يقول القديس لوقا البشير عن القديسة مريم المجدلية أنه "خرج منها سبعة شياطين" (لو 8: 2). ويدل هذا الرقم على شدًة تملك الشياطين عليها.
ويقول أيضًا أنها واحدة من "بعض النساء كنً قد شفين من أرواح شريرة وأمراض... كنً يخدمنًه من أموالهنً" (لو 8: 2-3).
ويقول القديس مرقس البشير: "وكانت أيضًا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية... اللواتي أيضًا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل" (مر 15: 40-41).
كما يقول القديس متى البشير: "وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه. وبينهن مريم المجدلية" (مت 27: 55- 56).
ويقول القديس يوحنا البشير: "وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية" (يو 19: 25).
وإذ يشهد الإنجيل أن مريم المجدلية تبعت الرب يسوع من الجليل وخدمته من أموالها، وأنها كانت واقفة عند الصليب، فإننا لا نستبعد أنها تقدمت نحو المكان الذي كان لابد أن يمر به الرب مخلصنا في طريقه إلى الجلجثة، وأنها كانت إحدى أولئك النساء القديسات اللواتي كنً يبكين بمرارة. ويقول القديس لوقا البشير: "وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كنً يلطمن أيضًا وينحن عليه. فالتفت إليهن يسوع وقال "يا بنات أورشليم لا تبكين عليً بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكنً. لأنه هوذا أيام تأتي يقولون فيها طوبى للعواقر وللبطون التي لم تلد والثديً التي لم ترضع. حينئذ يبتدئون يقولون للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا. لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس" (لو 23: 27-32).
لم تخف المجدلية، بل بقيت عند الصليب. ومع أن القديسين متى ومرقس يذكر أنها ضمن اللواتي كنً ينظرن من بعيد، فإن القديس يوحنا يشهد بأنها تشجعت أخيرًا فاقتربت وكانت واقفة عند صليب المخلص.
وكانت المجدلية حاضرة وقت الدفن. يقول القديس متى: "وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين عند القبر" (مت 27: 61). كما يقول أيضًا القديس مرقس: "وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسي تنظران أين وضِعَ" (مر 15: 47).
إن مريم المجدلية التي كانت حاضرة وقت صلب الرب يسوع لابد أنها كانت أيضًا حاضرة وقت إنزاله عن الصليب، وعندما كانوا يعطرونه بالأطياب والعطور الثمينة، وعندما لفوا الجسد المقدس بالأكفان ووضعوه في القبر. ولا نستبعد أنها اشتركت في كل هذه الواجبات اللازمة مع القديسة مريم العذراء والقديس يوحنا الرسول ويوسف الذي من الرامة ونيقوديموس.
ولقد راقبت المجدلية باهتمام شديد المكان الذي وضعوا فيه جسد الابن الوحيد القدوس، وفي نيتها الحضور مرة أخرى بعد مرور السبت ومعها الأطياب لدهنه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويقول القديس مرقس "وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه" (مر 16: 1).
كما يقول القديس متى: "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظر القبر" (مت 28: 1).
وأيضًا يوحنا الرسول: "وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا والظلام باقِ" (يو 20: 1). بينما كان الفجر يبدأ في الظهور، أخذت المجدلية طريقها مع بعض النساء القديسات الأخريات إلى القبر المقدس، لكي يقمن بهذا العمل التقوى. لقد كانت تعلم أن القبر محاط بالجنود، وأنهم سدوا مدخله بحجر ثقيل للغاية، وأن كهنة اليهود قد وضعوا عليه أختامهم حتى لا يستطيع أحد أن يلمسه دون أن ينال جزاءه.
كما كانت تعلم أنه أمر جديد أن يحرك جسد ميت في قبره لكي يُدهَن بالطيب، وأنه حتى إذا كان من الجائز فأحرى بالرسل والتلاميذ أن يقوموا هم بعمله، لاسيما أنها ما هي إلا فتاة بسيطة لا سلطة لها.
ولكن المحبة التي تملأ قلبها لا تجادل ولا تقف عند مجرد التفكير، وليس من المستصعب أن تقوم بما لم يجرؤ عليه أبدًا التلاميذ والرسل. ولكنها تبحث عن الحي بين الأموات، لأن الرب يسوع قام قبل أن تحضر المجدلية، وترك الأكفان التي كان ملفوفًا بها في القبر.
أول من بشر بالقيامة: يقول القديس لوقا: "فتذكرَن كلامه ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهنً اللواتي قُلن هذا للرسل" (لو 24: 8-10).
وأيضًا القديس يوحنا: "فنظرت الحجر مرفوعًا عن القبر. فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه" (يو 20: 1-2).
لقد جرت لتخبر بطرس ويوحنا إذ رأت الحجر مرفوعًا من أمام باب القبر. فكانت أول من بشر بقيامة الرب من الأموات.
ثم رجعت وانحنت على القبر وهي تبكي."فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعًا" (يو 20: 12).
ظهور الرب يسوع لها: يصف القديس يوحنا ظروف هذا الظهور الأول من ظهورات الرب يسوع بعد قيامته: "قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين. من تطلبين فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم" (يو 20: 15-16).
هذا ما تقوله الأناجيل عن مريم المجدلية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/three-marys/magdalene.html
تقصير الرابط:
tak.la/m9twnw8