St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   sts-sarabamon-dedemos
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - مليكة حبيب يوسف، يوسف حبيب

4- الأنبا سرابامون في الإسكندرية واستشهاده

 

وأمر أريان بطرح القديس على آلة التعذيب وأن يضربوه بأعصاب البقر إلى أن سال دمه على الأرض ثم احتكم إلى الملك وكتب عن كل ما حدث وعن المتاعب التي سببها له القديس.

وسلم الخطاب إلى أوريون Orion وثمانية جنود وأعد لهم مركبًا. وأركبوا الطوباوي الأنبا صرابامون ويداه ورجلاه مربوطة، وألقوه في المركب، وأبحروا في اتجاه النهر إلى أن دخلوا مدينة الإسكندرية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وحينئذ أركبوه السفينة وأبحروا مسافرين ليلًا ونهارًا إلى أن وصلوا إلى مدينة أنطاكية؛ فنزلوا إلى البر مع الطوباوي الأنبا صرابامون. وذهبوا لمقابلة الملك وسلموه خطاب الحاكم.

ولما رأى الملك دقلديانوس الأنبا صرابامون، صر بأسنانه ضده قائلًا: "أيها الكافر أأنت الذي تحتقر أوامر الملوك؟ بروح آلهتي السبعين! سوف أصنع بك ما يروق لي. لماذا سببت كل هذه الآلام لأريان الحاكم؟ ما كان عليك سوى أن تفعل شيئًا واحدًا، تذبح للآلهة الذين خلصوني من العدو".

St-Takla.org Image: Head from a statue of Roman emperor Diocletianus (Gaius Aurelius Valerius Diocletianus, Diocletian, Dekledianos) (284-305 AD.) ), Istanbul Archaeological Museum, Turkey, room 6, photo by Giovanni Dall'Orto. صورة في موقع الأنبا تكلا: رأس دقلديانوس الإمبراطور الروماني (جايوس أوريليوس فاليريوس ديوكلتيانوس) (244-311)، متحف استانبول، حجرة 6، تركيا، تصوير جيوفاني ديلورتو.

St-Takla.org Image: Head from a statue of Roman emperor Diocletianus (Gaius Aurelius Valerius Diocletianus, Diocletian, Dekledianos) (284-305 AD.) ), Istanbul Archaeological Museum, Turkey, room 6, photo by Giovanni Dall'Orto.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رأس دقلديانوس الإمبراطور الروماني (جايوس أوريليوس فاليريوس ديوكلتيانوس) (244-311)، متحف استانبول، حجرة 6، تركيا، تصوير جيوفاني ديلورتو.

فرد الطوباوي الأنبا صرابامون وقال للملك: "أعلم إني لن أطيع أمرك ولا أمر الحاكم أريان الموت لك ولآلهتك الكاذبة؛ ليتك تحترق معها! أنهم منذ سنة وستة شهور وهم يعذبونني أمام المحكمة، وحتى الآن قد أعانني ربي يسوع. ولك أن تصنع بي ما تشاء".

فأمر الملك أن يضربوه على وجهه ويضعوه على آلة التعذيب فيعذبه أربعة جلادون؛ اثنان من كل جانب إلى أن يسيل دمه على الأرض.

ولما رأى الملك أن القديس لم يصبه أذى. أمر أن يُنَادَى في كل المدينة للاجتماع في مكان المجمع. ثم أرسل أمرًا أن يحضروه ويلقوه في الحلبة عند مكان الاجتماع وأطلقوا عليه وحوشًا ضارية. لكنه صلى قائلًا: "يا ربي يسوع المسيح، اسمعني اليوم، أنت الذي نزلت في بطن العذراء القديسة مريم؛ أنت الذي خلصت دانيال من فم الأسود؛ أنت الذي خلصت سوسن بينما كانوا يجرونه لكي يهلكوها؛ أنت الذي خلصت دانيال من الأشرار. الآن يا ربي يسوع المسيح، اسمعني وسط هذه الحيوانات المفترسة".

وأطلقوا الأسد. فلما وصل الأسد إليه نظر إلى وجهه، ولما رآه يضيء بنعمة الله، سجد خاضعا وقبل قدميه وعاد إلى قفصه. وأطلقوا دبًا؛ ففعل مثله. فلما رأى الملك ما حدث أطلق ضده نمرًا من نوع مفترس ولكن النمر حينما نظر إلى الأنبا صرابامون سجد وخضع له؛ ثم ربت على كتفيه وبقى طويلًا يلعق بفمه ثم عاد إلى مكانه.

فلما رأى كل الجمع هذه الأعجوبة، صرخوا بصوت واحد قائلين: "نحن مسيحيون ونقول ذلك بحرية علانية "فاضطرب الملك وأمر بأن يأخذوا الناس خارج المدينة ويقطعوا رؤوسهم بالسيف.فأكملوا شهادتهم وأخذوا الإكليل الذي لا يفسد بسلام آمين.

وبعد ذلك كتب الملك الحكم على الطوباوي الأنبا صرابامون وكذلك التقرير:

"انا دقلديانوس الملك، أكتب لأريان حاكم جنوب مصر. كنت قد أرسلت إلى صرابامون - وتحققت أنه يصنع أعمالا سحرية، لأني أطلقت ضده الحيوانات المفترسة فسحرها. ولذلك فحينما يأتون به إليك، عذبه حتى الموت وأقتله".

وأعطى الخطاب لأوريون وللجنود الآخرين بصحبته. فأركبوا الأنبا صرابامون إلى أنطاكية وأبحروا معه إلى مصر. وبعد بضعة أيام وصلوا إلى مدينة الإسكندرية ثم وجدوا مركبًا صغيرًا فأركبوا القديس فيه وأبحروا معه إلى الجنوب. ولما وصلوا أمام مدينة بشاتى، تركتهم الريح. وفي منتصف الليل استيقظوا ليجدوا أنفسهم عند البر الشرقي.

وقام أوريون وذهب إلى مدينة بشاتي، وأحضر موظفي الحاكم لكي يكونوا شهودا لقضية أنبا صرابامون، ويكتبوا له، خوفًا من أن يقال أنه أخذ فضة وأطلق سراحه. وعند شمال مدينة بشاتي قطعوا رأسه في حضور سكان المدينة؛ وكان كل واحد يلقي ملابسه على جسده. وحينما قطع أوريون رأسه أكمل شهادته في اليوم الثامن والعشرين من شهر هاتور بسلام الله. بركته المقدسة فلتكن مع جميعنا إلى الأبد آمين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/youssef-habib/sts-sarabamon-dedemos/alexandria.html

تقصير الرابط:
tak.la/n53bff4