بعض الرموز التي يراها ديديموس في الأقوال الإلهية، أو المعاني التي تتعلق بتلك الرموز تتكرر مرات كثيرة في مؤلفاته، وهي لذلك موضع تفضيله وتبين لنا مشاعره العميقة وتعبر عن كون تفكيره. والموضوع الذي يعاود ذكره أكثر المرات في كتاباته هو موضوع النور. أن حنين عقله الباطن كما لاحظه القدماء وأودعوه في هذه القصة:
ذات يوم عول القديس الأنبا انطونيوس أن يبدى له ديديموس على الأقل تعبيرًا عن أسفه على ضياع بصره، إن لم يكن شكوى منه. فلما قال ما أراد قال له بحزم: "ولماذا تشكو؟ هل لنبصر كما يبصر النمل؟ أن لك أفضل من ذلك: عندك أنوار الروح".
يتكلم ديديموس عن الأبرار فيقول أن حالتهم نورانية، وعن الإنسان الداخلي فيقول أن وجهه نوراني، وعن الإيمان الأرثوذكسي أنه متألق، وعن الروح الذي يعيش في النور، وعن تعليم الثالوث الأقدس النوراني، وعن محبة الله النورانية.
ويذكر أقوال الكتاب المقدس عن إشراق الرب على الناس.
وعن الأبرار الذين يضيئون كالشمس، وعن أورشليم المتألقة التي ليس فيها ظل، وعن نور الرب الأبدي، ويروي معجزة المولود أعمى التي ترمز إلى استنارة الإيمان، قصاص "اليماس" الذي صار أعمى حتى يستطيع أن يتأمل فيما بعد في شمس البر بطريقة أفضل. ويذكر أن العميان لهم نصيب في الحكمة التي تنيرهم، وأن الأشرار يفقدون البصر قصاصًا لهم، ويتكلم بشاعرية في وصفه الموكب النوراني الذي للعذارى الحكيمات اللواتي أصبحن كلهن نورًا بنصيبهن في الله النور الحقيقي.
وينبه عمل الرب في التعليم بضوء المصباح، ويعبر عن المعرفة بعبارات النور، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وكذلك الطهارة، بينما تكون الخطية ظلمة والشيطان أسود. وتعدد العبارات التي تظهر فيها فكرة النور، وفكرة الظل والظلمة. وكتاج لهذا نجد أن آخر كلمة في تفسير السفر تذكر أيضًا النور، شمس البر الذي يتألق في بيت الله الأبدي.
وفي ذكره موضوع النور مغزى، فقد رضي بالعمى، وأقام بلا ندم في النور الروحاني، وأن حنينه، أو بالحري رجاءه، ليترجم في هذا الذكر الدائم وما هو إلا مناجاة للنور الحقيقي الذي سوف يضيء عليه في ذلك اليوم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/zakaria/light.html
تقصير الرابط:
tak.la/9xhf5sz