شرحنا معتقدهم في المقال السابق هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت. والآن نتابع الرد عليهم.
1- لا شك أن اعتقادهم بالموت الكلى للإنسان، بما في ذلك الروح والنفس، قد أخذوا هذه العقيدة من أساتذتهم السبتيين الأدفنتست، كما يظهر ذلك بكل وضوح في كتاب السبتيين "ماذا وراء الموت".
2- ومما يدل على أن تعليمهم هذا ضد الكتاب المقدس، وضد تعليم السيد المسيح الذي يدعونه "المعلم الأعظم" و"أعظم إنسان" أن السيد المسيح ردّ على عقيدة الصدوقيين المماثلة وأفحمهم بقوله "أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل: أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. ليس الله إله أموات، بل إله أحياء" (مت 22: 31، 32). أي أن إبراهيم وإسحق ويعقوب -على الرغم من موتهم- كانوا لا يزالون أحياء. لأن أرواحهم لم تمت بموت الأجساد...
3- وفي سفر الرؤيا نرى أن هناك من ماتوا. ومع ذلك لا تزال نفوسهم حية تدرك وتتكلم وتسمع. ومن أمثلة ذلك قول القديس يوحنا الرائي في (رؤ 6: 9- 11): "ولما فتح الختم الخامس، رأيت تحت المذبح نفوس الذين قُتِلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم. وصرخوا بصوت عظيم قائلين: حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضى لنا وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟ فأعطوا كل واحد ثيابًا بيضًا، وقيل لهم أن يستريحوا زمانًا يسيرًا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وأخوتهم أيضًا العتيدين أن يقتلوا مثلهم".
هؤلاء قد قتلوا وماتوا. ومع ذلك لا تزال نفوسهم حية تدرك، وتصرخ بصوت عظيم وتطلب حقها. والله يرد عليهم ويطلب إليهم الانتظار. وهم يقتنعون بذلك. أليس هذا ردًا واضحًا على شهود يهوه أن النفوس لا تموت بموت الأجساد! وأنها تحس وتدرك وتتكلم وتسمع، بعكس تعليم شهود يهوه.
4- مثال آخر في سفر الرؤيا. إذ يقول الرائي في (رؤ 20: 4) "ورأيت عروشًا فجلسوا عليها وأعطوا حكمًا. ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله، والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم. فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة". إذن كل هذه النفوس لم تمت وينتهي الأمر.
5- نقطة أخرى من سفر أيوب حيث يقول "وأما أنا فقد علمت أن وليي حي، والآخر على الأرض يقوم. وبعد أن يفنى جلدي هذا، وبدون جسدي أرى الله.." (أى 19: 25، 26) هنا يفرق أيوب ويميز بين النفس والجسد. وإذا به -بدون جسده- يرى الله، أي بروحه التي لا تموت بموت جسده. بل تبقى حية بعد أن يفنى جلده.
6- وفي رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس في (أف 4: 8، 9)، يقول إن السيد المسيح قد نزل إلى أقسام الأرض السفلى، وسبى سبيًا. وأخذ تلك النفس وأدخلها إلى الفردوس، إذ صعد إلى العلاء. ولم يقل الكتاب إنه انتظر إلى يوم القيامة حتى يرد تلك النفوس.
7- وفي (2 تى 1: 10) إذ يتكلم القديس بولس الرسول عن "النعمة التي أعطيت لنا من المسيح يسوع" يقول إنها "أُظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت، وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل".
هنا يتكلم عن الخلود وإبطال الموت بالنعمة.
8- بل أن سفر الرؤيا يتحدث عن الذين يترنمون بترنيمة جديدة، وقد رآهم فيقول في (رؤ 14: 2-4): "وسمعت صوتًا كصوت ضاربين بالقيثارة يضربون بقيثاراتهم. وهو يرنمون كترنيمة جديدة أمام العرش وأمام الأربعة حيوانات والشيوخ (القسوس). ولم يستطع أحد أن يتعلم الترنيمة إلا المئة والأربعة والأربعون ألفًا الذين اشتروا من الأرض. هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء لأنهم أطهار".
9- أما محاولتهم إثبات موت النفس مما ورد في سفر حزقيال النبي في (حز 18: 4) "النفس التي تخطئ هي تموت". فليس المقصود هنا النفس بمعنى العنصر الذي يعطى الحياة للجسد (Soul) كما قيل في سفر اللاويين "إن نفس الجسد هي في الدم" (لا 17: 1). بمعنى أن الإنسان يموت وتخرج نفسه منه، حينما يُسفك دمه.
بل المقصود بكلمة نفس في (حز 18: 4) الإنسان كله.
أي الإنسان كله يحكم عليه كله بالموت في حالة الخطية.
والأدلة كثيرة على أن كلمة النفس تعنى أحيانًا الإنسان كله، كما سنرى.
قول الكتاب عن أسبوع الفطير الذي يبدأ بالفصح "كل من يأكل مختمرًا، تُقطع تلك النفس من شعبها" (خر 12: 19). فالمقصود هنا قطع الإنسان كله من الشعب، أي فصله من جماعة المؤمنين، وليس المقصود قطع النفس بمعنى Soul فهذا غير ممكن عملياُ.
قول الكتاب في (1يو 3: 15) "كل من يبغض أخاه، فهو قاتل نفس " أي قاتل للإنسان كله.
كذلك ما ورد في سفر الأعمال عن يوم الخمسين "اعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس" (أع 2: 41) أي أنضم ثلاثة آلاف شخصًا.
أيضًا يقول القديس بولس عمن كانوا معه في السفينة "كنا في السفينة جميع الأنفس مئتين وستة وسبعين" (أع 27: 37) يقصد بذلك عدد الأشخاص طبعًا وليس الأرواح.
وبنفس المعنى حينما يتحدث بطرس الرسول عن الذين خلصوا في الفلك، يقول "إذ كان الفلك يُبنى، الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء" (1بط3: 20). فالمقصود هنا بكلمة أنفس: الأشخاص وليس الأرواح.
أيضًا يقول الكتاب "جميع النفوس ست وسبعون نفسًا" (تك 46: 27). وهنا المقصود الأشخاص وليس مجرد نفوسهم.
وبالمثل قول ملك سادوم لأبينا إبراهيم "أعطني النفوس، وأما الأملاك فخذها لنفسك" (تك 14: 21). ولا يقصد أن يعطيه أرواح الناس فهذا مستحيل. إنما أعطني النفوس أي الناس، الأشخاص.
وبهذا المعنى كُتب في سفر حزقيال "النفس التي تخطئ هي تموت" أي الإنسان الذي يخطئ هو يموت. وليس موت النفس بمفهوم شهود يهوه.
فالموت هو طبيعة الجسد. ولكنه حينما يموت تبقى روحه حية. والروح أحيانًا يعبر عنها بكلمة النفس.
والسيد المسيح ميّز بين النفس والجسد.
· وذلك في قوله "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها" (مت 10: 28). وواضح من هذه الآية أن النفس لا تموت بموت الجسد. وواضح التمييز بينهما. وهكذا يتابع الرب في التمييز بينهما إلى أن يقول "بل بالحري خافوا من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم"، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولكن شهود يهوه لا يميزون بين النفس والجسد.
وهذا التمييز يظهر في قول المسيح "الروح نشيط، أما الجسد فضعيف" (مت 26: 41). وقول القديس بولس "اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل 5: 16). وأيضًا قوله "لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو 8: 1).
10- يقول القديس يعقوب الرسول: "الجسد بدون روح ميت" (يع 2: 26).
هنا تمييز بين الجسد والروح. وأيضًا ينسب الموت إلى الجسد فقط، إذا ما فارقته الروح.
11- هناك مواضع كثيرة في الكتاب تذكر فيها الروح وحدها، دون الجسد.
كما قال القديس إسطفانوس الشماس الأول عند استشهاده "أيها الرب يسوع اقبل روحي" (أع 7: 59). بل السيد المسيح نفسه قال وهو على الصليب "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي" (لو 23: 46). وقيل عن الرب إنه "إله أرواح جميع البشر" (عد 27: 16) كما سمى أيضًا "أبى الأرواح" في (عب 12: 9). وقال الرب لنيقوديموس "المولود من الروح، روح هو. والمولود من الجسد، هو جسد" (يو3: 6). فتكلم هنا عن الروح وحدها، كما ميز بينها وبين الجسد. وليس كما يعلّم شهود يهوه، بأنه لا تمييز بين الروح والجسد. وفي هذا التمييز يقول الرسول "لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة" (رو 8: 6).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/watchtower/death.html
تقصير الرابط:
tak.la/n54npbm