St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   H-G-Bishop-Makarious  >   00-Book-of-Maccabees-Introduction
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

مدخل إلى سفريّ المكابيين - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

الصدوقيين

 

Suddoceat لا شك أن الصدوقية حركة منشقة عن الفريسية، فإن مؤسسها ويدعى "صادوق" (حسب رأى الرابي ناثان/سنة 1000م) كان أحد تلاميذ أنتيجونوس الذي من "مسوكوه" وربما أساء فهم تعاليم معلمه أو أنكرها، فرفض فكرة قيامة الموتى والحياة الأبدية والملائكة والأرواح، ومن ثم قام بتأسيس حزب الصدوقيين، وأن كان البعض يرى أن الصدوقيين هم في الأصل أتباع صادوق رئيس الكهنة في عهد داود، والذي تعاقب نسله على رئاسة الكهنوت في عصر المكابيين وما بعده حيث تأسس هذا الحزب.

هذا وقد مثل الصدوقيين צדוקים الطبقة الأرستقراطية بين اليهود، واحتفظوا بعلاقات قوية مع الحكام، من أجل ضمان استمرارهم في المراكز القايدية وحصولهم على الثروة، لا سيما من وراء رئاسة الكهنوت والقيادات داخل الهيكل، حتى لقد أمسى منصب رئيس الكهنة لعبة سياسية.

وكما سبق أثناء حديثنا عن الفريسيين فقد كان هناك عداء تقليدي بين الفريقين، غير أنهم اتفقوا في معادتهم للمسيح! حيث وجه إليهم النقد، بسبب قيادتهم الأمة إلى حافة الهاوية.

أما المحتوى الديني لهذه الطائفة، فقد اشتمل على التمسك بالأسفار الخمسة للشريعة، وفي المقابل رفض التقليد (الشريعة الشفهية) التي تبناها الفريسيين، ورفضوا - كما سبق في بداية حديثنا عنهم - القيامة والملائكة والدينونة، راجع (مرقس 12: 18 ولوقا 20: 27 وأعمال 23: 8)

وأما عن اتجاهاتهم الدينية فقد كانوا يصرون على تنفيذ عقوبة "عين بعين وسن بسن" حرفيا، بينما تساهل الفريسيون في التنفيذ، وفي حالة الشهادة الزور، كان الصدوقيين يرون تنفيذ الحكم في شاهد الزور متى أعدم البريء، في حين رأى الفريسيين إعدام شاهد الزور بمجرد النطق بحكم موت البريء، وفي حالة الضرر الذي ينتج عن "ثور أو حمار" طلب الصدوقيين عقاب صاحبه، كما يعاقب أيضًا صاحب العبد لما اقترفه عبده من ضرر، بينما اعتبر الفريسيون العبد مسئولا عن خطأه.

كما تساهل الصدوقيين في حق الابنة في الميراث بينما تشدد الفريسيون، وبينما رأى الصدوقيين إمكانية تقديم الذبائح اليومية من العطايا التطوعية، أصر الفريسيين على تقديمها من خزينة الهيكل، وبينما دقق الصدوقيين في مواصفات البقرة الحمراء، سخروا -في المقابل- من مبالغة الفريسيين في طقوس الاغتسال.

ورأى الصدوقيين أن الله لا يتدخل مباشرة في أمور الناس، وبالتالي رفضوا فكرة سبق التعيين وأن الخير والشر ينحصران في دائرة إرادة الإنسان الحرة، بينما اعتقد الفريسيون بأن بعض الأفعال هي نتيجة العناية الإلهية بينما البعض الآخر نتيجة إرادة الإنسان الحرة.

هذا وبينما كان الفريسيون يقبلون الدخلاء (الوثنيين الراغبين الدخول في اليهودية / متى 23: 15) فإن الصدوقيين رفضوا ذلك.

 

نهاية هذه الطائفة:

وبعد أن تأرجحت كفتهم ما بين مناصرة الحاكم لهم وتمييز الفريسيين عليهم، انتهى بهم المطاف إلى أن خذلتهم "سالومى ألكسندره" والتي خلفت زوجها "جنايوس" سنة 76 ق.م. حيث ناصرت الفريسيين ذوى الشعبية الكبيرة عليهم، ثم انتقم هيرودس بعد ذلك من الصدوقيين سنة 37 ق.م. فضعفت سطوتهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). لا سيما بعد أن قلص هيرودس سطوة السنهدريم ونفوذ رئاسة الكهنوت فلم تعد بالوراثة، بل كما يقول يوسيفوس أنه خلال مدة 107 سنة (من زمن هيرودس حتى سقوط أورشليم) قام ما لا يقل عن 28 رئيس كهنة!!

غير أن نفوذهم أخذ في الازدياد بعد أن أصبحت اليهودية ولاية رومانية سنة 6 ق.م. وعادوا ليرأسوا الكهنوت ويصبحون أغلبية في السنهدريم ولكن ما أن دُمر الهيكل سنة 70 م. وتوقفت الخدمة والكهنوت حتى زال نفوذهم واختفوا من المسرح اليهودي.

وللأسف لم يترك الصدوقيين أي تراث لاهوتي أو عقائدي إيجابي، بعكس الفريسيين والذين يُعد اليهود الحاليين امتداد لجذورهم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/H-G-Bishop-Makarious/00-Book-of-Maccabees-Introduction/Makabayan-intro-093-Denominations-2-Suddoceat.html

تقصير الرابط:
tak.la/cvbz2t4