المطانيات هي السجود metanoia. فما هو المقصود بهذا السجود؟
الإنسان الروحي لا يرى السجود مجرد انحناء الجسد. وإنما أيضًا انحناء الروح والجسد.
لذلك يقول مع المرتل في المزمور "أما أنا فبكثرة رحمتك ادخل إلى بيتك، واسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك"...
وعبارة "مخافتك "تدل على خشوع الروح أثناء السجود. وعبارة "بكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك "تعني الشعور بعدم استحقاق. وهكذا يصيح الشماس أثناء القداس
"اسجدوا الله بخوف ورعدة"...
هنا المشاعر الروحية تصحب حركة الجسد.
أحيانًا تعتذر لإنسان وتضرب له مطانية metanoia، فلا يقبلها منك إذ يشعر أنها عمل جسداني لا روح فيه.
وقد تقول بعد ذلك: ماذا أفعل له أكثر من هذا؟ لقد ضربت له مطانية، وانحنيت برأسي إلى الأرض!!
يا أخي المهم أن تنحني روحك... لا تتمسك بحرفية المطانية دون روحها.
أما الإنسان الروحي ففي سجوده يقول مع داود النبي:
"لصقت بالتراب نفسي" (مز 119: 25).
وليس مجرد رأسي التي لصقت في سجودها بالتراب.
النفس التي تلتصق بالتراب هي مقبولة أمام الله والناس.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
قرأت لأحد الرهبان مقالًا في عيد الغطاس، شرح فيه كيف أن السيد المسيح انحنى أمام المعمدان، لكي يكمل كل بر، مع أن يوحنا المعمدان أقل من السيد المسيح بما لا يُقَاس، وليس أهلًا أن ينحني ويحل سيور حذائه... ثم ختم مقاله بعبارة: "أعطنا يا رب أن ننحني أمام مَن هم أقل منا... لكي نكمل كل بر"...!!
إن كنت ترى أنهم أقل منك، فما معنى الانحناء إذن؟! أهو حرفيات بغير روح؟ إننا نريد انحناء الروح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/prostration.html
تقصير الرابط:
tak.la/426qx73