بعض نصائح نقولها للإنسان الضعيف الشاعر بضعفه:
ابعد عن العثرات، وعن كل الأسباب التي تقودك إلى الخطية، والتي لا تقوى على مقاومتها. ابعد عن كل تأثير سيء. ولا تضع في نفسك أنك أقوى من المحاربات. فقد قيل عن الخطية إنها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26). مادمت ضعيفًا، أعترف بضعفك، وابحث عن السبب، وتجنبه...
ونصيحة الابتعاد عن أسباب الخطية، تضعها لك الكنيسة في أول صلاة باكر إذ تتلو المزمور الأول: "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس".
وكما قال المرتل في المزمور "قوتي هو الرب، وقد صار لي خلاصًا" (مز 117). وقال أيضًا "لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء..." (مز 123). "إن لم يحرس الرب المدينة، فباطلا سهر الحارس" (مز 126). ويقول بولس الرسول "الجميع تركوني... ولكن الرب وقف معي وقواني" (2تي 4: 16، 17). اطلب إذن قوة من فوق. وقل "معونتي من عند الرب الذي صنع السماء والأرض" (مز 120).
عَمِّق صلاتك. فما أكثر الضعفاء الذين نالوا قوة بالصلاة، وانتصروا وغنوا قائلين "الحرب للرب" (1صم 17: 47)، "وليس لدى الرب مانع أن يخلص بالكثير أو بالقليل" (1صم 14: 6).
لا تفقد الأمل مطلقًا. لأن اليأس يحطم النفس، ويجعلك تستسلم ليد العدو، وتستمر في الخطأ. كأن لا فائدة من الجهاد!! ضع أمامك أمثلة كانت أسوأ من حالتك، وخلصها الرب من خطاياها. وشجع نفسك وقل: إن الله الذي خلص موسى الأسود، ومريم القبطية، وأوغسطينوس، ومريم المجدلية... لا بد سيخلصني أنا أيضًا...
ولكن ليس معنى هذا، أن تركن إلى ضعفك وتستمر فيه، معتمدًا على معونة إلهية لابد ستصلك!! وإنما جاهد.
واستمع إلى قول بولس الرسول وهو يوبخ العبرانيين قائلًا "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4). كل ما كان يملكه داود من سلاح، هو مجرد حصاة وضعها في مقلاعه، وتقدم إلى الصف، والرب هزم به جليات الجبار (1صم 17: 48، 49).
إن جهادك -مهما كنت ضعيفًا- يدل على رفضك للخطية، ورغبتك في التخلص منها. وهو في حد ذاته طلب إلى النعمة أن تتقدم.
لأنها هي نقط الضعف التي فيك. هذه التي تكررها في كل اعتراف، وتشكو منها باستمرار. ركز على هذه بالذات، بتداريب مستمرة لمقاومتها، وبأن تغصب نفسك على ذاتك، بل وتعاقب نفسك في كل سقوط، وتوبخها. طالبا معونة الرب.
يقول القديس بولس الرسول "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو 12: 2). وهذا يعني أن تتغير نظرتك إلى الأمور التي تخطئ فيها، بتجديد ذهنك. فكثيرون يسقطون بسبب فهم خاطئ لمعنى القوة، أو لمعنى الكرامة، أو بسبب فهم خاطئ لمعنى الحرية... إلخ. هؤلاء جميعًا يحتاجون إلى تجديد الذهن. يحتاجون إلى فهم سليم لحقيقة القوة والكرامة والحرية. وهذا الفهم الجديد والاقتناع به ويحفظهم من السقوط.
أنت تضعف أمام الخطية، إذا كنت تحب الخطية أكثر مما تحب الله ووصاياه. فإن دخلت محبة إلى قلبك، ستطرد محبة الخطايا من داخلك، وهكذا تصبح قويًا في مقاومة كل إغراء... وصدق ذلك القديس الذي قال إن التوبة هي استبدال شهوة بشهوة، أي أن شهوة الروح تَحِل محل شهوة الجسد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ومحبة الله تَحِل محل محبة العالم...
اسلك إذن في كل الوسائط الروحية التي توصلك إلى محبة الله. وعاشِر الذين يحبونه، واقرأ عن الذين أحبوه، وَتَمَثَّل بهم.
بطرس الرسول الذي خاف وضعف أمام جارية، وأنكر المسيح (مت 26: 69-75). هو نفسه الذي وقف في قوة أمام رئيس كهنة اليهود، وقال له "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29). وقال للرؤساء والشيوخ والكهنة "إِنْ كَانَ حَقًّا أَمَامَ اللهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ اللهِ، فَاحْكُمُوا. لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا" (أع 4: 19-20).
النعمة القادرة أن تقويك... لذلك تذكر قول القديس بولس الرسول "ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا" (رو 5: 20)... تزداد النعمة لتحميك من الخطية... وتذكر أيضًا قول الرسول "لأني حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا قوي" (2كو 12: 10)... ضعيف بذاتي، ولكن قوي بنعمة الله العاملة معي... التي تقويني.
لقد اختار ضعفاء العالم، ليخزي بهم الأقوياء (1كو1: 27)... في هؤلاء تظهر قوته. ولذلك أتذكر إنني كتبت مرة في مذكراتي "قال الشيطان لله: اترك لي يا رب الأقوياء، فإنني كفيل بهم. أما الضعفاء فلا أقدر عليهم. إذا في شعورهم بضعفهم يلجأون إليك، ويحاربونني بقوتك...".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/cure.html
تقصير الرابط:
tak.la/rfyrya3