إن الزعم بأن مريم أخت لعازر هي المرأة الخاطئة بعيد كل البعد عن الصواب، ولا يوجد ما يشير إلى أن مريم أخت لعازر التي دهنت الرب بالطيب هي نفسها المرأة الخاطئة التي دهنت أيضًا الرب بالطيب. بل على النقيض من ذلك نجد أن كل شيء يوحي بأن مريم أخت لعازر كانت قديسة حكيمة، ولم تكن أبدًا مبتذلة، ونستطيع أن نقول أنها ليست المرأة الخاطئة.
وأيضًا نجد ظروف الدهن بالطيب تختلف، والقديس لوقا يقول عن المرأة الخاطئة: "وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب" (لو 7: 37-38).
بينما يقول القديس يوحنا عن مريم أخت لعازر: "فأخذت مريم منًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها فامتلأ البيت من رائحة الطيب" (يو 12: 3).
وقد دهنت المرأة الخاطئة قدمي السيد في بيت الفريسي، ويذكره القديس أنه ذهب إلى مدينة تدعى نايين. ثم يذكر معجزة إقامة ابن الأرملة من الموت؛ وبعد ذلك سأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ" (لو 7)؛ مم يشير إلى أن هذه الوليمة كانت في مدينة نايين.
بينما مريم أخت لعازر دهنت قدمي السيد في بيت عنيا كما يقول القديس يوحنا: "أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات. فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه" (يو 12: 1-2).
وليست مريم أخت لعازر هي مريم المجدلية. فالمجدلية من بلدة "مجدل" في الجليل على الضفة الغربية لنهر الأردن شمال مدينة طبرية، أما مريم أخت لعازر فكانت من بيت عنيا في اليهودية.
وكان بمريم المجدلية روح نجس، وذلك مستبعد جدًا بالنسبة لمريم أخت لعازر.
كما لم تُذكر مريم المجدلية أبدًا مع مرثا أو لعازر. فقد كانت تسير مع مجموعة من النساء أتين من الجليل، وثبتت حتى الصليب والقبر ورأت الرب بعد قيامته، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما مريم من بيت عنيا فيبدو أنها ظلت في بيت عنيا تلازم أخاها لعازر بعد قيامته خوفًا من اليهود الذين كانوا يريدون قتله.
وبالإجمال لا يوجد أساس متين لقول بعض الكتاب بأن مريم المجدلية هي مريم أخت مرثا ولعازر.
ويلزم أن نسترشد بالتقليد وبما كتبه المؤلفون الكنسيون حتى نعرف ما صارت المجدلية إليه، وماذا كانت عليه سيرتها بقية حياتها على الأرض. وتضاربت في ذلك الأقوال. فقيل أنها تنيحت في أفسس ودفنت هناك. والذين قالوا أن اليهود قبضوا عليها وعلى أختها مرثا وأخيها لعازر وعلى مؤمنين آخرين ووضعوهم معًا في سفينة بالية وخالية من كل الأشياء الضرورية، فقد خلطوا بين المريمتين، ولا يوجد أساس لهذا الزعم كما أسلفنا.
وقد قضت مريم المجدلية بقية حياتها متعبدة ناسكة، ويقال أنها سكنت في مغارة في الجبال، وأن رفاتها موجودة الآن في كاتدرائية المجدلية "Madeleine La" بباريس، وهي كنيسة كبيرة وعظيمة وفخمة جدًا وفي منتهى الجمال المعماري، تقع في قلب العاصمة الفرنسية. بركة صلاتها تكون معنا ولربنا المجد إلى الأبد آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/three-marys/sister.html
تقصير الرابط:
tak.la/7ac9xgb