1- فكرة الثالوث القدوس لم تؤخذ من الديانات الوثنية.
2- نحن نؤمن بالثالوث، وفي نفس الوقت بإله واحد.
3- لماذا لم تُذكر كلمة ثالوث في الأناجيل.
4- عقيدة الثالوث موجودة قبل مجمع نيقية المسكوني.
وسنتناول الآن هذه النقاط بالتفصيل:
المعروف أن العقائد الوثنية تؤمن بتعدد الآلهة وليس بالثالوث.
فقدماء المصريين كانوا يؤمنون بعدد كبير من الآلهة، تحت قيادة (رع ) إله الشمس، وليس بثلاثة آلهة. وحتى في قصة إيزيس وأوزوريس وابنهما حورس ، كان هناك ابن آخر هو (ست) الإله الشرير. وهكذا كانوا أربعة آلهة ولم يكونوا ثلاثة أو ثالوثًا.
واليونان كانوا يعبدون آلهة كثيرين (أع 17: 16، 23). وكان زيوس هو كبير الآلهة. والرومان أيضًا كان لهم الكثير من الآلهة تحت قيادة جوبتر Jupiter كبير الآلهة. وما كانوا يعبدون ثالوثًا أو ثلاثة آلهة.
والآلهة الوثنية كانت تجمع الكثير منهم قصص زواج وتوالد جسداني.
الأمر الغريب عن العبادة المسيحية والثالوث القدوس. فمثلًا في الديانة المصرية القديمة أوزوريس تزوج إيزيس ، وأنجب منها حورس وست. وفي مثل هذا الاعتقاد يوجد تفاوت في السن بين الابن، والأب، والأم. ما دام الابن أصغر، إذن مرّ وقت لم يكن فيه موجودًا. وهذا لا يتفق مع الألوهة، ولا يتفق مع الأزلية. وكله غريب تمامًا عن عقيدة الثالوث في المسيحية التي لا يوجد فيها زواج ولا تناسل جسداني، حاشا...
وفى العقائد الوثنية آلهة تمثل صفات معينة، أو بعضًا من الطبيعة.
فمثلًا الآلهة (فينوس) هي آلهة الجمال، بينما (مارس) هو إله الحرب. (وأوزوريس) هو إله الموتى. و(رع) هو إله الشمس، ويعوزنا الوقت إن أحصينا صفات أو وظائف الآلهة. أو إن تحدثنا عن إله الخير، وإله الشر. وعبادة النار وعبادة الأرواح، وعبادة (فرعون) كإله..!
ومن غير المعقول أن تقتبس المسيحية عقيدة من الوثنية.
بينما الوثنية حاربت المسيحية، والمسيحية حاربتها حتى الاستشهاد.
وبخاصة أن المسيحية نادت بالتوحيد منذ نشأتها، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وحتى قانون الإيمان الذي قرره مجمع نيقية المسكوني سنة 325 م.، والذي وضحت فيه عقيدة التثليث، يبدأ بعبارة [بالحقيقة نؤمن بإله واحد].
ونحن حينما نقول "باسم الآب والابن والروح القدس" نقول بعدها (إله واحد، آمين). والسيد المسيح حينما قال "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"، استخدم عبارة "باسم" وليس "بأسماء"، لأن الثلاثة واحد. والقديس يعقوب الرسول يقول في رسالته "أنت تؤمن بإله واحد، حسنًا تفعل. والشياطين أيضًا يؤمنون ويقشعرون" (يع 2: 19). والقديس يوحنا يقول "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو5: 7).
ومع أن شهود يهوه -في تحريفهم للكتاب المقدس- ينكرون هذه الآية، إلا أن آيات أخرى تثبتها.
فالابن (الكلمة - اللوجوس) يقول "أنا والآب واحد" (يو10: 30). ويقول "أنا في الآب، والآب فيَّ" "من رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9، 10). وهذا طبيعي، لأنه إن كان الابن هو "حكمة الله" (1كو1: 23، 24). وإن كان باعتباره اللوجوس هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل، فالله وعقله ونطقه كيان واحد.
كذلك ما دام الروح القدس هو روح الآب (مت 10: 20)، وهو "روح السيد الرب" (أش 61: 1)، وهو "روح الله" (أع5: 3، 4)، إذن الله وروحه كيان واحد.
وهكذا فإن الله يقول "أسكب من روحي على كل أحد" (يو2: 28). ويقول له المرتل في المزمور "أين أذهب من روحك..؟!" (مز139: 7). هل ترى نستطيع أن نفصل الله عن روحه؟! مستحيل بلا شك. إذن الله وروحه واحد.
وما دام الآب والابن واحد، والله وروحه واحد، والابن والروح واحد لأن الروح القدس هو روح الابن أيضًا (غل 4: 6)، روح المسيح (1بط1: 11). إذن الثلاثة واحد.
يقول شهود يهوه إن كلمة (ثالوث) لم ترد في الأناجيل. فلماذا؟
والجواب هو أن الآباء الرسل نادوا بالمسيحية وسط الأمم، في عالم وثنى ينادى بتعدد الآلهة. فكانوا يتحاشون كلمة ثلاث أو ثالوث. ولكن يوحنا الرسول، وهو آخر من عاش من الرسل، استخدم هذه العبارة في قوله "وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو 5: 7).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/watchtower/reply.html
تقصير الرابط:
tak.la/2ac3pa6