St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   pamphlet-6-ascension
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في عيد الصعود - البابا شنوده الثالث

10- الصعود يعطي روح الرجاء

 

تأملات في الصعود

الصعود يعطي روح الرجاء:

من كان يظن أثناء آلام الصلب، وما فيه من إهانات وتحقير، أنه سينتهي إلى هذا المجد في القيامة وفي الصعود وفي الجلوس عن يمين الآب؟! ألا يعطينا هذا ملء الرجاء حينما تحيط بنا الضيقات. فلنتذكر أنه بعد أحزان الجلجثة، توجد أفراح القيامة وأمجاد الصعود...

كل ما في المسألة، أن الأمر يحتاج إلى إيمان وثقة وإلى صبر.

هناك أشخاص حينما تأتيهم الضيقة تبتلعهم، وتظل نفوسهم داخلها، حبيسة داخل الضيقة، كأن لا خلاص!!

هؤلاء تنتهي حياتهم عند الجلجثة، في يأس بلا رجاء، ولو كانت قصة المسيح قد انتهت بصلبه، لصرنا أشقى الناس.

لكننا نفرح لأن قصة الصلب، أعقبتها القيامة، ثم الصعود. وفي القيامة أمكن تحطيم الموت، ولكن المسيح كان لا يزال على الأرض. أما الصعود، فقد ارتفع عن الأرض... في مجد - إلى السماء...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: The ascension into heaven - from "Life Of Christ For Young Disciples Bible" book, 1899. صورة في موقع الأنبا تكلا: الصعود للسماء - من كتاب "حياة المسيح للتلاميذ الصغار"، 1899 م.

St-Takla.org Image: The ascension into heaven - from "Life Of Christ For Young Disciples Bible" book, 1899.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصعود للسماء - من كتاب "حياة المسيح للتلاميذ الصغار"، 1899 م.

معجزة الصعود تعطينا لونًا من الرجاء من ناحيتين:

الأولى أن الذين أعثروا بصليب الرب وما صاحبته من إهانات ومن آلام، كان الرد عليها في مجد القيامة، ثم في مجد الصعود، وهكذا عاد الإيمان إلى الناس الذين ظنوا أن كل شيء قد انتهى بالصليب. وصار لنا رجاء أنه بعد كل صليب تأتي قيامة وصعود. وهذا الرجاء صاحب الشهداء والمعترفين في كل جيل.

الناحية الثانية من الرجاء أنه سيكون لنا المثل:

فكما صعد المسيح بجسد ممجد، سيكون لنا أيضًا جسد ممجد (في 3: 21). وكما أخذته سحابة عن أعين التلاميذ في صعوده، هكذا في اليوم الأخير سنأتي معه على السحاب. "فيمجد ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه" (1تس 3: 13)، متى "جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع" (يه 14-15)، حين "يأتي على السحاب وتنظره كل عين" (رؤ 1: 7). "ونحن الأحياء الباقين على الأرض سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس 4: 17)... حقًا ما أعظم هذا الرجاء...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وهذا الرجاء يعلمنا الصبر وانتظار الرب.

نصبر أولًا في تحقيق مواعيد الرب. الصبر على آلام الصليب، حتى تتحقق أمجاد القيامة والصعود.

والصبر على الصعود وترك الرب لنا بالجسد، حتى يتحقق قول الملاكين للرسل يوم الصعود "إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء، سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء" (أع 1: 11).

كذلك الصبر أيضًا الذي صبره الآباء الرسل في انتظار وعد الرب لهم بإرسال الروح القدس.

إنه صبر في رجاء. وهو رجاء مملوء بالفرح في إيمان بتحقيق مواعيد الرب. وكما قال الرسول "فرحين في الرجاء" (رؤ 12: 12).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وكان صعوده محفوفًا بثلاثة وعود:

أما الوعد الأول فهو إرسال الروح القدس ليكون معنا إلى الأبد. وهكذا سبق فقال لهم "الحق أنه خير لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت، أرسله إليكم" (يو 16: 7). وقد كان، وأرسل لهم الروح القدس بعد صعوده بعشرة أيام.

أما الوعد الثاني فهو قوله لهم "لا أترككم يتامى. إني آتي إليكم" (يو 14: 18). وقوله أيضًا "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت 28: 20). وقد حقق هذا الوعد أيضًا ولا يزال يحققه. وقد رآه القديس يوحنا الحبيب وسط الكنائس السبع (رؤ 1: 13، 20) وقد أمسك ملائكة الكنائس السبع -أي رعاتهم- في يمينه (رؤ 2: 1).

أما الوعد الثالث، فهو قوله لتلاميذه:

"وأنا إن ارتفعت عن الأرض، أجذب إليّ الجميع" (يو 12: 32).

يجذبنا إليه لنرتفع معه إلى السماء كما قال "أنا ماضٍ لأعد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا، آتي أيضًا وآخذكم إليّ. حتى حيث أكون أنا، تكونون أنتم أيضًا" (يو 14: 2-3).

إذن هو وعد بأن يكون معنا، ونكون معه، على الأرض وفي السماء. على الأرض "ها أنا معكم كل الأيام" و"حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي، هناك أكون في وسطهم" (مت 18:20). وفي السماء "حيث أكون أنا، تكونون أنتم أيضًا"... وكما قال بولس الرسول "سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس 4: 17)... ما أعظمه مجد...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قال لتلاميذه "ستكونون معي"، ليس على الأرض، إنما في السماء. إنما على الأرض أعدوا أنفسكم لتكونوا في السماء.

كنت معكم لما أخليت ذاتي، وستكونون معي لما دخلت في مجدي.

مَن يدرك هذه الحقيقة، وأنه سيكون مع الرب في صورة جسد مجده، لا بُد أنه سيحترم نفسه، ولا يذلها بالخطية، بل يعدها لترث الملكوت.

هذا المجد مع الرب في السحاب وفي السماء، لا يرثه الملتصقون بالتراب وبالمادة وبالأرض، والمحبون للعالم.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-6-ascension/spirit-of-hope.html

تقصير الرابط:
tak.la/d857sfn