St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   10-Sefr-Samoel-El-Thany
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

صموئيل ثاني 21 - تفسير سفر صموئيل الثاني

مجاعة بسبب الجبعونيين

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب صموئيل ثانى:
تفسير سفر صموئيل الثاني: مقدمة سفر صموئيل الثاني | صموئيل ثاني 1 | صموئيل ثاني 2 | صموئيل ثاني 3 | صموئيل ثاني 4 | صموئيل ثاني 5 | صموئيل ثاني 6 | صموئيل ثاني 7 | صموئيل ثاني 8 | صموئيل ثاني 9 | صموئيل ثاني 10 | صموئيل ثاني 11 | صموئيل ثاني 12 | صموئيل ثاني 13 | صموئيل ثاني 14 | صموئيل ثاني 15 | صموئيل ثاني 16 | صموئيل ثاني 17 | صموئيل ثاني 18 | صموئيل ثاني 19 | صموئيل ثاني 20 | صموئيل ثاني 21 | صموئيل ثاني 22 | صموئيل ثاني 23 | صموئيل ثاني 24

نص سفر صموئيل الثاني: صموئيل الثاني 1 | صموئيل الثاني 2 | صموئيل الثاني 3 | صموئيل الثاني 4 | صموئيل الثاني 5 | صموئيل الثاني 6 | صموئيل الثاني 7 | صموئيل الثاني 8 | صموئيل الثاني 9 | صموئيل الثاني 10 | صموئيل الثاني 11 | صموئيل الثاني 12 | صموئيل الثاني 13 | صموئيل الثاني 14 | صموئيل الثاني 15 | صموئيل الثاني 16 | صموئيل الثاني 17 | صموئيل الثاني 18 | صموئيل الثاني 19 | صموئيل الثاني 20 | صموئيل الثاني 21 | صموئيل الثاني 22 | صموئيل الثاني 23 | صموئيل الثاني 24 | صموئيل ثاني كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أخطأ شاول بمقاتلته الجبعونيين الذين سبق فحلف لهم يشوع  بن نون ألا يقتلهم، وقد جنى الشعب الثمرة في أيام داود الملك إذ حدث جوع لمدة ثلاث سنوات، فلما سأل داود الرب كشف له عن السبب، ولم يكن هناك حل لذلك سوى تسليم سبعة رجال من بني شاول للجبعونيين، قاموا بصلبهم.

 

1. تأديب بسبب الجبعونيين

 

[1 -2].

2. داود يسترضى الجبعونيين

 

[3 -8].

3. صلب أبناء شاول

 

[9 -14].

4. حرب مع الفلسطينيين

 

[15 -22].

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. تأديب بسبب الجبعونيين:

1 وَكَانَ جُوعٌ فِي أَيَّامِ دَاوُدَ ثَلاَثَ سِنِينَ، سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، فَطَلَبَ دَاوُدُ وَجْهَ الرَّبِّ. فَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَ لأَجْلِ شَاوُلَ وَلأَجْلِ بَيْتِ الدِّمَاءِ، لأَنَّهُ قَتَلَ الْجِبْعُونِيِّينَ». 2 فَدَعَا الْمَلِكُ الْجِبْعُونِيِّينَ وَقَالَ لَهُمْ. وَالْجِبْعُونِيُّونَ لَيْسُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَلْ مِنْ بَقَايَا الأَمُورِيِّينَ، وَقَدْ حَلَفَ لَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَطَلَبَ شَاوُلُ أَنْ يَقْتُلَهُمْ لأَجْلِ غَيْرَتِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا.

 

حدثت مجاعة بسبب انقطاع المطر لمدة ثلاث سنوات، فطلب داود وجه الرب. كانت الإجابة: "هو لأجل شاول ولأجل بيت الدماء لأنه قتل الجبعونيين" [1]. قتلهم عن غيرة وبجهالة لكي يستولى سبطه على مالهم دون مراعاة لقسم يشوع لهم (يش 9).

St-Takla.org Image: "Now there was a famine in the days of David for three years, year after year; and David inquired of the Lord. And the Lord answered, “It is because of Saul and his bloodthirsty house, because he killed the Gibeonites.” So the king called the Gibeonites and spoke to them. Now the Gibeonites were not of the children of Israel, but of the remnant of the Amorites; the children of Israel had sworn protection to them, but Saul had sought to kill them in his zeal for the children of Israel and Judah. Therefore David said to the Gibeonites, “What shall I do for you? And with what shall I make atonement, that you may bless the inheritance of the Lord?” And the Gibeonites said to him, “We will have no silver or gold from Saul or from his house, nor shall you kill any man in Israel for us.” So he said, “Whatever you say, I will do for you.” Then they answered the king, “As for the man who consumed us and plotted against us, that we should be destroyed from remaining in any of the territories of Israel, let seven men of his descendants be delivered to us, and we will hang them before the Lord in Gibeah of Saul, whom the Lord chose.” And the king said, “I will give them.” But the king spared Mephibosheth the son of Jonathan, the son of Saul, because of the Lord’s oath that was between them, between David and Jonathan the son of Saul. So the king took Armoni and Mephibosheth, the two sons of Rizpah the daughter of Aiah, whom she bore to Saul, and the five sons of Michal the daughter of Saul, whom she brought up for Adriel the son of Barzillai the Meholathite; and he delivered them into the hands of the Gibeonites, and they hanged them on the hill before the Lord. So they fell, all seven together, and were put to death in the days of harvest, in the first days, in the beginning of barley harvest." (2 Samuel 21: 1-9) - 2 Samuel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وكان جوع في أيام داود ثلاث سنين، سنة بعد سنة، فطلب داود وجه الرب. فقال الرب: «هو لأجل شاول ولأجل بيت الدماء، لأنه قتل الجبعونيين». فدعا الملك الجبعونيين وقال لهم. والجبعونيون ليسوا من بني إسرائيل بل من بقايا الأموريين، وقد حلف لهم بنو إسرائيل، وطلب شاول أن يقتلهم لأجل غيرته على بني إسرائيل ويهوذا. قال داود للجبعونيين: «ماذا أفعل لكم؟ وبماذا أكفر فتباركوا نصيب الرب؟» فقال له الجبعونيون: «ليس لنا فضة ولا ذهب عند شاول ولا عند بيته، وليس لنا أن نميت أحدا في إسرائيل». فقال: «مهما قلتم أفعله لكم». فقالوا للملك: «الرجل الذي أفنانا والذي تآمر علينا ليبيدنا لكي لا نقيم في كل تخوم إسرائيل، فلنعط سبعة رجال من بنيه فنصلبهم للرب في جبعة شاول مختار الرب». فقال الملك: «أنا أعطي». وأشفق الملك على مفيبوشث بن يوناثان بن شاول من أجل يمين الرب التي بينهما، بين داود ويوناثان بن شاول. فأخذ الملك ابني رصفة ابنة أية اللذين ولدتهما لشاول: أرموني ومفيبوشث، وبني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدرئيل بن برزلاي المحولي، وسلمهم إلى يد الجبعونيين، فصلبوهم على الجبل أمام الرب. فسقط السبعة معا وقتلوا في أيام الحصاد، في أولها في ابتداء حصاد الشعير" (صموئيل الثاني 21: 1-9) - صور سفر صموئيل الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "Now there was a famine in the days of David for three years, year after year; and David inquired of the Lord. And the Lord answered, “It is because of Saul and his bloodthirsty house, because he killed the Gibeonites.” So the king called the Gibeonites and spoke to them. Now the Gibeonites were not of the children of Israel, but of the remnant of the Amorites; the children of Israel had sworn protection to them, but Saul had sought to kill them in his zeal for the children of Israel and Judah. Therefore David said to the Gibeonites, “What shall I do for you? And with what shall I make atonement, that you may bless the inheritance of the Lord?” And the Gibeonites said to him, “We will have no silver or gold from Saul or from his house, nor shall you kill any man in Israel for us.” So he said, “Whatever you say, I will do for you.” Then they answered the king, “As for the man who consumed us and plotted against us, that we should be destroyed from remaining in any of the territories of Israel, let seven men of his descendants be delivered to us, and we will hang them before the Lord in Gibeah of Saul, whom the Lord chose.” And the king said, “I will give them.” But the king spared Mephibosheth the son of Jonathan, the son of Saul, because of the Lord’s oath that was between them, between David and Jonathan the son of Saul. So the king took Armoni and Mephibosheth, the two sons of Rizpah the daughter of Aiah, whom she bore to Saul, and the five sons of Michal the daughter of Saul, whom she brought up for Adriel the son of Barzillai the Meholathite; and he delivered them into the hands of the Gibeonites, and they hanged them on the hill before the Lord. So they fell, all seven together, and were put to death in the days of harvest, in the first days, in the beginning of barley harvest." (2 Samuel 21: 1-9) - 2 Samuel, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وكان جوع في أيام داود ثلاث سنين، سنة بعد سنة، فطلب داود وجه الرب. فقال الرب: «هو لأجل شاول ولأجل بيت الدماء، لأنه قتل الجبعونيين». فدعا الملك الجبعونيين وقال لهم. والجبعونيون ليسوا من بني إسرائيل بل من بقايا الأموريين، وقد حلف لهم بنو إسرائيل، وطلب شاول أن يقتلهم لأجل غيرته على بني إسرائيل ويهوذا. قال داود للجبعونيين: «ماذا أفعل لكم؟ وبماذا أكفر فتباركوا نصيب الرب؟» فقال له الجبعونيون: «ليس لنا فضة ولا ذهب عند شاول ولا عند بيته، وليس لنا أن نميت أحدا في إسرائيل». فقال: «مهما قلتم أفعله لكم». فقالوا للملك: «الرجل الذي أفنانا والذي تآمر علينا ليبيدنا لكي لا نقيم في كل تخوم إسرائيل، فلنعط سبعة رجال من بنيه فنصلبهم للرب في جبعة شاول مختار الرب». فقال الملك: «أنا أعطي». وأشفق الملك على مفيبوشث بن يوناثان بن شاول من أجل يمين الرب التي بينهما، بين داود ويوناثان بن شاول. فأخذ الملك ابني رصفة ابنة أية اللذين ولدتهما لشاول: أرموني ومفيبوشث، وبني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدرئيل بن برزلاي المحولي، وسلمهم إلى يد الجبعونيين، فصلبوهم على الجبل أمام الرب. فسقط السبعة معا وقتلوا في أيام الحصاد، في أولها في ابتداء حصاد الشعير" (صموئيل الثاني 21: 1-9) - صور سفر صموئيل الثاني، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

هذه المجاعة غالبًا ما حدثت بعد أحداث الأصحاح التاسع، قبل فتنة أبشالوم (2 صم 15). ربما لهذا السبب عيّر شمعي داود قائلًا له: "يا رجل الدماء" (2 صم 16: 7)، مشيرًا إلى الرجال السبعة من بني شاول الذين سلمهم داود للجبعونيين ليصلبوهم.

لم يذكر الكتاب المقدس من قبل عن قتل الجبعونيين في أيام شاول، لأن الكتاب لم يهدف إلى تسجيل تاريخ مفصل للملوك وإنما تقديم ما يمس تعليمنا وخلاصنا.

حقًا لقد أدرك داود النبي والملك أن وراء المجاعة سرًّا ، لهذا سأل الرب عن سببها، لكنه تأخر في السؤال. لو أنه سأل في بداية المجاعة، في السنة الأولى أو الثانية لعرف السبب وانتهت المجاعة سريعًا. للأسف لا نلجأ سريعًا للرب بل ننتظر حتى تفرغ كل حيلنا وحكمتنا وتبيد كل قواتنا ولا نجد حلًا. حينئذ فقط نلجأ إلى الله أبينا المهتم بنا. ما أقسى قلوبنا، فإننا ننسى الله في أفراحنا بل وحتى في ضيقاتنا حتى تخور قوتنا.

إن كان الله قد أعد شعبًا له في العهد القديم ليكون خميرة للإيمان وليهيئ العالم لقبول المسيّا المخلص، فإنه بين الحين والآخر يؤكد بطرق متنوعة انفتاح باب الإيمان أمام الأمم، وأنه ليست عند الله محاباة. لقد أخطأ شاول ملك إسرائيل في حق الجبعونيين الأمميين ومات شاول، ونسى الناس تصرفه هذا، لكن الله لم ينس. أدّب الشعب كله بالجوع مع أنه شعب الله، يعيش في أرض الموعد التي تفيض عسلًا ولبنًا وتحت حكم ملك تقي "داود النبي" وفي قمة مجده يسمح الله بالتأديب حتى يدرك الكل أن ما حدث لم يكن صدفة أو لعوامل طبيعية مجردة إنما وراءه يد الله الخفية لبنيان شعبه.

يرمز شاول إلى اليهود المتكبرين جاحدي الإيمان، ويرمز الجبعونيين -الذين من الأمم- إلى جماعة الأمم التي دخلت في ميثاق مع يشوع الحقيقي، ربنا يسوع. لقد عانت كنيسة الأمم الكثير من اليهود رافضي الإيمان، وقد سمح الله بهذا لكنه في الوقت المناسب يحرك حتى الطبيعة (الأمطار) لمساندة قطيعه الصغير بينما يخسر الجاحدون حياتهم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. داود يسترضي الجبعونيين:

3 قَالَ دَاوُدُ لِلْجِبْعُونِيِّينَ: «مَاذَا أَفْعَلُ لَكُمْ؟ وَبِمَاذَا أُكَفِّرُ فَتُبَارِكُوا نَصِيبَ الرَّبِّ؟» 4 فَقَالَ لَهُ الْجِبْعُونِيُّونَ: «لَيْسَ لَنَا فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ عِنْدَ شَاوُلَ وَلاَ عِنْدَ بَيْتِهِ، وَلَيْسَ لَنَا أَنْ نُمِيتَ أَحَدًا فِي إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ: «مَهْمَا قُلْتُمْ أَفْعَلُهُ لَكُمْ». 5 فَقَالُوا لِلْمَلِكِ: «الرَّجُلُ الَّذِي أَفْنَانَا وَالَّذِي تَآمَرَ عَلَيْنَا لِيُبِيدَنَا لِكَيْ لاَ نُقِيمَ فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، 6 فَلْنُعْطَ سَبْعَةَ رِجَال مِنْ بَنِيهِ فَنَصْلِبَهُمْ لِلرَّبِّ فِي جِبْعَةِ شَاوُلَ مُخْتَارِ الرَّبِّ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَنَا أُعْطِي». 7 وَأَشْفَقَ الْمَلِكُ عَلَى مَفِيبُوشَثَ بْنِ يُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ مِنْ أَجْلِ يَمِينِ الرَّبِّ الَّتِي بَيْنَهُمَا، بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ. 8 فَأَخَذَ الْمَلِكُ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ،

 

شعر داود بالحاجة إلى استرضاء الجبعونيين الأمميين حتى يستجيب الرب له فقال: "ماذا أفعل لكم؟ وبماذا أكفر فتباركوا نصيب الرب؟" [3]... يطلب داود النبي منهم أن يباركوا شعب الرب!!!

لقد عانى الجبعونيون من شاول ورجاله الكثير، إذ قتلوا منهم وطردوا البقية من موضعهم حانثين العهد المقام بين الشعبين في أيام يشوع. وقد جاءت طلبة الجبعونيين تكشف عن جوانب طيبة في حياتهم، ربما بسببها تدخل الله للدفاع عنهم، منها:

أ. لم يستغلوا الموقف لمصلحة مادية، إذ كان الملك مستعدًا أن يقدم لهم كل طلبتهم، أما هم فقالوا: "ليست لنا فضة ولا ذهب عند شاول ولا عند بيته" [4].  لقد استعبدهم هذا الشعب واستعبد آباءهم ومع ذلك لم يطلبوا تعويضًا ماديًا.

ب. أنهم محبون للسلام، لا يطلبون سفك دم بريء، إذ قالوا: "وليس لنا أن نميت أحدًا في إسرائيل" [4].

ج. يطلبون تأديب بيت شاول فقط: "الرجل الذي أفنانا والذي تآمر علينا ليبيدنا لكي لا نقيم في كل تخوم إسرائيل، فلنُعطَ سبعة رجال من بنيه فنصلبهم للرب في جبعة شاول مختار الرب" [5-6].

لقد طلب داود منهم أن "يكفر" [3]، جاءت الكلمة لتعني تعويضًا عما أصابهم من ضرر، أي يقدم تغطية تقابل إصابتهم، أما هم فلم يطلبوا مالًا للتغطية ولا انتقامًا لأنفسهم، وإنما تحقيق عدالة الله. القاتل هو شاول وبيته، فمن بيته يُقدم سبعة رجال ليعلقوا على خشبة لعنة (تث 21: 23، غلا 3: 13)، فيرفع الله غضبه.

ويلاحظ في هذه الطلبة أنهم لم يريدوا وضع داود الملك في حرج:

St-Takla.org Image: King David with Mephibosheth (Meribaal son of Jonathan), the grandson of Saul. صورة في موقع الأنبا تكلا: داود الملك والنبي مع مفيبوشث (مريببعل ابن يوناثان) حفيد شاول الملك.

St-Takla.org Image: King David with Mephibosheth (Meribaal son of Jonathan), the grandson of Saul.

صورة في موقع الأنبا تكلا: داود الملك والنبي مع مفيبوشث (مريببعل ابن يوناثان) حفيد شاول الملك.

أ. لم يُحددوا الرجال... فأعطوا الفرصة لداود ألا يُسلم مفيبوشث بن يوناثان من أجل أبيه والقسم الذي حلف به، حتى لا يصير داود نفسه حانثًا للقسم مع يوناثان وكاسرًا للصداقة العجيبة التي قامت بينهما.

ب. أنهم يعفون داود من قيامه بالصلب حتى لا يتحرج لأنهم من شعبه وهم أمميون.

ج. أن يتم الصلب في جبعة شاول، في مدينة مختار الرب، لكي يدرك الشعب أن ما حدث ليس عن نقمة ضد الشعب كله بل ضد شاول، وأنه مختار الرب لذا جاءت العقوبة شديدة!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. صلب أبناء شاول:

9 وَسَلَّمَهُمْ إِلَى يَدِ الْجِبْعُونِيِّينَ، فَصَلَبُوهُمْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ. فَسَقَطَ السَّبْعَةُ مَعًا وَقُتِلُوا فِي أَيَّامِ الْحَصَادِ، فِي أَوَّلِهَا فِي ابْتِدَاءِ حَصَادِ الشَّعِيرِ. 10 فَأَخَذَتْ رِصْفَةُ ابْنَةُ أَيَّةَ مِسْحًا وَفَرَشَتْهُ لِنَفْسِهَا عَلَى الصَّخْرِ مِنِ ابْتِدَاءِ الْحَصَادِ حَتَّى انْصَبَّ الْمَاءُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَمْ تَدَعْ طُيُورَ السَّمَاءِ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ نَهَارًا، وَلاَ حَيَوَانَاتِ الْحَقْلِ لَيْلًا. 11 فَأُخْبِرَ دَاوُدُ بِمَا فَعَلَتْ رِصْفَةُ ابْنَةُ أَيَّةَ سُرِّيَّةُ شَاوُلَ. 12 فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَخَذَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ مِنْ أَهْلِ يَابِيشِ جِلْعَادَ الَّذِينَ سَرِقُوهَا مِنْ شَارِعِ بَيْتِ شَانَ، حَيْثُ عَلَّقَهُمَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ يَوْمَ ضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ شَاوُلَ فِي جِلْبُوعَ. 13 فَأَصْعَدَ مِنْ هُنَاكَ عِظَامَ شَاوُلَ وَعِظَامَ يُونَاثَانَ ابْنِهِ، وَجَمَعُوا عِظَامَ الْمَصْلُوبِينَ، 14 وَدَفَنُوا عِظَامَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنِهِ فِي أَرْضِ بَنْيَامِينَ فِي صَيْلَعَ، فِي قَبْرِ قَيْسَ أَبِيهِ، وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ. وَبَعْدَ ذلِكَ اسْتَجَابَ اللهُ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ.

 

سلم داود الملك سبعة رجال من بني شاول للجبعونيين لصلبهم لا كذبائح بل لتحقيق العدالة. هؤلاء السبعة هم أرموني ومفيبوشث لشاول من إحدى سراريه تُدعى رصفة، هذه التي بسببها ثار مفيبوشث الملك على أبنير لأنه دخل عليها وهي سرية أبيه في محاولة لاغتصاب الكرسي (2 صم 3: 7-11)، وخمسة رجال أبناء ميكال التي لم تنجب ولدًا من داود (2 صم 16: 23) بل من عدريئيل بن برزلاي المحوّلي؛ وبحسب الترجوم هؤلاء الأولاد هم لأختها الميتة ميراب وقد تبنتهم هي.

جاءت رصفة سرية شاول إلى ذلك الموضع وجلست على المسوح على الصخر، غالبًا ما نصبت خيمة مع خدمها هناك، وكانت تحرس الأجساد المصلوبة حتى لا تدع طيور السماء تنزل عليها ولا حيوانات الحقل تقترب إليها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). بقيت هكذا من بدء حصاء الشعير أي شهر إبريل / مايو. لتقضي الصيف كله ويحل موعد المطر في الخريف(124)، لترى ابنيها والخمسة رجال الآخرين يحل بهم الفساد على الخشبة يومًا بعد يوم. كانت تترجى أن يكون ابناها سبب تعزيتها في شيخوختها، لكن بسبب الخطية صارا هكذا سبب مرارة وتعب.

تأثر داود الملك جدًا بما فعلته هذه الأم العجوز، ولكي يظهر أنه لا يحمل حقدًا أو كراهية ضد بيت شاول أخذ عظام شاول ويوناثان التي دفنت خفية تحت شجرة (1 صم 31: 12-13) في يابيش جلعاد حتى لا يُنكل بها الأعداء، وقام بدفنها في قبر قيس في أرض بنيامين في صيلع (معناها "ضلع"(125))، يبدو أنها حاليًا خربة صلاح شمال غربي أورشليم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Rizpah defending the bodies of Saul's sons (II Samuel 21:8-11) - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894. صورة في موقع الأنبا تكلا: رصفة تحمي جثث أبناء شاول (صموئيل الثاني 21: 8-11) - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894 م.

St-Takla.org Image: Rizpah defending the bodies of Saul's sons (II Samuel 21:8-11) - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رصفة تحمي جثث أبناء شاول (صموئيل الثاني 21: 8-11) - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894 م.

4. حرب مع الفلسطينيين:

15 وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ بَيْنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَإِسْرَائِيلَ، فَانْحَدَرَ دَاوُدُ وَعَبِيدُهُ مَعَهُ وَحَارَبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَعْيَا دَاوُدُ. 16 وَيِشْبِي بَنُوبُ الَّذِي مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا، وَوَزْنُ رُمْحِهِ ثَلاَثُ مِئَةِ شَاقِلِ نُحَاسٍ وَقَدْ تَقَلَّدَ جَدِيدًا، افْتَكَرَ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُدَ. 17 فَأَنْجَدَهُ أَبِيشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ، فَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. حِينَئِذٍ حَلَفَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ قَائِلِينَ: «لاَ تَخْرُجُ أَيْضًا مَعَنَا إِلَى الْحَرْبِ، وَلاَ تُطْفِئُ سِرَاجَ إِسْرَائِيلَ». 18 ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. حِينَئِذٍ سَبْكَايُ الْحُوشِيُّ قَتَلَ سَافَ الَّذِي هُوَ مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا. 19 ثُمَّ كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَلْحَانَانُ بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ الْبَيْتَلَحْمِيُّ قَتَلَ جِلْيَاتَ الْجَتِّيَّ، وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. 20 وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جَتَّ، وَكَانَ رَجُلٌ طَوِيلَ الْقَامَةِ أَصَابعُ كُلّ مِنْ يَدَيْهِ سِتٌّ، وَأَصَابعُ كُلّ مِنْ رِجْلَيْهِ سِتٌّ، عَدَدُهَا أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ، وَهُوَ أَيْضًا وُلِدَ لِرَافَا. 21 وَلَمَّا عَيَّرَ إِسْرَائِيلَ ضَرَبَهُ يُونَاثَانُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ. 22 هؤُلاَءِ الأَرْبَعَةُ وُلِدُوا لِرَافَا فِي جَتَّ وَسَقَطُوا بِيَدِ دَاوُدَ وَبِيَدِ عَبِيدِهِ.

 

انحدر داود من جبال يهوذا إلى سهل الفلسطينيين، حيث دارت الحرب وكاد أن يُقتل داود إذ كان قد أعيا -ولم يترك المعركة- لو لم ينقذه أبيشاي، حينئذ حلف رجال داود ألا يخرج معهم بعد إلى الحرب، فإنه إن قُتل يطفئ سراج الشعب كله.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم في رجال داود الوفاء والحب لملكهم داود فأصروا على الحفاظ على حياته بعدم خروجه بعد إلى الحرب، ويود (القديس يوحنا) من شعبه أن يتسموا بذات الحب بالحفاظ على حياته الروحية بالمثابرة على الصلاة من أجله، إذ يقول: [انظروا كيف كانوا مهتمين باستبقاء حياة الشيخ. إني محتاج جدًا إلى صلواتكم. أقول ليته لا يحرمني أحد من هذا التعهد (بالصلاة عني) ومساندتي(126)] وذلك بسبب اتضاعه الشديد.

ليتنا نحفظ رعاتنا بالصلاة من أجلهم فإنهم إن سقطوا تهلك الرعية معهم.

تكررت الحرب أيضًا في جوب حيث قتل ألحانان جليات الجتي، وهو أخو جليات الذي قتله داود (1 أي 20: 5).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(124) In Jerome Biblical Commentary, p. 178.

(125) The Westminster Dict. of the Bible, p. 1020.

(126) In 2 Thess. hom. 4.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات صموئيل الثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/10-Sefr-Samoel-El-Thany/Tafseer-Sefr-Samo2il-El-Thani__01-Chapter-21.html

تقصير الرابط:
tak.la/227yw57