St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   tears-of-repentance
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب دموع التوبة، للقديس أفرآم السرياني - المقدس يوسف حبيب

8- الميمر الرابع: كن ساهرًا وشدد ما بقي

 

الميمر الرابع

"كن ساهرًا وشدد ما بقي الذي هو عتيد أن يموت لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله، فأذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص... " (رؤ 3: 3،2).

 

تعالوا يا أحبائي واسمعوا قولًا يخلص نفوسكم، هلموا لنتجر ما دام السوق قائمًا، تعالوا فنجد حياة أبدية، هلموا فتبتاع خلاص نفوسنا، املأوا أعينكم دموعًا ففي الحين تنفتح أعين ذهنكم... لنتضرع مع داود النبي قائلين أكشف عن عيني فأتأمل عجائب من شريعتك، أنر عيني لئلا أنام في الوفاة، ولنهتف كما هتف الأعمى يا ابن الله ارحمني، فإن منعنا قوم وانتهرونا لنصمت فلنصرخ نحن بالأكثر ولا نضجر من الصراخ إلى أن يفتح يسوع المعطي النور أعين قلوبنا، تقدموا إلى المسيح إقتربوا منه واستضيئوا لئلا تخزَى وجوهكم... إجتهدوا في هذه الساعة الحادية عشرة، حاضروا لئلا يغلق الباب دونكم فقد قرب المساء الذي يوافي فيه المعطي الأجر بمجد جزيل ليعطي كل واحد نظير أعماله.

فلنتب يا إخوتي ما دام لنا وقت، قد سمعتم أن فرحًا يكون في السماء بخاطئ واحد يتوب فمن تخاف؟ الملائكة يرون وأنت تتواني، رئيس الملائكة هو الكارز بالتوبة وأنت تهرب، الثالوث الطاهر يستدعيك وأنت تلهو...

 

"ها أنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي. من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي..."

(رؤ 3: 30-31).

 

St-Takla.org Image: Tears of Repentance, by Saint Ephrem the Syrian (Coptic Studies Series), Book cover - by Youssef Habib. صورة في موقع الأنبا تكلا: غلاف كتاب دموع التوبة للقديس مار أفرام السرياني (عن مخطوطات الأديرة) (سلسلة الدراسات القبطية) - يوسف حبيب.

St-Takla.org Image: Tears of Repentance, by Saint Ephrem the Syrian (Coptic Studies Series), Book cover - by Youssef Habib.

صورة في موقع الأنبا تكلا: غلاف كتاب دموع التوبة للقديس مار أفرام السرياني (عن مخطوطات الأديرة) (سلسلة الدراسات القبطية) - يوسف حبيب.

هلموا يا إخوتي قبل ورود ذلك اليوم الرهيب، لنلقي أنفسنا في لجة رأفات الله... تب أيها الأخ ولا تجبن، تب أيها الخاطي واثقًا وناظرًا إلى تعطف المسيح الذي لا يُحْصَى، القائل: ما جئت لأدعو صديقين بل خطاة إلىالتوبة، تب لئلا تخجل أمام المقام المرهوب، حيث تقف بخوف حيث ألوف وربوات الملائكة ورؤساء الملائكة حين تصير الأشياء المكتومة ظاهرة، حين تفتح الكتب، حين يفرز بعض من بعض، حين يفرز الغنم من الجداء... بالحقيقة أنها ساعة مرهوبة مفزعة... نحيب الخطاة غير محتمل، والدموع غير نافعة، حينئذ تفتح الكنوز والصديقون يتمتعون، مغبوطون هم الذين عطشوا وجاعوا فإنهم هناك يشبعون , ويل لمن يشبعون فإنهم هناك يجوعون ويعطشون. الطوبى للذين افتقروا وبكوا فإنهم هناك يضحكون، وويل للذين يضحكون الآن فإنهم هناك ينوحون وىبكون، والطوبَى للذين رحموا فإنهم يرحمون والويل للذين لا رحمة لهم...

لقد سمعتم كيف بطوب الرب المجاهدين وكيف يعطي الويل للمتوانين، فإذ لنا مثل هذه كلها فلنحرص أن نخلص ولا نلتفت إلى المتنعمين والمتوانين فإنهم كالحشيش يجفون سريعًا.

 

"لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه وماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه" (متى 16: 26).

 

لا تحب هذا الدهر فإنه يعرقل الذين يحبونه، يطرب ساعة ويرسل الإنسان إلى ذلك العذاب عاريًا. اسمع قول يوحنا اللاهوتي: لا تحبوا العالم ولا شيئًا مما فيه فإن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة والعالم يمضي وشهوته أما من يعمل مشيئة الله يبقى إلى الأبد.

اسمع قول الرب: ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه... ماذا تتوقع؟ ماذا تفتكر؟ من يعتذر عنك؟ أما عرفت ان كل واحد يعطي عن نفسه لله جوابًا؟ أما تيقنت أن كل واحد يحصد ما قد زرع؟ فإذ لك وقت بدد ثقل خطاياك فإن الله العطوف يستدعيك قائلًا: تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم، انه يأمر الكل بهذا فلا ييأس أحد.

إن الحاجة ماسة إلى الدموع لنغسل أوساخنا قائلىن مع داود المرتل: أغسلني فابيض أكثر من الثلج، وأيضًا "أحم كل ليلة سريري وأبل فراشي بدموعي" - ذاك إنما خطأ ليلة واحدة فبكى كل ليلة...

إذ تركنا أعمال الأمم فلا نعود إلى الأشياء التي وراء، أي التي قد سلفت ونعملها أيضًا، قد جحدت الشيطان وملائكته دفعة ووافقت المسيح بحضرة شهود كثيرين - فانظر أمام من قد وقفت وتعهدت ولا تستهن به وأعلم هذا أنه في تلك الساعة كتبت ملائكة أقوالك وتعهداتك وخضوعك وخبأوها في السموات إلى يوم الدينونة الرهيب... في ذلك اليوم يحضر الملائكة كتاب الوثيقة التي عليك وكلمات فمك أيام المقام المرهوب حيث يقف الملائكة مرتعدين، وحينئذ تسمع الصوت المعطي الويل: أيها العبد الحديث من فمك أدينك بالحقيقة أنك تتنهد حينئذ تنهداَ مرًا وتبكي في تلك الساعة ولن ينفعك شيء.

أرحم نفسك ولا تبغض ذاتك افتح عينيك وأبصر كيف أن قومًا كثيرين يجاهدون، كيف يحرصون أن يخلصوا، كيف يتعبون ذواتهم في كل عمل صالح... كيف قد أعدوا مصابيحهم بهية، كيف يسبح فمهم كل حين، وعيونهم متأملة جماله ونفوسهم مبتهجة.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

"لن يجوعوا بعد ولن يعطوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر، لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم" (رؤ 7: 17،16).

 

تأمل وانظر أنه قد قرب ولا يبطئ ليعزي الذين ناحوا وبكوا لا على المائت ولا على خسارة المال الوقتي بل من أجل الخطية، ومن أجل الملك الذي لا نهاية له، ومن أجل نعيم الفردوس الذي أخرجنا منه لما خالفنا وصية الله. يأتي ليعزى الذين سلكوا الطريق الضيق... ليرحم الرحومين، الذين تمسكنوا من أجله، ليشبع الذين جاعوا من أجله... يأتي لينير مكتومات الظلمة ويظهر آراء القلوب... يأتي في مجده ومجد أبيه ليجازي كل واحد حسب أعماله... حينئذ تضرب الأبواق فتنزعج قوات السماء ويوافي الختن فيفرح الذين لهم مصابيح مضيئة وحللهم منيرة فيسمعون صوت الختن: تعالوا إليَّ يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم، وإذ ذاك يخرج إلى إستقباله الذين لهم مصابيح مضيئة بهية بدالة جزيلة مبتهجىن واثقين أن مصابيحهم لا تنطفئ... حينئذ إذا رأيت مصباحك انطفأ تقول بخزي وخجل يا إخوتي أقرضوني زيتًا قليلًا فقد انطفأ مصباحي فيجيبونك قائلين لعله لا يكفينا وإياك، لكن اذهب إلى الذين يبيعون - فاشتر، فتمشي بخزي وتوجع وتنهد فلا تجد البتة زيتًا تشتريه لأنه قد إنحل موسم الحياة... قد انصرف الفقراء الجالسون حول أبواب الكنائس الذين يبيعون الزيت هناك، فتضيق بك الأمور من كل جهة وتتحير باكيًا منتحبًا قائلًا: أمضي فأقرع باب المسيح لكن مَن يعرف إن كان يفتح لي، فإذا جئت تقرع يجاوبك الختن من داخل: حقًا أقول لك لست أعرفك، إنصرف عني يا فاعل الإثم، ما رحمت فلا تُرْحَم، ما سمعت صوت الفقراء ولا أنا أسمع صوتك، كنت تسمع كتبي المقدسة وتضحك، فلهذا لا آمرك أن تدخل. نبذت أوامر أنبيائي ورسلي... انصرف عني، كيف تؤثر أن تدخل ههنا وتدنس مملكتي، دنست جسدك وعملت مشيئة العدو وطرحت عنك. مشيئتي وابغضت قريبك، والآن تتضرع إلى تدخل إلى حيث لم ترسل شيئًا، حيث ليس لك شيء، لا دموع ولا بكاء ولا صوم ولا سهر ولا تسبيح ولا بتولية ولا صبر ولا صدقة ولا شيئًا من هذه تقدمت فأرسلته إلى ههنا، فكيف تسكن هنا!!؟ هذا مسكن الذين جاهدوا من أجلي، هذه مملكة الرحومين، هذاالفرح للنائحين، هذا السرور للنادمين والتائبين، هذه الراحة للصائمين والساهرين، هذه الحياة لليتامى والأرامل. ههنا يفرح الذين جاعوا وعطشوا فرحًا مؤبدًا. فأنت قد استوفيت خيراتك في حياتك، انصرف عني إلى النار المؤيدة...

St-Takla.org Image: I know your works: 1- Ephesus: "Remember therefore from where you have fallen; repent" (Revelation 2: 5); 2- Smyrna: "Be faithful until death, and I will give you the crown of life" (Revelation 2: 10); 3- Pergamos: "Repent, or else I will come to you quickly" (Revelation 2: 16); 4- Thyatira: "And I will give to each one of you according to your works" (Revelation 2: 23); 5- Sardis: "Be watchful, and strengthen the things which remain" (Revelation 3: 2); 6- Philadelphia: "Hold fast what you have, that no one may take your crown" (Revelation 3: 11); 7- Laodicea: "As many as I love, I rebuke and chasten. Therefore be zealous and repent" (Revelation 3: 19) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: أنا عارف أعمالك:- 1- أفسس: "فاذكر من أين سقطت وتُب" (الرؤيا 2: 5)؛ 2- سميرنا: "كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (الرؤيا 2: 10)؛ 3- برغامس: "فتب وإلا فإني آتيك سريعا" (الرؤيا 2: 16)؛ 4- ثياتيرا: "وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله" (الرؤيا 2: 23)؛ 5- ساردس: "كن ساهرا وشدد ما بقي" (الرؤيا 3: 2)؛ 6- فيلادلفيا: "تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك" (الرؤيا 3: 11)؛ 7- لاودكية: "إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبه. فكن غيورا وتب" (الرؤيا 3: 19) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: I know your works: 1- Ephesus: "Remember therefore from where you have fallen; repent" (Revelation 2: 5); 2- Smyrna: "Be faithful until death, and I will give you the crown of life" (Revelation 2: 10); 3- Pergamos: "Repent, or else I will come to you quickly" (Revelation 2: 16); 4- Thyatira: "And I will give to each one of you according to your works" (Revelation 2: 23); 5- Sardis: "Be watchful, and strengthen the things which remain" (Revelation 3: 2); 6- Philadelphia: "Hold fast what you have, that no one may take your crown" (Revelation 3: 11); 7- Laodicea: "As many as I love, I rebuke and chasten. Therefore be zealous and repent" (Revelation 3: 19) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أنا عارف أعمالك:- 1- أفسس: "فاذكر من أين سقطت وتُب" (الرؤيا 2: 5)؛ 2- سميرنا: "كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (الرؤيا 2: 10)؛ 3- برغامس: "فتب وإلا فإني آتيك سريعا" (الرؤيا 2: 16)؛ 4- ثياتيرا: "وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله" (الرؤيا 2: 23)؛ 5- ساردس: "كن ساهرا وشدد ما بقي" (الرؤيا 3: 2)؛ 6- فيلادلفيا: "تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك" (الرؤيا 3: 11)؛ 7- لاودكية: "إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبه. فكن غيورا وتب" (الرؤيا 3: 19) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

هذه تسمعها واقفًا بخزي مطرقًا إلى أسفل وفي وقوفك يأتي إلى أذنيك صوت الفرح والابتهاج، وتعرف صوت كل واحد من رفقائك فحينئذ تتنهد تنهدأ مرًا قائلًا: ويلي أنا الشقي كيف عدمت هذا المجد وتميزت عن رفقتي، كنت معهم طول أيام حياتي والآن إنفصلت عنهم...

لا تنخدعوا يا إخوتي الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد، فمن يزرع لجسده يحصد هوانًا، ومن يزرع الروحيات يحصل حياة خالدة...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

"في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في المبيتات مرارًا كثيرة، من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة ثلاث مرات ضربت بالعصي، مرة رجمت، ثلاث مرات إنكسرت بي السفينة، ليلًا ونهارًا قضيت في العمق، بأسفار مرارًا كثيرة، بأخطار سيول... بأخطار لصوص، بأخطار من جنسي، بأخطار الأمم، بأخطار في المدينة، بأخطار في البَر، بأخطار في البحر، بأخطار من إخوة كذبة، في تعب وكد في اسهار مرارًا كثيرة، في جوع وعطش، في أصوام مرارًا كثيرة، في برد وعري عدا ما هو دون ذلك التراكم عليَّ كل يوم، الاهتمام بجميع الكنائس..." (2 كو 11: 24-32).

 

لا يخفق قلبكم للاهتمام بالعالم، فلنسع من أجل الحاجة لا من أجل التنعم، ولنرض بالقوت الكافي. إن رمتم التنعم والاستكثار فسيكون تعبكم شاقًا وجريكم لا ينقطع وغمكم لا ينتهي وحياتكم مثقلة بالاهتمام - يا إخوتي إن الحاجة إنما هي إلى شيء واحد كما قال الرب، وهذه الأشياء يجب أن نبذل فيها اليسير من همنا من أجل حاجة الجسد، أما هذه الفضائل فيجب أن نصنعها بلا فتور من أجل خلاص النفس، لأنه ليس شيء أغلى قدرًا من خلاص النفس، فمن أجلها يا إخوتي فلنهتم ولنستعد كل يوم ولا نفني زماننا في الاهتمام بالجسد، لكن إذا جاع الجسد وطلب طعامًا تذكر أنت أن النفس تطلب حاجتها، وكما أن الجسد إن لم يتناول خبزًا لا يستطيع أن يعيش كذلك النفس إن لم تتغذَّى بالحكمة الروحانية فهي مائتة.

أتشاء أن تسمع عن المحبين للمسيح والسالكين في الطريق الضيق اسمع الرسول قائلًا: في كل شيء نظهر ذواتنا كما يليق بخدام المسيح، بصبر كثير وغم، بشدائد، بضيقات، بجراحات، بحبس، باضطرابات، بأتعاب، بأسهار، بأصوام...

فلنتب زمانًا يسيرًا ولنملك إلى الأبد... ليكن المزمور كل وقت في فمك، ما دام لنا أوان التوبة فلنداوه بالعبرات، وقت التوبة قليل وملك السموات لا نهاية له.

نحن نطوب القديسين ونتوق إلى أكاليلهم ولا نشاء أن نثابر في جهادهم، هل تظنون أنهم كللوا بغير أتعاب وأحزان... أية راحة كانت للقديسين في هذا العالم، بعضهم ضربت أعناقهم، آخرون ذاقوا السخرية والاستهزاء، دفعوا للسياط والقيود

والحبس، رجموا - نشروا وماتوا بحد السيف، طافوا بجلود غنم وبجلود معزَى، معوزين مذلين... قوم لم يستحقهم العالم تائهين في البراري والجبال والمغائر وشقوق الأرض... وفي سرور إحتملوا كل هذه وما شابهها إذ كانوا ينظرون إلى الخيرات المحفوظة في السموات التي لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولم تخطر على قلب بشر التي أعدها الله الذين يحبونه...

الويل للمتواني لانه سيطلب الزمان الذي أضاعه عبثًا ولا يجده.

فلنتعب إذن يا اخوتي أنفسنا في كل عمل صالح ولنعزي ذواتنا ولنعظها ولينير الواحد نفس الآخر... ولىكن حديثنا عن الدينونة وعن أعتذارنا ولنتأمل كيف تدرج السماء كالدرج، وكيف تنشر النجوم كورق التين، وكيف تفنى الشمس والقمر... وكيف تضطرب قوات السماء... كيف تتجاوب أصوات الأبواق، كيف تُفْتَح القبور، كيف ينهض الراقدون كما من نوم، كيف يبادر القديسون إلى الاستقبال، كيف يؤهل المستعدون إلى الدخول...

لنطلب يا إخوتي الملك الذي لا نهاية له ولا انقضاء، لنطلب ذلك الفرح الدائم فنكون مع المسيح الذي له المجد من الآن وإلى الأبد آمين.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

والآن إذ أقبلت إلى الله تائبًا ونادمًا اعترف بخطاياك أمام الكاهن وتناول من الخبز السمائي، وتأمل بابتهاج في ميمر فرح التائبين الذي به نختم ميامر الدموع، لأن الذين يزرعون بالدموع بالفرح يحصدون، ولأن ثمر الروح فهو محبة. فرح. سلام...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/youssef-habib/tears-of-repentance/be-vigilant.html

تقصير الرابط:
tak.la/b628hyk