محتويات: (إظهار/إخفاء) |
شروط إقامته طقس الرسامة وصية الأناغنوستيس أحكام منوعة شهادة كنسية للقارئ |
كل الخدمات الكنسية يقوم بها الخدام الرسميون للكنيسة، طبقًا لشروط رتبتهم والتزاماتها بعد إستيفاء جميع ما يجب توفره فيمن يرسمون.
وأول رتب الشماسية هي القارئ (الأناغنوستيس) ومنها يتدرج إلى الرتب الأعلى إذا كان كفؤًا لها كما يتضح ذلك من طقس سيامة الأناغنوستيس نفسه حيث يذكر فيه:"... لكي من جهة نموك الصالح واقبالك في هذه الدرجة ينتظروا فلاحك فيعطون عنك تزكية وتقدم إلى الدرجة التي هي أعلى من هذه لكي يفتخر بك الذين قدموك في الوسط إذ حسنًا يزكونك، ويشهدون بجودك في كل زمان بالمسيح يسوع ربنا...".
وهكذا سارت الكنيسة منذ القرون الأولى فالقديس البابا الكسندروس 19 بعد أن تعلم علوم البيعة وحصل على جانب عظيم من المعرفة والغيرة والنشاط، رسم أغنسطسًا ثم رسمه البابا ثيؤناس شماسًا والبابا بطرس خاتم الشهداء قسًا... وأخيرًا رُسِمَ بطريركًا.
وفي تاريخ القديس غريغوريوس الراهب الذي تعيد له الكنيسة في يوم 24 توت ذكر أن والديه فقهاء في علوم البيعة وقدماه للأسقف فجعله شماسًا صغيرًا، وطلبا منه أن يتزوج فَأَبَى ذلك ورسموه بعد ذلك شماسًا كاملًا.
والقديس أرسانيوس الكبير معلم أولاد الملوك كان أغنسطسًا ثم رقى شماسًا.
وهكذا شأن سائر الآباء كانوا يتدرجون من رتبة إلى رتبة ومنهم من ابتدأ برتبة القارئ... ووصل إلى رتبة رئيس الأساقفة.
لا بُد أن تتوفر جملة شروط فيمن يقام أغنسطسًا قررها الرسل أنفسهم، وليست مهمته في الكنيسة تنحصر في القراءة فحسب لكن عمله أكبر وأهم من ذلك.
يقول الرسل: ليقم الأغنسطس بعد أن يجرب أولًا ألا يكون كثير الكلام... ويكون له سيرة حسنة محبًا للخير... ويسرع المضى إلى المجامع التي تذكر فيها الربوبية ويكون طائعًا ويقرأ جيدًا ويعرف أن موضع القارئ أن يعمل بما يقرأه فالذي يملأ سمع آخرين ألا يجب له أن يعرف ما يقوله. ألا تكتب هذه خطية أمام الله؟(22).
أيضًا من طقس الرسامة تظهر لنا بكل وضوح الشروط الواجب توفرها فيمن يرسم قارئًا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إذا قدم الذي يصير أغنسطسًا (قارئًا) فليقم بغير تونية أمام المذبح ورأسه مكشوف محنى العنق والأسقف واقف على درج المذبح. والذين قدموه إلى الوسط يضربون عنه المطانية فيقول لهم الأسقف أتشهدون أنه مستحق لهذه الرتبة بالحقيقة فيقولون شاهدين نعم يا أبانا هو مستحق.
بعد هذا يأخذ الأسقف مقصًا وتُعمل خمسة صلبان(24) واحد في وسط الرأس وأربعة في جوانبها، ويقول الثالوث المقدس ويرفع البخور ويقدم صلاة الشكر وصلاة البخور ويضيف إليها هذه الصلاة ووجهه للغرب:
"نسأل ونطلب إليك أيها السيد الرب ضابط الكل إقبل إليك عبدك (عبيدك) فلان أغنسطسًا في بيعتك. وفهمه حقوقك وهب له مخافة عبوديتك أجعله مستحقًا أن يلمس الأواني ويكون أغنسطسًا مكرمًا أمامك. لكي يفوز بتحننك مع الذين أرضوك منذ البدء. لأن الرحمة كائنة في إرادتك، وينبغي لك الإكرام من كل أحد والسجود، أيها الآب والأبن والروح القدس الآن...
ثم يقول هذه الصلاة ووجهه إلى الشرق:
"الله الكبير الغني في مواهبه الذي أنعم على بيعته بالرتب وأقامها فيها من قبل درجة هذه الخدمة وعبدك (فلان) هذا الذي دعوته للأغنسطسية تفضل املأه من كل حكمة ومن كل فهم ليتلو أقوالك الإلهية والأغسطسية. إحفظه في عباداتك بغير لوم كمله في مواهبك غير المنتقلة بتحننك مع إبنك الوحيد والروح القدس الآن... إلخ...
ثم يلتفت إلى الغرب ويمسك صدغيه ويقول:
"اللهم العظيم مُحِب البشر ممسك الكل بيديه الفائض روحه على كل أحد، الذي كل شيء قائم بسلطانه. أظهر وجهك على عبدك (فلان) القائم أمامك، الذي قدموه لينذر بأقوالك المقدسة التي لعهدي العتيقة والحديثة، ويكرز بأوامرك لشعبك ويعلمهم كلامك الطاهر الذي من جهته خلاص نفوسهم ونجاتهم. نعم يا رب أظهر له بيانك. أضئ عيني قلبه بنور وصاياك. هب له قلبًا متواضعًا لكي يقرأ ويدرس فيها بنيانًا لسامعيه. مجدًا وإكرامًا لملكوتك أيها الآب والابن والروح القدس الآن... إلخ.(25).
ثم يلتفت شرقًا ويمسك صدغيه ويقول:
"السيد الرب الله ضابط الكل الذي سبق أن يعرف عدد أصفيائه في كل العالم وسبقت أن تدعوهم. الذي إصطفى عزرا عبده وأعطاه حكمةً ليقرأ ناموسك لشعبك، أنت الآن أيضًا إصطفيت عبدك (فلان) هذا الذي يرسم أغنسطسًا. إمنحه حكمة وروح البنوة ليتلو أقوالك المقدسة لشعبك بسيرة بغير لوم، بنعمة ومحبة البشر التي لأبنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي... إلخ...
ثم يُقَبِل المذبح ويد الأسقف والحاضرين ويتناول من الأسرار المقدسة.
"يا بني هذه أول درجة... التي دخلت إليها فيجب عليك أن تتعلم واحدًا فواحدًا من فصول الكتب المقدسة أنفاس الله التي أؤتمنت عليها كي تعظ بها الشعب. لأن هذا أمر عظيم يحتاج من ينتصب له أن يكون كالمصباح المضئ على المنارة، لكي تملأ مسامع سامعيك مما تقرأ عليهم. ولتكن أنت غير مجرب، لكن أذكر في كل حين كلام الرب إذ يقول: فليفهم القارئ. لكي من جهة نموك الحسن وتقدمتك في هذه الدرجة وينظرون نجاحك فيزكونك ويقدمونك إلى الدرجة العالية الأفضل من هذه. وليفتخر بك الذين قدموك في الوسط لكونهم يزكونك حسنًا بكل زمن كالعادة بالمسيح يسوع ربنا. هذا الذي من قبله... إلخ.
ومجمل القول مما سبق أن الأغنسطس يجب أن يقوم بالآتي:
(1) عليه أن يعرف حقوق الرب ويعبده بمخافة.
(2) لا يقرأ فحسب بل يفهم ما يقوله ويعمل به ويكون عابدًا لله بغير لوم.
(3) يعكف على الوعظ والتعليم ومواصلة دراسة أقوال الله.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
* أغنسطس إذا سرق فليخرج لأجل غلظة الذي فعله ويقيم سنة لا يقرأ... ومن بعد ما يقرأ أيضًا لا يقام على الدرجة الثانية بل يقيم في درجته إلى يوم موته لأن الذي وجد في غلطة –وهو في الدرجة الأولى لا يجب أن يؤتمن على الثانية" (المجموع الصفوي ص 71 - قوانين القديس باسيليوس).
* ليقف الأغنسطس في الوسط على موضع عالٍ وليقرأ من كتب العتيقة من كل كتاب... (المجموع الصفوي الباب الثامن).
* صرحت الكنيسة لأصحاب الرتب أقل من الشماس (الذياكون) بالزواج مرة أخرى. قال الرسل في قوانينهم "أما الأغنستيون والمرتلون إذا ما دخلوا وأرادوا أن يتزوجوا فيتزوجوا – (ص 72 المجموع الصفوي).
والقديس باسيليوس يقول: "فإذا ماتت زوجة أغنسطس أو مرتل أو قيم فهم محلولون أن يتزوجوا (قانون 55 باسيليوس).
نشرت مجلة الكرازة الغراء في عددها الأول اقتراحًا بأن تُعْطَى شهادة للأغنسطس، وهذا الاقتراح بلا شك نافع ومفيد وهام جدًا إذ ينبغي لكل كنيسة أن يكون لديها سجل خاص بكل الرسامات فتعرف حالة أبنائها المرسومين قراء، حتى إذا أريد تزكيتهم إلى الرتبة الأعلى تستطيع أن تقوم بدورها نحو تزكيته حسب مقتضى القوانين.
ونأتي هنا بصورة الشهادة التي صممتها الكرازة وهي كالآتي:
شهادة
باسم الآب والابن والروح القدس اله واحد آمين
في يوم... سنة... م. الموافق... سنة... ش.
تمت سيامة الابن المبارك... بن... أناغنوستيس في كنيسة...
ببلدة... إيبارشية...
وقد منحناه هذه الشهادة لممارسة عمله في القراءة والتعليم وخدمة الكنيسة كطقسه.
داعين له بدوام النمو في معرفة ربنا يسوع المسيح.
إمضاء المطران أو الأسقف
سجلت برقم... بتاريخ... صاحب الشهادة
_____
(22) انظر (المجموع الصفوي الباب الثامن ص 69).
(23) عن كتاب ترتيب قسمة الكهنوت.
(24) تشير إلى جراحات السيد الخمسة.
(25) يَتَبَيَّن مما توضح أن عليه واجبًا خطيرًا وهو الوعظ والتعليم من العهدين القديم والجديد ومواصلة دراسة كلام الله بإتضاع.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/seven-deacon-ranks/reader.html
تقصير الرابط:
tak.la/yz3gpar