هناك أمور كثيرة في المسيحية جميلة وعميقة ومؤثرة نبشر الناس بها، ولكن أجمل ما فيها هي الله نفسه وعلاقته بالبشر.
الله محب البشر، صانع الخيرات، ضابط الكل. الذي هو "أبرع جمالًا من بني البشر" (مز 45: 2) الذي خلق كل شيء جميلًا. وفي محبته لنا، خلقنا كشبهه على صورته ومثاله ومنحنا السلطان على كل ما خلقه على الأرض (تك 1: 26 - 28). ولما أخطأنا إليه، من فرط محبته لنا، فدانا وسهّل لنا طريق التوبة "وهكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).
إن البشارة بالمغفرة والفداء من أجمل ما تبشر به المسيحية.
![]() |
الله الذي قال عنه المرتل "لم يصنع معنا حسب خطايانا. ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض، قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا. كما يتراءف الأب على البنين، يتراءف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز 103: 10 - 14).
إنه الله الحنون الغفور الطيب...
الذي على الرغم من كسرنا لوصاياه، يقول "لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد" (أر 31: 34) "هل مسرة أسر بموت الشرير... إلا برجوعه عن طريقه فيحيا؟!" "كل معاصيه التي فعلها لا تُذكر عليه. في بره الذي عمل يحيا" (حز 18: 22-23). إنه الله الذي صالح العالم لنفسه "غير حاسب لهم خطاياهم" (2 كو 5: 19).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لما تأمل داود النبي في صفات الله الجميلة، قال في مزموره:
"أيها الرب إله الجنود، من مثلك؟!" (مز 89: 8) "يا الله من مثلك؟!" (مز 71: 19).
"مَن يشبه الرب؟" (مز 89: 6). حقًا، ليس لك شبيه يا رب بين جميع الآلهة. كما نقول في التسبحة وفي (مز 86: 8) "الرب مهوب على كل الآلهة. لأن كل آلهة الأمم شياطين" (مز 96: 4-5).
إنه الله المعطي دون أن نطلب، والمعطي فوق ما نطلب... المعطي لطيور السماء قوتها. والمعطي لزنابق جمالًا لم يكن لسليمان في كل مجده (مت 6: 26 - 29).
فلنبشر الناس، بأن الله هو الراعي الذي يحملنا على منكبيه فرحًا (لو 16: 5).
هو الراعي الذي قال عنه داود النبي "الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ" (مز 23: 1-3). وهو أيضًا الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف (يو 10: 11)... نعم هو الراعي الصالح الذي يبحث عنا إن ضللنا، ولا يستريح حتى يجدنا (لو15).
نبشر الناس بأن الله هو الله الحافظ المنجي المنقذ...
هو الذي إن نسيت الأم رضيعها، فهو لا ينسانا (أش 49: 15). هو الذي قال "لا أهملك ولا أتركك" (يش 1: 5). مهما كانت ضآلتنا فهو يهتم بنا. إنه إله الكل، حتى الضعفاء والصغار والمزدرى وغير الموجود (1 كو 1: 28). هو الجالس في الأعالي، والناظر إلى المتواضعات. "الغافر خطايانا والمنقذ حياتنا من الفساد" كما نقول في القداس الإلهي. هو الذي نقول له في الصلاة الربية "لا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير" (مت 6: 13).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-5-annunciation/god.html
تقصير الرابط:
tak.la/65tk33h