St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   seven-deacon-ranks
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سبع الرتب الكنسية للشماسية - يوسف حبيب

9- الفصل الثامن: مناقشة المسائل الرئيسية

 

صور من الماضي

ننقل اليك صورًا رائعة عما كان عليه الشمامسة قديمًا ومدى إلمامهم بالقوانين وسداد مشورتهم إذا ما تعقدت الأمور وقدرتهم على عرض أحوال البيعة ومناقشة المشاكل الدينية وإبداء الرأي وسلامة مواقفهم من الهوى.

 

ومن ذلك:-

(1) حدث شقاق بعد نياحة أنبا ثيؤدورس البطريرك الخامس والأربعين (رُسِم سنة 727م) بين كنائس الإسكندرية وباقي الكهنة في القطر المصري في مَنْ يخلفه واجتمع مجمع الأساقفة واستحضروا أنبا موسى أسقف أوسيم والأنبا بطرس أسقف مريوط، فجاءا بالأنبا موسى محمولًا نظرًا لضعفه وعدم قدرته على ركوب الحيوانات وأتى الأنبا بطرس راكبًا دابة. وحضرا إلى المجمع ورأيا المناقشات الحادة التي تجري فيه، وانقضى النهار ولم تتفق الآراء على أحد. فلما كان نصف الليل استيقظ أحد الشمامسة مع الأنبا موسى وقال له أعرف إنسانًا يستحق الانتخاب دون غيره فسأله عنه فأجابه هو القس خائيل بدير القديس مكاريوس وهو إنسان فيه روح الله ومشهور بالتقوى والعلم، فصرخ الأنبا بطرس وقال هذا الشماس تكلم بروح المسيح وفي الغد عند ما ذكر اسم هذا القس أجمعت الآراء على انتخابه وأقيم باحتفال عظيم في 17 توت سنة 739م.

 

St-Takla.org Image: Archive photograph illustrating the Antiphonal method with two choruses (of deacons); one in the north side, and another in the south side. صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة أرشيفية توضح أسلوب الأنتيفونا لخورس بحري وخورس قبلي للشمامسة.

St-Takla.org Image: Archive photograph illustrating the Antiphonal method with two choruses (of deacons); one in the north side, and another in the south side.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة أرشيفية توضح أسلوب الأنتيفونا لخورس بحري وخورس قبلي للشمامسة.

(2) صورة أخرى يرسمها لنا التاريخ فيحدثنا أنه بعد نياحة البابا مينا الأول البطريرك السابع والأربعين (رسم سنة 967م)، إجتمع الأساقفة لإختيار خلف له وذكروا عدة أسماء وأقاموا عدة أيام حتى ينتخب الرب المدعو لهذه الخدمة. وكان آباؤنا إذا اجتمعوا للإتفاق على إقامة البطريرك يكتبون أسماء كثيرة في بطاقات صغيرة ويضعونها على الهيكل ويصلي الأساقفة والكهنة والشعب الأرثوذكسى إلى الرب بنية خالصة ويصيحون كيريالايسون ثم يجعلون غلامًا صغيرًا يمد يده ليأخذ بطاقة من جملة البطاقات، فالذي يخرج اسمه يقدمونه بطريركًا.

فلما فعلوا ذلك كان ببيعة القديس مار مينا قس اسمه يوحنا تلميذ للبابا خائيل فذكره لهم شماس كبير معددًا فضائله فكتبوا اسمه وصلوا وفعلوا كما تقدم ذكره ثلاث دفعات فخرج اسمه في الثلاث مرات والجميع يتعجبون ويقولون حقًا مستحق فقدموه على الكرسي.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

(3) ولا شك أن أول الشمامسة القديس اسطفانوس كان يمتاز بجرأة في الحق وشجاعة نادرة فهو المثل الأعلى في الشجاعة والشهادة للحق فيذكر (سفر الاعمال 6) عنه"... ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به، حينئذ دسوا كرجال يقولون اننا سمعناه يتكلم بكلام تجديف على موسى وعلى الله وهيجوا الشعب والشيوخ والكتبة فقاموا وخطفوه وأتوا به إلى المجمع... يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائمًا تقاومون الروح القدس كما كان آباؤكم كذلك أنتم... فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه...".

وحذا حذوه في البيعة كثيرون من الشمامسة فسجلوا لهم مواقف ممتازة في الشهامة والجرأة والدفاع عن الحق غير مبالين بما يحيق بهم بل ناظرين إلى رائدهم الشهيد العظيم اسطفانوس الذي استشهد في سبيل الحق...

نعم، حرىَ بنا أن لا نتذرع بالصمت في الوقت الذي ينبغي فيه أن نهب وننادى بالحق فإن المسيحية لا تُسَلَم بالجبن والسكوت إذا كانت الأمور تجري على نحو لا يرضي الله.

فها هو الشماس مرقس في القرن السابع(21) يذكر في قصته أنهم لما أقاموا الشماس جرجس قسًا وألبسوه ظانين أنهم يقيمونه رئيسًا للأساقفة في ذلك الأسبوع يريدون بذلك أن يعملوا أعمالًا مخالفة للقانون باتمام الرسامة في غير يوم الأحد، صرخ رئيس الشمامسة مرقس في وسط مذبح الله مسوقًا بالروح القدس قائلًا: "لا يحق أن نعمل أمرًا مخالفًا لقوانين الكنيسة لكن لننتظر حتى يوم الأحد".

...وكان جرجس يقول: "اعطونى كرسي رياسة الأسقفية لأجزل لكم الأموال". ولما سمع الأساقفة والجمع ذلك قطعوه قائلين: "لتكن فضتك معك للهلاك لأنك أردت أن تقتنى موهبة الله بدراهم، وهكذا قطعهُ الأساقفة وجعلوه غريبًا عن الكهنوت وتم فيه المكتوب "فتح حفرة فسقط في الهوة التي صنعها".

وهكذا أبطلت رسامة الشماس جرجس الذي تملك القسيسية وقرر مجمع الاساقفة تجريده من الرتب الكهنوتية بعد ما دبر ليكون رئيسًا للأساقفة.

هكذا كان موقف هذا الشماس الجريء في الحق مرقس. لقد كان مركزه حرجًا لأن الشماس الآخر المُسَمَّى جرجس كان يعاونه بعض الاساقفة وكانت المراسيم تجري داخل الكنيسة لسيامته قسًا وتمت رسامته بالفعل... وألبسوه الإسكيم ونودى في الكنيسة أنه في الغد يرسم بطريركًا وكان الشعب على وشك مجابهة الأمر الواقع...

لم يهب الشماس الموقف ولم يخش مما قد يتعرض له، لكنه في وسط الكنيسة وفي وسط الجمع الزاخر وفي حضرة الأساقفة وبعد رسامة الشماس قسا صرخ معلنا أن لا يجب أن تتم أية رسامة تخالف القوانين الكنسية... وان قصصًا كثيرة في الأجيال السابقة عن جرأة في الحق فائقة في التمسك بالقوانين –بعد الرسامة أيضًا- لا نرى محلا لذكرها.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(21) عن المخطوطة القبطية رقم 62 بمكتبة الفاتيكان لناشرها E. Porcher.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/youssef-habib/seven-deacon-ranks/main-issues.html

تقصير الرابط:
tak.la/wvda5w7