وكأنها تقول لهم إن لم تتوبوا أنتم أيضًا فلا بُد أن تشربوا من كأس غضب الله. لأنه إن كان لم يشفق على مقدسه فكم بالحري أنتم (إر25: 29).
وتصف أورشليم الأمة التي استخدمها الله في تأديب شعبها، بأنها أمة من بعيد، وقحة، أعجمية اللسان، قاسية (با4: 15).
ثم توجه أورشليم حديثها إلى المسبيين، وتوصيهم أن يسلكوا في طريق التوبة قائلة لهم: "سيروا يا بنى سيروا "(با4: 19) وكأنها تقول لهم لا بُد أن تسلكوا بجدية.
ونلاحظ تكرار القول للتأكيد مثل "عَزُّوا عَزُّوا شَعْبِي." (إش40: 1)، "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ" (يو16: 23). وتشدد على علاقتهم بالله مثل: "استغيثوا بالله... بقدر ذلك عشر مرات تلتمسونه تائبين... الله سيردكم لي بفرح ومسرة "(با4: 21،28،23،29)... وهكذا.
ونلاحظ هنا تكرار صفة (الأزلي) تسع مرات، وكأنها تقول لهم كل هؤلاء يبيدون أما إلهنا فباقٍ إلى الأبد، ولا بُد أنه سيخلصكم كما خلصكم من المصريين قديمًا. ومن صفات الله في هذا الجزء أيضًا (القدوس)، وكأنها تقول لهم لا بُد أن ينعزلوا عن كل شر وشبه شر. وتصفه أيضًا (مخلصكم) وتعرفهم أنه ليس بأحد غيره الخلاص (أع4: 12). وتؤكد أن خلاصهم قريب.
وتصف عودتهم من السبي أنه يكون بمجدِ وبهاءِ الله ذاته. وكأنه هو قائد الراجعين من السبي، فبهاؤه ومجده سينعكس عليهم.
وهنا يتدخل باروخ في الحديث موجهًا حديثه إلى أورشليم قائلًا: "ثقي يا أورشليم فإن الذي سماك باسمه (أي مدينة الله <مز87: 3>) سيعزيك "(با4: 30)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ويصف إشعياء النبي سبب هذه التعزية في الأصحاح الستين قائلًا بأن: "الرب سيجعلها فخرًا أبديًا، فرح الأجيال. وتسمى أسوارها خلاصًا، وأبوابها تسبيحًا. ولا تحتاج إلى الشمس بالنهار أو القمر ليلًا، لأن الرب هو يكون نورها، وزينتها، وتدعى مدينة الرب صهيون، قدوس إسرائيل". ويعلق إشعياء على اسمها قائلًا بأن: "الرب سيعطيها اسمًا جديدًا سيعين بفم الرب ذاته. فهي المدينة التي يسر بها فهو عريسها وهي المدينة الغير مهجورة منه" (إش62: 1-5).
ويعطي باروخ النبي الويل للمدن التي جارت عليها، أو شمتت بها (با4: 31). لأن الرب سيذل رفعة المتكبرين ويرفع الوضعاء. كما قالت السيدة العذراء: "شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ." (لو1: 51،52). ويعطي الويل أيضًا للذين شمتوا بهم " الْفَرْحَانُ بِبَلِيَّةٍ لاَ يَتَبَرَّأُ." (أم17: 5). " فَإِنَّهُ قَرِيبٌ يَوْمُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. كَمَا فَعَلْتَ <المدن الشامتة> يُفْعَلُ بِكَ. عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ." (عو15).
ويطلب باروخ النبي من أورشليم أن تخلع حلة النوح والمذلة، وتلبس بدلًا منها بهاء المجد، وتتسربل بثوب البر، وتضع على رأسها تاج مجد الله (با5: 1،2). ويوصى القديس بولس الرسول النفوس الساعية في طريق الله قائلًا: "فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ." (أف6: 14-17).
وكل ذلك لكي تستقبل أورشليم أبناءها العائدين من السبي وهم في كرامة عظيمة (با5: 6)، بدلًا من الذل والعار التي ساروا بها إلى السبي. ويصف إشعياء النبي عودتهم من السبي قائلًا: "فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ" (إش49: 22،23). وبالتالي يدللونهم على الركب (إش66: 12). كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا ـــ أي الله ـــ وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ. (إش66: 13).
← تفاسير أصحاحات باروخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6
تفسير نبوة باروخ 6 |
قسم
تفاسير العهد القديم الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا |
تفسير نبوة باروخ 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2gprb5r