وموضوع الفرح أيضًا يتكرر ذكره مرات عديدة، وهو مكمل للموضوع الأول، كما أنه مرتبط بموضوع السلام وسماحة الروح وكذلك وفرة الخيرات الروحية. وهذه أيضًا تعبير لكنوز السلام والفرح التي في نفس ديديموس، مثلما كان النور رغبته الدفينة. أما صدى هذا الفرح في تفسيره فهو التهليل الروحاني مع كل ما يقترن به في الكتاب المقدس، مثل الموسيقى، والتراتيل، والمدائح والأعياد.
ولا يذكر ديديموس إطلاقًا فرحًا دنيويًا. أن أسباب فرحة لم تكن إلا في الرب. الفرح بأن يكون مشابهًا لصورة ابن الله، الفرح بالتأمل في أسرار الملكوت، الفرح بالترنم بالرب، الفرح بحضور الخلاص، يقول:
هذا الفرح يعيه الرب، قال عنه إشعياء النبي: "فرحًا أفرح بالرب - تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها" (أش 61: 10).
أنه ثمرة الروح القدس مثل السلام والمحبة: "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل5: 22-23).
والتعبير عن هذا الفرح إنما يكون بهذه الغبطة المعتدلة التي تبهج الذين شربوا من كأس الرب.
ويلزم إشراك الآخرين في هذا الفرح. والمفهوم أنه مرتبط بالنمو الروحي، ويعطي السلوك الحسن الحق فيه أن هذا الفرح هو الوجه الآخر من المكافأة، هو نهاية الحزن. نزرع بالدموع، ونحصد بالفرح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. توجد ملائكة تحفظنا من الشعور بالحزن في الحياة، وقد ذهب المخلص نفسه في ليلة قبره ليحمل الفرح لأرواح الذين كانوا في الجحيم. أن هذا الفرح هو للبشرية جمعاء، لأن الشعوب مدعوة للفرح بأن الرب صار رجاءهم.
إن الأعياد تعبر عن هذا الفرح، باحتفالاتها وحرارتها الروحانية تعبر عنه، وبدونها لا يوجد في أورشليم سوى الحزن وإنما يكتمل الفرح في هذا العالم بالسعادة الإلهية في أورشليم السمائية حيث يحتفلون الاحتفالات الكاملة في الأعالي في بيت الله حيث يحصد في شكل حزم كاملة وسنابل مليئة ما سبق أن أزهر في الربيع.
إن كنز الروح في النور والفرح والخصب. وهذا يبين أنه جعل قلبه ورجاءه فيها، وسما بالعلاقات الطبيعية التي بين الآباء وأبنائهم وبين الرجال والنساء وبين الأجيال إلى مرتبة المبادئ الروحية البحتة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/zakaria/joy.html
تقصير الرابط:
tak.la/qjpqh8m