محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
ميخا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
(مي 6-7)
في الأصحاحات الثلاثة الأولى (مي 1، 2، 3) يطلب الله الأرض كلها لتشهد محاكمة الله لشعبه الذي أفسده الإثم والخطية، وفي الأصحاحين الرابع والخامس فتح الله أبواب الرجاء على مستوى فائق بقدوم المسيَّا المخلص لتجديد الحياة وقيام كنيسة العهد الجديد. الآن في هذا القسم نجد دعوى قضائية، فالله في حبه للبشرية يقدم مراحمه وبركاته الفائقة، لكن من يصر على الجحود يفقد كل شيء! هذا ما يقدمه الرب بميخا النبي في شكل دعوى قضائية، ويأخذ موقف المحامي العام أو المفوض الشرعي من جانب الله. تقف الجبال والتلال الحاضرة للمحاكمة في صمت، بينما يسأل الله الشعب خلال المفوض العام أن يجيبوا على أسئلته.
الله الذي وهب الإنسان حرية الإرادة ليكون أيقونة له، يتعامل معه كما الند للند. إنه يُقيم محاكمة، ويطلب من شعبه أن يدخل معه في محاجة على مشهد من الجبال الثابتة الصامتة عبر التاريخ البشري. إنه يعرض القضية، ويطلب من شعبه أن ينطق في صراحة بماذا أضجره الرب.
يذكرهم الله بأعماله معهم عبر التاريخ، حتى يعودوا فيتمتعوا بمحبته الإلهية ويحملوا برَّه.
في دعواه يعلن أنه لا يطلب من المؤمن شيئًا، فهو ليس في حاجة إلى عبادته ولا إلى تقدماته، بل يطلبه هو، ليكون أيقونة حية له، ووكالة السماء. إنه لا يحقَر من الذبائح والتقدمات، لكنها ليست غاية في ذاتها، لذا يليق بالمؤمن في تواضعه إذ يلتصق بإلهه أن يقدم مع تقدماته قلبه كمسكنٍ لله.
أخيرًا إذ بطلب القلب يرفض سكنى الشر فيه، لئلا تصير جراحاته عديمة الشفاء.
يُقدم الله شكواه ضد شعبه العنيد في جلستين، سائلًا إياهم أن يجيبوا عليه.
[1 -8]. |
|||
[9 -16]. |
|||
من وحي ميخا 6 |
1 اِسْمَعُوا مَا قَالَهُ الرَّبُّ: «قُمْ خَاصِمْ لَدَى الْجِبَالِ وَلْتَسْمَعِ التِّلاَلُ صَوْتَكَ. 2 اِسْمَعِي خُصُومَةَ الرَّبِّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ وَيَا أُسُسَ الأَرْضِ الدَّائِمَةَ. فَإِنَّ لِلرَّبِّ خُصُومَةً مَعَ شَعْبِهِ وَهُوَ يُحَاكِمُ إِسْرَائِيلَ: 3 «يَا شَعْبِي، مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ وَبِمَاذَا أَضْجَرْتُكَ؟ اشْهَدْ عَلَيَّ! 4 إِنِّي أَصْعَدْتُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَكَكْتُكَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَأَرْسَلْتُ أَمَامَكَ مُوسَى وَهارُونَ وَمَرْيَمَ. 5 يَا شَعْبِي اذْكُرْ بِمَاذَا تَآمَرَ بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ، وَبِمَاذَا أَجَابَهُ بَلْعَامُ بْنُ بَعُورَ، مِنْ شِطِّيمَ إِلَى الْجِلْجَالِ، لِكَيْ تَعْرِفَ إِجَادَةَ الرَّبِّ». 6 بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ، بِعُجُول أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ 7 هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ، بِرِبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي، ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ 8 قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ.
اِسْمَعُوا مَا قَالَهُ الرَّبُّ:
قُمْ خَاصِمْ لَدَى الْجِبَالِ،
وَلْتَسْمَعِ التِّلاَلُ صَوْتَكَ. [1]
يطلب الله من ميخا النبي أن يقوم ويعلن الخصومة ضد الشعب العنيد، سائلًا الجبال والتلال أن تنصت وتتابع المحاكمة.
يصور الأصحاحان 6 و7 ساحة قضاء، حيث يحكم الله لكي يدفع شعبه إلى التوبة قبل أن يحل يوم القضاء العظيم.
يؤكد ميخا النبي أن ما ينطق به ليس من عنده، وإنما استقاه من الله، فهو لا يقدم كلمة بشرية، بل كلمة الله القدوس. لهذا يليق به أن يستمعوا، وينصتوا.
يدعو الله الجبال والتلال لتقف شاهدة على شعبه الذي بنى مذابح وثنية على المرتفعات، وقدم ذبائح لآلهة غريبة باطلة (1 مل 14: 23، إر 17: 2، 3، حز 20: 27-28). ولعله يقصد رفع الخصومة على سكان تلك الجبال والتلال التي انغمست في العبادة الوثنية.
اِسْمَعِي خُصُومَةَ الرَّبِّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ،
وَيَا أُسُسَ الأَرْضِ الدَّائِمَةَ.
فَإِنَّ لِلرَّبِّ خُصُومَةً مَعَ شَعْبِهِ،
وَهُوَ يُحَاكِمُ إِسْرَائِيلَ. [2]
إنه ينادي بصوت عالٍ ولا يصمت (إش 58: 1)، حتى تسمعه أسس الأرض، فالأمر خطير للغاية. إن كانت قلوب الشعب صارت كالصخور الجامدة، فإن الله يدعو صخور الأرض أن تنصت وتبكت شعبه، لأن إسرائيل له آذان ولا يسمع.
"للرب خصومة مع شعبه": الخطية هي إعطاء القفا لله، فتصير علة خصومة مع الله. لهذا يقول الرسول بولس: "ونحن أعداء قد صولحنا مع الله". (رو 5: 10)
إن كانت الخطية بوجه عام تسبب خصومة مع القدوس الذي لا يطيق الخطية، فإنها تكون بالأكثر إن صدرت عن شعبه وأولاده الذين يريد أن يكونوا له قديسين (لا 20: 26) كما هو قدوس.
"يُحاكم إسرائيل"، يترجمها البعض "يُحاج إسرائيل"، فهو يُريد أن يدخل مع شعبه في حوارٍ لكي يؤكد لهم عطيته "حرية الإرادة"، ولكي يتطلعوا إلى وصيته المقدسة لا كأمرٍ صادرٍ يستصعبونه، بل كعمل محبة يصدر من أبٍ سماويٍ نحو أولاده المحبوبين لديه.
*
في حالات كثيرة في الأسفار المقدسة ترى هذه الصورة، التي هي مدهشة جدًا وتليق بمحبة الله الحانية. إنه يعلن صلاحه الذي لا يُوصف بإظهار نفسه أنه يود أن يدخل مع البشرية في محاكمة بطريقة مدهشة(94).* هكذا إنَّه يُحاكمهم، لكن اسمعوا ما تلى ذلك فيما يخص المؤمنين "يعود يرحمنا" (مي 7: 19)... يقول الكتاب: "طوبى للحزانى فإنَّهم يتعزَّون" (مت 5: 5). وفي موضع آخر الكلمات: "الذي يؤمن بيّ لا يُدان، بل ينتقل من الموت إلى الحياة، ومن لا يؤمن يُدان"(95).
يَا شَعْبِي مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ؟
وَبِمَاذَا أَضْجَرْتُكَ؟
اشْهَدْ عَلَيَّ! [3]
لم يصدر الله حكمه ضد شعبه مع أنه الديان القدير، لكنه يطلب أن يحاججهم. إنه يسألهم إن كان قد أساء إليهم في شيء. بماذا يبررون عدم أمانتهم له بالرغم من أمانته الفائقة نحوهم.
لم يكن ممكنًا للشعب أن يجيب على هذا السؤال، لأن الله الكلي الحب والرحمة لم ولن يخطئ في حق الشعب، ولا في حق إنسانٍ ما، فهو صانع الخيرات الرحوم، وإن سمح بضيقٍ أو تأديب فلتزكيتنا أو توبتنا ورجوعنا إليه. إنه ليس بالسيد القاسي، بل هو أب محب.
* أتريدون منِّي أن أحدِّثكم بنفس كلمات الله لإسرائيل الغليظ الرقبة والقاسي؟ "يا شعبي، ماذا صنعت بك؟ وبماذا أضررت بك؟ وبماذا أضجرتك؟" هذه اللغة بالحق أكثر مناسبة أن أوجهها منِّي إليكم يا من أسأتم إليَّ. إنَّه لأمر محزن أن نتصيَّد الفرص ضدّ بعضنا البعض، ونحطِّم شركة الروح التي لنا باختلافات الرأي، فصار الواحد. أكثر وحشيَّة وعنفًا، الواحد ضدّ الآخر من البرابرة الذي يحاربوننا الآن، وقد ارتبطوا معًا ضدَّنا بالثالوث الذي قسمناه... صرنا في حرب، الواحد ضدّ الآخر، بل وضدّ الذين من أهل البيت الواحد. أو إن أردتمّ نحن أعضاء الجسم الواحد نهلك ونُهلك الواحد الآخر(96).
* "يا شعبي ماذا صنعت بك؟ وبماذا أضجرتك؟" (مي 6: 3) مظهرًا جحودهم، وبينما يتمتعون بكل الأمور إذا بهم يقابلونه بما يضاد ذلك(97).
إِنِّي أَصْعَدْتُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ،
وَفَكَكْتُكَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ،
وَأَرْسَلْتُ أَمَامَكَ مُوسَى وَهَارُونَ وَمَرْيَمَ. [4]
إذ صمت الشعب لعجزهم عن الإجابة، استعرض الله معاملات حبه نحوهم منذ كانوا مستعبدين في مصر، وكيف أرسل لهم قادة مسنودين بنعمته: موسى العظيم في الأنبياء، وهرون أول رئيس للكهنة، ومريم قائدة النساء لخلق جوٍ من الفرح بالتسبيح.
يَا شَعْبِي اذْكُرْ بِمَاذَا تَآمَرَ بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ،
وَبِمَاذَا أَجَابَهُ بَلْعَامُ بْنُ بَعُورَ -مِنْ شِطِّيمَ إِلَى الْجِلْجَالِ-
لِتَعْرِفَ إِجَادَةَ الرَّبِّ. [5]
استمرت رعاية الله لشعبه في البرية، وكيف حفظهم من مؤامرات بالاق ملك موآب حتى يعبروا ويدخلوا أرض الموعد. إنه أمين على الدوام.
أورد موسى النبي قصة بالاق وبلعام في سفر العدد (عد 22-24)
شطيم: هي الموضع الذي ضرب فيه بنو إسرائيل خيامهم على الضفة الشرقية من نهر الأردن قبل عبورهم النهر للدخول إلى أرض الموعد (يش 2: 1). هناك تلقى الشعب الكثير من الوصايا والوعود الإلهية. أما الجلجال فكان أول موضع خيم فيه الشعب بعد عبورهم الأردن (يش 5: 3-3). هناك حدد الشعب عهده مع الله (يش 5: 3-9).
يرى القديس أمبروسيوس(98) أن الله يُقدِّم لنا نفسه مثالًا نتعلَّم منه، حتى وهو يوبِّخ شعبه يذكِّرهم باهتمامه بهم حين كانوا في ضيقة تحت العبوديَّة في بلد غريب مثقَّلين بأحمالٍ ثقيلةٍ.
بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ،
وَأَنْحَنِي لِلإِلَهِ الْعَلِيِّ؟
هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ [6]
ظن اليهود أنهم قادرون على استرضاء الله بكثرة الذبائح دون ممارستهم للحياة الروحية في سلوكهم اليومي. وكأن ما يشغل الله هو التقدمات والذبائح التي تُقدم إليه في هيكله، ولم يدركوا أن الله يطلب الإنسان نفسه: "يا ابني اعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي". الله يريد أن يهيئنا للتمتع بشركة الأمجاد الأبدية. يريدنا الله أن نقدم ذبائح عقلية حيَّة مرضية (رو 12: 1-2). ذبائح حب قلبية، فنرد له الحب بالحب!
هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟
هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ [7]
جاءت إجابة إسرائيل الأولى على شكل ثلاثة أسئلة: هل يسر الله أولًا بتقديم ذبائح العجول العادية؟ وثانيًا يضاعف من الذبائح والتقدمات فيذبح ألوف الكباش ويقدم ربوات أنهار زيت؟ وثالثًا هل يقدم ذبائح غير عادية، ولو أدت إلى تقديم بكورهم (من الأبناء) ذبائح الأمر الذي تحرِّمه الشريعة (تث 12: 29-31؛ 2 مل 3: 27؛ قض 11: 30-40)؟ فقد تسللت ذبيحة الابن البكر إلى إسرائيل مع غيرها من الممارسات الوثنية الخاطئة.
واضح أن الخاطي -مهما جذبته الخطية- فإنه يشعر بفراغٍ شديدٍ في أعماق نفسه، يُريد أن يملأ هذا الفراغ باسترضاء الله، ولو قدم كل ما يملكه، وأثمن ما لديه: أبناءه! لكن الحاجة إلى تقديس القلب والفكر والسلوك العملي في الرب!
* لا يُصالح الله ولا تُغفر الخطايا بربوات الماعز وآلاف الكباش أو بثمار عدم القداسة، إنَّما نعمة الرب تُرى الحياة الصالحة(99).
* هل كل أحدٍ يتحوُّل عن الخطيَّة إلى الإيمان، يتحوَّل من الممارسات الخاطئة (كما لو كانت أمُّه) إلى الحياة؟ إنِّي استشهد بأحد الاثني عشر نبيًّا، القائل: "هل أقدِّم تقدمة بكري عن معصيتي؟ هل أقدٍّم ثمر رحمي عن خطيَّة نفسي؟" (مي 6: 7). هل يمكن لأمٍ أن تشتري طريقها لله بتقديم بكرها؟ هذه يجب ألاَّ تفهم إنَّها هجوم على الكلمات: "أكثروا وانموا" (تك 1: 28)(100).
* عندما كانوا يُوبخون لأنهم دائمًا تنقصهم أية فضيلة أخرى، فإنهم يعتذرون مبدئيًا أنهم يقدمون ذبائح، قائلين إنهم يقدمونها على الدوام. من هنا نفهم لماذا كل الأنبياء على وجه الدقة... يرفضون هذا الدفاع. فمن الواضح أن الذبائح لم تُقم لأجل ذاتها، إنما كأداة لتوحي بسلوكهم. فإذا تجاهلوا التزاماتهم الضرورية غير منشغلين إلاَّ بالذبائح قال الله أنه لا يعود يقبلها (عا 5: 22، 6: 20)(101).
قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ،
وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ،
إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ،
وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلَهِكَ. [8]
ظن إسرائيل أنه يرضي الله بالذبائح الحيوانية وكثرة التقدمات حتى ولو إلى تقديم ذبائح بشرية، فقام النبي يصحح مفاهيمهم بأن ينقلهم من الانشغال بالذبائح الحيوانية مع ممارستهم للظلم إلى ممارسة الحب العملي والسلوك بتواضعٍ مع الرب.
إذ كان الله يهيئ ذهن شعبه لقبول الأمم في الإيمان جاءت الإجابة عامة لأي إنسان في العالم: "قد أخبرك أيها الإنسان" ولم يقل "يا إسرائيل". فالرسالة موجهة للجميع.
* الآن، انه من واجبنا أن نحيا الحياة الفاضلة، والله يسألنا هذا ولا نتواكل عليه أو على آخر، ولما كما يظن البعض أن نتكل على المصير القدري، إنما هو من عملنا كما يبرهن بذلك قول النبي ميخا: "قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح، وماذا يطلبه منك الرب ألاَّ أن تصنع الحق وتحب الرحمة" (مي 6: 8)(102).
* من هو غبي هكذا فيظن أن الله في حاجة إلى ما يُقدمِ له لاستعماله الخاص؟ في مواضع كثيرة يُسَفِّه هذه الفكرة. لكي لا تقلقوا يكفي ان أقتبس هذا القول المختصر من المزمور: "قلت للرب: أنت ألهي، لا تحتاج إلى صلاحي" (مز 26: 2). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). يليق بنا أن نؤمن بأن الله ليس في حاجة ليس فقط إلى قطيع أو أي أمر أرضي مادي، بل ولا إلى بٌر الإنسان، وأن أية عبادة مستقيمة تقدم لله ليست لنفعه بل لنفع الإنسان. فإنه لا يقول إنسان إن ينبوعًا ينتفع بشربه منه، ولا النور برؤيته له. في الواقع أن الكنيسة القديمة قدمت ذبائح حيوانية هذه التي يقرأ عنها شعب الله الحاضر الآن دون أن يتمثل بهم، فإن هذه الذبائح لا تعني شيئًا سوى أنها تُشير إلى ما نفعله من أجل الالتصاق بالله وحث قريبنا على ذلك. فالذبيحة هي سٌر منظور أو علامة مقدسة لذبيحة غير منظورة(103).
* إنَّك تسأل: ماذا ينبغي ليّ أن أقدِّم؟ قدِّم نفسك. فإنَّه ماذا يطلب الرب منك إلاَّ أنت؟ فإنَّه لم يخلق شيئًا من بين الخلائق الأرضيَّة ما هو أفضل منك. إنَّه يطلب منك نفسك من نفسك(104).
* "الله صالح ولطيف للغاية". إنَّه رحوم ورءوف وغني في الرحمة (مز 145: 8). إنَّه لا يشاء موت الشرير مثل أن يتوب (حز 18: 23). إنَّه مخلِّص كل الشعب، خاصة المؤمنين (1 تي 4: 10). لهذا يليق بأبناء الله أيضًا أن يكونوا رحومين (مت 5: 7) وصانعي سلام (مت 5: 9)، يسامح الواحد الآخر كما غفر لنا المسيح (كو 3: 13)، لا ندين لئلاَّ نُدان (مت 7: 1)، فإن الإنسان يثبت أو يسقط لله فمن أنت يا من تدين عبد آخر؟ (رو 14: 14)(105).
* لقد أُخبرت يا إنسان ما هو صالح، ماذا يطلبه الرب منك إلاَّ أن تفعل العدل، وتحب الرحمة، وتستعد للسير مع ربَّك؟ لهذا يقول لكم الإنجيل: "قوموا ننطلق من هنا" (يو 14: 31)، بينما يقول لكم الناموس: "لتسيروا وراء الرب إلهكم". لقد تعلَّمتم طريقة الهروب من هنا - لماذا تتأخَّرون؟(106)
* إن كان الله نارًا، ونارًا آكله (تث 4: 24) فكل من يكون قشًا، كل من هو خشب يجري من النار لئلا يحترق2.
* يقول: انسوا محرقاتكم وذبائحكم التي لا تُعدّ، وتقدمات بكوركم. إن كنتم مهتمِّين أن تسترضوا اللاهوت، فلتمارسوا ما أمركم به الله في البداية خلال موسى. ما هو هذا؟ أن يكون لكم حكم عادل وقرارات سليمة في كل الحالات، حيث تختارون ما هو أفضل لا ما هو أشرّ، حتى تستمرُّوا في الشهادة لكل إمكانية للحب والشعور بإخوة قريبكم، وأن تكونوا مستعدِّين لممارسة ما يُسرّ الله في كل طريقٍ. أنَّه يقصد: "حب الله بكل قلبك وكل فكرك وكل نفسك، وتحب قريبك كنفسك" (تث 6: 5؛ لا 19: 18)، ذلك كما قيل قديمًا بموسى. يقول: افعلوا هذا كأمر أفضل من الذبائح في عينيّ الله(107).
* ما المنفعة إن امتنعت عن الطيور والأسماك وأنت تعض إخوتك وتفترسهم؟ فإن المتكلم الشرير يأكل جسد أخيه ويعض جسم قريبه. لهذا فإن بولس ينطق بقولٍ رهيبٍ: "فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (غل 5: 15). إنك لا تثَّبت أسنانك في اللحم، لكنك تثَّبت الافتراء على النفس، وتسبب جرحًا هو ريب شرير؛ إنك تؤذي نفسك بآلاف الطرق، وتؤذي معك الآخرين. فإنك بقذفك على القريب تجعل من يستمع إلى قذفك يصير في حالة رديئة. فإن كان شريرًا تجعله لا يبالي بشره، إذ يجد له من يشاركه في الشر. وإن كان بارًا ترفعه إلى التشامخ والعجرفة حيث تظهر له خطايا الآخرين فيحسب في نفسه أنه شيء!
9 صَوْتُ الرَّبِّ يُنَادِي لِلْمَدِينَةِ، وَالْحِكْمَةُ تَرَى اسْمَكَ: «اِسْمَعُوا لِلْقَضِيبِ وَمَنْ رَسَمَهُ. 10 أَفِي بَيْتِ الشِّرِّيرِ بَعْدُ كُنُوزُ شَرّ وَإِيفَةٌ نَاقِصَةٌ مَلْعُونَةٌ؟ 11 هَلْ أَتَزَكَّى مَعَ مَوَازِينِ الشَّرِّ وَمَعَ كِيسِ مَعَايِيرِ الْغِشِّ؟ 12 فَإِنَّ أَغْنِيَاءَهَا مَلآنُونَ ظُلْمًا، وَسُكَّانَهَا يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ، وَلِسَانَهُمْ فِي فَمِهِمْ غَاشٌّ. 13 فَأَنَا قَدْ جَعَلْتُ جُرُوحَكَ عَدِيمَةَ الشِّفَاءِ، مُخْرِبًا مِنْ أَجْلِ خَطَايَاكَ. 14 أَنْتَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْبَعُ، وَجُوعُكَ فِي جَوْفِكَ. وَتُعَزِّلُ وَلاَ تُنَجِّي، وَالَّذِي تُنَجِّيهِ أَدْفَعُهُ إِلَى السَّيْفِ. 15 أَنْتَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ. أَنْتَ تَدُوسُ زَيْتُونًا وَلاَ تَدَّهِنُ بِزَيْتٍ، وَسُلاَفَةً وَلاَ تَشْرَبُ خَمْرًا. 16 وَتُحْفَظُ فَرَائِضُ «عُمْرِي» وَجَمِيعُ أَعْمَالِ بَيْتِ «أَخْآبَ»، وَتَسْلُكُونَ بِمَشُورَاتِهِمْ، لِكَيْ أُسَلِّمَكَ لِلْخَرَابِ، وَسُكَّانَهَا لِلصَّفِيرِ، فَتَحْمِلُونَ عَارَ شَعْبِي».
في الجلسة الأولى كانت الخصومة لدى الجبال والتلال؛ أما في الجلسة الثانية فاستدعى مدينة أورشليم ومعها الحكمة لتشاهد وتهاب اسمه القدوس.
صَوْتُ الرَّبِّ يُنَادِي لِلْمَدِينَةِ،
وَالْحِكْمَةُ تَرَى اسْمَكَ:
اِسْمَعُوا لِلْقَضِيبِ وَمَنْ رَسَمَهُ. [9]
يُترجم البعض "الحكمة"، "وذوو الحكمة"، فإذ ينادي الرب المدينة يستطيع ذوو الحكمة أن يروا اسمه، أي يميزوه ويتعرفوا عليَّ، فتعمل كلمته فيهم.
لعله يقصد هنا "قضيب التأديب الإلهي"، فقبل أن ينزل على المؤمن يتكلم، فإن سمع له المؤمن بروح الانسحاق والتواضع لا يسقط عليه. لنسمع كلمات من عينه أي خطط للتأديب، وبهذا نتمتع بالمراحم الإلهية.
أَفِي بَيْتِ الشِّرِّيرِ بَعْدُ كُنُوزُ شَرّ،
وَإِيفَةٌ نَاقِصَةٌ مَلْعُونَةٌ؟ [10]
ما هي كلمات القضيب الإلهي للتأديب؟ إنها كشف عن الظلم الذي يمارسونه ضد إخوتهم. يستعرض هنا قضية قديمة تلحق بالبشرية عبر الأجيال ألاَّ وهو ممارسة الظلم من قبل الأغنياء على الفقراء، فيظنون أنهم يزدادون غنى، لكنهم يخزنون كنوز شرٍ وعدم أمانة. إنها قضية الفساد المالي والاجتماعي والأخلاقي، بالرغم من تحذيرات الرب لنا.
إن ظن الظالم أنه جمع كنوزًا وفيرة، فهو إنما جمع كنوز شرٍ تلحق بنفسه، وإن ظن أنه بغشه في الموازين نال خيرات كثيرة، فهو قد نال لعنة! يقول الحكيم: "كنوز الشر لا تنفع، أما البرّ فينجي من الموت" (أم 10: 2).
هَلْ أَتَزَكَّى مَعَ مَوَازِينِ الشَّرِّ
وَمَعَ كِيسِ مَعَايِيرِ الْغِشِّ؟ [11]
يقصد الغش بالمعنى الحرفي الضيق حيث يغشون البسطاء في الموازين؛ كما يقصد الغش بمعناها الواسع حيث يخدعون البسطاء بكلمات مغشوشة وطرق خادعة ليستولوا على حقولهم.
فَإِنَّ أَغْنِيَاءَهَا مَلآنُونَ ظُلْمًا،
وَسُكَّانَهَا يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ،
وَلِسَانَهُمْ فِي فَمِهِمْ غَاشٌّ. [12]
ليس عجيبًا أن نرى أغنياءً ظالمين، فكلما نال الإنسان الكثير يزداد شرهه للاكتناز، ما لم تشبع نفسه في الداخل. فكثرة الممتلكات لا تروي الظمأ الداخلي.
يتحدث عن الأغنياء الجشعين الذين امتلأت قلوبهم بالظلم، كما امتلأت مخازنهم بما حصلوا عليه ظلمًا. يدفعهم الظلم إلى الكذب والالتجاء إلى الخداع ليحققوا ما يشتهونه. أما لسانهم فينطق بالغش، يخدعون أنفسهم "لأنهم يقولون: الرب لا يرانا؛ الرب قد ترك الأرض" (مز 8: 12).
* ليسرع الفم هاربًا من الأحاديث المشينة.
يقول المرتل: "أبغضت كل فاعلي الإثم، تهلك المتكلمين بالكذب، رجل الدماء والغاش يكرهه الرب" (مز 5: 5-7).
* كل متكبر مخادع، وكل مخادع كاذب. يكدح البشر حين يتكلمون بالبطل، أما من ينطق بالحق فيتكلم بسهولة تامة... من يود أن ينطق بالحق لا يتعب، لأن الحق نفسه ينطق بلا تعب3.
فَأَنَا قَدْ جَعَلْتُ جُرُوحَكَ عَدِيمَةَ الشِّفَاءِ،
مُخْرِبًا مِنْ أَجْلِ خَطَايَاكَ. [13]
يصدر الحكم على المصرين على الظلم والغش والكذب بالتصاق المرض عديم الشفاء بهم. فإن ظنوا أن ما ينالونه يشبع اشتياقاتهم، إذا بهم يعانون من مرض داخلي مُستعصى شفاؤه، هو الشعور الدائم بالفراغ وعدم السلام.
* "أبغضت كل فاعلي الإثم، تهلك المتكلمين بالكذب" (مز 5: 5-6). فاعل الإثم يبغضه الله؛ والكاذب يهلك. هلم ننظر أي الحالين أشر، إن الله يبغضه أم أن يهلك. من يبغضه الله حقًا غير سعيد، إذ يعيش في عداوة مع الله، إلاَّ أنه لا يزال حيًا (تُرجى توبته)، أما الكاذب فيهلك ولا يعود يوجد. للأسف من يكذب هو أشر من فاعل الإثم... "الفم الكاذب يقتل النفس" (الحكمة 1: 11)3.
أَنْتَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْبَعُ، وَجُوعُكَ فِي جَوْفِكَ.
وَتُعَزِّلُ وَلاَ تُنَجِّي،
وَالَّذِي تُنَجِّيهِ أَدْفَعُهُ إِلَى السَّيْفِ. [14]
إنهم يأكلون لكنهم لا يشبعون، لأنهم مزجوا طعامهم بالشر، فحرموا أنفسهم من البركات الإلهية. لا يفارقهم الشعور بالجوع مهما أكلوا ونالوا. "يوسعون أنفسهم كالهاوية، ولا يشبعون" (حب 2: 5). "لماذا تزنون فضة بغير خبزٍ؟ وتعبكم بغير شبعٍ؟" (إش 55: 2). "من يحب الفضة لا يشبع من الفضة، ومن يحب الثروة لا يشبع من دخلٍ؛ هذا أيضًا باطل" (جا 5: 10).
"وتعزل (تمسك) ولا تنجي" ]14[. قدر ما يمسك الظالم بما هو للغير، ويحسب أنه قد اقتناه سرعان ما يجده قد فلت من بين يديه وهرب ولم يقدر أن ينجيه. فما يمسك به الظالم بشدة لكي لا يفلت من يديه يخسره سريعًا. وما يظنه عزيزًا جدًا لديه إذا به يضيع منه، وإن استخدم الظالم كل وسيلة لحفظ مال الظلم إذا بالسيف الإلهي يمزقه، فيكون كلا شيء.
* الإنسان الجشع ليس غنيًا. إنه في عوزٍ إلى أمورٍ كثيرة، وبينما هو في حاجة إلى الكثير لا يقدر أن يكون غنيًا. إنه حافظ للثروة وليس سيدًا عليها. إنه عبد وليس أميرًا. فإنه مستعد أن يعطي جزءًا من جسمه ولا يعطي من ذهبه المدفون... بالتأكيد هذا ليس ملكه، لأنه يعجز عن أن يقرر أن يعطي الآخرين، ولا أن يوزع الضروريات، بل يكنز له عقوبات لا نهائية، فكيف تكون ملكًا له. إنه يقتني هذه الأشياء التي ليس له الحرية في استخدامها ولا في التمتع بها(108).
أَنْتَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ.
أَنْتَ تَدُوسُ زَيْتُونًا وَلاَ تَدَّهِنُ بِزَيْتٍ
وَسُلاَفَةً وَلاَ تَشْرَبُ خَمْرًا. [15]
يظن الظالم أنه يزرع لكي يحصد، لكن سرعان ما يذبل زرعه، ويتبدد عمله، فلا يحصد شيئًا. قد يجمع زيتونًا ويدوسه في المعصرة لكي تمتلئ مخازنه بالزيت، لكنه لا يدهن بزيتٍ، إما لأن زيتونه لا ينتج زيتًا، أو يفقد ما ينتجه من زيت. وهكذا بالنسبة للسلافة (عصير العنب)، فإنه حتى وإن عصر عنبًا فلا يشرب خمرًا. بمعنى آخر قد يسمح الله للظالم أن يفقد كل ما جمعه، وإن ترك له الغنى يملأ مخازنه يصيبه بما لا ينتفع من هذا الغنى، فتكون مخازنه مملوءة زيتًا وخمرًا لكنه يعجز عن أن يدهن جسمه بزيتٍ أو يشرب كأس خمرٍ!
وَتُحْفَظُ فَرَائِضُ عُمْرِي
وَجَمِيعُ أَعْمَالِ بَيْتِ أَخْآبَ
وَتَسْلُكُونَ بِمَشُورَاتِهِمْ لِكَيْ أُسَلِّمَكَ لِلْخَرَابِ
وَسُكَّانَهَا لِلصَّفِيرِ،
فَتَحْمِلُونَ عَارَ شَعْبِي. [16]
عُمري وآخاب مثلين خطيرين (1 مل 16: 22) للجشع والظلم؛ واستخدما سلطانهما لسلب الفقراء، ولم ينالا شيئًا!
إذ ملك عُمرى على إسرائيل قاد الشعب إلى عبادة الأوثان (1 مل 21:16- 26). وجاء ابنه آخاب اشر ملوك إسرائيل (1 مل 16: 2- 33).
"أسلمك للخراب، وسكانها للصفير" ]16[. يخرب الشر الأمة ويدمرها، فتصير عارًا، تستهزئ بها الأمم الشامتة فتصفر في سخرية. ومما يزيد الأمر سوءًا أن هذا يحدث مع شعب الله، فعوض تمتعهم بالأمجاد الإلهية أمام السمائيين، يصيرون عارًا أمام الأمم الوثنية، بل وينحدرون إلى العار الأبدي في يوم الرب العظيم (دا 12: 2).
* إن حاكمت يا رب من يتبرر أمامك؟
هوذا السماء والأرض تشهدان لعملك معي!
أعمالك فائقة، وحبك عجيب!
اخبرني كيف أتزكى أمامك؟
* أخرجتني من عبودية إبليس،
وحملتني إلى حرية مجد أولاد الله!
كما أخرجت شعبك من عبودية إبليس،
ودخلت به إلى أرض الموعد!
حطمت مقاومة إبليس لخلاصي،
كما أفسدت مؤامرة بلعام المحب لأجرة الظلم.
* أخبرني، بماذا أرضيك يا إلهي؟
لست محتاجًا إلى تقدماتي ولا إلى عطاياي،
فالسماء والأرض من عمل يديك!
لست محتاجًا إلى صلواتي وعبادتي،
فأنت كلي المجد في ذاتك!
* حقًا إنك تطلبني أنا، لا ما لدي،
تطلب قلبي فتقيمه سماءً،
وتطلب فكري لتملأه من أسرارك،
وتطلب حبي لإخوتي لتفيض عليَّ بالحب!
تطلبني أسلك معك بتواضعٍ،
فترفعني إلى سماواتك!
* اعترف لك بكل فسادٍ دبّ فيّ!
انزع عني موازين الغش والكلمات المخادعة،
انزع عني كل ظلم وأنانية.
فالعالم يعجز عن أن يشبع نفسي.
والخطية تخلع عليّ العار والخزي!
* أنت وحدك كل شيء ليَّ.
أقتنيك، فاقتني الحق،
اشبع بك، فلن أجوع،
أحملك في داخلي فامتلئ من بهاء مجدك.
أنت الكل ليَّ،
ومعك لا أطلب شيئًا!
_____
(94) On Ps 50.
(95) Cassiodorus: Exposition of the Psalms 134:14.
(96) Against the Arians and on Himself, Oration 33:2.
(97) St. John Chrysostom: the Gospel of St. Matthew, Homily 68:2.
(98) Cf. Letter 41:24.
(99) Flight from the world, 6:33.
(100) Stromata 3:16:101.
(101) On Isaiah 1:11 Commentary.
(102) Origen: De Principiis, 3:1:6..
(103) St. Augustine: City of God 10:5.
(104) Sermon 48:2.
(105) On Purity, 2.
(106) Flight from the world, 6:33.
2 Homily 2 on Ps. 5.
(107) Theodore of Mopsuestia: Commentary on Micah 6:6:8.
4 Concerning Statues, 3: 12.
2 Concerning Statues, 3: 12.
3 On Ps 140.
3 Homily 2 on Ps. 5.
(108) Concerning Statues, 2: 14.
← تفاسير أصحاحات ميخا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ميخا 7 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير ميخا 5 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/st6q2bc