إن كنت أنت ضعيفًا، فلا تيأس من ضعفك.
وإن رأيت شخصًا ضعيفًا، فلا تحتقر ضعفه، هوذا الرسول يقول:
"شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تأنوا على الجميع" (1تس 5: 14).
افتحوا طاقة من رجاء، لتضئ على الذين يسيرون في الظلمة خائفين ومضطربين. حدثوهم عن الرجاء وعن عمل الروح القدس، كيف أن الله يتدخل ولو في آخر لحظة. احكوا لهم قصص الذين سقطوا وقاموا، وصاروا من المنتصرين الغالبين.
الإنسان الروحي القوي، لا يفتخر على الضعيف ولا يستصغره، ولا يشهر به، بل على العكس يقويه، يمنحه من القوة التي فيه، التي أعطاه الرب إياها. يسند الضعفاء الذين سقطوا، ويعطيهم رجاء في التوبة. ويذكرهم بأن "الصديق يسقط في اليوم سبع مرات ويقوم" (أم 24: 16).
إن الله نفسه يسند الضعفاء، الذين كالأطفال. ويقول المزمور:
"حافظ الأطفال هو الرب" (مز 116: 6).
وفى بعض الترجمات يقال "يحفظ البسطاء"... مهما كانوا صغار النفوس.
لقد قال الرب عن الزرع الذي يعطي ثمرًا ثلاثين وستين ومائة، إنه زرع جيد (مت 13: 23). ونحن قد نعتبر أن الجيد هو الذي يعطي مائة، وبالتجاوز الذي يعطي ستين. ولكن حنان الله على الضعفاء، واعتبر أن الذي يعطي ثلاثين فقط، هو أيضًا زرع جيد. يكفي أنه يعطي ثمرًا.
حقًا إنه إله الضعفاء، وإله المساكين.
كان يزور العشارين والخطاة، ويحضر ولائمهم، ولم يحتقرهم مثلما احتقرهم الكتبة والفريسيون بل دعا واحدًا منهم هو متى وجعله رسولًا من الاثني عشر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ودخل بيت زكا، وقال: اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضًا ابن لإبراهيم (لو 19: 9). وبعد القيامة ظهر أولًا لمريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين (مر 16: 9).
إن الله لم يقف ضد الضعفاء، بل ضد المتكبرين.
لذلك يقول الكتاب إن "الله يقاوم المستكبرين" (يع 4: 6). إنه هو "المقيم المسكين من التراب، والرافع البائس من المزبلة ليجلس مع رؤساء شعبه" (مز 112). بل إن الرب يقول "إلى هذا أنظر إلى المسكين، والمنسحق الروح، والمرتعد من كلامي" (إش 66: 2)...
حقًا إن كل إنسان معرض للضعف.
وقد حكى لنا الكتاب سقطات للقديسين، وضعفات للرسل والأنبياء. فالذي يحتقر سقطة الضعيف، ما أسهل أن تقوى عليه حروب العدو فيسقط. وما أعمق نصيحة القديس بولس الرسول في قوله "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3).
الإنسان الروحي لا يدين أخاه الضعيف، بل يصلي لأجله.
يشفق عليه، ويطلب له من الرب معونة. ويعرف أنه ليس كل إنسان يصل إلى المستويات الروحية العالية. وليس الكل قد نالوا دفعة كبيرة من النعمة. والمواهب ليست واحدة، "ونجم يمتاز عن نجم في المجد" (1كو 15: 41).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/weak.html
تقصير الرابط:
tak.la/6f7hv4x