كثيرون يصومون، ويظنون أن الصوم هو فقط الطعام النباتي. ويحاولون أن يجهزوا لأنفسهم أطعمة نباتية شهية جدًا في أكلها، ومغذية جدًا فيما يضيفونه عليها من ألوان الطعام النادرة والغالية الثمن...! ويتساءلون عن السمن النباتي، والجبنة النباتي، واللبن النباتي، والشيكولاتة النباتي. وينسون قول دانيال النبي عن صومه:
"كنت نائحًا ثلاثة أسابيع أيام، لم أكل طعامًا شهيًا، ولم يدخل فمي لحم ولا خمر. ولم أذهن" (دا 10: 2، 3).
وأحب أن أركز هنا على عبارة "لم آكل طعامًا شهيًا"... لأنه حيث يأكل الإنسان أطعمة شهية أثناء صومه، كيف يمكنه أن يسيطر على رغبات الجسد، وهو يعطيه ما يشتهيه من الطعام؟!
الإنسان الروحي يدرك أن الصوم في حقيقته هو إذلال للجسد، وانتصار على شهوة الطعام، وارتفاع فوق مستوى المادة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فلا يعتبر أن الصوم هو مجرد الطعام النباتي... إنما هو في صومه يهتم بعنصر المنع، أي منع جسده عنا يشتهيه، مهما كان ذلك طعامًا نباتيًا صرفًا.
ولهذا كثيرون يصومون ولا يستفيدون، لأنهم يسلكون في صومهم بطريقة حرفية شكلية.
ولم يدخلوا في روحانية الصوم، ولا في روحانية الوصية الخاصة بالصوم والقصد الإلهي منها!
وهكذا صاموا بالجسد، وكانت أرواحهم مفطرة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/fast.html
تقصير الرابط:
tak.la/q3krqbd